تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان أوّل أهرامات مصر القديمة بناءً، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من المَعلومات حول الأهرامات المصرية الشهيرة، ويتطرّق المقال كذلك إلى سبب بناء الأهرامات من قبل المصريين وسبب التوقّف عن بنائها فيما بعد، وذلك إلى جانب ذكر العديد من الآثار الموجودة في مصر مع ذكر بعض الحقائق التي تتعلّق بمصر القديمة.
هل هرم زوسر المدرج هو أقدم أهرامات مصر القديمة؟
إن هرم زوسر المُدرج أقدم أهرامات مصر القديمة على الإطلاق، ويقع هذا الهرم في قرية سقارة، ويُعد واحدًا من أشهر المعالم في مِصر. كما أنه أقدم هيكل حجري معروف لمصر القديمة أيضًا، وهو هرم تمّ بناؤه في عهد الملك نيتجريخت المعروف باسم زوسر في الوقت الراهن. وتحتوي مصر على كثير من الآثار القديمة الأخرى بما فيها أهرامات الجيزة وأبو الهول.
ما هي طريقة بناء الأهرامات المصرية؟
توجد عِدّة نظريات حول طريقة بناء أهرامات مصر القديمة؛ إذ إنّ بعض عُلماء الآثار يرون بأنها مبنيّة من صخور ضخمة تمّ قطعها ثم رفعها إلى أماكنها في الهرم، ويرى بعض مُختصّي الآثار بأنها رُفعت عن طريق سحبها من قبل مجموعات العُمّال بعد وضع التراب أمامها للتقليل من قوة الاحتكاك، ويُخالف بعض المُختصين هذه النظرية بشكل كامل ويرون بأن الأهرامات بُنيت من الخرسانة، التي تمّ إعدادها ثم صبّها في قوالب خشبية لتظهر الأهرامات على الشكل المَعروف لدينا.
ما هي أشهر الأهرامات المصرية؟
يوجد في مِصر عدد من الأهرامات المشهورة، وأبرزها ما يأتي:
- هرم زوسر المُدرج: بُني هرم زوسر مع بداية حقبة الأسرة الحاكمة الثالثة في مِصر القديمة، وهو نُقطة تحوّل في طريقة الدفن عند المِصريين القُدماء؛ فإنهم كانوا يدفنون أفراد العائلة المالكة في المَصاطب.
- أهرامات الجيزة: تُعد أهرامات الجيزة من أشهر الأهرامات التي بُنيت في مِصر القديمة، وهي ثلاثة أهرامات يختلف بعضها عن بعض في الحجم، وبُنيت هذه الأهرامات بين عام 2550-2490 ق.م، وهي الأهرامات الآتية:
- هرم خوفو: إن هرم خوفو أول أهرامات الجيزة بناءً، وهو الأكبر من الأهرامات الثلاثة، ويبلغ ارتفاع هذا الهَرم 147 مترًا تقريبًا، ويضم هرم خوفو 2,300,000 قطعةً حجريةً يصل وزن بعضها إلى 15 طن.
- هرم خفرع: تمّ بناء هذا الهَرم من قبل خفرع ابن الفرعون خوفو، وتحتوي مقبرة هذا الهَرم على تمثال أبي الهول المشهور الذي يضم رأس إنسان وجسم أسد.
- هرم مُنقرع: قام الفرعون مُنقرع ببناء هذا الهَرم قرابة عام 2490 ق.م، وهو أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة؛ إلّا إنّه يحتوي على مقبرة أكثر تعقيدًا من المَقبرة في الهرمين الآخرين، وهو أحد أهرامات مصر القديمة.
- هرم تيتي: تمّ بناء هذا الهَرم من قبل تيتي، أول ملوك الأسرة الحاكمة السادسة في مِصر القديمة، ويقع هرم تيتي في قرية سقارة بالقُرب من هرم زوسر المُدرج، ويبلغ ارتفاعه قرابة 52 مترًا، وتعرّضت كثيرٌ من الكُتل في هذا الهرم إلى السرقة.
- الهرم الأسود: يُعرف هذا الهرم باسم الهرم الأسود للملك أمنمحات الثالث؛ إلّا إنّه لم يُحافظ على شكله جيدًا، ويقع الهرم الأسود بالقرب من هرم سنفرو، كما يقع بالقرب منه العديد من الأهرامات للأسرة الحاكمة الثالثة عشرة في مصر القديمة.
- الهرم المنحني: يقع الهرم المُنحني في منطقة دهشور، وهو أحد الأهرامات التي بناها الملك سنفرو، أول ملوك الأسرة الحاكمة الرابعة لمصر القديمة، ولهذا الهرم مدخلين اثنين؛ أحدهما في الجانب الشمالي والآخر في الجانب الغربي.
- الهرم الأحمر: يعود السبب في تسمية هذا الهرم إلى اللون المُحمرّ الذي تتمتّع به أحجاره، وهو أكثر الأهرامات ارتفاعًا في منطقة دهشور، كما أنه يحتل المرتبة الثالثة من حيث الحجم مُقارنةً بأهرامات مصر القديمة الأُخرى.
لماذا بنى المصريون القُدماء الأهرامات؟
تمّ دفن الملوك المصريين القُدماء في البداية داخل تِلال تُشبه المَقاعد وتُعرف باسم المصاطب؛ إلّا إنهم توجهوا إلى دفن الملوك داخل الأهرامات حتى لا تتعرّض المقابر إلى السرقة، وكان الملك زوسر أول من بنى الأهرامات في مصر القديمة لهذه الغاية، ولم تنجح الأهرامات في الحماية من السرقة وإنّما أصبحت هدفًا واضحًا للصوص؛ لذلك لجأت الأسرة الحاكمة في مصر إلى دفن الموتى في وديان بعيدة لتوفير مزيد من الحماية.
في أيّ حقبة زمنية بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
تمّ بناء أول الأهرامات في مِصر القديمة قُرابة عام 2780 ق.م من قبل الملك زوسر، واستمر بناء الأهرامات من قبل المصريين القُدماء حتى مرور ألف عام تقريبًا على بناء الهرم الأول، وعلى الرغم من تعرّض هذه الأهرامات إلى السرقة في العصور القديمة مع تعرّضها إلى العَوامل الجوية المُختلفة؛ إلّا إنّ كثيرًا من أهرامات مصر القديمة لا يزال بحالة جيدة حتى الآن.
هل يوجد آثار غير الأهرامات وأبو الهول في مصر؟
إنّ أهرامات مصر القديمة من أكثر الآثار شُهرةً حول العالم؛ ومنها أهرامات الجيزة الثلاثة وهرم زوسر والهرم الأحمر. كما أن أبو الهول من الآثار المشهورة أيضًا، وهو تمثال ضخم بجسد أسد ورأس إنسان للإشارة إلى القوّة. وتضمّ مصر عددًا كبيرًا من الآثار الأخرى إلى جانب الأهرامات وأبي الهول ومنها الآثار الآتية:
- آثار تلّ بسطة: تقع آثار تلّ بسطة في مُحافظة المَنطقة الشرقية داخل مصر، وهي عاصمة مصر القديمة عندما حكمتها الأسرة الثانية والعشرين، ويحتوي تل بسطة على الآتي:
- المَتحف: كشفت التنقيبات عن العَديد من القِطع الأثرية في منطقة تلّ بسطة، ويتم عرض هذه الآثار داخل متحف في الهواء الطلق ليستطيع الزوار رؤيتها والاطلاع عليها.
- قصر الملك أمنمحات الثالث: تمّ اكتشاف بقايا قصر الملك أمنمحات الثالث عام 1960، واستمرت أعمال التنقيب عن بقايا هذا القصر حتى تسعينيات القرن العشرين، ويحتوي القصر على ساحات واسعة وشُرفة بأعمدة وغير ذلك.
- البئر الروماني: أعلنت مصر عن اكتشاف هذا البئر رسميًا عام 1997 بالرغم من ظهور المؤشرات على وجوده منذ عام 1991، وهو بئر على طراز روماني.
- آثار قرية الحواويش: تقع قرية الحواويش في سوهاج، ويحتوي الموقع الأثري في هذه القرية على أكثر من 800 مقبرة من مقابر مصر القديمة، وفيما يأتي بعضًا من الآثار الموجودة في هذه المَقبرة:
- مقبرة شيبسيبومين: يرجع تاريخ هذه المقبرة إلى الأسرة السادسة الحاكمة لمصر القديمة، وتحتوي المقبرة على العديد من النقوش التي أظهرت ذكر زوجته وأبنائه وابنه البِكر.
- مقبرة نهويت ديشير: توجد هذه المَقبرة على ارتفاع 196 مترًا في المُنحدر الغربي للجبل، وتُشير النقوش إلى أن ابنه شيبسيبومين هو من قام بتزيين هذه المقبرة بنفسه.
- مقبرة كا هيب: يُمكن العثور على هذه المقبرة في الجزء الجنوبي الغربي لمقبرة الحواويش، وهي أكثر المقابر ارتفاعًا، وتحتوي مقبرة كا هيب على العديد المشاهد الجنائزية والنقوش التي تدلّ على الصيد والزراعة وغيرها.
- مدينة أثريبس: تُعرف مدينة أثريبس باسم نجع الشيخ حمد في الوقت الراهن، وتضمّ العديد من آثار مصر القديمة -كالمنازل المبنيّة من الطوب- إلّا إنّ بعضها لم يتم التنقيب عنه بَعد، كما أنها تحتوي على قبور من العصر البطلمي وغيرها من الآثار الأُخرى.
- قرية شالي بواحة سيوة: تقع هذه القرية في مرسى مطروح، وتتميّز بأبنيتها التي اعتمدت على الطين المشبع بالملح؛ فإنه يُصبح كالإسمنت في صلابته عندما يجف، وهي قرية يرجع تاريخها إلى القرن السادس الهجري.
- جبانة بني حسن: تُعد جبانة بني حسن من المَعالم الأثرية الموجودة في المِنيا داخل جمهورية مصر العربية، وتحتوي على مقبرة علوية وسفلية؛ ومن أشهر مقابرها ما يأتي:
- مقبرة باقت الثالث: تحتوي هذه المقبرة على ساحة مؤدية إلى المدخل، كما أنها تضمّ مقصرةً صغيرةً نُقش عليها باب وهمي، ونُقشت في هذه المقبرة عِدّة نقوش تُمثّل الحياة اليومية في مصر القديمة.
- مقبرة خيتي: حكم خيتي المُقاطعة السادسة عشرة من مصر القديمة، ويرجع تاريخ هذه المقبرة إلى الأسرة الحاكمة الثانية عشرة، وتحتوي المقبرة على غرفة تضمّ صفيّن من الأعمدة التي تعلوها التيجان.
- مقبرة أمنمحات: كان أمنمحات آخر حاكم مُقاطعة في مصر القديمة، وتتميّز هذه المَقبرة عن مقابر جبانة بني حسن الأُخرى بالرسومات الزاهية التي صوّرت كثيرًا من مظاهر الحياة في مصر القديمة؛ كالزراعة والصيد.
ما هي أبرز الحقائق التاريخية حول مصر القديمة؟
قام المصريون ببناء أهرامات مصر القديمة لحماية مقابر الملوك كما سبق، وتحتوي القائمة الآتية على العديد من الحقائق التاريخية الأُخرى حول مصر القديمة:
- أصول الملكة كليوباترا: على الرغم من ارتباط مصر القديمة بالملكة كليوباترا؛ إلّا إنّ أصولها ترجع إلى المقدونيين اليونانيين الذين تنحدر سُلالتهم من بطليموس الأول، وهي واحدة من أوائل الأسرة البطلمية التي تتحدث المصرية بالفعل.
- صياغة مُعاهدات السلام: صاغت مصر القديمة واحدةً من أولى مُعاهدات السلام المُسجلة في العالم، وكانت هذه المُعاهدة بين الملك المصري رمسيس الثاني والملك الحثي هاتوسيلي الثالث للقضاء على الصراع بين مملكتيهما.
- مُمارسة ألعاب الطاولة: كانت ألعاب الطاولة مُفضّلةً لدى المصريين القُدماء، وكانت أشهرها لعبة السينيت التي رُسمت على لوحة تحتوي ثلاثين مُربعًا، كما أظهرت التنقيبات عن وجود ألعاب طاولة نُقلت مع بعض الملوك إلى مقابرهم.
- الإضرابات العمالية: نظّم العُمال المصريون القُدماء واحدًا من أول الإضرابات المُسجّلة في التاريخ، وذلك خلال فترة حُكم الملك رمسيس الثالث، ونتج هذا الإضراب عن عدم حصول العاملين على أجرهم من الحبوب عند المُشاركة في بناء إحدى المقابر الملكية.
اقرأ/ي أيضًا:
