تحقيق مسبار
يُعد تورم وانتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية من أهم الأعراض المقلقة لبعض النساء، وهي تقع ضمن مجموعة أعراض تُسمى متلازمة ما قبل الحيض أو نتيجة تليف في أنسجة الثدي، ومن الممكن أن تُسبّب هذه الحالة آلامًا متنوعةً تتراوح بين الشديدة والخفيفة؛ لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أسبابها وطرق علاجها والتخفيف منها من ناحية علمية.
ما هي أسباب انتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية؟
تعاني بعض النساء من وجود كتل صغيرة في الصدر مؤلمة نسبيًا قبل موعد الدورة الشهرية، تتحرك بمجرد الضغط عليها وتختفي بمجرد انتهائها، كما يَقلّ ألمها تدريجيًا حين اختفاء الورم، وهذه الأعراض بشكل عام مزعجة بالرغم من عدم خطورتها الكبيرة كونها علامة أو عرض يحدث شهريًا، لكن في بعض الحالات وعند وجود تغييرات معينة في حجم الكتل أو ألمها عندها يجب استشارة الطبيب؛ ومن أسباب تورم الثدي قبل الدورة ما يلي:
- اختلاف مستوى الهرمونات: تتقلب هرمونات الأنوثة بين الارتفاع والانخفاض قبل موعد الدورة الشهرية؛ إذ تُسبّب زيادة الأستروجين، الذي يبلغ ذروته في منتصف الدورة الشهرية بين الأيام 14-28، في تضخّم قنوات الثدي، كما أن هرمون البروجسترون الذي يبلغ ذروته في الأسبوع السابق للدورة الشهرية يتسبّب في تضخّم غدد الحليب، وهذا يؤدي إلى انتفاخ الثدي قبل الدورة مباشرةً.
- الانتفاخ المرضي: قد يكون سبب انتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية نتيجة عدوى مرضية في الثدي، أو نتيجة الإصابة بسرطان الثدي أحيانًا، عندها يُمكن اللجوء إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
- انتفاخ الثدي لأسباب أخرى: قد يحدث تورم الثدي نتيجة أسباب أخرى في فترات زمنية معينة؛ منها:
- انسداد قناة الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية.
- التهاب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية.
- نسيج الثدي الليفي الكيسي، وهذا المرض يجعل الثديين أكبر حجمًا وقد يزداد الألم في فترة الحيض.
- جراحات سابقة للثدي.
- استخدام العلاجات الهرمونية.
- تناول بعض الأدوية؛ ومنها مدرات البول أو كلوربرومازين أو ميثيل دوبا.
- إصابة الثدي بحادث معين.
- احتباس السوائل.
- سرطان الثدي بالرغم من كونه مرضًا فإنّه لا يُسبّب الألم؛ لأنه ينمو ببطء وتبدأ الأعراض الأخرى قبل الألم لكن في حالة سرطان الثدي الالتهابي النادر قد يظهر الاحمرار والألم والتورم في ثدي واحد فقط.
أعراض تورم الثدي قبل الحيض والحنان
تختلف الأعراض السابقة للدورة الشهرية فقد تشعر بعض النساء بالرقة والثقل في كلا الثديين مع وجود الألم الخفيف في الثدي، فيما تشعر بعض النساء بكثافة أنسجة الثدي أو خشونتها في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية، ثم تختفي هذه الأعراض عند بدء الدورة الشهرية، لكن هذه الأعراض تقل عند التقدم في السن والاقتراب من سن اليأس، فيما قد تستوجب بعض الحالات استشارة الطبيب عند التغير في الأعراض فقد تكون منذرة بأمراض أخرى؛ مثل:
- أورام جديدة ومتغيرة مع وجود إفرازات دموية أو بنية من الحلمة.
- ازدياد آلام الثدي بما يتعارض مع النوم أو أداء المهام اليومية.
- وجود كتل في جانب واحد من الثدي أو وجود كتل في ثدي واحد فقط، وهذه أعراض تدلّ على أمراض أخرى عندها يجب إجراء بعض الفحوصات؛ مثل إجراء تصوير الثدي بالأشعة أو بالموجات فوق الصوتية؛ لتصوير أنسجة الثدي، وقد يتم اللجوء إلى الخزعة في بعض الحالات عند الشك بوجود كتل سرطانية.
هل يمكن علاج تورم الثدي قبل الدورة؟
يُمكن علاج هذه الحالة عن طريق مجموعة من العقاقير المضادة للالتهاب؛ مثل: أسيتامينوفين أو ايبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم، وتعمل هذه العلاجات على تخفيف التقلصات المصاحبة لمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية، كما يُمكن استخدام مدرات البول وتقليل التورّم لكنها قد تُسبّب الجفاف؛ بسبب زيادة البول ونقص السوائل، وفي بعض الأحيان يتم استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية الفموية؛ لتقليل أعراض ما قبل الحيض، كما يُمكن استخدام علاجات بطانة الرحم و مرض الثدي الليفي؛ مثل عقار الدانازول، لكن هذه العلاجات تُستخدم تحت إشراف طبي.
طرق العلاج الطبيعية
يمكن تخفيف تورم الثدي قبل الدورة عن طريق بعض السلوكيات والعلاجات الطبيعية؛ مثل:
- ارتداء حمالة صدر مختلفة: يُمكن تغيير حمالة الصدر في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية؛ بسبب زيادة حجم الصدر؛ لذلك يمُكن اعتماد الحمالات الرياضية الناعمة، خصوصًاً في الليل لتوفير الراحة أثناء النوم.
- تقليل تناول الكافيين: الحقيقة أن تقليل تناول الكافيين قبل الدورة الشهرية يُقلّل التورّم والألم المصاحب لتلك الفترة؛ بالرغم من عدم فهم تأثيره الواضح على آلام الدورة الشهرية؛ إلّا إنّه بحسب التجارب فإن الكافيين يزيد الأعراض سوءًا.
- تناول بذور الكتان: تُساعد بذور الكتان ومكملات بذور الكتان المطحونة على تقليل آلام الثدي الشهرية، كما يُمكن تناوله على شكل خبز القمح المخلوط ببذور الكتان بحسب دراسات أجريت عام 2014 .
- مكملات التوت العفيف: إذ تُشير بعض الأدلة إلى إنّها تُقلّل من أعراض آلام الثدي الشهرية؛ حيث يُوصى بتناول جرعة يومية تتراوح بين 20-40 ملغم.
- تناول فيتامين هـ: تعتبر الدراسات بشأن الفيتامينات المتنوعة؛ ومنها فيتامين هـ، متضاربة فبعضها تشير إلى أن تناول 200 وحدة دولية يوميًا يساعد في تقليل الأعراض، بينما تنفي دراسات أخرى وجود أي فائدة تُذكر.
- تناول زيت زهرة الربيع المسائية: تُعتبر الدراسات أيضًا غير مؤكدة أو كافية حول فعاليتها في تقليل أعراض تورم الثدي؛ إلّا إنّ بعضها تُشير إلى أهمية تناول 3000 ملغم يوميًا لتقليل الأعراض.
- استخدام الحمامات الباردة أو الساخنة: أو استخدام أكياس الثلج لتقليل الورم والتهيج.
- تغيير نمط الحياة: قد يلعب النظام الغذائي المتوازن دورًا أساسيًا في تخفيف التورّم؛ مثل تقليل الأطعمة الدهنية والملح، كما يمكن استخدام بعض الفيتامينات والمعادن لتخفيف أعراض ما قبل الحيض؛ مثل فيتامين هـ والمغنيسيوم، بالإضافة إلى بعض الأطعمة المهمة التي تقلل من هذه الأعراض؛ مثل: الفول السوداني، البندق، السبانخ، الأفوكادو، الأرز البني، الجزر، زيت الذرة وزيت الزيتون والقرطم والكانولا، الموز ونخالة الشوفان.
هل تورم الثدي من علامات الحمل؟
الحقيقة أن انتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية قد يكون ناتج عن التهاب الثدي، فيما قد يكون علامة أولية على الحمل، خصوصًا عند التفكير في ذلك وعدم تناول أي عقاقير لتحديد النسل، عندها يستمر هذا الألم لبعض الوقت، وقد يحدث مجموعة من التغيّرات أثناء فترة الحمل تكون على الشكل التالي:
- التغيرات في بداية الحمل: في بداية فترة الحمل قد يحدث الألم في أحد الثديين أو كليهما وقد يكون منتشرًا أو محصورًا في مكان معين، كما قد يصل إلى الإبطين أحيانًا، وقد يكون مستمرًا أو متناوبًا، خصوصًا خلال الأسابيع الأولى عندها يكون ألم الثدي خفيفًا نسبيًا، وقد يكون أكثر شدةً مع وجود ثقل وتورّم مع حساسيتها للمس؛ وبالتالي صعوبة أداء التمارين اليومية والمهام المعتادة، وقد تكون الحلمات حسّاسة بشكل أكبر وجافّة، خصوصًا بعد الاستحمام، لكن هذه الحالة تزول خلال أسابيع قليلة.
- التغيرات في الأشهر الثلاثة الأولى: مع مرور الوقت تميل الأثداء لتصبح أثقل مع وجود وخز في الحلمات، وهذه حالات لا تُعتبر شائعة في الحمل، لكنها قد تحدث لبعض النساء خلال الأشهر الثلاثة الأولى؛ إذ تتزايد الآلام في وقتٍ مبكرٍ من الأسبوع الأول للحمل ويصل ذروته في الأشهر الثلاثة الأولى؛ بسبب تزايد الهرمونات في الجسم التي تملأ الجسم لتحضيره لنمو الجنين، كما أن الهرمونات تبدأ في تحضير الثديين للرضاعة بزيادة تدفق الدم لهما مُسببةً زيادة حجمهما، وهذا التغيير يُسبّب التهيج والحكة بالتزامن مع نمو قنوات الحليب وإفراز هرمون البرولاكتين.
- تغيّرات أخرى أثناء الحمل: لا يمكن اعتبار الألم وزيادة الحجم التغيير الوحيد الذي يحصل للثدي أثناء الحمل؛ فقد تظهر بعض الأوردة الزرقاء في الثدي، التي تغيّر شكل وحجم الحلمتين وشكل الثدي عمومًا.
- التغيّرات في الثلث الثاني من الحمل: تُصبح المنطقة المحيطة بالحلمتين أغمق وأوضح وتستمر في الازدياد إلى نهاية الحمل، مع وجود نتوءات صغيرة تحيط الحلمة تُسمى درنات مونتغمري، وهي عبارة عن غدد تُنتج الدهون؛ لتليين الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية.
- التغيّرات في نهاية الثلث الثاني والثالث من الحمل: يبدأ إفراز سائل مُصفّر من الحلمات، وهو المعروف ب اللبأ، الذي يُعتبر الغذاء الأول للطفل بعد الولادة، وقد يكون الإفراز دمويًا أحيانًا أو بلون آخر؛ إلّا إنّ هذه التغيّرات والأعراض تُعتبر طبيعية.
- التغيّرات في نهاية الحمل: يستمر ازدياد حجم الثديين في الأسابيع الأخيرة من الحمل مع زيادة الإفرازات وظهور علامات التمدد وتكون مُبشرة بمرحلة الولادة.
هل ألم الثدي من علامات الحمل المبكرة؟
تشعر بعض النساء بانتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية، فيما قد يُعتبر ألم الثدي من أولى علامات الحمل المبكرة، التي قد تظهر قبل ملاحظة تأخر الدورة الشهرية؛ إذ يظهر في أقل من أسبوع إلى أسبوعين بعد الحمل، لكنه لا يُعتبر علامة نهائية مُطلقًا؛ وذلك لتشابه أعراض الحمل المبكر مع أعراض الدورة الشهرية؛ لذلك يصعب التفريق بينهما، خصوصًا إذا كان انتفاخ الثدي يحدث بشكل دوري قبل الدورة؛ لذلك يُمكن إجراء اختبار الحمل للتأكّد، خصوصًا عند حصول أعراض أخرى؛ مثل البقع لدى بعض النساءً خلال فترة الإخصاب، والغثيان الصباحي المتزامن مع ألم الثدي وبعض الأعراض الأخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟
هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؟