تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان الفرق بين الطب الطبيعي والعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى توضيح كثير من المَعلومات التي تتعلّق بهاتيّن الطريقتين لعلاج الأمراض والحالات الصحية، كما يتطرّق المقال إلى بعض أساليب العلاج الطبيعي مع بيان مدى مأمونية الاعتماد على أنواع علاجات الطب الطبيعي؛ وذلك بدلًا من العلاجات الدوائية التي ينتشر استخدامها في جميع أنحاء العالم.
هل العلاج الطبيعي هو الطب الطبيعي؟
إن العلاج الطبيعي مُختلف عن الطب الطبيعي ولا يدلُّ المُصطلحان على ذات المعنى؛ فإن الطب الطبيعي يُشير إلى الطُرق التي يمكنها مُساعدة الجسم على الشفاء من الأمراض دون استخدام الأدوية؛ وإنّما بالاعتماد على الأعشاب أو تغيير نمط التغذية أو اتباع نمط حياة صحي، كذلك يعتمد الطب الطبيعي على الوخز بالإبر والمُستخلصات العُشبيّة وغيرها من الطُرق غير الدوائية. بينما ينحصر مفهوم العلاج الطبيعي في التدريب على الحركة واستعادة نشاط وظائف أعضاء الجسم ووضع الخُطط اللازمة لذلك، وهذا يعني أن مُصطلح الطب الطبيعي أشمل من العلاج الطبيعي.
هل الفرق بين الطب الطبيعي والعلاج الطبيعي كبير؟
لا شك أن هناك فرقًا كبيرًا بين الطب الطبيعي وبين العلاج الطبيعي؛ إذ إن العلاج الطبيعي أكثر تخصّصًا من الطب الطبيعي، الذي يشمل العلاج الطبيعي وغيره من أنواع العلاج التي لا تعتمد على الأدوية بشكل أساسي، ويهدف الطب الطبيعي إلى إيجاد بديل أكثر صحة مع التقليل من الأعراض الجانبية التي تتسبّب بها الأدوية على المدى البعيد.
على ماذا تعتمد أساليب العلاج الطبيعي؟
هُناك العديد من الطُرق التي تعتمد عليها أساليب العلاج الطبيعي لتحسين حالة المرضى؛ وأبرزها ما يأتي:
- تمارين الإطالة: يوجّه مُختصو العلاج الطبيعي مرضاهم إلى ممارسة العديد من تمارين الإطالة المُتخصّصة، التي يُمكنها مُساعدة المريض في استعادة حركة أعضاء الجسم على نحوٍ طبيعيّ.
- التدريب على الأطراف الصناعية: يحتاج بعض المرضى إلى استخدام الأطراف الصناعية بدلًا من أطرافهم التي خسروها، ويتبع مُختصو العلاج الطبيعي عِدّة أساليب؛ لتدريب هذه الفئة من الأشخاص على التعايش مع الأطراف الجديدة.
- تعليم طريقة التعامل مع أدوات الحركة: لا يستخدم بعض المرضى الأطراف الصناعية وإنّما يحتاجون إلى العُصيّ، أو غيرها من الأدوات التي تساعدهم على الحركة، ويُسهم العلاج الطبيعي في تعليم هؤلاء الأشخاص طريقة التعامل الصحيح مع هذه الأدوات.
- الإرحال الأيوني: يعتمد هذا الأسلوب على الشُحنات الكهربائية؛ للمُساعدة في توصيل بعض الأدوية داخل جسم المرضى والتقليل من مستويات الالتهاب التي يتعرّض إليها الجسم، وهي من اختصاص العلاج الطبيعي.
- التحفيز الكهربائي: يتبع أخصائيو العلاج الطبيعي أسلوبين مختلفين من التحفيز الكهربائي؛ أحدهما التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد للتخفيف من الآلام، والآخر التحفيز الكهربائي العصبي العضلي لتحسين أداء عضلات الجسم.
- العلاج بالحرارة: تستدعي العديد من الحالات علاج المرضى بتطبيق الحرارة أو البرودة حسب تقدير مُختص العلاج الطبيعي، كما أن بعض الحالات تحتاج إلى اعتماد أساليب الحرارة الرطبة أيضًا للعلاج.
- العلاج بالضوء: وهو أحد أساليب العلاج الطبيعي، التي تعتمد بدورها على المصابيح وأجهزة الليزر الخاصة للتعامل مع بعض الحالات الطبيّة وعلاجها.
ما هي الحالات التي يتعامل معها العلاج الطبيعي؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الحالات التي يتعامل معها أخصائي العلاج الطبيعي:
- الحالات القلبية الرئوية: يتعامل العلاج الطبيعي مع العديد من الحالات القلبية الرئوية؛ مثل التليُّف الكيسي والانسداد الرئوي المُزمن وبعض حالات فشل القلب.
- الحالات التي تؤثر على حركة اليد: يمكن للعلاج الطبيعي المُساعدة في علاج بعض الحالات المَرضيّة التي تؤثر على حركة يد الإنسان؛ ومنها حالة الإصبع الزنادية وحالة متلازمة النفق الرُسغي.
- الحالات العضلية الهيكلية: يستطيع مُختصو العلاج الطبيعي إرشاد المُصابين ببعض الأمراض العضلية الهيكلية للتحسين من أداء الجسم وحركته؛ ومنها حالات اضطراب المفصل الصدغي الفكّي وحالات تمزق الكفّة المدوّرة.
- الحالات العصبية: يمكن للمُرضى المُصابين ببعض الحالات العصبية زيارة مُختص العلاج الطبيعي؛ للتعامل مع أمراضهم؛ ومنها إصابات الحبل الشوكي وإصابات الدماغ الرضحيّة، بالإضافة إلى السكتات الدماغية.
- حالات الأطفال: يُصاب الأطفال بالعديد من الأمراض التي تستدعي مراجعة أخصائيي العلاج الطبيعي، وأبرز هذه الأمراض مرض الشلل الدماغي عند الطفل ومرض ضمور العضلات.
- حالات الإصابات الرياضية: يتعرّض الرياضيون إلى الكثير من الإصابات أثناء ممارسة الرياضة، ويتدخل أخصائي العلاج الطبيعي في التعامل مع العديد من هذه الإصابات؛ ومنها إصابات ارتجاج الدماغ وإصابات مرفق لاعب التنس.
- حالات الأمراض الجلدية: يستطيع مُمارسي العلاج الطبيعي المساعدة في علاج بعض الأمراض التي تُصيب الجلد؛ كالجروح والحروق والقُرحة التي تنتج عن الإصابة بمرض السكري.
هل يُعد الطب الطبيعي والعلاج الطبيعي آمنًا؟
عادةً ما تكون ممارسة الطب الطبيعي والعلاج الطبيعي آمنة، كما أن العلاج الطبيعي يخضع لإشراف المُختصين وإرشاداتهم بشكل أساسي؛ ممّا يُقلّل من المخاطر الناتجة عنه كثيرًا، وعلى الرغم من ذلك إلّا إنّ هُناك بعض المخاطر المُحتملة من اتباع نمط خاطئ عند الاعتماد على الطب الطبيعي، ومن هذه المخاطر وجود ردّة فعل تحسسيّة تجاه بعض الأعشاب، أو أخذ جُرعات كبيرة من بعض العلاجات المُندرجة تحت الطب الطبيعي؛ مثل المُكملات الغذائية وغيرها.
هل الطب الطبيعي فعّال في مقاومة الأمراض؟
يُمكن للطب الطبيعي علاج العديد من الأمراض ومقاومتها بفعالية كبيرة، كما أن هناك العديد من أعشاب الطب الطبيعي أثبتت الدراسات قُدرتها على التعامل مع الأمراض وعلاجها في بعض الأحيان؛ ومنها الأعشاب الآتي ذكرها:
- الكُركم: استُخدم الكُركم في التخفيف من الآلام ومُقاومة الالتهابات منذ أكثر من أربعة آلاف عام، ويُستخرج منه الكُركمين الذي يُمكنه المُساعدة في الحدّ من آلام التهابات المفاصل، كذلك يُسهم في التقليل من آلام العظام عند المُصابين بالهشاشة.
- الفلفل الحار: يحتوي الفلفل الحار على مُركّب الكابسيسين، الذي يتم استخدامه للتخفيف من الآلام؛ إذ إن هذا المُركّب يقوم بتسخين منطقة الجلد عند استخدامه موضعيًّا حتى يستطيع تخديرها بعد ذلك.
- الزنجبيل: يُعد الزنجبيل من الأعشاب التي تُستخدم للتقليل من الألم والحدّ من الغثيان الذي يصاحبان نزلات البرد، كما أنه من الأعشاب التي تساعد في مقاومة الالتهابات وعلاج صداع الرأس.
- فطر شيتاكي: تُشير بعض الدراسات إلى أن فطر شيتاكي يمكنه الحدّ من نشاط خلايا سرطان الثدي وتثبيطها في جسم المُصابين، كما أنه يحتوي على مادّة تستطيع التفاعل مع جهاز المناعة وتحسين أدائه بشكل كبير.
- الخُزامى: يستخدم البعض عُشبة الخُزامى لعلاج الصداع النصفي؛ بالإضافة إلى التعامل مع الإصابة بالقلق، كما يمكن لهذه العشبة المُساعدة في علاج مشاكل الذاكرة التي يتعرّض إليها الإنسان بسبب الإرهاق أو قلّة النوم.
ما هي أبرز أعشاب الطب الطبيعي؟
يعد العلاج بالأعشاب من أساليب الطب الطبيعي التي يكثر استخدامها للتعامل مع عِدّة حالات مرضيّة، وتضم القائمة التالية بعضًا من أبرز الأعشاب المُستخدمة في الطب الطبيعي:
- الدردار الأحمر: استُخدم الدردار الأحمر في الطب التقليدي داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ لعلاج الكثير من الحالات الصحية؛ ومنها حالة القولون العصبي التي تؤثر على أداء الجهاز الهضمي بشكل كبير.
- الأملج الشائع: إن الأملج الشائع من النباتات التي يتم استخدامها؛ لتعزيز صحة الجهاز الهضمي والتعامل مع حالات الإمساك التي يعاني منها البعض؛ بسبب القولون العصبي أو لغير ذلك من الأسباب الأُخرى.
- القنفذية: يشيع استخدام القنفذية في علاج نزلات البرد والإصابة بالإنفلونزا، وعادةً ما يُوصى باستخدام هذه العُشبة يوميًا كل 2-3 ساعة، ثم تقليل الجرعة بعد مرور عِدّة أيام أو الاستمرار عليها حسب تحسن حالة المريض.
- أُقحوان زهرة الذهب: يمكن لأقحوان زهرة الذهب التقليل من عدد نوبات الصداع التي تصيب الإنسان ولا يساعد في علاج النوبة عند الإصابة بها، كما يُمكن استخدام مُستخلصات الأقحوان المذكور أو صناعة الشاي منه؛ لغايات التعامل مع الصداع.
هل يساعد الطب الطبيعي في علاج غثيان الصباح؟
يُصيب غثيان الصباح نسبةً كبيرةً من النساء أثناء فترة الحمل، وعلى الرغم من ظهور هذا الغثيان عند الاستيقاظ في الصباح ثم اختفائه بعد ذلك؛ إلّا إنّه يستمر عند بعض النساء طيلة اليوم، في هذه الحالة يُمكن الاعتماد على الطب الطبيعي بدلًا من استخدام الأدوية، وفيما بعض علاجات الطب الطبيعي لغثيان الصباح:
- اتباع حمية غذائية مناسبة: على النساء استشارة أحد أخصائيي الطب الطبيعي؛ للحصول على نظام غذائي مناسب يساعد في التقليل من غثيان الصباح، ومن إرشادات النظام الغذائي المُناسب تناول وجبات صغيرة طيلة اليوم وشرب الكميّات الكافية من السوائل.
- العلاج بالإبر: يُحسّن العلاج بالإبر من صحة المرأة الحامل التي تعاني من غثيان الصباح؛ إلّا إنّه ينبغي الذهاب إلى الأخصائيين المُرخصين لهذه الغاية؛ من أجل ضمان تجنّب الإصابة بأيّة مخاطر نتيجةً لعدم التعامل مع الإبر بشكل صحيح.
- استخدام الأعشاب: توجد عِدّة أعشاب تُسهم في الحدّ من أعراض غثيان الصباح عند النساء؛ ومنها الزنجبيل الذي يمكن نقعه بالماء لصناعة شاي الزنجبيل المُفيد في التعامل مع الغثيان المذكور.
ما هي فائدة الطب الطبيعي وإعادة التأهيل؟
للطب الطبيعي وإعادة التأهيل العديد من الفوائد الصحية، ويعتني هذا القسم الصحي بكثير من الحالات المرضيّة التي تؤدي إلى التأثير على مخ الإنسان أو الأعصاب أو الحبل النخاعي أو الجهاز العضلي الهيكلي ويقوم بعلاجها والتعامل معها، وذلك بالاعتماد على العديد من الأساليب المُختلفة؛ منها الوخز بالإبر والتمارين العلاجية، كما يُقدّم أخصائيو الطب الطبيعي والتأهيل الإرشادات والاستشارات التي يحتاجها المرضى للحفاظ على صحتهم.
اقرأ/ي أيضًا:
هل علاج فطريات القدم بالكركم فعال؟
هل يمكن علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي؟