تحقيق مسبار
أعراض الحمل متنوعة ومربكة وليست ممتعة كما تشتكي منها النساء الحوامل، فمن غثيان الصباح والتقيؤ والارتجاع الحمضي إلى تورّم الكاحلين وتقرّح الظهر، يمكنك تخيل الانزعاج الذي تعاني منه المرأة الحامل. الإسهال أحد هذه الأعراض، وهذا يطرح السؤال، هل الإسهال من علامات الحمل؟
في هذه المقالة سوف نتعرّف على أعراض الحمل، ومعرفة ما إذا كان الإسهال من علامات الحمل فعلًا، كما سوف نتعرّف على الأسباب المحتملة لحدوث الإسهال أثناء الحمل، وما إذا كان إسهال الحمل خطيرًا أم لا.
أعراض الحمل
كل أم حامل تمر بالكثير من التغييرات في جسمها مع بداية نمو الجنين بداخلها، وذلك لأنّ الهرمونات المُنتَجة أثناء الحمل تحاول تلبية احتياجات البقاء لكل من الأم والطفل في الوقت ذاته. لذلك يمكن أن يؤدي هذا إلى العديد من الاختلافات في الأعراض وأنشطة الجسم بما فيها الجهاز الهضمي، فقد تسمع الكثير عن غثيان الصباح والإمساك، ولكن قد تسمع القليل عن الإسهال، وعلى الرغم من أنّه قد لا يحصل على الكثير من الاهتمام، إلّا أنّ الإسهال هو مشكلة أخرى في الجهاز الهضمي يمكن أن تواجهها النساء الحوامل.
هل الإسهال من علامات الحمل؟
تَعتبر بعض النساء الإسهال علامة مبكرة على الحمل. صحيح أنّ تغيرات الهرمونات في وقت الحمل يمكن أن تُسبب مشاكل في المعدة وحتى يمكن أن تؤدي إلى الإسهال، ومع ذلك، فإنّ تغيّرات الثدي والإرهاق والغثيان هي أعراض أكثر شيوعًا للحمل، وذلك لأنّ الإسهال قد يكون ناتجًا عن أسباب مختلفة غير الحمل، كثير منها لا علاقة له بالحمل. فربما تكون الحامل قد غيرّت نظامها الغذائي فتحسَّسَ الجهاز الهضمي أو ربّما أصابتها عدوى ما في الأمعاء، كما قد يكون عسر الهضم واضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات الجهاز البولي أيضًا سببًا في ظهور الإسهال.
هل الإسهال من علامات الحمل المبكرة؟
قد يبدو مستغربًا اعتبار الإسهال من علامات الحمل المبكرة، لذا تسأل العديد من النساء عن الإسهال كحالة مرضية وعن علاقته بعلامات الحمل المبكر، وهل الإسهال من علامات الحمل المبكرة فعلًا؟ تُفسر هذه الفقرة العلاقة بين الإسهال وعلامات الحمل المبكرة، كذلك تعدد بعض الأسباب المرضية المخفية التي قد تؤدي إلى الإسهال في مرحلة الحمل المبكرة.
بداية لا بد من القول إن الإسهال يعتبر من علامات الحمل المبكرة لدى بعض النساء، وقد لا يقتصر الإسهال على مراحل الحمل المبكرة فقط، إنما قد يتعدى الأمر بداية الحمل ليستمر الإسهال مرافقًا للمرأة أثناء مراحل الحمل اللاحقة أيضًا. أما عن السبب الذي يجعل الإسهال من علامات الحمل المبكرة في المقام الأول، فيعود ذلك إلى إفراز هرمون البروستاجلاندين في جسم المرأة الحامل، إذ يحفز ذلك الهرمون من حركة الأمعاء والقناة الهضمية بصفة عامة، كما إنه يسرع مرور البراز في الأمعاء، مما يتسبب بحالات الإسهال لدى بعض النساء خلال الحمل والدورة الشهرية أيضًا، لذلك بالإمكان اعتبار الإسهال من علامات الحمل المبكرة، مع التشديد على أن الإسهال لا يمثل العلامة الوحيدة أو القاطعة لحصول الحمل، إذ يحث الأطباء والمختصون في المجال النساء على إجراء فحص البول المنزلي أولًا للتأكد من حصول الحمل، كذلك زيارة طبيب النسائية والتوليد للتحقق من الحمل عن طريق فحص الدم ثانيًا. هذا ولا بد من الإشارة إلى أن الإسهال كإحدى علامات الحمل المبكرة لا يرتبط بإفراز هرمون البروستاجلاندين حصرًا، فقد يكون الإسهال في مراحل الحمل الأولى ناجمًا عن أحد الأسباب التالية:
1- أثر جانبي: قد يكون الإسهال أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، إذ تسهم بعض مكونات الأدوية في امتصاص البراز لكمية أكبر من الماء والكهارل من المعدة، مما يقود النساء اللواتي قد بدأن أخذ الدواء قبيل الحمل إلى الاعتقاد حتمًا إن الإسهال من علامات الحمل المبكرة، دون الربط بين أخذ الدواء الجديد وبين حدوث الإسهال.
2- التهاب معوي: قد يتزامن حصول الحمل مع إصابة المرأة ببعض الالتهابات المعوية، وهذا ما يقود بعضهن للربط بين الإسهال الحاصل نتيجة الالتهاب المعوي وبين علامات الحمل المبكرة الأخرى، وللتفريق بين الإسهال الناجم عن الالتهاب المعوي والإسهال الناجم عن تقلبات هرمون الحمل، والذي يعتبر من علامات الحمل المبكرة، لا بد من ذكر أعراض الالتهاب المعوي، وتاليًا أبرزها:
- قد يترافق الإسهال الناجم عن الالتهاب المعوي مع وجود الدم في البراز.
- يشعر أغلب الأشخاص المصابين بالالتهابات المعوية بالغثيان وقد يصاب بعضهم بالتقيؤ.
- ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بالقشعريرة أيضَا.
- يعاني الأشخاص المصابين بالالتهابات المعوية من الدوار والدوخة.
3- الإصابة ببعض الاضطرابات المعوية: قد يكون الإسهال ناجمًا عن الإصابة ببعض الاضطرابات المعوية التي تجهل المرأة الإصابة بها، وحالما يثبت وجود الحمل تعتقد المرأة قطعًا أن الإسهال هو إحدى علامات الحمل المبكرة، وذلك لعدم تشخيص المرأة بالإصابة بأحد تلك الاضطرابات المعوية قبل الحمل، وتعتبر الحالات المرضية التالية من ضمن الاضطرابات المعوية التي تسبب الإسهال:
- أمراض الأمعاء ومن ضمنها مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
- متلازمة القولون العصبي (irritable bowel syndrome).
- مرض الاضطرابات الهضمية (celiac disease).
- فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة.
4- أسباب أخرى: قد يكون الإسهال في أول الحمل ناجمًا عن الإصابة بأحد أنواع حساسيات الطعام مثل تحسس اللاكتوز، أو استجابة لبعض أنواع كحول السكر مثل الزايلو وغيرها. كما قد تصاب بعض النساء بالإسهال نتيجة لتغيرات الحمية الغذائية التي قد يقمن بها في بداية الحمل، وقد يظهر الإسهال كعلامة من علامات الحمل المبكرة، نتيجة لإصابة المرأة ببعض القلق والتوتر النفسي في بداية الحمل.
هل الإسهال من أعراض الحمل؟
يفهم العاملون في المجال الصحي السبب وراء طرح سؤال هل الإسهال من علامات الحمل على أنه رغبة في التأكد من أن الإسهال لا يشكل خطرًا على الحمل، كذلك معرفة ما إذا كانت الحالة طبيعية أم مقتصرة على إحدى النساء دون الأخريات، لذا يتلقى العديد من الأطباء هذا السؤال من الأمهات الجديدات. ولغايات الإيضاح لا بد أولًا من تعريف مصطلح الإسهال قبل الإجابة عن هذا السؤال، لذا تبدأ هذه الفقرة بتعريف مصطلح الإسهال، ثم تنتقل إلى الإجابة عن السؤال، وذلك عن طريق إيضاح العلاقة بين الإصابة بالإسهال في بداية الحمل وبين التقلبات الهرمونية المرافقة للحمل.
علميًا يُشخص الفرد بالإصابة بالإسهال عندما تتجاوز عدد مرات التبرز الثلاث مرات خلال أربع وعشرين ساعة، وعادة ما يرتبط ذلك بزيادة حجم البراز أيضًا. ومن الممكن اعتبار الإسهال من أعراض الحمل ولكنه ليس شرطًا من شروط حصول الحمل، وهذا يعني أن بعض النساء قد لا يعانين من تلك المشكلة بتاتًا، بل على العكس قد تعاني نسبة من النساء من الإمساك في بداية الحمل، إذ تختلف أجسام النساء في الاستجابة لنفس المؤثرات، وبناء على ذلك يأتي الاختلاف النسبي في الأعراض بينهن.
وقد يحصل أن يُفاقم الحمل من أعراض بعض الحالات المرضية المرتبطة بالإسهال، إذ تشتكي بعض النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي مثلًا من الإسهال في بداية الحمل. ولا تقتصر الإصابة بالإسهال في بداية الحمل على هذه الفئة فقط، إنما تتسع لتشمل نسبة كبيرة من النساء، لهذا السبب يصح الإجابة على سؤال هل الإسهال من أعراض الحمل؟ بنعم، إذ تعاني العديد من النساء من الإسهال خلال الثلث الأول من الحمل. وبحسب المصادر الطبية فإن الإصابة بالإسهال في بداية الحمل قد يرتبط بأحد الأسباب التالية:
- استجابة الجهاز الهضمي لهرمونات الحمل: تصاب بعض النساء بالإسهال في بداية الحمل كاستجابة لبعض هرمونات الحمل التي تفرزها المبايض في الدم، إذ تؤثر تلك الهرمونات على عمل الجهاز الهضمي وتسبب الإسهال لنسبة كبيرة من النساء في أول الحمل، لهذا السبب تعتبر بعض النساء الإسهال من أعراض الحمل لديهن.
- ضغط الجنين النامي على الجهاز الهضمي: قد يُسهم حجم الجنين النامي في بداية الحمل وخلال الأشهر التي تلي ذلك في حدوث الإسهال، إذ يفرض الجنين نوعًا من الضغط الجسدي على جدار الأمعاء، لذلك يعتبر الإسهال من أعراض الحمل المستمرة، التي قد ترافق العديد من النساء خلال فترة الحمل وتزداد الحالة باقتراب موعد الطلق والولادة.
- أسباب نفسية: تشعر العديد من النساء بالقلق والتوتر الشديد خلال أشهر الحمل الأولى، وقد تصاب بعضهن بالاكتئاب خلال تلك الفترة، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية تدعم تلك النظرية، إلا أن هناك العديد من المصادر التي تشير إلى ارتباط الحالة النفسية بصحة الجهاز الهضمي، مما يعني أن القلق والتوتر في بداية الحمل قد يؤدي إلى الإسهال، خاصة عند النساء الحوامل اللواتي يعانين أصلًا من اضطرابات الجهاز الهضمي، والتي قد تشمل الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
وبالإضافة إلى النقاط أعلاه، والتي تجعل الإسهال من أعراض الحمل، هناك بعض الأمراض المعدية التي تؤدي إلى الإصابة الإسهال والتي لا ترتبط بالحمل، إنما ترتبط بالتقاط بعض أنواع الجراثيم قبيل الحمل أو بشكل متزامن معه، تاليًا أكثر العوامل المرتبطة بالإصابة بالإسهال عند بعض النساء الحوامل:
- السالمونيلا.
- الشيغيلا.
- الإصابة بالتسمم الغذائي.
- تفاقم مرض التهاب الأمعاء.
هل ألم البطن والإسهال من علامات الحمل؟
من باب الإيجاز وإجابةً عن سؤال هل ألم البطن والإسهال من علامات الحمل؟ فإن الإجابة المقتضبة هي نعم، يعتبر ألم البطن والإسهال من علامات الحمل، وللتعمق أكثر في الإجابة تذكر الفقرة أدناه العلاقة بين ألم البطن والإسهال والحمل، كما تذكر بعض أسباب الإصابة بألم البطن أثناء الحمل، وأخيرًا تعدد بعض الطرق التي تخفف من ألم البطن والإسهال اللذين يعتبران من أعراض الحمل الشائعة لدى الغالبية العظمى من النساء.
يعتبر ألم البطن والإسهال من علامات الحمل التي قد ترتبط ببعضها في بعض الأحيان، إذ تؤدي الإصابة بالإسهال المتكرر الناجم عن الحمل إلى الشعور بالألم في البطن، هذا وتشير أغلب المصادر إلى التغيرات الهرمونية كأحد أبرز أسباب الإصابة بالإسهال في بداية الحمل، إذ يعتقد أن هرمونات الحمل تؤثر على انتظام عملية الهضم وعلى ذلك فهي تقود إلى الإسهال، وهو ما يفسر اعتبار ألم البطن والإسهال من أعراض الحمل. بينما قد تسبب بعض الممارسات التي تقوم بها الحامل في بداية الحمل إلى الإصابة بالإسهال، وهو ما يجعل ألم البطن والإسهال مرتبطًا بعلامات الحمل نوعًا ما. تاليًا أبرز الممارسات التي قد تؤدي إلى ألم البطن والإسهال عند الحامل:
- المكملات الغذائية: تلجأ العديد من النساء الحوامل إلى أخذ فيتامينات الحمل وبعض المكملات الغذائية فور معرفتهن بحصول الحمل، وقد تشتمل بعض أنواع المكملات الغذائية على بعض الأضرار الجانبية الصحية مثل ألم البطن والإسهال.
- زيادة كميات الطعام: تقوم بعض النساء الحوامل بزيادة كميات الطعام التي يتناولنها عند التأكد من حصول الحمل، ويرجع ذلك إما لرغبتهن في تحسين نوع الغذاء الذي يتناولنه أو لاعتقادهن خطأً إن عليهن أن يتناولن وجبتهن الاعتيادية بالإضافة إلى وجبة إضافية من أجل الجنين.
- التهاب الأمعاء: قد تصاب بعض النساء الحوامل ببعض التهابات الجهاز الهضمي قبل الحمل، والتي تسبب الشعور بألم البطن والإصابة بالإسهال، لذلك يشدد الأطباء على ضرورة الوقاية من هذا النوع من العدوى، كونها تشكل خطرًا على الحمل.
ونظرًا لكون ألم البطن والإسهال من أعراض الحمل الواسعة الانتشار، والتي تعاني منها العديد من النساء الحوامل، ينصح الأطباء باتباع التوصيات أدناه بغرض التخفيف من شدة أعراض ألم البطن والإسهال خلال الحمل:
- تغيير الحمية الغذائية: ينصح المختصون النساء الحوامل اللواتي يعانين من أعراض ألم البطن والإسهال خلال الحمل، بإجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي الخاص بهن، وتضمين الحمية بعض أنواع الأطعمة الطرية والقليلة في محتوى الألياف، إذ تساهم الألياف الغذائية في زيادة ألم البطن والإسهال خلال الحمل، ومن ضمن الأطعمة التي يوصي بها الأطباء الموز والرز والخبز المحمص والبطاطا المهروسة، بالإضافة إلى اللبن وبعض أصناف الجبن الأبيض المكتل.
- تعويض السوائل المفقودة: ينصح الأطباء المرأة الحامل التي تعاني من ألم البطن والإسهال بشرب كميات كافية من السوائل، بهدف تعويض السوائل المفقودة جراء الإسهال، وتشمل السوائل الماء والمشروبات الرياضية المحتوية على الكهارل.
- مراقبة الأعراض: ينصح الأطباء النساء الحوامل بمراقبة ألم البطن والإسهال عن كثب، كذلك التوجه إلى أقرب مستشفى في حال تصاعد حدة ألم البطن أو حصول إحدى الحالات أدناه:
- استمرار الإسهال وألم البطن لما يزيد عن 24 ساعة.
- الإصابة بالجفاف أو الدوار.
- احتواء البراز على دم.
- إصابة المرأة بسكري الحمل.
ما سبب الإسهال عند الحامل؟
يعتبر الاختلاف في طبيعة الأعراض وشدتها بين الحوامل من المسائل البديهية جدًا، كذلك ينعكس الحال على أسباب الأعراض، ومن هذا المنطلق فإن سبب الإسهال عند الحامل أمر فردي جدًا، فلا يصح الإجابة عن سؤال ما سبب الإسهال عند الحامل بإجابة موحدة تُعمم على جميع النساء الحوامل.
تُجيب الفقرة التالية عن سؤال ما سبب الإسهال عند الحامل؟ بأكثر من طريقة، بمعنى إنها تعرض أكثر الأسباب المحتملة للإصابة بالإسهال عند المرأة الحامل، بالإضافة إلى عرض بعض الطرق المناسبة للتقليل من تأثير الإسهال عند الحامل، تاليًا أكثر أسباب الإسهال عند الحامل شيوعًا:
- الهرمونات المضطربة: يتأثر جسم المرأة عمومًا والجهاز الهضمي خصوصًا بالتقلبات الهرمونية التي تتسم بها فترة الحمل، فقد تسبب تلك التغييرات إبطاء أو تسريع عمل الجهاز الهضمي، لذلك يظهر تأثير التغيرات الهرمونية على شكل إمساك أو إسهال عند النساء الحوامل، وقد تتحسن أعراض الإسهال بحسب مراحل الحمل، ولكن بالتأكيد يرتبط ذلك بمستويات الهرمونات في جسم المرأة لك تعتبر التقلبات الهرمونية أحد الأسباب الرئيسية للإسهال عند الحامل.
- حساسيات جديدة نحو الأطعمة: نظًرًا لكل التغيرات التي يمر بها جسم المرأة خلال فترة الحمل، لا تعد الأمعاء والجهاز الهضمي عمومًا استثناءً من ذلك، إذ تلاحظ المرأة الحامل إصابتها بالإسهال بعد تناولها بعض الأطعمة التي اعتادت على تناولها مسبقًا دون مشاكل تُذكر، لذلك السبب تعد حساسية الأمعاء المفرطة خلال الحمل من أسباب الإسهال عند المرأة الحامل، ولا تقتصر أعراض الحساسية على الإسهال، فقد تشعر المرأة الحامل بالغازات أيضًا أو الإمساك في بعض الأحيان.
- تغيير نوعية الطعام: تغيّر العديد من النساء نوعية الطعام الذي يتناولنه في العادة عند ثبوت الحمل، ولك رغبة منهن في الحصول على بعض الفوائد الإضافية من أصناف الأطعمة تلك، لذلك قد يُظهر الجهاز الهضمي ردة فعل مختلفة تجاه تلك الأطعمة الجديدة نسبيًا، والتي تظهر على شكل إسهال خاصة في الأيام الأولى بعد إضافة تلك الأصناف إلى يوميات الطعام عند المرأة الحامل، لذا يصح القول إن تغيير نوعيات الطعام أثناء الحمل من أسباب الإسهال عند الحامل.
- فيتامينات الحمل: على الرغم من أن أغلب الفيتامينات التي تُعطى للنساء الحوامل تكون تحت إشراف الطبيب، إلا إن العديد من النساء قد يعانين من الإسهال عند البدء بأخذ الفيتامينات، والتي تعد مهمة في دعم جسم المرأة أثناء فترة الحمل، كذلك تعزيز نمو الجنين بطريقة سليمة. ولعل الأمر الجيد أن أكثر نوبات الإسهال المرتبطة بالفيتامينات تزول بعد فترة من الزمن، عند تعوّد الجهاز الهضمي على تلك الإضافة الجديدة (فيتامينات الحمل).
وللتخفيف من أعراض الإسهال غير المرتبط بالالتهابات المعوية، أي الإسهال عند الحامل المرتبط بأحد الأسباب المشار إليها أعلاه، تُنصح النساء الحوامل بعمل بعض الخطوات، بغرض التخفيف من حدة الإسهال أولًا وللوقاية من الإصابة بنوبات الإسهال الحادة ثانيًا. تاليًا أبرز النصائح فيما يتعلق بالحد من الإصابة بالإسهال عند الحامل:
- اعتماد أنواع الأطعمة الخفيفة والمنخفضة من حيث محتوى الدهون، كذلك تتجنب تناول الأطعمة المقلية أو الحدة.
- تناول الأطعمة المطبوخة كالمسلوقة أو المشوية، وعدم تناول أي أطعمة تحتوي على بيض أو لحوم نيئة. كذلك تجنب الأطعمة التي تطبخ بصلصات متعددة المكونات، بالإضافة إلى اعتماد الأطعمة البسيطة مثل الرز أو الخبز المحمص أو اللحوم المشوية كأساس للوجبات.
- تناول الفواكه بعد تقشيرها مثل الإجاص والتفاح.
- شرب المياه المعدنية والمفلترة، وفي حال عدم توافرها تُنصح الحامل بغلي المياه وتبريدها قبل الشرب.
الأسباب التي قد تؤدي إلى الإسهال أثناء الحمل
يمكن أن يحصل الإسهال أثناء الحمل لأسباب مختلفة مثل الهرمونات أو تغيرات في النظام الغذائي أو حتى بسبب فايروس أصاب المعدة. قد تعاني من الإسهال بسبب:
- تغيرات الجسم: خلال فترة الحمل تشهد النساء تغيرات في الهرمونات والجسم، يمكن أن يؤثر ذلك على معدتهن وجهازهن الهضمي، مما يؤدي إلى الغثيان والقيء والإمساك أو الإسهال.
- النظام الغذائي: في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التغيير المفاجئ بنوعية الطعام إلى تغيّرات في الأمعاء.
- الفيتامينات: هناك العديد من الفيتامينات التي قد يؤدي تناولها إلى الإصابة بالإسهال.
كما يمكن أن يحدث الإسهال أيضًا لسبب لا علاقة له بالحمل، مثل:
- التسمم غذائي.
- المشاكل الصحية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الإصابة بفايروس أو بكتيريا.
- تناول بعض الأدوية.
- السفر.
الإسهال والاستفراغ بداية الحمل
يعتبر كلًا من الإسهال والاستفراغ بداية الحمل من المشاكل التي قد تُعيق حياة المرأة في تلك الفترة، ولكن هذا لا يعني أن جميع النساء الحوامل يعانين من الإسهال والاستفراغ بداية الحمل، وإن كان ذلك صحيحًا فإنه لا يتساوى من حيث الشدة لدى جميع النساء.
تختص الفقرة بشرح الأسباب المحتملة للإسهال والاستفراغ بداية الحمل، كما تقدم بعض النصائح العملية للمرأة للتقليل أثرهما، وأخيرًا تختم بتقديم بعض الدلالات التي تشير إلى وجود أمر يتعدى نطاق الحالات الطبيعية للإسهال والاستفراغ بداية الحمل.
أشارت الفقرة أعلاه إلى اعتبار الإسهال والاستفراغ بداية الحمل من الأعراض المزعجة الأكثر شيوعًا بين النساء الحوامل، إذ تعد ضمن مجموعة من اضطرابات الجهاز الهضمي التي قد تصيب النساء بداية الحمل، والتي تشتمل على الإسهال والاستفراغ والإمساك والحموضة. وبالإضافة إلى التقلبات الهرمونية التي تعد من أبرز أسباب الإصابة بتلك الاضطرابات المعوية، يوجد بعض الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى إصابة النساء بالإسهال والاستفراغ بداية الحمل:
- الإصابة ببعض أنواع الالتهابات المعوية نتيجة تناول بعض المشروبات والأطعمة الملوثة.
- تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على أنواع بكتيريا غير التي تعودت الأمعاء على التعايش معها، ويحدث ذلك في العادة عند السفر، فقد تتعرض الأم الحامل لنوع جديد من البكتيريا في الأطعمة والماء فذلك البلد.
- عدم تحمل بعض أنواع الأطعمة مثل منتجات الألبان والكافيين والمحليات الاصطناعية.
- أخذ بعض أنواع الأدوية.
- الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي، والتي قد تشتد أعراضها عند حصول الحمل، لذلك قد تواجه النساء المصابات بمتلازمة القولون العصبي الإسهال والاستفراغ بداية الحمل.
وإذا ما تم استبعاد الأسباب المرضية والتي تتضمن الالتهابات المعوية، تستطيع المرأة الحامل التخفيف من شدة أعراض الإسهال والاستفراغ بداية الحمل، وذلك عن طريق اتباع بعض النصائح التي يقدمها المختصون في المجال، تاليًا أبرزها:
- تقسيم كميات الطعام التي تتناولها المرأة الحامل يوميًا إلى وجبات صغيرة، إذ يعتقد أن الوجبات الصغيرة تساعد في تخفيف هذه الاعراض، كما تدعم جسم المرأة وتمده بالطاقة اللازمة خلال اليوم.
- تجنب الأطعمة الدهنية أو الأطعمة التي تحتوي على الألياف، ويشتمل ذلك على الحبوب الكاملة أو الخضروات الليفية، إذ تسرع الألياف من إفراغ المعدة.
- يوصي الأطباء بشرب كميات أكبر من السوائل، وتصل الكمية إلى 1.5 لتر يوميًا موزعة ما بين الماء والمشروبات التي تحتوي على الجلوكوز والملح والبوتاسيوم يوميًا.
- من الممكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية في التقليل من الاستفراغ في بداية الحمل، والتي تشمل كل من الثيامين (فيتامين ب 1) والبيريدوكسين (فيتامين ب 6).
- يعتبر الزنجبيل أيضًا خيارًا غير دوائي آمن نوعًا ما خلال الحمل، إذ يعتقد إنه يقلل من حالات الإسهال والاستفراغ بداية الحمل، مع التأكيد هنا على استشارة الطبيب المختص فيما يتعلق بأخذ الزنجبيل أو المكملات الغذائية، التي تؤخذ للتقليل من حالات الإسهال والاستفراغ في بداية الحمل أو خلال المراحل اللاحقة لذلك.
وعلى المرأة الحامل أن تراقب بعض الأعراض الاستثنائية التي تشير إلى وجوب تلقي الرعاية الطبية العاجلة، تاليًا أبرز تلك العلامات:
- استمرار الإسهال لأكثر من يومين.
- وجود الدم مع البراز.
- ظهور حرارة على المرأة الحامل قد ترافقها وجع في البطن والمفاصل.
- الشعور بالإعياء والتعب وظهور بعض علامات الجفاف.
كم هي فترة الإسهال أثناء الحمل؟
مثل أي أعراض أخرى، يكون الإسهال طبيعيًا إذا لم يستمر. بمعنى آخر، الإسهال أثناء الحمل عرض عابر ولا يجب أن يستمر لفترة طويلة جدًا، فمن الناحية العلمية، يجب أن يتكيّف الجسم مع التغيّرات التي أدّت إلى الإسهال أثناء الحمل، لذلك يُنصح بالاتصال بالطبيب في أسرع وقت ممكن في حال كنتِ تعانين من إسهال خطير ومستمر.
علاج إسهال الحمل
الإسهال عرَض غير مريح، لكنّك قد تضطرّين إلى معايشته لأيام قليلة، ولكن من المهم أن تُبقي جسمك رطبًا، حيث يزيل الإسهال الكثير من الماء من جسمك، لذلك يجب أنّ تقومي بتعويض الكمية المفقودة بشرب الكثير من السوائل، خاصة الماء. أمّا بالنسبة للطعام، فحاولي تناول الأطعمة التي يسهل هضمها ولا تحفّز المعدة والجهاز الهضمي وتهيّجهما.
ما هو علاج الإسهال للحامل؟
يعتبر الإسهال من الحالات التي قد ترافق الحامل في شهور الحمل المختلفة، ولعله من الأعراض التي تفرض تغييرًا في نمط الحياة ونوع الغذاء، لذلك تبحث العديد من النساء عن علاج الإسهال للحامل. ولا بد من تشخيص الأسباب المؤدية للإسهال عند كل حالة على حدة، فمن النساء من تعاني من الإسهال بسبب نوعية طعام معينة أو بسبب السفر والتنقل، لذلك ستجيب الفقرة عن سؤال ما هو علاج الإسهال للحامل؟ بالرجوع إلى سبب الإسهال للحامل في المقام الأول. تاليًا بعض طرق علاج الإسهال للحامل بحسب كل حالة:
1- علاج الإسهال للحامل باستخدام التغذية المناسبة: قد تغفل البعض من النساء الحوامل أثر الطعام على الجهاز الهضمي، إذ توجد بعض الأصناف الغذائية التي تسبب الإسهال للحامل، وتشمل تلك الأطعمة على سبيل المثال لا الحصر الفواكه المجففة على غرار البرقوق والمشمش، كذلك الحليب وأغلب مشتقاته. ولعلاج الإسهال في هذه الحالة تنصح النساء الحوامل بالابتعاد عن تلك الأطعمة، واستبدالها بحمية BRATاً، التي تستند على الموز والأرز والخبز والحمص وصلصة التفاح، وباستطاعة الحامل اعتماد هذه الحمية كلما أحست بوجود حاجة لذلك، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار أنها قد تفتقر لبعض العناصر الغذائية المهمة وبعض المعادن الأساسية كالزنك مثلًا، لذلك يَنصح خبراء التغذية بإضافة بعض الأصناف الغذائية إلى حمية BRAT، بالإضافة إلى شطب بعض الأصناف من النظام الغذائي للحامل، وتشمل توصيات الطعام التالي:
- إضافة الأطعمة الغنية بالنشويات مثل البطاطا المسلوقة، كذلك حبوب الفطور التي لا تحتوي على نسب عالية من السكر.
- تناول الخضار المطبوخة والتي تشمل على الجزر المسلوق والكوسا المقشرة المسلوقة، بالإضافة إلى الفاصوليا الخضراء والشمندر والقرع.
- شرب أصناف الحساء الخفيفة التي تحتوي على الخضار ولا تحتوي على أي منتج من منتجات الألبان.
- أكل أنواع اللحوم الخالية من الدهون والبيض المطبوخ غير الني.
- المداومة على تناول اللبن الرائب على الرغم من صنعه من الحليب، إلا أن الخمائر التي يحتويها اللبن تساعد على تحسين حالة الإسهال للحامل.
- شرب كميات كافية من السوائل وعلى رأسها الماء، إذ يقوم الجسم بتعويض السوائل والمعادن المفقودة بسبب الإسهال عن طريق شرب ما يقارب لتر ونصف من الماء يوميًا، ويُنصح أيضًا بشرب مشروبات الطاقة الرياضية التي تحتوي على المعادن والكهارل.
- عدم شرب المشروبات المحتوية على كميات عالية من السكر مثل عصير التفاح والعنب أو المشروبات الغازية، وذلك بسبب سحبها كميات أكبر من الماء إلى المعدة، مما يجعل الإسهال يدوم أطول للحامل.
- عدم تناول الأطعمة المقلية.
- اجتناب الفواكه والخضروات التي تسبب الانتفاخ مثل الفول والحمص والبروكلي والبازلاء والخوخ.
- التوقف عن تناول منتجات الألبان ما عدا اللبن الرائب كالكريما والأجبان باختلاف أنواعها والحليب بالطبع.
2- أدوية لعلاج الإسهال للحامل: في بعض الأحيان يلجأ الأطباء إلى إعطاء النساء الحوامل بعض أنواع الأدوية للتخفيف من الإسهال، ولا ينبغي للمرأة الحامل أخذ الأدوية المضادة للإسهال دون الرجوع إلى الأطباء، فقد تعد بعض الأدوية غير آمنة للاستخدام من قبل النساء الحوامل. أما بالنسبة للأدوية الآمنة للنساء الحوامل فهي تلك المحتوية على البزموث سبساليسيلات كمادة فعالة.
هل الإسهال أثناء الحمل خطير؟
لا يجب أن يكون ظهور الإسهال سببًا للقلق، فغالبًا ما يزول الإسهال من تلقاء نفسه. إذا كان لديك إسهال خفيف دون أي أعراض أخرى مثل الحمّى أو ألم أو تشنجات في المعدة، يمكنك الانتظار لبضعة أيام حتى يتوقف.
وعلى الرغم من أنّ الإسهال ليس مشكلة خطيرة، إلّا أنّه في بعض الحالات يمكن أن يكون أكثر خطورة، حيث من الممكن أن يؤدي فقدان الماء إلى الجفاف، والذي يمكن أن يكون ضارًا بشكل خاص أثناء الحمل. راجعي الطبيب إذا:
- إذا استمر لأكثر من يومين.
- إذا عانيت من تقلصات في المعدة.
- إذا عانيت من ألم في أسفل البطن.
- لديك أي علامات من علامات الجفاف.
- لديك أعراض أخرى مثل الحُمّى أو القيء.
- لاحظت وجود دم في المرحاض.
- إذا ازداد الإسهال سوءًا وتحوّل إلى إسهال حاد.
بالنهاية، صحيح أن بعض النساء يعانين من الإسهال في بداية الحمل، لكن هذا ليس مؤشرًا أكيدًا على الحمل، ويمكنك التأكد من أنك حامل فقط من خلال إجراء اختبار حمل حقيقي في حالة الشك في أنّك تعانين من أعراض الحمل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك علاقة بين رائحة البول والحمل؟