تحقيق مسبار
تُعتبر مؤلفات بيتهوفن من أشهر الموسيقى الكلاسيكية العالمية بالفعل، بالإضافة لغيرها من المؤلفات العالمية الشهيرة لغيره من الموسيقيين؛ إذ يُعتقد أن المصطلح بشكل عام لم يظهر إلّا في عصر بيتهوفن لتمجيد عصره الذهبي؛ لذا لا يُمكن وضع أيّ قائمة تضم أفضل المؤلفات الموسيقية دون ذكر واحدة أو أكثر من مؤلفات بيتهوفن، لكن ما هي ميزات هذه الموسيقى وأنواعها والآلات المستخدمة في عزفها؟… كل هذا سنتحدث عنه في مقالنا هذا.
ما هي أشهر الموسيقى الكلاسيكية العالمية؟
عند الحديث عن أشهر المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية سنجد العديد من المؤلفات لعددٍ من الموسيقيين العالميين، وتتميّز كلٌّ من هذه المؤلفات بأنها لوحة فنية خالدة استمر وجودها لعدّة قرون منذ بدء تاريخها إلى الآن، حيث تتنوع هذه المقطوعات من ناحية المناسبات التي يُمكن عزفها فيها؛ فمنها مقطوعات دينية تُعزف في الكنائس على شكل قُدّاس، ومنها مقطوعات تُعزف عند الدفن أو غيرها من المناسبات، كما يُمكن الاستماع لها لِتهدئة النفس والاسترخاء.
أشهر مؤلفات بيتهوفن
يمكن اعتبار المؤلفات التالية من أشهر الموسيقى الكلاسيكية العالمية، كما أنها أيضًا من أهم أعمال بيتهوفن، وهي:
- السيمفونية الثالثة: تمّ تأليف هذه السيمفونية عام 1804 ضمن الاحتفال بتنصيب نابليون بونابرت إمبراطورًا لفرنسا؛ لذلك فهي تتمحور حول نابليون والإعجاب بقدراته الخارقة، كما سُميت باسم إيروكا، وكانت من المعزوفات الصعبة التي لم يستطع الموسيقيين عزفها لاحقًا.
- السيمفونية الخامسة: وهي سيمفونية بدأ تأليفها عام 1804، لكنها عُرضت عام 1808 في مدينة فيينا.
- السيمفونية التاسعة: تُعرف باسم قصيدة الفرح، وتُعتبر من أشهر أعماله الأخيرة، فقد أنهى تأليفها عام 1824، وتضم كورسًا غنائيًا لِكلمات قصيدة.
- رباعيات الأوتار: تعتبر من أهم أعمال بيتهوفن وأشهرها، وتُعرف باسم رباعيات بيتهوفن الوترية.
ما هي أهم فترات الموسيقى الكلاسيكية؟
يتم تقسيم الأنواع عادةً بناءً على العصور المتنوعة التي شهدت تغييرات وتطورات على أنواع الموسيقى المتنوعة؛ ومنها عصر النهضة، وعصر الباروك، وغيرها من العصور الأخرى الممتدة لسنوات طويلة، لكن العديد من الأشخاص يُطلقون اسم الموسيقى الكلاسيكية على أيّ موسيقى قديمة، وهذا فعليًا اعتقاد خاطئ؛ بسبب وجود العديد من أنواع الموسيقى الأُُخرى؛ كالجاز والروك وغيرها في تلك العصور، لكن قبل الحديث عن الأنواع يجب الحديث عن تاريخ الموسيقى الكلاسيكية بالتفصيل، وهو على الشكل التالي:
- العصور الوسطى وعصر النهضة: هي الفترة الممتدة بين عام 550-1400 ميلادي، وبدأت عندها الموسيقى في الكنائس عندما قام الرهبان بتوحيد الموسيقى المقدسة في جميع أنحاء الكنائس، وكانت تُعزف بواسطة آلات قديمة؛ منها الفلوت والكمان، ثم تطوّرت الآلات في عصر النهضة وتمّ إضافة آلات القرع وآلات الباس وغيرها، ثم بدأت موسيقى العصور الوسطى، التي تُعتبر فترة ظهور الموسيقى الكلاسيكية بحسب العديد من المؤرخين، فلم تعد الموسيقى عبارة عن مقطوعات يتم عزفها في المناسبات الدينية فقط، بل أصبحت تُعزف في المناسبات المختلفة للتعبير عن المشاعر المتنوعة ونشر البهجة والجمال، لكن الارتباط بين الموسيقى والكنيسة ظلّ كبيرًا، ثم تطوّرت أنواع من الغناء المُصاحب للموسيقى، التي ازدهرت وتطوّرت على يد مجموعة من الموسيقيين الغربيين؛ ممّا ساعد في ظهور وتطوّر الأنواع المختلفة من الموسيقى، سواءً الكلاسيكية أو الأنواع الأخرى أيضًا، كما تميّز هذا العصر بظهور الكورال، وهو غناء مجموعة من الأفراد للنصوص المكتوبة، وظهور أنواع جديدة من الآلات الموسيقية؛ مثل آلات النفخ وغيرها من الآلات الأخرى.
- موسيقى عصر الباروك: وهي الفترة الممتدة بين العام 1600-1750 ميلادية استخدم العازفون فيها الأوتار المصنعة من الألياف الطبيعية بدلًا من الأوتار المصنعة من المعادن، لهذا كانت النغمات مختلفة وتتميز بالغموض وعدم الوضوح خصوصًا في المقدمة، كما كان الاعتماد بشكل أكبر على الكلمات والرسومات المرتبطة بها، من هنا نجد أن موسيقى عصر الباروك كانت مرتبطة بالفن التشكيلي وتأثير الكلمات وبلاغتها، وهذا جعل المواضيع التي اهتم بها العازفون أيضًا مختلفة، مثل: الأوبرا التي كانت تتحدث عادةً عن الأعمال البطولية والآلهة والملاحم والقدرات الخارقة والخيالية، ويتميز عصر الباروك أيضًا بالنغمات المستمرة التي تؤثر على المشاعر بشكل كبير.
- موسيقى العصر الكلاسيكي: يُعتبر هذا العصر من أهم عصور هذا النوع من الموسيقى وبداية ظهورها بشكل فعلي بحسب العديد من الروايات؛ حيث تراوحت فترته بين عام 1750-1820، وقد ظهر في هذه الفترة أهم وأشهر الموسيقيين العالميين؛ ومنهم لودفيج فان بيتهوفن، وجوزيف هايدن، بالإضافة إلى ولفغانغ أماديوس موزارت، كما تمّ إضافة مجموعة أُخرى جديدة من الآلات الموسيقية المتنوعة؛ منها لوحة المفاتيح وغيرها من الأدوات الضرورية لبناء الأوركسترا، ثم تطوّرت الأوبرا بشكل أكبر وأصبح للسمفونية شكلها الخاص.
الفترات الأحدث للموسيقى الكلاسيكية
وهي موسيقى العصور الحديثة التي شهدت تطورًا كبيرًا واختلافًا في طريقة طرح المعزوفات لتبدو كما هي في وقتنا الحالي، ومن أبرز هذه الأنواع:
- موسيقى العصر الرومانسي: 1810-1910 هذا العصر شهد تطورًا أكبر على أنواع الموسيقى المختلفة، وظهرت أنواع أُخرى من القطع ذات الشكل الحُرّ؛ ومنها المقدمات والفانتازيا، كما استمرت الموسيقى باكتساب شعبية أكبر بين الناس؛ ممّا شجّع على قيام منظمات خاصة لتعليم الموسيقى وأدائها، كما شهد هذا العصر تطوير البيانو ليكون على شكله الحالي وازداد الطلب عليه بشكل كبير؛ فأصبح من أهم الآلات في عصره.
- موسيقى عصر الحداثة: تطوّرت اللغة الموسيقية في هذا العصر، وتمّ رفض العديد من المعايير للفترات السابقة؛ مثل الألحان التقليدية والنغمات والأجهزة، وأصبحت هذه الموسيقى أكثر ارتباطًا بالموقف الفلسفي للموسيقى.
- الموسيقى الكلاسيكية اليوم: وهي الفترة الزمنية الممتدة بين العام 1901-2000، كما تمّ تقسيمها إلى العصر الحديث المبكر الممتد من العام 1890-1930، ثم العصر الحديث الحالي في منتصف القرن العشرين، وأخيرًا العصر المعاصر أو الأكثر حداثة، وهو العصر الممتد من العام 1945-الوقت الحالي، وتعتمد الموسيقى الكلاسيكية الحديثة على مجموعة أكبر من الآلات؛ منها الجيتار والبانجو.
ما هي أنواع الموسيقى الكلاسيكية؟
ذكرنا أن إطلاق اسم الموسيقى الكلاسيكية على الموسيقى القديمة يُعتبر اسمًا خاطئًا؛ إذ تُقسّم هذه الموسيقى لِعدّة أنواع مختلفة تختلف باختلاف العصور واختلاف الآلات المُستخدمة، ومن أهم هذه الأنواع:
- الموسيقى الأوركسترالية: وهي إحدى أهم وأشهر الأنواع المعروفة؛ إذ ترجع فعليًا إلى عصر الباروك، وقد بدأت فكرتها بعزف الموسيقى عن طريق عدد من العازفين يصل عددهم إلى 15 عازفًا، أمّا اليوم فيصل عدد العازفين إلى 100 عازف تقريبًا، ومنها تطوّرت السمفونيات التي لا تزال موجودة إلى اليوم لكن بشكل مختلف.
- الكونشيرتو: تُعتبر أيضًا من أهم الأنواع المعروفة، ويُمكن تعريف فكرتها الأساسية بأداء عازف منفرد أو مجموعة من العازفين بالعزف مع أو ضد الأوركسترا، وقد تطوّر هذا النوع منذ العصر الرومانسي.
- موسيقى الحجرة: هذا النوع من الموسيقى يختلف قليلًا عن الأنواع الأُخرى؛ إذ تتألف من عدّة مجموعات متناغمة من الموسيقيين، وقد انطلق هذا النوع فعليًا في الفترة الكلاسيكية واستمرت إلى اليوم، وقد ظهر فعليًا بسبب إنشاء الرباعية الوترية.
- الموسيقى الصوتية أو الجوقة: أو موسيقى الكورال، تعتبر العمود الفقري للموسيقى الكلاسيكية، ويبرُز منها نوعان رئيسيان؛ هما القُدّاس والأوبرا، وهذا النوع يُعتبر من الأنواع المُستخدمة بشكل أكبر في الكنائس والمناسبات الدينية.
ما هي مميزات الموسيقى الكلاسيكية؟
تختلف مميزات هذه الموسيقى بحسب اختلاف التعريف؛ إذ يعتبرها البعض الموسيقى الجيدة أو الموسيقى القديمة الممتدة بين العام 1750-1830 المتأثرة بالعالم الكلاسيكي القديم والعصر الكلاسيكي، وهذا العصر له سماته الخاصة في مختلف مجالات الحياة؛ ومنها المباني الكلاسيكية، ويمكن تعريف كلمة كلاسيكية بحسب بعض اللغات إلى الأنيقة، وهذا فعليًا ينطبق على الموسيقى الأنيقة، أمّا عن مميزاتها الرئيسية فتتمثل فيما يلي:
- الصياغة المتوازنة ذات الإيقاعات الواضحة والمتنوعة.
- يتم إنشاؤها بواسطة خط لحن يرافقه وتر.
- القوام الأخف والأقل تعقيدًا من موسيقى عصر الباروك.
- التجانس بشكل أساسي والأناقة الخفيفة والعظمة المثيرة للإعجاب.
- التنوع والتباين داخل المقطوعة الواحدة.
- التغيّر في الحالة المزاجية والانتقال من حالة إلى أُخرى والتصعيد بين الفترات.
- الألحان فيها أقصر من موسيقى عصر الباروك مع التركيز على وضوحها وجمالها.
- زيادة حجم الأوركسترا واستخدام آلات النفخ والبيانو.
ما هي آلات الموسيقى الكلاسيكية؟
عند الحديث عن أشهر الموسيقى الكلاسيكية العالمية يجب الحديث عن الآلات المُستخدمة في عزفها للترفيه عن الناس والتعبير عن المشاعر المتنوعة؛ إذ يتم استخدام مجموعة من الآلات في أدائها يتم تصنيفها إلى عائلات مختلفة، وهي:
- الآلات الوترية: وتشمل هذه العائلة مجموعةً كبيرةً من الآلات؛ منها الفيولا والكمان والتشيلو والباس، التي يتم العزف عليها عن طريق النتف أو تحريك الأوتار أو رسم قوس مصنوع من شعر الخيل أو الخشب، ويُعتبر الجهير أكبر آلات هذه العائلة، والكمان أصغرها وصاحب أعلى نغمة بينها.
- آلات النفخ: من الأدوات المُستخدمة في هذا النوع من الموسيقى وغيره من الأنواع أدوات النفخ؛ ومنها: المزمار والكلارينيت والساكسفون، وهي عبارة عن أدوات مصنوعة على شكل أنابيب لها فتحة في أحد طرفيها، وفي الطرف الآخر أداة للنفخ، مع وجود ثقوب مغطاة بأغطية معدنية تسمى المفاتيح ويتم من خلالها إنتاج أصوات مختلفة تعتمد على الهواء الخارج من الآلة.
- آلات القرع: تنتج الآلات في هذه العائلة الأصوات المختلفة بعدة طرق؛ منها الاهتزاز أو الضرب أو الكشط، وتتنوع هذه الآلات؛ ومنها الماريمبا والإكسيليفون والطبول والصنجات والأجراس، وغيرها من الآلات المنتمية لنفس العائلة.
- آلات النحاس: هذه العائلة تتكوّن من آلات لها أنابيب طويلة تتسع من جهة لتصبح على شكل جرس، ويتم تشكيلها بعدة طرق لسهولة الإمساك بها، وتُصدر هذه الأجهزة أصواتًا عند النفخ بها؛ إذ ترتبط الصمامات بأنابيب ممتدة تفتح وتُغلق أقسامًا مختلفة عند الضغط عليها، ومن الأمثلة على هذه الآلات البوق والتوبا والترومبون والقرن الفرنسي.
بعض الآلات الموسيقية القديمة
ليس هنالك تاريخًا مُحددًا لبدء ظهور الموسيقى في العالم، لكن المعلوم أنها بدأت منذ آلاف السنين، وهذا بسبب العثور على آثار تفيد بوجود آلات قديمة منذ أقدم العصور، ومن أهم هذه الآلات:
- بوق توت عنخ آمون: يُعتقد أنها تعود لأكثر من 3340 سنة، وهي زوج من الأبواق عُثر عليها في قبر الفرعون توت عنخ آمون؛ لذلك فإنها أقدم الأبواق في العالم، وقد تمّ اكتشافها عام 1992.
- الليثوفون: وهي واحدةً من أقدم الآلات التي يتراوح عمرها بين 4000-10000 سنة، وكانت تنشأ في فيتنام والهند، فيما استُخدمت الصخور الرنانة في صناعتها، وتمّ اكتشافها في جميع أنحاء العالم.
- آلة الثور: وهي آلة عمرها يقارب الـ 20000 عام، عُثر عليها في مختلف أنحاء العالم مع الاعتقاد بأنها نشأت في أوكرانيا وفرنسا، وقد تمّ إنشائها بواسطة شريحة رقيقة من الخشب مربوط طرفها بحبل يتم تدوير القطعة الخشبية بسرعة فائقة؛ لإصدار صوت صفير عالي ومميز؛ إذ يُمكن تغيير نغمته بناءً على طريقة التدوير، وقد تمّ استخدامها للتواصل عبر المسافات الطويلة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فوائد للموسيقى الهادئة؟
هل العزف على البيانو سهل للمبتدئين؟