تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان الفرق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي اللازمان للوصول إلى حلّ الكثير من المشكلات، التي يتعرض إليها الإنسان خلال حياته اليومية، أو يتعرض إليها العالِم عند الرغبة في إثبات الفرضيات والبرهنة عليها، ويتطرق المقال كذلك إلى العديد من خصائص التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، مع ذكر بعض الإرشادات لتنمية الإبداع أيضًا.
هل يوجد فرق بين التفكير الناقد والإبداعي؟
يتكامل التفكير الناقد والتفكير الإبداعي مع بعضهما البعض لاستكشاف المُشكلات، ثم الوصول إلى الحلول المُناسبة لها؛ إلّا إنّ هُناك فرقًا بينهما؛ حيث يعتني التفكير الناقد بتحليل المعلومات والبيانات واستكشاف الطبيعة الحقيقية للمشكلة بجوانبها المُختلفة، بينما يهتم التفكير الإبداعي بابتكار الحلول الجديدة والاستثنائية غير المسبوقة للمشاكل بعد اكتشافها، ووفقًا لذلك يتكامل هذين التفكيرين لإيجاد الحل الأنسب لأيّ مشكلة.
ما هي أبرز مهارات التفكير الإبداعي؟
يتمتع المُفكّرون المُبدعون بالعديد من المهارات التي تُساعدهم في الوصول إلى حلول المشكلات المُختلفة، وأبرزها المهارات الآتية:
- الإدراك: لا بُدّ من إدراك المُناقشة التي يتم إجراؤها، بالإضافة إلى إدراك المشاكل المُختلفة من قبل المُفكّر المُبدع؛ حتى يتمكّن من الوقوف على جميع تفاصيلها وابتكار الحلول الجديدة المُناسبة لها.
- التحليل: يعتني التفكير الإبداعي بفهم الكثير من المواقف وتحليلها خارج البيئة الاجتماعية للفرد، وتزداد قدرة الأفراد على التفكير الإبداعي بزيادة قدرتهم على الفهم والتحليل والتعمّق فيهما.
- العقل المُتفتّح: ينبغي على المُفكر المُبدع تجاوز الحدود التي تفرض عليه طريقة تفكير مُعينة، ومُحاولة ابتكار طرق جديدة للنظر في المشكلات وابتكار الحلول.
- التنظيم: للتنظيم دور مُهم في التفكير الإبداعي؛ فإنه يُتيح الفرصة لترتيب الأفكار وتنظيمها على نحوٍ مُميّّز يُسهم في قراءة هذه الأفكار والنظر فيها بسهولة، ثم الوصول إلى الحلول بشكل أنسب.
- التواصل: يحتاج التفكير الإبداعي إلى مهارات التواصل؛ حتى يتمكّن الفرد من نقل الفكرة إلى الآخرين بسهولة، ويشمل ذلك جميع مهارات الاتصال الكتابية والكلامية، إلى جانب الاستماع الجيد.
- تفكيك الأفكار: يُعد تفكيك الأفكار من أبرز المهارات التي يتمتع بها التفكير الإبداعي؛ حيث يُساعد ذلك في استخراج الأفكار الجيدة وفصلها عن الأفكار الرهيبة التي تتعلّق بها، بالإضافة إلى دمجها مع الأفكار الأُخرى بعد تفكيكها وتشكيلها على النحو المُناسب.
كيف يمكن تنمية التفكير الإبداعي؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز النصائح لتنمية التفكير الإبداعي عند الإنسان:
- الجلوس مع المُبدعين: يؤدّي مُجرد الجلوس مع الأشخاص المُبدعين الآخرين إلى تنمية التفكير الإبداعي عند الفرد مع الإلهام بالكثير من الأفكار الجديدة وتحفيز العقل.
- خوض التجارب الجديدة: يُمكن للفرد خوض العديد من التجارب الجديدة، التي تختلف عن نمط حياته المُعتاد؛ حتى يُنمّي تفكيره الإبداعي؛ ومن ذلك تغيير نوع الكتب التي تتم قراءتها.
- استخدام تقنيات إنجاز الأمور: لا بُدّ من اتباع التقنيات المُختلفة لإنجاز الأمور حتى يُصبح الذهن صافيًا بما يكفي؛ حيث يصعب الوصول إلى الأفكار الإبداعية مع وجود تشويش في الذهن.
- الاستمرار في التعلّم: لا بُدّ من الاستمرار في التعلّم وعدم التوقّف عن ذلك؛ حتى يتمكّن الفرد من اكتساب المهارات والمعارف الجديدة، التي تُساعده في تنمية مهارات التفكير الإبداعي.
- التعرّف على أشخاص جُدد: يُساعد التعرّف على المزيد من الأشخاص في تفهّم الكثير من وجهات النظر الجديدة، واكتساب مزيد من مهارات التفكير التي يحتاج إليها الفرد عند ممارسة مهارات التفكير الإبداعي.
- وضع وجهات نظر جديدة: على المُفكّر المُبدع الاستمرار في وضع وجهات النظر الجديدة حول العديد من الأشياء التي يعرفها مُسبقًا؛ حتى يتمكّن من تنمية مهارات التفكير الإبداعي وابتكار الحلول الجديدة للمشاكل.
- إزالة مُعيقات الإبداع: توجد العديد من المُمارسات والأنشطة الحياتية التي تُعيق الإبداع ؛مثل التوتر أو انشغال الذهن، ولا بُدّ من إزالة جميع هذه المُعوّقات؛ ليتمكّن الفرد من تنمية تفكيره الإبداعي على نحوٍ مستمر.
- أخذ فترات راحة: ينبغي أخذ فترات من الراحة حتى يتمكّن العقل من القيام بعمله جيًدا؛ حيث يسهم ذلك في تنمية التفكير الإبداعي، ولا تندرج هذه المهارة ضمن الفرق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي؛ فإنّها ضروريّة لكلٍّ منهما.
ما هي خصائص التفكير الإبداعي؟
توجد العديد من الخصائص للتفكير الإبداعي؛ وأبرزها البحث عن الروابط الجديدة بين الأشياء بدلًا من الاكتفاء بالروابط الحالية المعروفة، كما يُعد توليد الأفكار الجديدة والمُتنوعة من أبرز خصائص التفكير الإبداعي أيضًا، إلى جانب القدرة على التعلّم وتوظيف الأدوات والأفكار بالشكل المُناسب، الذي يُساعد في الوصول إلى الحلول الجديدة للمشكلات التي تُواجه الفرد المُبدع.
ما الذي يجعل أنواع التفكير الإبداعي مُهمّةً؟
على الرغم من الفرق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي؛ إلّا إنّ أهميتهما تتمثل في اكتشاف المشاكل وحلّها بشكل أساسي، كما أن هُناك العديد من النقاط الأخرى التي تبرز بها أهمية الأنواع المُختلفة للتفكير الإبداعي، ومنها ما يأتي:
- الوعي بالذات: عادةً ما تؤثر العديد من المشاعر والأفكار على وعي الفرد بذاته، ويُساعدنا التفكير الإبداعي في التخلص من هذه الأفكار والمشاعر والتفكير بموضوعية على النحو الذي يُمكّنه زيادة وعي المرء بذاته.
- توفير المزيد من الحرية: لا يهتم المُفكّر المُبدع بما يقوله الناس عن طريقة تفكيره عادةّ؛ ممّا يوفر مزيدًا من الحُرية في التفاعل مع العالم والبيئة المُحيطة.
بماذا يتميّز التفكير النقدي؟
يتمتع التفكير النقدي بالعديد من المُميّزات كما هي حالة التفكير الإبداعي، ومن مُميزات التفكير النقدي ما يأتي:
- الفضول: عادةً ما ينظر التفكير النقدي بفضول إلى جميع الأشياء المُحيطة؛ بحثًا عن الحقائق واستقصائها بشكل مُستمر مع الشغف للحصول على معلومات موثوقة حولها.
- عدالة التقييم: يتميّز المُفكّر الناقد بعدالته في تقييم أدلة الآخرين وآرائهم، كما أنه يعتني بإدراك طريقة التفكير التي يتمتع بها الآخرون أيضًا.
- الاعتماد على الأدلة: يعتمد المُفكّرون الناقدون على الأدلّة مع العقل قبل إعطاء القرارات، كما أنهم يستطيعون صياغة جميع قراراتهم بالشكل الذي يُتوافق مع الأدلة والعقل.
- التفكير المنهجي: يعتني التفكير الناقد بمنهجية مُحدّدة عند النظر في المشكلة بجميع جوانبها، إلى جانب التفكير المنهجي عند النظر في كلّ واحدٍ من عناصر المشكلة ضمن سياقه المُنفرد أيضًا.
هل يوجد خصائص للتفكير النقدي؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من خصائص التفكير النقدي:
- الموضوعية: ينظر التفكير النقدي إلى الآراء ووجهات النظر بعقل مُنفتح مع التزام الموضوعية في تقييم هذه الآراء، وعادةً ما يقوم المُفكّر الناقد بتغيير مواقفه عندما تقوده الأدلة إلى ذلك أيضًا.
- تطبيق المعايير: يعتني التفكير الناقد بتطبيق المعايير المُختلفة للحكم على شيء ما بأنّه صحيح أو غير صحيح، وعلى الرغم من اختلاف المعايير عند اختلاف الموضوع المنظور فيه؛ إلّا إنّ هُناك بعض المعايير العامة؛ مثل الاعتماد على الحقائق المُثبتة.
- الاعتماد على الحجج: يعتمد التفكير الناقد على الحجج والبراهين التي تدعم الاقتراحات وتبيّن صحتها، وذلك مع تحديد الحجج المُناسبة وتقييمها، بالإضافة إلى بنائها على النحو الصحيح.
- التزام العلاقات المنطقية: ينبغي على كافة الأفراد التزام العلاقات المنطقية بين البيانات والمعلومات عند الرغبة بممارسة التفكير الناقد؛ ليتمكّنوا من الوصول إلى النتيجة المُناسبة وضمان عدم الوقوع في المُغالطات.
- النظر من عدّة وجهات: عادةً ما يهتم المُفكّر الناقد بفحص الأمر ذاته من عدّة وجهات نظر، وهو ما يُساعده على النظر إلى العالم بطريقة مُختلفة في كثير من الأحيان.
ما هي أنواع أسئلة التفكير النقدي؟
تُعد طبيعة الأسئلة المطروحة إحدى الفروق بين التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، وهناك ستة أنواع بارزة من الأسئلة للتفكير النقدي، وهي الأسئلة الآتية:
- الأسئلة الاستيضاحية: تهدف الأسئلة الاستيضاحية إلى معرفة مقصود الآخرين من الكلام؛ ومنها السؤال عن ارتباط الأشياء المَقولة بالنقاش والاستفسار عن سبب قول بعض الكلمات ضمن سياق النقاش.
- الأسئلة الباحثة عن الافتراضات: تبحث هذه الأسئلة عن الفرضيات البديلة، بالإضافة إلى الاستفسار عن بعض تفاصيل الفرضيات الحالية لابتكار فرضيات جديدة، وكذلك تعتني هذه الأسئلة بطريقة التحقّق من الافتراضات.
- الأسئلة حول وجهات النظر: يبحث هذا النوع من الأسئلة في الطرق الجديدة للنظر في الأمور، مع السؤال عن مدى أفضلية هذه الطرق ونقاط القوة والضعف الكامنة فيها، بالإضافة إلى البحث في حججها.
- الأسئلة المُستقصية للأدلة: تعتني الأسئلة المُستقصية للأدلة بجمع الأدلة والأسباب المُحتملة؛ حتى يتمكّن الفرد من تفسير الفرضيات أو تحليلها؛ ومنها السؤال عن مدى تعلّق حدوث الشيء بالأسباب المُعيّنة ضمن الفرضية.
- الأسئلة الباحثة في النتائج: تبحث هذه الأسئلة في كلّ من الآثار والنتائج على حدٍّ سواء؛ ومنها السؤال عن العواقب المُترتبة على الفرضيات، والسؤال عن مدى ارتباط النتيجة بما تمّ تعلّمه سابقًا.
- الأسئلة حول السؤال: هناك العديد من الأسئلة التي تتعلّق بالسؤال نفسه؛ وأبرزها الاستفسار عن الهدف من السؤال، بالإضافة إلى السؤال عن سبب طرح الأسئلة المُختلفة أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تفسير الذكاء العاطفي علميًا؟
هل هناك تعريف للذكاء في علم النفس؟
هل يوجد أهمية لتعلّم مهارات التفكير العلمي؟
هل التنمية البشرية وتطوير الذات علمين منفصلين أم بينهما رابط؟