وحدة رصد الزلازل لم تسجّل هزّة أرضية في محافظة المنستير التونسية

تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ وحدة رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني التونسي للرّصد الجوي لم تُسجل خلال الساعات الفائتة أيّ هزات أرضية سواءً في محافظة المنستير أو في المحافظات الأخرى.

وتبيّن أن الفيديو المرفق قديم وهو من تقرير بثّه التلفزيون الرسمي التونسي، ويتحدث عن تسجيل هزّة أرضية في محافظة المنستير في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2013.

لم تسجل تونس وقوع هزات أرضية مؤخرًا

أكد حسان حامدي، رئيس مصلحة الجيوفيزياء التطبيقية بالمعهد الوطني للرصد الجوي، في حديث لمسبار أنّ الأخبار المتداولة عن تسجيل هزّة أرضية في محافظة المنستير زائفة.

وقال حامدي إنّ الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في المعهد الوطني للرصد الجوي لم تُسجل وقوع هزات أرضية في التراب التونسي خلال الأيام الفائتة، خصوصًا تلك التي تلت زلزال المغرب.

وبالبحث أكثر، عثر مسبار على جدولٍ محيّنٍ للأحداث الزلزالية التي شهدتها تونس، أعدّه المعهد الوطني للرصد الجوي. وأظهر الجدول أن أحدث هزة أرضية سُجّلت في تونس كانت في 14 أغسطس/آب 2023، وحدد مركزها جنوبي جزيرة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس، فيما بلغت شدّتها 3,7 درجة على مقياس ريختر.

هل تونس منطقة زلزالية نشطة؟

أكّد رئيس مصلحة الجيوفيزياء التطبيقية في المعهد الوطني للرصد الجوي، حسان حامدي، أن تونس تتميز بنشاط زلزالي مُعتدل، وذلك لبُعدها عن الصدع الذي يفصل بين الصفيحتين الأفريقية والأوراسية (الأوروبية-الآسيوية).

وأضاف حامدي أن الحركة الزلزالية في تونس تُصنف من ضعيفة إلى متوسطة، إذ لم تتجاوز قوّة الهزات التي سُجّلت على مرّ التاريخ في البلاد الخمس درجات على مقياس ريختر، وأنّها تضرب بمعدل 30 إلى 40 هزة في السنة.

محافظة المنستير عرضة للهزات الأرضية 

وكانت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي قد سجلت هزّة أرضية بتاريخ 9 مارس/آذار 2023، بلغت شدّتها 2.5 درجات على سلم ريختر وحدد مركزها، حسب التقديرات الأولية، بسواحل مدينة المنستير (حوالي 11.7 كم شمال شرقي المدينة).

وبتاريخ 10 مارس 2023، سُجّلت هزّة أرضية ثانية حُدّد مركزها جنوبي مدينة زرمدين في محافظة المنستير، في حين بلغت شدتها 2,6 درجة علـى سلم ريختر.

وحددت حينها التقديرات الأولية مركز الهزة عند مستوى 35.54 درجة خط عرض و10.73 درجة خط طول.

وتعدّ محافظة المنستير من أكثر المناطق عُرضة للهزّات الأرضية، إذ شهدت سنة 2013 هزة بقوة 4.5 درجة، تسببت حينها بتصدع عدد من المباني وبتشكل فتحات في الأرض، وشملت الأضرار المعلم التاريخي "رباط المنستير".  كما تُسجّل هزّات أرضية سنوية غالبًا ما يشعر بها السكان.

الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية 

أظهر تقرير صدر عن البنك الدولي عام 2013 عن الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية، أن الزلازل تأتي في المرتبة الثانية كأكثر الكوارث انتشارًا في المنطقة، وأنّها تتساوى مع السيول والفيضانات من حيث حجم الأضرار التي تخلفها.

كما كشف التقرير أن السيول والفيضانات هي أكثر الكوارث التي تقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأنّها تتسبب بخسائر ضخمة.

وقال التقرير إن “الكوارث الطبيعية التي تعرفها المنطقة العربية تترك آثارًا قويةً على المدن، لاسيما في التجمعات السكنية العشوائية التي غالبّا ما تكون الأكثر عرضة للخطر”.

ويأتي تداول هذا الادعاء بعد أيّام من الزلزال المّدمر الذي ضرب مدنًا وقرى مغربية، وتسبب في مقتل نحو 2946 شخص وإصابة 5646.

بينما خلّف الإعصار الذي ضرب مدينة درنة شرق ليبيا الأحد الفائت ما لا يقل عن 5000 آلاف قتيل وآلاف المفقودين.

اقرأ/ي أيضًا

ما حقيقة الأرقام المتضاربة حول أعداد موظفين يعملون بشهادات مزورة في تونس؟

هل يُعد الاحتكار سببًا رئيسيًّا لأزمة الخبز في تونس؟