تحقيق مسبار
يتساءل كثيرٌ من المُسلمين عن أول عاصمة في تاريخ الدولة الإسلامية، مع رغبتهم في معرفة أسماء العواصم المُتعاقبة في ظلّ هذه الدّولة، ويساعدنا هذا المقال في معرفة العاصمة الأولى في تاريخ المُسلمين، إلى جانب تزويد القارئ بالعديد من التّفاصيل حول تاريخ العواصم الإسلاميّة ودول الخلافة، بالإضافة إلى ذكر بعض من أبرز الخلفاء في هذه الدّول أيضًا.
هل المدينة المنورة أول عاصمة في تاريخ الدولة الإسلامية؟
هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة عام 622م الموافق لعام 1هـ، واتّخذها عاصمة للدّولة الإسلاميّة، وهي العاصمة الأولى في تاريخ المُسلمين، ولم تزل مدينة رسول الله عاصمة للدّولة الإسلاميّة حتّى قام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بنقل العاصمة إلى الكوفة، وتقع المدينة المنوّرة اليوم في المملكة العربيّة السّعوديّة، وفيها المَسجد النّبويّ، الذي يُعدّ ثاني أفضل المساجد عند المُسلمين، إلى جانب كونه واحدًا من المساجد الثّلاثة التي تُشدّ إليها الرّحال.
ما هي عواصم الدولة الإسلامية المتعاقبة؟
اتّخذ المُسلمون العديد من العواصم في دولهم المُتعاقبة على مرّ التّاريخ؛ حيث استمرّت الخلافة مُدّة ألف وثلاثمائة سنة تقريبًا، وفيما يأتي قائمة بأبرز عواصم الدّولة الإسلاميّة:
- المدينة المُنوّرة: اتّخذ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المدينة المنوّرة عاصمة للمُسلمين، وبقيت المدينة عاصمة المسلمين طيلة خلافة أبي بكر عُمر ابن الخطّاب وعثمان ابن عفّان، وهي أول عاصمة في تاريخ الدولة الإسلامية.
- الكوفة: صارت الكوفة عاصمةً للدّولة الإسلاميّة عام 656م بعد انتقال الخليفة الرّابع من خلفاء الممُسلمين إليها، وهو عليّ ابن أبي طالب، ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصهره.
- دمشق: أصبحت دمشق عاصمةً للدّولة الإسلاميّة في فترة خلافة الدّولة الأُمويّة، وهي واحدة من المُدن بلاد الشّام في ذلك الوقت، وتقع دمشق في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة الآن.
- حَرّان: قام الخليفة مروان الثّاني بنقل عاصمة المُسلمين من دمشق إلى حرّان؛ لمراقبة المُدن الشّرقيّة في الدّولة الإسلاميّة؛ حيث تواجد المعارضون لحُكم الدّولة الأمويّة في هذه المُدن تلك الفترة.
- بغداد: تمكّن العبّاسيّون من الاستيلاء على خلافة الدّولة الإسلاميّة عام 750م، وقاموا بنقل العاصمة من حرّان إلى بغداد، الواقعة ضمن حدود الجمهورريّة العراقيّة في الوقت الرّاهن.
- سامرّاء: أصبحت سامرّاء عاصمةً للدّولة الإسلاميّة عام 836م ولم تزل كذلك حتّى عام 892م، ثمّ قام العبّاسيّون باختيار بغداد عاصمةً لهم بعد ذلك مرّة أُخرى.
- القاهرة: انتقلت عاصمة الخلافة العبّاسيّة إلى القاهرة عام 1261م، وبقيت القاهرة كذلك حتّى تمكّن العُثمانيّون من هزيمة المماليك ونقل لقب الخليفة إليهم عام 1517م، كما أنّ القاهرة اليوم عاصمة جمهوريّة مصر العربيّة أيضًا.
- سوغوت: كانت سوغوت العاصمة الأولى لدى العثمانيّين، ولم تزل بورصة عاصمةً للعثمانيّين منذ اليوم الأوّل لتأسيس دولتهم عام 1299م وحتّى استيلائهم على بورصة وجعلها عاصمة بدلًا من سوغوت.
- بورصة: صارت بورصة عاصمةً للمُسلمين عام 1353م، وهي واحدة من المُدن الواقعة في الجمهوريّة التّركيّة، وحكمها الخليفة العُثمانيّ أورهان غازي في هذه الفترة حتّى عام 1360م.
- أدرنة: تمكّن الخليفة العُثمانيّ مراد الأوّل من الاستيلاء على مدينة أدرنة وجعلها عاصمةً للخلافة الإسلاميّة عام 1363م، وظلّت بورصة من المُدن الاقتصاديّة المُهمّة في الدّولة العُثمانيّة بالرّغم من انتقال العاصمة إلى أدرنة.
- إسطنبول: كانت إسطنبول العاصمة الأخيرة في الدّولة الإسلاميّة على الإطلاق، وأصبحت إسطنبول عاصمةً للخلافة العُثمانيّة عام 1453م ولم تزل كذلك حتّى سقوط الخلافة بشكلٍ كامل.
ما هي أبرز عصور الدولة الإسلامية؟
مرّت الدّولة الإسلاميّة في العديد من العصور بدايةً من عصر الخلافة الرّاشدة، التي بدأت بخلافة أبي بكر الصّديق، وانتهاءً بالخلافة العُثمانيّة التي انتهت بخلافة عبد المجيد الثّاني، وتحتوي القائمة التالية على أبرز العصور التي مرّت على خلافة المُسلمين:
- عصر الخلافة الرّاشدة: استمرّ عصر الخلافة الرّاشدة قرابة تسع وعشرين سنة، بدأت بخلافة أبي بكر الصّدّيق وانتهت بخلافة عليّ ابن أبي طالب، وكانت أول عاصمة في تاريخ الدولة الإسلامية عاصمة لمعظم فترة الخلافة الرّاشدة.
- عصر الخلافة الأُمويّة: بدأ عصر الخلافة الأمويّة عام 661م بخلافة معاوية بن أبي سُفيان -رضي الله عنهما-، صاحب رسول الله، واستمرّ هذا العصر حتّى عام 750م، وامتدّت الدّولة في هذه الحقبة إلى بلاد السّند والمُحيط الأطلسيّ.
- عصر الخلافة العبّاسيّة: قامت خلافة الدّولة العبّاسيّة عام 750م بعد هزيمة الدّولة الأمويّة على يد أبي العبّاس، المعروف بلقب السّفّاح، واستمرّت خلافة العبّاسيّين الفعليّة حتّى عام 1258م، وسقطت هذه الخلافة نهائيًّا عام 1517م.
- عصر الخلافة العُثمانيّة: كانت دولة الخلافة العُثمانيّة آخر دول المُسلمين على الإطلاق، واستمرّت هذه الدّولة حتّى عام 1924م، وتُعرف الدّولة العُثمانيّة كذلك باسم الإمبراطوريّة العُثمانيّة، واتّخذت من بعض المُدن التُّركيّة عاصمة لها.
من هم أبرز خلفاء الدولة الإسلامية؟
بلغ تاريخ الدّولة الإسلاميّة ألفًا وثلاثمائة عام تقريبًا؛ وذلك منذ تأسيس الدّولة في المدينة المنوّرة عام 622م من قبل رسول الله مُحمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وحتّى سقوط الدّولة العُثمانيّة عام 1924م، وتعاقب على خلافة الدّولة عددٌ كبيرٌ من الخلفاء في كلّ واحد من عصورها؛ حيث يصل عدد الخلفاء إلى مئات في هذه الفترة منذ بداية الخلافة الرّاشدة، وفيما يأتي قائمة بأسماء أبرز الخُلفاء في الدّولة الإسلاميّة:
خلفاء الدولة الراشدة
تعاقب أربعة من أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على خلافة الدّولة الرّاشدة، وهم الخلفاء الآتية أسماؤهم:
- أبو بكر الصّدّيق: كان أبو بكر -رضي الله عنه- أوّل خلفاء المُسلمين بعد وفاة رسول الله، وهو: عبد الله بن أبي قحافة بن كعب التّيميذ القُرَشيّ، وفُتحت العراق وبعض بلاد الشّام زمن خلافته.
- عُمر ابن الخطّاب: إنّ عُمر ابن الخطّاب أوّل من اعتمد التّاريخ الهجريّ للمُسلمين، كما أنّه أوّل من لُقّب بأمير المؤمنين، وتوسّعت الفتوحات الإسلاميّة في زمنه حتّى وصلت إلى خراسان وسجستان وقبرص، وفُتحت القدس خلال خلافته أيضًا.
- عُثمان ابن عفّان: امتدّت الفتوحات زمن عُثمان ابن عفّان بشكلٍ كبيرٍ حتّى وصلت إلى إفريقيا، وقام عُثمان -رضي الله عنه- بغزو الرّوم برًّا وبحرًا، وقُتل عن عمر يبلغ اثنتين وثمانين سنة بعد حصاره مدّة شهرين.
- عليّ ابن أبي طالب: بويع عليّ ابن أبي طالب بالخلافة بعد مقتل عُثمان، وهو أوّل من نقل الخلافة من أول عاصمة في تاريخ الدولة الإسلامية إلى خارج المدينة المنوّرة، ولم يزل خليفةً للمُسلمين حتّى قتله عبد الرّحمن بن ملجم.
أبرز خلفاء الدولة الأموية
تحتوي القائمة التالية على بعض من أبرز خلفاء الدّولة الأمويّة:
- معاوية ابن أبي سُفيان: إنّ معاوية ابن أبي سُفيان -رضي الله عنه- من أصحاب رسول الله، واستمرّت خلافته منذ عام 661م وحتّى عام 680م.
- عُمر الثّاني: إنّ عُمر الثّاني ثامن الخُلفاء الأُمويّين، وهو عُمر ابن عبد العزيز، الذي استمرّت خلافته مُنذ عام 717م وحتّى وفاته، وتولّي يزيد الثّاني الحُكم عام 720م.
- هشام بن عبد الملك: استمرّت خلافة هشام بن عبد الملك منذ عام 724م وحتّى عام 743م، وهذا يعني أنّ خلافته استمرّت تسع عشرة سنة تقريبًا، وهو عاشر الخلفاء الأُمويّين.
- مروان الثّاني: كان مروان الثّاني آخر خلفاء الدّولة الأُمويّة على الإطلاق، واستمرّت خلافته منذ عام 744م وحتّى تولّي الدّولة العبّاسيّة الخلافة عام 750م.
أبرز خلفاء الدولة العباسية
بدأت خلافة الدّولة العثمانيّة عام 750م واستمرّت إلى عام 1517م، وفيما يأتي بعضًا من أبرز خلفاء هذه الدّولة:
- أبو العبّاس: لم يزل أبو العبّاس خليفة للمُسلمين مُنذ قيام الدّولة العبّاسيّة التي عُرفت باسمه وحتّى عام 754م، واشتهر الخليفة الأوّل للعبّاسيّين بلقب السّفّاح.
- هارون الرّشيد: كان هارون الرّشيد خلافة للمُسلمين منذ عام 786م بعد خلافة المهديّ، واستمرّت خلافته حتّى عام 809م، وهو الخليفة العبّاسيّ الخامس.
- المُستعصم بالله: تولّى الخليفة المُستعصم بالله الخلافة عام 1242م، وانتهت خلافته عام 1258م، وهو آخر الخلفاء العبّاسيّين الفعليّين؛ حيث تولّى المماليك الحُكم بعد ذلك مع تقديم لقب الخلافة إلى العبّاسيّين حتّى عام 1517م.
- المتوكّل الثّالث: استطاع المماليك استعادة الخلافة وهزيمة التّتر بعد سقوط الدّولة العبّاسيّة في بغداد، وانتقلت خلافة العبّاسيّين إلى القاهرة على إثر ذلك تبعًا للمماليك، وكان المتوكّل آخر خُلفاء العبّاسيّين على الإطلاق.
أبرز خلفاء الدولة العثمانية
قامت دولة العثمانيّين عام 1299م قبل بدء خلافتهم، وهي آخر دول الخلافة الإسلاميّة كما سبق، وتضمّ القائمة الآتية بعضًا من أبرز خلفاء هذه الدّولة:
- عُثمان: عُرفت الدّولة العُثمانيّة بهذا الاسم نسبة لعُثمان ابن أرطغرل، أوّل حُكّامها، واستمرّ حكم عُثمان منذ قيام هذه الدّولة وحتّى عام 1324م.
- سليم الأوّل: لم يزل سليم الأوّل خليفة للمُسلمين مُنذ عام 1512م وحتّى عام 1520م، وهو أوّل من نقل الخلافة إلى العُثمانيّين بدلًا من كونها في القُرشيّين.
- عبد المجيد الثّاني: سقطت الخلافة الإسلاميّة زمن خلافة عبد المجيد الثّاني، وهو آخر خلفاء الدّولة العُثمانيّة على الإطلاق، واستمرّ حُكمه منذ عام 1922م وحتّى عام 1924م.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك فرق بين العدل والمساواة؟
