تحقيق مسبار
يُصاب بعض الأشخاص بـ تضخم بسيط في عضلة القلب؛ ممّا يؤثّر على نمط حياتهم بشكلٍ ملحوظ؛ حيث يتسبّب التضخّم في القلب بالعديد من الأعراض التي تظهر عند بذل مجهود بدنيّ كبير؛ مثل مُمارسة الرّياضات التنافسيّة، ويشير هذا المقال إلى أسباب تضخّم القلب مع ذكر الطُّرُق المُتّبعة لعلاج هذا المرض، بالإضافة إلى العديد من التّفاصيل التي تتعلّق بالتّعايش مع التضخّم المذكور أيضًا.
هل هناك أسباب لظهور تضخم بسيط في عضلة القلب؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور تضخّم بسيط في عضلة القلب، وفيما يأتي بعضًا من أبرز هذه الأسباب:
- العوامل الوراثيّة: تتسبّب بعض العوامل الوراثيّة بزيادة سماكة عضلة القلب؛ ممّا يؤدّي إلى الإصابة بتضخّم هذه العضلة، وتصل نسبة الإصابة بهذا المرض إلى 50% إذا كان واحد من الأبوين مُصابًا به.
- العوامل الأُخرى: يُصاب بعض الأشخاص بمرض تضخم عضلة القلب نتيجة لارتفاع ضغط الدم أو الشيخوخة دون وجود العوامل الوراثيّة؛ إلّا إنّ نسبة الإصابة بسبب العوامل الوراثيّة أكبر.
كيف يتم علاج تضخم عضلة القلب؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز طُرق علاج تضخّم عضلة القلب:
- حاصرات بيتا: تُستخدم حاصرات بيتا للتّقليل من أعراض انسداد القلب، إلى جانب المحافظة على انتظام عضلات القلب عند المُصابين بأمراض التضخّم المذكورة؛ ومنها: الميتوبرولول والبروبرانولول.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: توجد العديد من الأدوية التي تعمل على حصر قنوات الكالسيوم؛ مثل الفيراباميل والديلتيازيم، وتعمل هذه الأدوية على التّقليل من قوّة انقباض القلب عند المُصابين.
- مُضادّات اضطراب نُظم القلب: تكمن أهمّيّة هذا النّوع من الأدوية في المُحافظة على انتظام ضربات القلب، وتُقلّل من اضطرابها عند الإصابة بمرض تضخّم عضلة القلب.
- زراعة القلب: يقوم الطّبيب بإجراء عمليّة زراعة القلب عندما يصل المريض بتضخّم عضلة القلب إلى مرحلة مُتقدّمة يصعب السّيطرة عليها، ويعمل الطّبيب في هذه العمليّة على زراعة قلب جديد مكان قلب المريض.
- جهاز إعادة التّزامن القلبي: يُراقب هذا الجّهاز نبضات القلب عند المُصابين بمرض تضخّم عضلة القلب، ويقوم بتنسيق النّبضات والانقباضات بين البطين الأيمن والبُطين الأيسر للقلب.
- مُميّعات الدم: تُستخدم هذه المُميّعات عندما يُصاحب تضخّم عضلة القلب عدم انتظام في النّبضات؛ حيث تعمل مُميّعات الدّم على التّقليل من خطر تجلّطات الدّم والسّكتات الدّماغيّة.
- مُدرّات البول: تُساعد مُدرّات البول في التّقليل من تراكم السّوائل في كلّ من الرّئتين والكاحلين، ويُعطى هذا النّوع من الأدوية لبعض المُصابين بتضخّم عضلة القلب أحيانًا عند الحاجة.
- استئصال عضلة الحاجز: يلجأ الأطبّاء إلى عمليّة استئصال عضلة الحجز إذا فشلت جميع الأدوية في التّقليل من أعراض تضخّم عضلة القلب، ويعمل الطّبيب في هذه العمليّة على إزالة جُزء من الجدار المُتضخّم بين حُجرات القلب.
- استئصال الحاجز: تهدف هذه العمليّة إلى التخلّص من عضلة القلب المُتضخّمة باستخدام مادّة كحوليّة يتمّ حقنها عن طريق الشّرايين التي تمدّ العضلة بالدّم، وتُعرف عمليّة الحقن المذكورة باسم القسطرة.
- مُقوّم نُظُم القلب: تتمّ زراعة هذا الجهاز عند المُصابين بتضخّم عضلة القلب من أجل تنظيم النّبضات؛ وذلك من خلال توفير صدمات كهربائيّة صغيرة تُحافظ على النّبضات الطّبيعيّة للقلب.
كيف يُمكن التعايش مع أعراض تضخم عضلة القلب؟
توجد العديد من الإرشادات التي ينبغي على المُصابين بمرض تضخم بسيط في عضلة القلب اتّباعها؛ من أجل المُحافظة على نمط حياة صحّيّ مع هذا المرض، ومن هذه الإرشادات ما يأتي:
- الحذر عند ممارسة الرياضة: ينبغي على المُصابين بتضخّم عضلة القلب عدم مُمارسة الرّياضات التّنافسيّة بشكل عامّ، ولا بُدّ من استشارة الطّبيب قبل مُمارسة الرّياضة؛ لضمان المُحافظة على سلامتهم.
- اتباع نظام غذائي صحي: لا بُدّ من المحافظة على نظام غذائي صحي يُسهم في الحدّ من أعراض تضخّم عضلة القلب ويضمن عدم تفاقمها وزيادة حدّتها.
- المحافظة على وزن صحي: يُقلّل الوزن الصحي من الضّغط على عضلة القلب؛ ممّا يؤدّي إلى التّقليل من حدّة أعراض التّضخّم، كما أنّه يُقلّل من المخاطر الصّحّيّة المرتبطة بالعمليّات الجراحيّة أيضًا.
- الحرص على تناول الأدوية: يجب على كافّة المُصابين بأمراض تضخّم عضلة القلب المُحافظة على تناول الأدوية، التي يصرفها الطّبيب، في مواعيدها بشكل مُنتظم؛ ليتمكّنوا من التّعايش مع هذا المرض بشكل صحي.
- مراجعة الطبيب: على المُصابين بتضخّم عضلة القلب مراجعة الطبيب؛ لمراقبة مدى تفاقم المرض أو السّيطرة عليه واتّخاذ الإجراءات الصّحّيّة في وقت مُبكّر، ويجب على المُصاب إخبار الطبيب بأيّة أعراض يشعر بها أيضًا.
هل يوجد ارتباط بين تضخم عضلة القلب والعلاقة الزوجية؟
يُمكن للمُصابين بأمراض تضخّم عضلة القلب ممارسة العلاقة الزّوجيّة بشكلٍ آمن؛ إلّا إنّ هذه الممارسة تتسبّب ببعض الأعراض؛ مثل ضيق التنفّس وعدم الشّعور براحة في منطقة الصّدر؛ نتيجة للمجهود الذي يبذله القلب في هذه الأثناء، وينبغي اجتناب هذه العلاقة بعد الوجبات الدّسمة؛ للمُحافظة على صحّة المُصابين بالتضخّم في عضلة القلب، ويشعر المُصابون بضعف الرّغبة الجنسيّة أحيانًا نتيجة للأسباب الآتية:
- الأدوية التي تؤثّر على الرّغبة في مُمارسة الجماع.
- الاكتئاب والإجهاد العاطفي الذي يُعاني منه بعض المُصابون بتضخّم عضلة القلب.
- التعرّض لضعف في الدّورة الدمويّة.
- المخاوف التي تتعلّق بمأمونيّة الجماع مع الإصابة بتضخّم عضلة القلب.
ما هي مضاعفات تضخم عضلة القلب؟
يُمكن أن يتسبّب تضخم بسيط في عضلة القلب بالعديد من المُضاعفات الصّحّيّة، ومنها ما يأتي:
- الرجفان الأذيني: تُسهم زيادة سماكة عضلات القلب واختلال البنية الطّبيعيّة للخلايا في القلب إلى اختلاف النّظام الكهربائيّ في قلب الإنسان، ويتسبّب ذلك بزيادة سرعة النّبضات وعدم اتّساقها، وهو ما يُعرف باسم الرّجفان الأُذينيّ.
- توقّف تدفق الدّم: يتسبّب تضخّم عضلة القلب بمنع الدّم من التدفّق والخروج إلى أجزاء الجسم الأُخرى، ويؤدّي ذلك إلى ضيق في النّفس مع نوبات الإغماء وآلام الصّدر.
- مشاكل الصمّام التّاجيّ: يُمكن أن يؤدّي تضخّم عضلة القلب إلى عدم انغلاق الصمّام التاجي، الموجود بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر على نحوٍ صحيح، وينتج عن ذلك رجوع الدّم إلى الأُذين الأيسر من القلب.
- اعتلال عضلة القلب التوسعي: تُصبح عضلة القلب ضعيفة جدًّا وغير فعّالة في حالات نادرة؛ بسبب تضخّم هذه العضلة، وينتج عن ذلك تَوسُّع البطين، وهو ما يؤدّي إلى انخفاض كفاءة القلب في ضخّ الدّم.
- السكتة القلبية: تتتصلّب عضلات القلب بسبب التضخّم في بعض الأحيان؛ مما يتسبّب بعدم وصول الدّم إلى القلب بشكل فعّال، ويؤدّي ذلك إلى السكتات القلبيّة عند بعض المُصابين.
- الموت القلبي المُفاجئ: على الرّغم من نُدرة حدوث الموت القلبيّ المُفاجئ بسبب تضخّم عضلة القلب؛ إلّا إنّه من المُضاعفات الخطيرة التي يُمكن أن تُصاحب هذا التّضخّم، ويُمكن أن يصيب الأفراد من جميع الأعمار دون استثناء.
كيف يؤثر تضخم عضلة القلب على الأطفال؟
لا تظهر أيّة أعراض على الأطفال المُصابين بمرض تضخم بسيط في عضلة القلب في مُعظم الأحيان؛ إلّا إنّهم مُعرّضون لخطر الموت المُفاجئ، ويُمكن الحدّ من أعراض هذا التضخّم عند الأطفال -في حالة ظهورها- عن طريق الأدوية أو العمليّات الجراحيّة؛ لمساعدتهم في المحافظة على نمط حياة صحيّ، كما يُمكن استخدام جهاز مُقوّم نُظُم القلب من قبل الأطفال الذين تمّ تشخيصهم على أنّهم مُعرّضون لخطر الموت المُفاجئ أيضًا.
هل يوجد أعراض لتضخم عضلة القلب؟
تحتوي القائمة التالية على أبرز أعراض تضخّم عضلة القلب عند الإنسان:
- ألم الصدر: تظهر آلام الصدر عادةً عند مُمارسة النّشاط البدنيّ أو الرّياضة؛ إلّا إنّها يُمكن أن تظهر بعد تناول الطّعام أو أثناء وقت الرّاحة أيضًا عند بعض المُصابين.
- الإغماء: ينتج الإغماء عن عدم انتظام نبضات القلب عند المُصابين بمرض تضخّم عضلة القلب، كما أنّه ينتج عن الاستجابة غير الطّبيعيّة للأوعية الدّمويّة.
- الخفقان: يشعر بعض المُصابين بخفقان في الصّدر نتيجةً لعدم انتظام نبضات القلب؛ وذلك بسبب ظهور العديد من المُضاعفات المُرتبطة بهذا المرض؛ ومنها الرّجفان الأُذينيّ.
- الموت المُفاجئ: على الرّغم من حدوث الموت المُفاجئ بسبب تضخّم عضلة القلب في حالات نادرة فحسب؛ إلّا إنّ المُصابين بهذا المرض مُعرضّون لخطورة الموت فجأة.
- ضيق التنفس: تنتشر أعراض ضيق التنفس والإجهاد عند المُصابين بتضخّم عضلة القلب من البالغين؛ وذلك بسبب الضّغط الزّائد على الأُذين الأيسر والرّئتين، ويظهر ضيق التنفّس عند بذل المجهود البدنيّ عادة.
كيف يمكن الوقاية من فشل عضلة القلب وتضخمها؟
لا توجد طريقة معروفة للوقاية من مرض تضخّم عضلة القلب حتّى الآن؛ إلّا إنّ على الأشخاص الذين لدى عائلتهم تاريخ مرضيّ مع هذه الحالة إجراء الفحوصات القلبيّة بشكلٍ مُنتظم؛ لمعرفة الإصابة في وقت مُبكّر حالة حدوثها، واتّخاذ الإجراءات والتّدابير التي تُحافظ على صحّتهم بعد استشارة الطّبيب المُختص.
اقرأ/ي أيضًا:
هل المعدل الطبيعي لضربات القلب يكون حسب العمر؟
