منصور عباس ليس زعيم الإخوان المسلمين في الداخل المحتل
الادعاء
منصور عباس زعيم جماعة الإخوان المسلمين في إسرائيل.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول وسائل إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده أنّ منصور عباس هو زعيم جماعة الإخوان المسلمين في إسرائيل، ووصفته بالإخواني، وزعمت أنه يُشارك في انتخابات الكنيست الإسرائيلي بعد أن تحالفت جماعته مؤخرًا مع يائير لبيد مؤسس حزب "هناك مستقبل"، لتشكيل حكومة إسرائيلية.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجده مضللاً، إذ تبين أنّ منصور عباس ليس زعيم جماعة الإخوان المسلمين في "إسرائيل" وليس إخوانيًّا كما هو متداول، بل هو نائب رئيس الحركة الإسلاميّة (الشق الجنوبي).
ففي السابق، تأسست الحركة الإسلامية على يد عبدالله نمر درويش ثم وقع انشقاق في الحركة بعد تحول في أيديولوجيا درويش وقرار الحركة خوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وانقسمت على إثرها إلى جنوبية بقيادة درويش، وشمالية يقودها الشيخ رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب المعتقلان في سجون الاحتلال، وتحظى الأخيرة بجماهيرية أكبر ومحظورة إسرائيليًا ولا تشارك في انتخابات الكنيست.
بدأت بوادر نشأة الحركة الإسلامية في الداخل المحتل منذ عام 1971، ولم تكن لها علاقة مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين، لكنها تبنت توجهًا مشابهًا لها من حيث الإيمان بأنّ الإسلام هو الحل والسعي إلى إقامة دولة إسلامية على كامل أرض فلسطين تحكمها الشريعة الإسلامية، واهتمت بالتأطير الديني والتربوي، والعمل الاجتماعي من خلال جمعيات ومؤسسات يحكمها قانون الاحتلال الإسرائيلي، وكان عبد الله درويش من أبرز مؤسسيها.
ناضل درويش ضد الاحتلال الإسرائيلي، وألقي عليه القبض عام 1981، ووجهت إليه تهمة الانتماء إلى تنظيم إسلامي في منطقة المثلث، وحيازة أسلحة، والقيام بعمليات عسكرية، ولم يُفرج عنه إلا عام 1984، وبعد أنّ دعا في السابق إلى الجهاد الإسلامي، تراجع عبد الله درويش عن مواقفه، بسبب اقتناعه بقوة التثقيف والإرشاد والتعليم كطريقة لنشر الدعوة وتطبيق الشريعة الإسلامية، ووجوب نبذ "العنف" كوسيلة للوصول إلى هذا الهدف.
وعارض درويش بعد خروجه من السجن، علانية المقاومة المسلحة، بل ذهب إلى التأكيد أنّها كانت "غلطة شباب". ورغم أنه أثنى على من قام بهذه النشاطات في حينها، فقد أكد ضرورة احترام القانون الإسرائيلي.
وبعد اتفاق أوسلو، عرفت الحركة خلافات حوّلتها لأجنحة قبل الانتخابات البرلمانية عام 1996 بعدما أسس عبد الله درويش تيارًا في الحركة وتحالف مع الحزب الديمقراطي العربي وخاض معه في قائمة واحدة الانتخابات، فانقسمت الحركة بهذا إلى ثلاثة أجنحة: الأول جنوبي بقيادة درويش، والثاني شمالي يقوده الشيخ رائد صلاح، وله علاقة تعاون مع الحركات الوطنية الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة، ورفض هذا الجناح منهج مفاوضات السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وهناك جناح ثالث في الشمال بقيادة كمال الخطيب الذي كان له موقف رافض للمشاركة في الانتخابات الإسرائيلية. لكنّ جناحي الشمال توحدا لاحقًا في الحركة الإسلامية بالفرع الشمالي بقيادة رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب، مقابل الحركة الإسلامية بالفرع الجنوبي بقيادة إبراهيم صرصور، ثم خلفه حماد أبو دعابس ونائبه منصور عباس.
وفي عام 2015، وقّع وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، اعتبار الحركة الإسلامية بشقها الشمالي تنظيمًا محظورًا، استنادًا إلى قانون "أنظمة الدفاع" (حالة طوارئ) فرضته حكومة الانتداب البريطاني في العام 1945، بواسطة المندوب السامي.
مؤخرًا، أبلغ زعيم حزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد، الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، أنّه تمكن من تشكيل حكومة، وذلك بعد حصوله على تفويض رؤساء أحزاب "كتلة التغيير" ورئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، على اتفاق يمهّد الطريق لتشكيل حكومة التناوب مع رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت.
اقرأ/ي أيضًا:
صورة السنوار وهو جالس على الأريكة في منزله المدمر وليس في مكتبه