شهادة قديمة لمراسل نمساوي حول حجم الدمار الذي شاهده خلال تغطيته وليست من غزة

تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وهو من شهادة صحافي نمساوي، كان يغطي حرب تموز في لبنان عام 2006، وليس خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وثائقي حول حرب تموز

نُشرت شهادة الصحافي النمساوي غيرهارد توشلا، ضمن شهادات أخرى لصحافيين حول حرب تموز 2006 في لبنان، في الحلقة الرابعة من وثائقي "موطني: قصة مدينة وحرب"، الذي بثته قناة المنار.

وقال الصحافي، حينها، إنّه غطى ثمانية حروب ولم يرَ مثل الدمار الذي حل بالضاحية الجنوبية لبيروت. وأضاف "كصحافي لا يجب أن نذهب للحكم على الطرفين في الحرب من المحق ومن المخطئ، ولكن هذا الذي تراه هنا هو جريمة حرب، كصحافي أستطيع أن أقول هذا، هناك مدنيون يسكنون هنا".

حرب تموز 2006

بدأت حرب تموز، عقب مهاجمة عناصر من حزب الله بتاريخ 12 يوليو/تموز 2006، لدورية إسرائيلية، حيث قتلوا ثلاثة جنود إسرائيليين وأسروا جنديين آخرين، فرد الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية استمرت 33 يومًا.

ووفق تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش “أودت الحرب بحياة ما لا يقل عن 1109 لبنانيًا أغلبيتهم العظمى من المدنيين، فضلًا عن 4399 جريحًا، وما يقدر بنحو مليون نازح”. ووفق المنظمة، أدت الحرب أيضًا إلى “مقتل 43 مدنيًّا إسرائيليًّا إضافةً إلى 12 جنديًا، فضلًا عن جرح مئات المدنيين الإسرائيليين الآخرين”.

كما نفذت “الطائرات الحربية الإسرائيلية في لبنان نحو 7000 غارة قصف بالقنابل أو الصواريخ، إلى جانب عددٍ كبير من جولات القصف المدفعي والبحري، تسببت في تدمير كامل لعشرات الآلاف من المنازل اللبنانية، مع إلحاق أضرارٍ جسيمة بعشرات الألاف من المنازل أيضًا”، وفق المصدر ذاته.

منع الصحافيين الأجانب من التغطية في قطاع غزة؟

أوضحت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، أنّه لا يوجد صحافي أجنبي يقوم بالمراسلة من قطاع غزة، أو لا يستطيع الدخول إلى المنطقة لتغطية الوضع. وبينت أنّ "الصحافيون الفلسطينيون وحدهم يستطيعون نقل ما يحدث". إذ تعتمد أغلب وسائل الإعلام الأجنبية على مراسلين محليين لتغطية الحرب.

وفي الشهر ذاته، وقع 100 صحافي فرنسي عريضة للسماح لهم بإطلاع الجمهور على الأحداث في القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية، في 27 أكتوبر الفائت، إنه لا يستطيع ضمان سلامة صحفييهما العاملين في قطاع غزة، بعد أن سعت الوكالتان للحصول على ضمانات بأن الجيش لن يستهدف المراسلين الذين يعملون لصالحهما، بضربات إسرائيلية.
وسمح جيش الاحتلال لبعض الصحافيين بمرافقة قواته خلال اقتحامه مستشفى الشفاء في نوفمبر الفائت، من بينهم مرسل قناة فوكس نيوز.

استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: 60 يومًا من الحرب

يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم 60 موديًا بحياة الآلاف من المدنيين، ومخلفا دمارًا واسعًا في البنية التحتية، خاصة منها الصحية، مع تقدم التوغل البري الإسرائيلي في عدة مناطق من القطاع.

وارتفعت حصيلة المدنيين الذين قضوا خلال العدوان الإسرائيلي، وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أمس الاثنين الرابع من ديسمبر/كانون الأول، إلى 15 ألفًا و899 مدنيًّا وإصابة 42 ألفًا آخرين.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو قديم وليس لعصابة إسرائيلية تهرّب أعضاء الأطفال الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة

المشاهد قديمة وليست لضباط أميركيين يعتنقون الإسلام تأثرًا بأحداث غزة