تحقيق مسبار
الشمر واليانسون من التوابل المعروفة على مستوى العالم، ولكليهما فوائدٌ وخصائصٌ جعلت منهما مهمان في الكثير من الاستخدامات، يستعرض المقال التالي فوائد الشمر، كما ويجيب عمَّا إذا كان الشمر هو اليانسون.
فوائد الشمْر
يُعرف أيضًا باسم الشومر، وهو من الأعشاب المُعمرة المعروفةِ لدى العديدِ من الشعوب، فالشمْر يعيشُ في أغلبِ دول العالم، لكن يعودُ موطنه الأصلي إلى منطقةِ حوض المتوسط.
تُستخدم نبتة الشمْر في الطهي بشكلٍ رئيسي، ومع ذلك، لها العديدُ من الاستخداماتِ الأخرى، فالشمْر يدخلُ في تركيبِ العديد من الأدوية، بالإضافة إلى دخوله في صناعة مستحضراتِ التجميل، كما يستخدم في علاج العديد من الأمراض والمشاكلِ الصحية مثل أمراض الجهاز الهضمي، والأمراض الجلدية وغيرها.
- يحتوي الشمْر على العديدِ من العناصر الغذائيةِ التي تساعد العظام على الحفاظ على صحتها، فالفوسفات والكالسيوم الموجودان في الشمْر مهمّان في الحفاظِ على بنية العظام، كما وله دورٌ في إنتاج الكولاجين، وتكوين مصفوفةِ العظام لاحتوائه على المغنيسيوم والحديد.
- يحمي الشمْر القلبَ من العديدِ من الأمراض، كما ويساعد على خفض ضغط الدم لاحتوائه على كلٍ من البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، بالإضافة لما يحتويه من نتراتٍ غذائية تساعد على توسيع الأوعية الدموية ووقايتها من الأمراض العديدة. وتقلل الألياف الموجودةِ في الشمْر من خطرِ إصابة القلب الناجمةِ عن استهلاك الكوليسترول.
- يساعد الشمْر على امتصاصِ السموم من الجسم، كما ويساعد الكبد في أداءِ وظائفه، بالإضافة إلى أنَّ الشمْر يحتوي على حمضِ الفوليك الذي يساعد على تركيب وإصلاح الحمض النووي ومنع تكون الخلايا السرطانية الناجمة عن حدوث طفراتٍ في الحمض.
- يساعد الشمْر على تحسين الاستجابة المناعية في الجسم، وذلك من خلالِ دوره في تحفيز إنتاج الخلايا القاتلة، ويساعدُ أيضًا على نقل النبضات العصبية وامتصاص الدهون وتقليلِ الالتهابات المزمنة.
هناك العديد من الفوائد الأخرى للشمر، فهو مصدرٌ مهم لفيتامين بي 6، اللازم لإمداد الجسم بالطاقة، وعنصر الكولين أحد العناصر الغذائية التي تساعد على النوم وحركة العضلات وتحفيز الذاكرة.
هل الشمْر هو اليانسون؟
الشمر ليس هو اليانسون، إذ تختلفُ عشبة الشمْر عن اليانسون رغم من وجودِ الكثير من أوجه التشابه بين النبتتين، فكلاهما ينتميان إلى عائلة البقدونس وموطنهما حوضُ البحر المتوسط، كما ولهما نفس الرائحة تقريبًا لاحتوائهما على الأنيثول (Anethole)مما يجعل التفريق بين بذور الشمر واليانسون صعبًا بعض الشيء. رغم ذلك، يختلف الشمر عن اليانسون في ثلاث نقاط هامة هي الشكل والقيمة الغذائية والاستخدامات الطبية.
- من حيث الشكل: اليانسون من النباتات السنوية التي تنمو ليصل طولها إلى مترٍ تقريبًا، وأوراقها تشبه المظلات، ولها أزهارٌ بيضاء يميل لونها إلى الأصفر قليلًا. أما الشمر فهو من النباتات المعمرة ذو ساقٍ خضراء ولها بصلة، وأوراقها طوليةٌ تشبه الخيوط، كما أن بذورها أطول من بذور اليانسون، حيث يصل طولها إلى 6 ملم، أما بذور اليانسون يبلغ طولها في المتوسط 2 ملم.
- من حيث القيمة الغذائية: تحتوي بصلة الشمر على 73 سعرة حرارية، كما أنها تحتوي على الدهون والبروتينات والكربوهيدرات والعديد من المكونات الغذائية الأخرى بنسب متفاوتة، إلا أنها لا تحتوي على الكوليسترول. أما اليانسون، فالقيمة الغذائية تتواجد في بذوره وتختلف العناصر الغذائية الموجودة فيه، كما أنه يحتوي على الدهون والبروتينات بنسبٍ أعلى ممَّا هو عند الشمر، وتبلغ السعرات الحرارية في اليانسون 7 سعرات حرارية لكل ملعقة.
- من حيث الاستخدامات الطبية: تختلف الاستخدامات الطبية بين الشمر واليانسون لاختلاف مكوناتهما وعناصرهما الغذائية، فاليانسون مفيدٌ في علاج مشاكل المعدة، كما أنه مفيدٌ في مكافحة الفطريات والبكتيريا. أما الشمر، فهو فعالٌ في الحفاظ على بنية العظام والقلب ويعزز من قدرة الجسم على امتصاص الحديد. ويشترك الشمر واليانسون في أنّهما مفيدان للمرأة عند وصولها لسن اليأس وفي علاج أعراض الطمث وغيرها.
وعلى الرغم من هذه الاختلافات بين الشمْر واليانسون، إلا أنهما قد يستخدمان في أمورٍ مشابهةٍ أهمها الطهي، فاليانسون والشمْر كلاهما يدخلان في تركيبة بعض أنواع التوابل الهندية، ولا يعني تشابه كلا النبتتين في الاستخدامات أن الشمر هو اليانسون.
تحذيرات صحية عند تناول الشمر
هناك العديد من الاستخدامات للشمر، والعديد من الطرق لتناوله أيضًا، فبالإضافةِ إلى استخدامه مع العديد من الأطباق في المطبخ، يمكن غلي الشمر وشربه، أو استخلاص الزيت من بذورهِ واستخدامه في أمورٍ عدة، وعلى الرغم من فوائده الكثيرة، إلاَّ أنه هناك بعض الأعراض الجانبية التي قد تحدث نتيجةً لتناوله بصورة مفرطة، منها:
- قد يؤدي شرب الشمر المغلي إلى زيادةِ الحساسية تجاه الشمس، مما يسبب بعض الحروق نتيجة التعرض لها.
- قد يصاب الشخص بالقشعريرةِ أو بردِّ فعلٍ تحسسيٍ عند تناوله لعشبة الشمر، وقد يصاب بالطفح الجلدي.
- من الممكن أن يٌسبب ألمًا وضيقًا في الصدر يصاحبهما صعوبةً في التنفس عند تناول الشمر.
- قد يسبب تناول الشمر مغصًا في البطن والغثيان بالإضافة إلى التقيؤ.
إن الأعراضَ الجانبية لتناول الشمر نادرةَ الحدوث ولا تحدث إلا في حالاتٍ معينة، كما أن تفاعلاته مع الأدوية والعقاقير تعد معتدلةً ولا توصف بالخطيرة، لكن لا يجب تناول الشمر بجانب تناول المضادات الحيوية، كما أنَّه يبطل مفعول بعض الأدوية ويثبِّط التمثيل الغذائي للبعض الآخر، ومن هذه الأدوية الأسيتامينوفين (Acetaminophen) والسيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin) وفلوروكينولون (Fluoroquinolone). لذلك يجب إخبار الطبيب قبل تناول أي دواءٍ أو تغييرٍ في جرعات الأدوية، كما أن هناك تحذيراتٌ طبيةٌ لاستخدام الشمر أو أي من منتجاته في الحالات التالية:
- عدم استخدامِ الشمر للأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ تجاهه أو تجاه الجزر أو الكرفس.
- لا يعد الشمر المغلي أو الزيت المستخلص من بذوره مناسبًا للأطفال، باستثناءِ عسل الشمر الذي يمكنهم تناوله.
- الشمر غير مناسب للحوامل، فقد يؤدي تناوله إلى زيادة تدفق الحليب عند الرضاعة، ولا ينصح باستخدام مستحضرات الشمر باستثناء عسله أو بذور الشمر المنقوعة بالماء للنساء الحوامل.
ما هو اليانسون النجمي؟
يُعرف باسم الليسوم الحقيقي، واسمه العلمي (Illicium verum)، وهو مُستخلصٌ من بذور شجر الليسوم، ويعرف أيضًا باسم اليانسون النجمي الصيني، ذلك أن موطنه الأصلي في الصين على خلافِ اليانسون المتعارف عليه، وسمي بالنجمي نظرًا لشكله ذو الثمانيةِ قرون الذي يشبه النجمة، وعلى الرغم من عدم وجود علاقةٍ بينه وبين اليانسون، إلا أنه حصل على نفس التسمية بسبب رائحته الزكية التي تشبه اليانسون، ولليانسون النجمي الكثير من الاستخدامات في الطهي والعلاجات وغيرها.
- يحتوي اليانسون النجمي على الأنثول (Anethole) والليمونين (Limonene)، والعديد من المكونات الأخرى التي تُستخدم كمضاداتٍ للأكسدة والالتهابات ومضادات للميكروبات أيضًا، وله استخداماتٌ واسعةٌ في الطب الشعبي الصيني.
- يحتوي اليانسون الصيني على حمض الشيكيميك (Shikimic acid)، وهو من الأحماض الهامة في العلاج من الفايروسات ومكافحة مرض الأنفلونزا، كما أن مستخلص زيت اليانسون النجمي يستخدم لعلاج مرض الهربس البسيط.
- تعتبر مادة الأنثول (Anethole) المستخلصة من اليانسون النجمي من المضادات القوية للفطريات، كما تستخدم لمكافحة الفطريات التي تنمو على المحاصيل الزراعية الصالحة للأكل.
- يعتبر اليانسون النجمي مقاومًا قويًا للبكتيريا، حيث أن مستخلصاته لها نفس فعالية المضادات الحيوية، كما أنه فعال في علاج أمراض المسالك البولية التي تسببها البكتيريا.
وعلى الرغم من فوائد الكثيرة، هناك العديد من التحذيرات الطبية عند استخدام اليانسون النجمي، وبشكلٍ عام، إن تناول اليانسون النجمي يعد آمنًا لمعظم الناس، إلا أنه قد لا يكون آمنا لأولئك الذين يعانون من حساسيةٍ معينة، كما ويجب عدم إعطائه للرضع أو للأطفال.
اقرأ/ي أيضًا:
