` `

هل هناك تعريف للذكاء في علم النفس؟

علوم
29 مارس 2021
هل هناك تعريف للذكاء في علم النفس؟
هناك العديد من الدراسات والنظريات التي تناولت الذكاء في علم النفس (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

مع امتلاء الفضاء الإلكتروني بالعديد من الاختبارات التي تعمل على تحديد مستوى الذكاء يتساءل الكثيرون إذا كان هناك تعريف للذكاء في علم النفس. كما أن هذه الاختبارات تستخدم في الكثير من الأحيان من قبل مؤسسات أو شركات أو مدارس كذلك لتحديد مستوى ذكاء الأشخاص من أجل اتخاذ قرارات بانضمامهم من عدمه إليها.

يتناول هذا المقال، مفهوم وأصل الذكاء في علم النفس، بالإضافة إلى أنواعه والنظريات التي تفسره.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هو الذكاء؟

يشير الذكاء، وفقًا للجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، إلى الأداء الفكري. وتقوم الاختبارات المعروفة باختبارات أو حواصل الذكاء، بمقارنة أداء الفرد مع الأشخاص الآخرين في نفس العمر والذين يجرون نفس الاختبار، لكنها لا تقيس جميع أنواع الذكاء. على سبيل المثال، لا يمكن لمثل هذه الاختبارات تحديد الاختلافات في الذكاء الاجتماعي، والخبرة التي يجلبها الأشخاص في تفاعلهم مع الآخرين. كما أن هناك أيضًا اختلافات بين الأجيال، حيث أدت التغذية الأفضل والمزيد من التعليم وعوامل أخرى إلى تحسين معدل الذكاء لكل جيل.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل هناك تعريف للذكاء في علم النفس؟

نعم هناك العديد من الدراسات والنظريات التي تناولت الذكاء في علم النفس. وتعود الدراسات الرسمية التي تناولت الذكاء إلى أوائل القرن العشرين. وبحسب أرشيف (PMC) التابع للمكتبة الوطنية للطب بمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، على أن الذكاء هو قدرة الفرد على التعلم من الخبرات والتكيف مع البيئات وتشكيلها واختيارها، وهو تعريف الذكاء في علم النفس الذي قدمه عالم النفس الأمريكي، وأستاذ التنمية البشرية بجامعة كورنيل، روبرت ستيرنبرغ.

"الذكاء البشري، الجودة العقلية التي تتكون من القدرات على التعلم من التجربة، والتكيف مع المواقف الجديدة، وفهم المفاهيم المجردة والتعامل معها، واستخدام المعرفة للتلاعب ببيئة الفرد."

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي نظريات الذكاء؟

تطورت نظريات الذكاء، من خلال سلسلة من النماذج، مثلت أربع مجالات يمكن من خلالها دراسة الذكاء. هذه المجالات الأربع هي كالتالي:

  •  نظريات القياس النفسي (Psychometric theories):

سعت نظريات القياس النفسي عمومًا إلى فهم بنية الذكاء؛ شكله وأجزائه إن وجدت. وتستند إلى نموذج يصور الذكاء على أنه مركب من القدرات التي تقاس بالاختبارات العقلية؛ يمكن قياس هذا النموذج كميًا، حيث تسمح النماذج الرياضية بتعويض الضعف في منطقة ما عن طريق القدرة القوية في مجال آخر من أداء الاختبار. بهذه الطريقة، يمكن للقدرة الفائقة في التفكير أن تعوض النقص في القدرة العددية.

  • النظريات المعرفية (Cognitive theories):

تستند معظم المناهج المعرفية للذكاء إلى افتراض أن الذكاء يشمل التمثيلات العقلية (مثل المقترحات أو الصور) للمعلومات والعمليات التي يمكن أن تعمل على مثل هذه التمثيلات. يُفترض أن الشخص الأكثر ذكاءً يمثل المعلومات بشكل أكثر وضوحًا ويعمل بشكل أسرع على هذه التمثيلات.

وقد سعى الباحثون إلى قياس سرعة أنواع مختلفة من التفكير؛ من خلال النمذجة الرياضية، يقسمون الوقت الإجمالي المطلوب لأداء مهمة ما إلى الأوقات المكونة اللازمة لتنفيذ كل عملية عقلية، ويفترضون أن هذه العمليات يتم تنفيذها بشكل متسلسل، وبالتالي، فإن أوقات المعالجة مضافة كذلك.

  • نظريات السياق المعرفي (Cognitive-contextual theories):

تتعامل النظريات السياقية المعرفية مع الطريقة التي تعمل بها النظريات المعرفية في بيئات مختلفة. اثنتان من النظريات الرئيسية من هذا النوع هي نظريات عالم النفس الأمريكي هوارد جاردنر ونظرية ستيرنبرغ.

في عام 1983 طعن غاردنر في افتراض وجود ذكاء واحد، بعد أن افترض المنظرون السابقون أن الذكاء يشتمل على قدرات متعددة. لكن غاردنر من خلال اقتراح نظرية "الذكاءات المتعددة" التي تشمل، على الأقل، ذكاء لغوي، منطقي-رياضي، مكاني، موسيقي، حركي جسدي، بين الأشخاص، وذكاء داخلي.

  • النظريات البيولوجية (Biological theories):

تسعى النظريات التي نوقشت أعلاه إلى فهم الذكاء من حيث التركيبات العقلية الافتراضية، سواء كانت عوامل أو عمليات معرفية، أو عمليات معرفية في التفاعل مع السياق. تمثل النظريات البيولوجية نهجًا مختلفًا جذريًا يستغني عن التركيبات العقلية تمامًا، حيث يعتقد أنصار هذه النظريات، أن الفهم الحقيقي للذكاء لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تحديد أساسه البيولوجي.

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي النظرية الثلاثية للذكاء؟

في عام 1985، اقترح روبرت ستيرنبرغ نظرية ثلاثية للذكاء، تعتمد على دمج المكونات التي كانت تفتقر إليها نظرية غاردنر. وتستند هذه النظرية إلى تعريف الذكاء باعتباره القدرة على تحقيق النجاح بناءً على المعايير الشخصية والسياق الاجتماعي والثقافي.

وفقًا لنظرية ستيرنبرغ الثلاثية، فإن للذكاء ثلاثة جوانب: 

  1. الذكاء التحليلي: الذي يعرف أيضًا باسم ذكاء المكونات، وهو يشير إلى الذكاء الذي يتم تطبيقه لتحليل المشكلات أو تقييمها والتوصل إلى الحلول. هذا هو مقياس اختبار الذكاء التقليدي.
  2. الذكاء الإبداعي: ويقصد به القدرة على تجاوز ما يتم تقديمه لخلق أفكار جديدة ومثيرة للاهتمام. يتضمن هذا النوع من الذكاء الخيال والابتكار وحل المشكلات.
  3. الذكاء العملي: وهو القدرة التي يستخدمها الأفراد لحل المشاكل التي يواجهونها في الحياة اليومية، عندما يجد الشخص ما يتناسب بينه وبين متطلبات البيئة. يتضمن التكيف مع متطلبات البيئة إما استخدام المعرفة المكتسبة من التجربة لتغيير الذات بشكل هادف لتلائم البيئة (التكيف)، أو تغيير البيئة لتناسب نفسه (تشكيل)، أو إيجاد بيئة جديدة للعمل فيها (الاختيار).

 

هل يؤثر حجم الدماغ على درجة الذكاء؟

قام بعض الباحثين بفحص العلاقة بين حجم الدماغ والذكاء، فوُجد أنه بالنسبة للبشر، العلاقة الإحصائية متواضعة ولكنها مهمة. من الواضح أن النتيجة مترابطة؛ قد يؤدي حجم الدماغ الأكبر إلى زيادة الذكاء، وقد يؤدي زيادة الذكاء إلى زيادة حجم الدماغ، أو قد يعتمد كلاهما على عامل ثالث.

علاوة على ذلك، ربما تكون مدى كفاءة استخدام الدماغ أكثر أهمية من حجمه. على سبيل المثال، في المتوسط، يمتلك الرجال أدمغة أكبر من النساء، لكن النساء لديهن صلات أفضل، من خلال الجسم الثفني (Corpus callosum)، بين نصفي المخ. لذلك ليس من الواضح أي جنس سيكون له، تميز أكثر.

كما أن العلاقة بين حجم الدماغ والذكاء لا يمكن أن تعمم عبر الأنواع، بل يبدو أن هناك علاقة بين الذكاء وحجم الدماغ بالنسبة للحجم العام التقريبي للكائن الحي.

صورة متعلقة توضيحية

اقرأ/ي أيضًا:

هل طرق تنشيط الذاكرة فعالة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على