تحقيق مسبار
يعتني هذا المقال بمظاهر تكيُّف الجَمل في الصحراء؛ بدايةً من شكل عيونه وأقدامه وسِنامه وحتى الوصول إلى طريقة الإخراج والتخلّص من السوائل، مع توضيح بعض المعلومات حول خُفّ الجَمل وطريقة تكيُّفه مع الرمال الصحراوية، ويتطرّق المقال كذلك إلى بعض الأضرار التي يمكن أن تتسبّب بها الجِمال، إضافةً إلى ذكر عِدّة أنواع من الجمال العربية التي تعيش في مُختلف الأقطار.
هل يوجد مظاهر لتكيُّف الجَمل في الصحراء؟
يتمتع الجَمل بالكثير من المظاهر التي تُساعده على التكيّف في الصحراء والسير مسافات طويلة مع تحمّل الجوع والعَطش، كما أن طبيعة جسده تُساعده على التناغم مع رمال الصحراء والمشي فوقها دون مواجهة المشاكل، وهو ما جعل الإبل مُفضّلةً على غيرها من الحيوانات بالنسبة إلى الأفراد الذين يعيشون في الصحراء، كما أن كثيرًا من الناس يعتمدون على الجمال لإنتاج الحليب والحصول على غذائهم من اللحوم أيضًا.
كيف يتكيّف الجَمل في الصحراء؟
فيما يأتي بعضًا من مظاهر تكيُّف الجَمل في الصحراء:
- شكل رموش الجَمل: يتمتع الجَمل برموشٍ طويلةٍ فوق العينين، وتُساعده هذه الرموش على التعامل مع الرمال التي تطير مع الرياح أثناء السير والتنقّل في الصحراء.
- السرعة في الشرب وتخزين الماء: يستطيع الجَمل شُرب المياه بسرعة كبيرة مع تخزينه في الجسم؛ ليسير في الصحراء دون الحاجة إلى المياه فترة طويلة، وتتميّز الجِمال بكفاءة استهلاك جسمها للماء.
- استخدام السِنام لتخزين الطعام: يقوم الجَمل بالتهام الطعام الذي يجده مع قدرته على التهام عددٍ كبيرٍ من أنواع المأكولات، ويتم تحويل الطعام إلى دهون تُخزّن في السِنام للاستفادة منها عند السفر في الصحاري.
- القدرة على شرب الماء المالح: تتميّز بعض أنواع الإبل بقدرتها على شرب المياه المالحة؛ بما في ذلك المياه عالية الملوحة، ذلك كما في الجِمال الوحشيّة التي تعيش داخل الصين.
- تحمُّل درجات الحرارة المرتفعة: يتحمّل جسم الجَمل درجات الحرارة المرتفعة دون تعرّق جسمها بكثرة، هذا يعني أنها لا تفقد الماء عن طريق العرَق بنسبة كبيرة؛ ممّا يؤدي إلى الحفاظ على المياه لوقتٍ أطول.
- التعايش مع درجات الحرارة المُنخفضة: تعيش بعض الإبل في الأماكن الصحراوية التي تتمتع بدرجات حرارة مُنخفضة، وتتميّز هذه الأنواع بالغطاء الصوفي السميك الذي يقيها من البرد، وتستطيع المعيشة في درجات حرارة تبلغ -30 درجة مئوية.
- نظام الإخراج عند الجَمل: يحتوي جسم الجَمل على نظام هضمي وجهاز بولي مُميّزين؛ فإنه يفقد قُرابة 1.89 لتر يوميًا من السوائل عند التبرّز، وهي كميةٌ قليلةٌ مقابل كميات السوائل التي تفقدها الماشية وتبلغ 18.92 لتر على الأقل.
- تعامل الجَمل مع الجفاف: يتعامل جسم الجَمل مع الجفاف عن طريق تقليل مُعدّل الترشيح في الكلى؛ للحدّ من نسبة المياه المفقودة مع زيادة قدرة الجسم على امتصاص المياه ليتمكّن من التحمّل والعيش.
- التحكّم في الأنف: يستطيع الجَمل التحكّم في فتحتي الأنف؛ لإغلاقها عندما تهب الرمال الصحراوية ثم فتحها مرّةً أُخرى؛ ذلك حتى يقي نفسه من الآثار السلبية لهذه الرمال.
- الجفن الثالث في عين الجَمل: لا يقتصر تكيُّف عينيّ الجَمل في الصحراء على الرموش الطويلة التي تقيها من الغبار؛ وإنما تحتوي هذه الأعين على جفنٍ ثالثٍ رقيقٍ يمنع وصول الأتربة أيضًا.
خُفّ الجَمل تكيُّف سلوكي
يتكيّف خف الجَمل بشكل رائع مع سلوكه في السير على الرمال الصحراوية؛ فإن هذا الخُفّ العريض يحتوي على أصبعين اثنين كبيرين يتباعدان عن بعضهما البعض لضمان عدم الغوص في رمال الصحراء؛ ذلك لأن وزن الجسم يتوزّع على الخُفّ بشكل بديع أثناء السير ولا يتركّز على قدمٍ واحدةٍ، كما أن الخُفّ يساعد الجَمل على السير بثبات فوق التضاريس المُختلفة أيضًا؛ بما فيها التضاريس الوعرة.
هل توجد حقائق حول مظاهر تكيّف الجَمل في الصحاري؟
هُناك كثيرٌ من الحقائق حول مظاهر تكيُّف الجَمل في الصحراء وقدرته على تحمّل الجوع والعَطش، وأبرزها ما يأتي:
- سرعة المشي: يستطيع الجَمل السير بسرعة 40 كم/ساعة لمسافات طويلة، ويمكنه زيادة السرعة حتى تبلغ 67 كم/ساعة أيضًا إذا احتاج المسافر ودفعه إلى ذلك.
- تغيّر حجم السِنام: يتم الاعتماد على سِنام الجَمل لتخزين الطعام بشكل أساسي؛ لذلك فإن حجم السِنام يتضاءل ويصبح صغيرًا عند استهلاك الدهون المُخزّنة فيه نتيجةً للسير في الصحراء، ويزداد حجمه عند تناول الطعام.
- شكل خلايا الدم الحمراء: تتمتع خلايا الدم الحمراء في جسم الجَمل بشكل بيضاوي وليست كُرويّة الشكل؛ ذلك لضمان استمرار تدفق الدم في الجسم عندما يكون الماء قليلًا.
- السرعة في شرب الماء: إذا كان الجَمل عطشانًا؛ فإنه يستطيع شرب 113 لتر من الماء في 13 دقيقة، وهي سرعةٌ كبيرةٌ جدًا، ويستطيع جسم الإبل تخزين كميات مياه كبيرة لا تستطيع الحيوانات الأُخرى شربها.
- المسافة التي يمشيها الجَمل بدون ماء: عندما يشرب الجَمل الماء ويتناول الغذاء على النحو الكافي؛ فإنه يستطيع السير في الصحراء مسافة تصل إلى 1600 كيلومترًا تقريبًا من غير حاجة إلى التزوّد من المياه مرّةً أُخرى.
ما هي الأضرار التي يسببها الجَمل؟
يمكن أن يتسبّب الجَمل بالعديد من الأضرار على الناس وممتلكاتهم، وتحتوي القائمة الآتية على بعض من هذه الأضرار:
- متلازمة الشرق الأوسط التنفسية: يُصاب الإنسان بهذه المتلازمة المَرضيّة عند مُخالطة الحيوانات؛ بما فيها الجِمال، وتتسبب بالحُمّى والسعال وضيق التنفس، ويمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي والالتهابات الرئوية.
- هدم الأسوار: تُعد مشكلة هدم الأسوار واحدةً من أبرز المشاكل التي تتسبًب بها الجِمال الضالّة؛ ذلك عندما يرتكي الجَمل على السور فترةً طويلةً حتى يهدمه، وتقوم الإبل أحيانًا بتخريب السياج دون سبب معروف.
- العُدوانيّة تجاه الماشية: يتسم تعامل الإبل مع الماشية الأُخرى بالعُدوانيّة، وكثيرًا ما تُحرَم الإبل الماشية من الغذاء والمياه المُخصّصة لها أيضًا.
- التأثير على مصادر المياه: يُمكن أن تقوم الجمال بإتلاف نقاط المياه، بالإضافة إلى شرب كمية كبيرة من الماء، وتزداد آثارها السلبية على مصادر المياه عندما تعاني من الجفاف.
- تدهور الغطاء النباتي: تأكل الجمال الأوراق والنباتات ممّا يؤثر على الغطاء النباتي في البيئة المُحيطة، وفي بعض الأحيان تأكل من الأشجار قبل نضج المحاصيل ممّا يؤدي إلى تخريبها.
- زيادة حِدّة التعرية الجوية: إذا قامت الجمال بتخريب الغطاء النباتي وقامت بأكل الأوراق والنباتات، إلى جانب تخريب استقرار الكثبان الرملية؛ فإن ذلك يجعل المنطقة المُحيطة مُعرّضة لعمليات التعرية الجوية بشكل أكبر.
- تخريب بعض المُمتلكات: تبحث الإبل عن المياه بشدّة عندما تتعرض إلى الجفاف وتزداد عُدوانية في هذه الحالة، وتقوم بتخريب بعض أجهزة التكييف والمُمتلكات العامة بحثًا عن المياه.
كيف يتم اختيار المكان المناسب لتربية الإبل؟
يستطيع مُربّي الإبل الاعتماد على الإرشادات الآتية من أجل اختيار المكان المُناسب لتربيتها:
- توفير المساحة المناسبة: لا بُدّ من توفير المساحة التي يحتاجها الجَمل حسب حالته وحجمه، ويجدر الذكر بأن الناقة البالغة تحتاج إلى مساحة 20 متر مربع إذا كان معها وليدها الحوار في المكان نفسه.
- الإحاطة بأسوار ذات ارتفاع كافٍ: تتراوح ارتفاعات أسوار حظيرة الجمال المناسبة بين 2.0-2.5 متر إذا لم تكن الحظائر مُتصلة، وإذا كانت مُتصلة؛ فإنه ينبغي توفير ارتفاع يبلغ 5.0 متر تقريبًا لمنع الجَمل من إخراج رأسه إلى الحظيرة الأُخرى.
- الاعتناء بمساحة الممرّات الداخلية: من الجيد توفير ممرّات داخلية بين حظائر الإبل على أن يبلغ ارتفاع هذه الممرّات 1.0 متر تقريبًا؛ ليستطيع المرء التحكّم في الإبل وإعطائها المطاعيم وتوفير العناية التي تحتاجها.
- تخصيص بعض الحظائر الفردية: يتم الاعتماد على حظائر فردية تبلغ مساحتها 20 متر مربع عادةً؛ للعناية بالناقة عند الولادة، بالإضافة إلى حجز ذكور الجمال للتزاوج، وكذلك يمكن توفير حظائر فردية للتسمين بمساحة 12 متر مربع.
هل توجد أنواع معروفة للجَمل في الوطن العربي؟
تنتشر في الوطن العربي الكثير من أنواع الجِمال؛ ذلك لأن تكيُّف الجَمل في الصحراء جعلت منه حيوانًا مُفضّلًا لدى كثيرٍ من العرب الذين يعيشون في الصحارى، وتضم القائمة الآتية بعض أنواع الإبل في الوطن العربي:
- الهجّانة: الهجّانة من إبل جمهورية مصر العربية، وهي من الجِمال خفيفة الوزن، وتتمتع بجسم متناسق وأرجلٍ طويلة، وتتميّز بسرعتها عند الجري، ويُطلق عليها اسم إبل الطوارئ، وتُستخدم في حراسة الحدود.
- العُمانية: تتوفر هذه الجمال في سلطنة عُمان كما هو ظاهر من اسمها، وتتميّز بسرعتها الكبيرة عند البدء بالمشي أو العَدْو، وهي جمال صغيرة الرأس، كما أنها ذات وبر قليل.
- الأديمي: تتم تربية الجَمل الأديمي بشكل أساسي للتنقّل، بالإضافة إلى توفير اللحوم عند الرغبة في الأكل، وهو أحد الجِمال التي تعيش على الأراضي الصومالية وتتمتع بقوائم طويلة وحجم متوسط.
- المهاري: تُعرف جمال المهاري كذلك باسم إبل المناطق الجنوبية في ليبيا، وعادةً ما يُستخدم هذا النوع من الجِمال في الأغراض الزراعية، وهي جمال ذات قامة متوسطة.
- العربي: يعيش الجَمل العربي في السودان، ويتميّز هذا النوع من الجمال برأسه الكبير وخُفّه العريض وحجمه الضخم، وعادةً ما يتمتع الجَمل العربي بلون رمادي رملي.
- المجاهيم: تُعد المجاهيم من أنواع الجِمال التي تعيش في المملكة العربية السعودية، وتتميّز بحجمها الكبير ووبرها القليل، وتستطيع هذه الجمال تحمُّل الظروف البيئية القاسية في الصحراء.
- الهُور: تتمتّع الهور بحجم متوسط وتعيش في الصومال، وتتميّز بجلدها الناعم ومستويات الإنتاج المرتفعة من الحليب، كما أن بعض الهور تستطيع إدرار الحليب لفترةٍ طويلة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل عدد حروف اللغة العربية 28 حرفًا؟
هل انطلقت الثورة الصناعية الأولى من إنجلترا؟