تحقيق مسبار
ربّما سمعتم الكثير عن حوادث اختفاء السفن والطائرات والغواصات في ظروف غامضة وغير معروف أسبابها في المنطقة التي تسمّى مثلث برمودا، معظم هذه الحوادث حصلت دون إنذارات أو حتى نداءات استغاثة من الطواقم التي اختفت دون معرفة مصيرها.
هناك العديد من النظريات والتفسيرات حول هذه المنطقة ومنها ما يصل إلى حد الخرافة، في هذا المقال سوف نحاول التعرّف على هذه المنطقة، حدودها، تاريخها، بعض حوادث الاختفاء التي حصلت، الخرافات المتناقلة عنه، والنظريات والتفسيرات التي وُضعت لمحاولة فهم الذي يحصل فيها.
تاريخ مثلث برمودا
كان أول استخدام لمصطلح "مثلث برمودا" عام 1964 عندما أشار إليه الصحفي فينسيت جاديس في مقال نشره في مجلة "men’s pulp"، وبعد هذا المقال انتشر المصطلح في الكثير من الصحف وقنوات التلفاز.
سابقاً، نقل بعض المؤرخين عن رحلة كريستوفر كولومبوس الأولى أنّه وخلال إبحاره لاكتشاف العالم وعندما مرّ في منطقة مثلث برمودا رأى والطاقم المرافق له لهبًا كبيراً يخرج من تلك المنطقة اعتُقد انه بسبب نيزك، وبعد عدة أسابيع ظهر ضوء غريب من نفس المنطقة التي ظهر منها اللهب الأول، كما نُقل عنهم حدوث اضطرابات في حركة مؤشر البوصلة أيضاً.
أين يقع مثلث برمودا:
سمّي مثلث برمودا بهذا الاسم لأن المنطقة تقع بين ثلاثة نقاط تشكل مثلثاً متساوي الأضلاع، حيث تمتد المنطقة بين ميامي في ولاية فلوريدا، برمودا التابعة لبريطانيا وبورتوريكو. تقدّر مساحة منطقة مثلث برمودا بـ 500000 ميل مربع.
حوادث الاختفاء في مثلث برمودا
الرحلة رقم 19
كانت هذه الحادثة هي الأولى التي يتم التحدث عنها، في عام 1945 أقلعت خمس قاذفات أمريكية من قاعدتها في فلوريدا، اختفت الخمسة طائرات فوق منطقة مثلث برمودا ولم يعثر على أي أثر لهن، في اليوم التالي أرسلت العديد من السفن والطائرات للبحث لكن دون نتيجة.
طائرة DC-3
في عام 1948 اختفت طائرة من نوع DC-3 بعد اقلاعها من بورتوريكو في رحلتها إلى ميامي، كان على متن هذه الطائرة 29راكباً بالإضافة إلى طاقمها المكون من ثلاثة أفراد، ذكرت التقارير أن الطائرة كانت على بعد 50ميلاً جنوب ميامي قبل اختفاءها، ولم يعثر عليها أبداً.
خرافات وأساطير
هنا الكثير من النظريات غير العلمية المستندة إلى خرافات يتداولها الناس، نذكر منها:
-
الكائنات الفضائية
تدور هذه النظرية حول نقطتين، الأولى تفترض أنّ الكائنات الفضائية تستخدم منطقة مثلث برمودا كبوابة للعبور من وإلى كوكبنا. أما الثانية فتقول أنّ الكائنات الفضائية تمتلك محطة أبحاث في تلك المنطقة وتقوم بأسر السفن والطائرات والناس لإجراء البحوث عليهم.
-
مدينة أتلانتس المفقودة:
يفسّر المتناقلون لهذه الخرافة أنّ المدينة هذه كانت تعيش تحت مثلث برمودا تصدر موجات هائلة تعمل على تدمير كل شيء يمر فوقها.
-
أرواح الأفارقة
يعتقد المنظرون لهذه الخرافة أن أرواح الأفارقة الذين كان يتم إحضارهم من إفريقيا كعبيد وتم رميهم في قاع البحر لا زالت تطارد المكان، ويدّعي البعض أنّه بالإمكان سماع أصواتهم المخيفة في منطقة مثلث برمودا
-
مراكز أبحاث دولية
يحمّل البعض مسؤولية حوادث الاختفاء على مركز تابع للبحرية الأمريكية يقع بالقرب من منطقة مثلث برمودا، إذ يقولون أنّ المركز يعمل على تجريب بغض التقنيات السرية وهذه الأخيرة هي المسؤولة عن تلك الاختفاءات.
النظريات العلمية:
بعدما تعرفنا على النظريات المستندة على الخرافات، سوف نبحث الآن في النظريات المستندة على العلم والتفسيرات العلمية المحتملة، ومن أبرز هذه التفسيرات:
-
الأعاصير المدارية:
هذه الأعاصير حقيقية، تحدث بالعادة في المياه الاستوائية، وقد تسببت بالفعل بغرق وموت آلاف البحارة، ويعتقد أن هذه الأعاصير هي المسؤولة عن حوادث الاختفاء التي تحدث في مثلث برمودا.
-
الضباب الإلكتروني:
يعتبر الضباب الإلكتروني تفسيراً منطقياً لما يحدث في مثلث برمودا، إذ يسبب الضباب الإلكتروني في حال التصاقه بالطائرة أو السفينة خللاً في معدات المركبة، مثل اضطراب حركة البوصلة.
-
غاز الميثان:
يمكن للانفجارات التي تحدث في قاع البحار والمحيطات أن تنتج غازات كغاز الميثان، إذ يسبب انكشاف الغازات العميقة تقليلاً في كثافة الماء بشكل كبير، وبالتالي غرق السفن إلى قاع البحر. كما يمكن للغاز ان يؤثر على الطائرات عن بعد.
-
الغيوم السداسية:
يعتبر هذا التفسير من أحدث النظريات الموضوعة لمحاولة تفسير ما يحدث في منطقة مثلث برمودا، حيث بإمكان هذه الغيوم تشكيل قنابل هوائية تسبب رياحاً قوية جداً.
اقرأ أيضاً: