تحقيق مسبار
تتعدّد وسائل تدفئة البيت في الشتاء التي تختلف بشكل كبير فيما بينها من ناحية طريقة تشغيلها، إلى جانب تكلفتها التي تُعتبر مُرهقةً للعديد من العائلات؛ ممّا يُثير البحث عن وسائل أُخرى بتكلفة أقل، كما تشترك بعض الأنظمة في المعدّات والمكوّنات مع وسائل التبريد التي تُستخدم في الصيف والشتاء، التي يعبّر عنها أحيانًا بوسائل التحكّم في المناخ التي تُحافظ على معدل درجة حرارة معيّنة طوال العام، وأيًّا كانت هذه الوسائل فهي تعتمد على مصادر الوقود المتنوعة؛ مثل الغاز أو زيت الوقود. في هذا المقال سنتحدث عن طرق التدفئة المتنوعة وعن الطرق غير المُكلفة إن وجدت حسب نتائج الدراسات المتنوعة.
هل يمكن تدفئة المنزل بطرق غير مُكلفة؟
تُعتبر عملية تدفئة المنازل في الشتاء ضرورةً مُلحّةً للعديد من الأشخاص بالرغم من تكلفتها المرتفعة نسبيًا، لكنّ الحقيقة أنّ بعض طُرق التدفئة تقدم حلولًا مُرضية عن طريق تقليل كمية الوقود المُستخدمة، لذلك يُمكن الإجابة بنعم وأنه يوجد بالفعل حيل أو طُرق لتدفئة المنزل في الشتاء بتكاليف أقل، والمعروف أن جميع أنظمة التدفئة تتطلّب كميات كبيرة من مصادر الوقود، سواءً كانت كهرباء أو غاز طبيعي أو بروبان، كما أنها تحتاج إلى مجموعة كبيرة من المعدّات والتجهيزات المُكلفة، لكن يُمكن تقليل التكاليف عن طريق مجموعة من الممارسات والأساليب التي تُقلّل من هدر الطاقة وتُحافظ على درجة حرارة المنزل، أو عن طريق استخدام بدائل لمصادر الوقود؛ مثل استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء من أشعة الشمس المُمتصّة التي يُمكن استخدامها بطرق عِدّة في تشغيل المنازل والمباني بالكامل؛ إذ تعتبر تكلفتها المبدئية مرتفعة نسبيًا إلّا إنّها تُوفّر كميات هائلة من الطاقة في المستقبل، وهذا سبب استخدامها الواسع في العديد من الدول العربية والأجنبية.
طرق ترشيد استهلاك الطاقة
يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات والنصائح لتقليل هدر الطاقة في المنزل وتقليل تكاليف تدفئتها ومن أهم هذه الطرق:
- ضبط الحرارة: يجب الحرص على ضبط درجة الحرارة بمستوى منخفض في الشتاء وعدم تشغيل التدفئة على الدرجة القصوى لساعات طويلة، كما يُفضّل إطفاء التدفئة عند النوم أو الخروج من المنزل.
- الصيانة الدوريّة: صيانة المعدّات بشكل دوريّ تُقلّل من استهلاك الطاقة، خصوصًا التمديدات الداخلية والغلّايات القديمة وغيرها من المعدات في الأنظمة المختلفة.
- تنظيف الوحدات الخارجية: بالنسبة لأنظمة التدفئة المُحتوية على وحدات خارجية يجب تنظيفها مرةً واحدةً شهريًا أو استبدالها حسب التوصيات؛ لمنع انغلاق المخرج بفعل الأتربة، الذي يستدعي طاقةً أكبر لإخراج الهواء.
- استخدام العاكسات: بعض الأنظمة المُحتوية على راديترات يُفضّل استخدام العواكس المقاومة للحرارة بينها وبين الجدران الخارجية لحفظ الحرارة.
- استخدام معدّات موفّرة للطاقة: يجب استشارة المختصين في المعدّات المُوفّرة للطاقة عند التفكير في تركيب تدفئة منزلية جديدة أو وحدات تدفئة.
ما هي طريقة تدفئة البيت في الشتاء؟
قبل الحديث عن طرق تدفئة المنزل في الشتاء يمكن الحديث عن بعض الإجراءات والطُرق المُستخدمة للتدفئة وتقليل الحاجة إلى المدافئ، ومن أهم هذه الطرق:
- إغلاق منافذ الهواء: يجب التأكّد من إغلاق جميع النوافذ والأبواب ليلًا، وسدّ جميع المنافذ المُمكنة باستخدام القماش أو السدادات البلاستيكية مع الحرص على إغلاق الشيش الخارجي، المعروف باسم الأباجور ليلًا.
- تغطية الأرضيات: يجب الحرص على تغطية جميع الأرضيات في المنزل باستخدام السجاد، الذي يُقلّل فقدان الحرارة من الأرض.
- استخدام المواد العازلة: عند بناء منزل جديد يجب الحرص على استخدام المواد العازلة للحرارة، سواءً على الجدران الخارجية أو على سطح المنزل والأرضية؛ لمنع تسرّب الحرارة إلى الخارج.
- الاستفادة من الطاقة الشمسية: يجب فتح الستائر عن الشبابيك خلال النهار للسماح بدخول الأشعة الشمسية التي تعمل على تدفئة المنزل قليلًا.
كيفية تدفئة البيت في الشتاء
تُستخدم عِدّة مصادر للوقود لتدفئة المنزل والحفاظ على درجة الحرارة المريحة؛ ومن أهم هذه المصادر الغاز الطبيعي أو الوقود الحيوي أو الكهرباء أو البروبان؛ إذ يمكن استخدام عِدّة أنظمة للتدفئة في نفس المنزل أو الاعتماد على نظام واحد فقط؛ ومن هذه الأنظمة:
- تبريد الهواء القسري: تُعتبر أنظمة تكييف الهواء الأكثر استخدامًا في تدفئة المنازل، وهذه الأنظمة تستخدم فُرنًا مُزوّدًا بمروحة تنفخ الهواء الدافئ في أرجاء الغرفة عن طريق شبكة قنوات، وتعمل هذه الأنظمة على ضبط درجة حرارة الغرفة بشكل سريع. بعض هذه الأنظمة تعمل في الشتاء للتدفئة وفي الصيف للتبريد؛ إذ تشترك بالمنفاخ ومجرى الهواء والمعدّات المختلفة، ويتم تشغيلها باستخدام البروبان السائل أو الكهرباء أو الغاز الطبيعي أو زيت الوقود.
- أفران الهواء بالجاذبية: هذه الأنظمة تعتمد على القوانين الفيزيائية؛ إذ ترفع الهواء الدافئ للأعلى بفعل الجاذبية الأرضية وتُبقي البارد في الأسفل، ويتم توزيع الهواء الدافئ عن طريق قنوات معدنية ثم إعادة البارد إلى الفرن عبر قنوات خاصة ليُعاد تسخينه، وهذه الطريقة منتشرةً في العديد من المنازل القديمة ويتم تشغيلها بواسطة الكهرباء أو زيت الوقود أو البروبان السائل، كما يُمكن استخدام الغاز الطبيعي.
ما هي أفضل طريقة لتدفئة المنزل؟
لا يُمكن تحديد الطريقة الأفضل بالفعل لتدفئة البيت في الشتاء؛ لأن ذلك يعتمد على رغبة الشخص والميزانية المطلوبة والخيارات المُتاحة في المنطقة، لكن يُمكن الاختيار بين مجموعة من الأنظمة لتحديد الأفضل، ويُمكن اعتبار أنظمة التدفئة المركزية الأفضل والتي كانت مُستخدمةً منذ عقود، خصوصًا في العصور القديمة للصينيين والرومان، الذين عملوا على صنع قنوات خاصة في الأرضيات والجدران لتدفئة المباني بالكامل، وقد تطوّرت الأنظمة المُستخدمة على مرّ العصور؛ إلّا إنّها تُحافظ على مبدأ تدفئة المبنى بالكامل عن طريق تسّخين الهواء الذي ينتقل للأعلى بسبب خِفّة وزنه. هنا سنتحدث عن بعض الأنظمة والوسائل المُستخدمة في تدفئة المنزل:
الأنظمة المُشعّة في الأرضية
تتميّز هذه الأنظمة بتدفئة الهواء والأرضيات والأثاث الموجود في الغرفة؛ إذ تعمل على تسخين المنزل باستخدام قنوات الماء الساخن المتدفقة عبر أنابيب بلاستيكية مثبتة داخل الأرضيات، كما تتميّز بالهدوء وتوفير الطاقة والحرارة المُتسقة بالرغم من البُطء في التدفئة، كما يُمكن استخدام أنظمة أُخرى تستخدم أسلاكًا كهربائيةً مُثبتةً أسفل الأرضيات لكنّها أقل كفاءة من الأنظمة المائية، ومن أهم وأبرز المعلومات عنها ما يلي:
- مصادر الوقود: يتم تسخين الأنابيب بواسطة أجهزة تسخين مركزية تعمل باستخدام الكهرباء أو البروبان السائل أو الغاز الطبيعي، كما يمكن استخدام الطاقة الشمسية في التسخين.
- طريقة توزيع الحرارة: يتم توزيع الحرارة عن طريق أنابيب بلاستيكية تحتوي على الماء الساخن.
- المزايا: تُعتبر ذات كفاءة عالية في تسخين المنازل وتعمل على توفير بيئة حرارية متساوية ومريحة.
- العيوب: بالرغم من مزاياها المتعددة إلّا إنّ لها بعض العيوب البسيطة؛ وأهمها:
- البُطء في التسخين والوصول إلى درجة الحرارة المناسبة.
- ارتفاع التكاليف.
- صعوبة عمليات الصيانة بسبب وضع الأنابيب تحت الأرضية.
أنظمة المراجل والرادياتيرات التقليدية
هي أنظمة تعمل على تدفئة المنزل باستخدام نظام الماء الساخن والبخار المنتقل عبر الأنابيب إلى وحدات الراديتر الموجود على شكل وحدات عمودية حديدية تُثبّت بالقُرب من النوافذ؛ إذ يوجد نوعين من هذه الأنظمة، وهي النظام القديم المُعتمد على تسخين البخار وتدويره عبر الأنابيب إلى أن يتكثّف بفعل البرودة ويُعاد إلى المراجل للتسخين> أمّا الأنواع الحديثة فتوزِّع الماء الساخن عبر مضخات كهربائية تعمل على إطلاق حرارتها لتعود مرّةً أُخرى إلى الغلاية لتسخينها من جديد، وهذه الغلايات تعمل باستخدام طاقة الغاز الطبيعي والبروبان أو الكهرباء وفي أحيانٍ أُخرى تستخدم الفحم، ولها مجموعة من المزايا والعيوب أهمّها:
- المزايا:
- تعتبر الحرارة الناتجة عنها مُريحةً ولا تعمل على تجفيف الهواء.
- يمكن استبدال الغلايات القديمة في حال تلفها لرفع كفائة النظام.
- العيوب:
- أشكال المُشعّات تُعتبر قبيحةً مقارنةً بالأنظمة الأُخرى.
- الراديترات تُشغل حيّزًا من الغرف وتُعيق وضع الأثاث.
- عدم إمكانية دمجها مع أنظمة التكييف.
- مواقع الراديتر من وضع الأثاث وأغطية النوافذ.
- عدم إمكانية دمج الأنظمة التي تعتمد على الغلايات مع تكييف الهواء.
وسائل تدفئة المنزل الأُخرى
- مضخّات الحرارة: تعتبر من أحدث طُرق التدفئة المنزلية وتعتمد على استخدام نظام مُشابه للمكيّفات؛ إذ يتم تسخين الهواء باستخدام مُعالج داخلي ثم إطلاقه في المنزل باستخدام وحِدة ضغط خارجية، تتميّز بإمكانية استخدامها طوال العام لتبريد الهواء أو تسخينه ويتم تشغيلها باستخدام الكهرباء أو الغاز الطبيعي، ومن أهم ميّزاتها عدم حاجاتها لمعدّات إضافية باستثناء المضخّات فهي لا تحتاج لأنابيب أو مجاري، كما تتميّز بالقدرة على التحكّم الدقيق بدرجة الحرارة من خلال المضخّة، أمّا أهم عيوبها فتكمُن في عدم قدرتها على العمل في المناخات المتجمدة.
- أنظمة المقاومة الكهربائية: تُعتبر من الأنظمة الأقل استخدامًا؛ بسبب ارتفاع تكلفة تشغيل الكهرباء، لكنها تُعتبر من الأنظمة الفعّالة في ضبط درجة الحرارة؛ إذ تتميّز بسهولة تركيبها وصغر حجمها؛ لذلك يُمكن نقلها من مكان لآخر، كما أنها لا تحتاج لعمليات صيانة متكرّرة. تعمل هذه الأنظمة بالكهرباء كمصدر طاقة لكن أهم عيوبها استهلاكها لكميات عالية من الكهرباء.
- سخان الفضاء الكهربائي: وهي سخانات موصولة بالكهرباء تتميّز بتكلفتها القليلة نسبيًا لكنها تلائم المناطق ذات الحرارة المتوسطة؛ إذ تعمل على تدفئة المنزل خلال دقائق معدودة، وهذه الخزانات تكون عادةً مملوءةً بالزيت وتعمل على تحويل التيار الكهربائي إلى حرارة، ويمكن استخدامها في الشقق الصغيرة أو الغرف الصغيرة.
هل يمكن تدفئة المنزل بدون كهرباء؟
نعم يُمكن ذلك باستخدام وسائل التدفئة الأُخرى المعتمدة على مصادر الوقود المتنوعة؛ مثل الطاقة الشمسية أو التدفئة عن طريق الغاز الطبيعي أو غاز البروبان وغيرها من الطرق، كما يُمكن استخدام النار للتدفئة عن طريق المدافىء الجدارية التي تستخدم الغاز أو الحطب في التشغيل، أيضًا يُمكن استخدام نظام التدفئة الشمسية النشطة، الذي يُقلّل من استهلاك الطاقة بفضل الاعتماد على الطاقة الشمسية المتجددة في تسخين السائل أو الماء الموجود في الغلايات و السخانات، ناهيك عن القدرة على استخدام أنظمة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء في المنازل عن طريق استخدام وحدات التخزين التي تحتفظ بالكهرباء حتى بعد غياب الشمس، وبذلك يُمكن استخدام النظام الشمسي في تدفئة المنزل عن طريق الوسائل الكهربائية المتنوعة من صوبات ومكيّفات وغيرها، أو ربط النظام الشمسي مع أنظمة التدفئة الأُخرى ليعمل على تزويدها بالماء الساخن المُستخدم في التدفئة، وهذا يُقلّل من المصاريف المستهلكة.
يُمكن كذلك استخدام وسائل التدفئة الأُخرى المعتمدة على الغاز والحطب التي تقوم بتدفئة المنزل عن طريق الاحتراق؛ إلّا إنّ هذه الوسائل تتطلّب مزيدًا من الحيطة والحذر نتيجة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبّب الاختناق، بالإضافة إلى الحذر من الحرائق الناتجة عن استخدامها بالقُرب من الأطفال.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد أضرار لوسائل التدفئة المنزلية؟
هل الطاقة النظيفة لها أثر إيجابي على البيئة؟