تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان العديد من أنواع الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تُصيب الإنسان؛ بما فيها اضطرابات القلق والنوم واضطرابات تعاطي المخدرات، مع بيان طريقة تشخيص أعراض هذه الاضطرابات ليتمكّن الطبيب من صرف الدواء أو وصف طريقة العلاج المُناسبة لحالة المُصاب. ويتطرق المقال كذلك إلى إرشادات التعايش مع الاضطرابات التي يُمكن أن يُعاني منها الإنسان؛ للتقليل من آثارها السلبية على الأنشطة الحياتية اليومية أو العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
هل يوجد فرق بين الاضطرابات النفسية والسلوكية؟
هُناك كثيرٌ من الاضطرابات التي تؤثر على الحالة النفسية والسلوكية للإنسان معًا، ويكمُن الفرق بين الاضطراب النفسي والسلوكي في الاختيار؛ فإن المرء يكون مُختارًا عند الإصابة بالاضطرابات السلوكية؛ مثل اضطرابات تعاطي المخدرات، بينما لا يكون مختارًا في حالة الاضطرابات النفسية؛ مثل الفُصام واضطراب ثنائي القطب.
ما هي أبرز أنواع الاضطرابات النفسية والسلوكية؟
تحتوي القائمة التالية على العَديد من أنواع الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تُصيب الإنسان:
- اضطرابات النمو العصبي: عادةً ما يتم تشخيص هذا النوع من الاضطرابات خلال فترة الرضاعة أو الطفولة أو المُراهقة، وتشمل الإعاقة الذهنية واضطرابات التواصل واضطراب طيف التوحّد وعِدّة أنواع أُخرى.
- اضطراب ثنائي القطب: يؤدي اضطراب ثُنائي القُطب إلى التغيّرات المزاجية، بالإضافة إلى التغيّرات في مستويات الطاقة والنشاط عند الإنسان، وعادةً ما تكون هذه التغيّرات بين الشعور بالاكتئاب وبين التحسّن المزاجي الكبير.
- اضطراب القلق: يتعرض المُصابون بهذا الاضطراب إلى الخوف والقلق المفرطين مع وجود استجابات عاطفية تجاه التهديد من القلق والخوف، ويؤدي هذا الاضطراب النفسي إلى اضطرابات سلوكية عند الإنسان أيضًا.
- اضطراب الإجهاد الحادّ: يستمر القلق مُصاحِبًا للمرء عند الإصابة بهذا الاضطراب مُدّة شهرٍ كاملٍ تقريبًا، وعادةً ما يكون السبب في ذلك تعرّض الإنسان إلى بعض الحوادث الصادمة؛ مثل الحروب والحوادث والكوارث ومشاهدة الموت.
- الاضطرابات الانفصالية: تتميز هذه الاضطرابات بالانفصال في جوانب الوعي عند الإنسان؛ بما فيها الذاكرة والهوية، وتشمل اضطراب فقدان الذاكرة نفسي المنشأ واضطراب الهوية التفارقي.
- اضطرابات العَرَض الجسدي: تُعرف هذه الاضطرابات بأنها اضطرابات نفسية تُصاحبها أعراض بارزة على جسد المُصاب، ولا يُمكن تشخيص السبب لهذه الأعراض الجسدية غالبًا.
- اضطرابات الأكل: تتعلق هذه الاضطرابات بالمخاوف تجاه زيادة الوزن واتباع أنظمة الغذاء غير الصحية، التي تؤثر على الصحة والعقل بشكل سلبي، وتشمل هذه الاضطرابات اضطراب فقدان الشهية العصبي واضطراب الشره المرضي العصبي وغيرها.
- اضطرابات النوم: تؤثر اضطرابات النوم على جودة النوم لدى المُصابين، وهو ما يؤدي إلى صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية، وتشمل هذه الفئة اضطرابات الأرق واضطراب فرط النعاس واضطرابات النوم التي تتعلّق بالتنفس.
- اضطراب تعاطي المخدرات: يصيب هذا الاضطراب عددًا كبيرًا من الأشخاص حول العالم؛ ذلك لقيامهم باستخدام أو إساءة استخدام المواد المُخدّرة أو الخمر وغيرها، وهو واحدٌ من الاضطرابات النفسية والسلوكية الخطيرة.
- الاضطراب المعرفي: يُعاني بعض الأشخاص من الاضطراب المعرفي الذي يؤثر على قدراتهم المعرفية؛ إذ إن هذا النوع من الاضطرابات يُعرف بأنه عجزٌ مُكتسبٌ في الوظائف الإدراكية للإنسان، ولا يشمل المشاكل الإدراكية التي يُولد بها المرء.
- اضطراب الفُصام: يُعد الفُصام واحدًا من الاضطرابات النفسية المُزمنة التي تؤثر على تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره، هذا يعني أنه يؤثر على الناحية السلوكية والنفسية للمرء بشكل سلبي ولا يقتصر تأثيره على الجهة النفسيّة فحسب.
هل يمكن تشخيص أعراض الاضطرابات النفسية والسلوكية؟
يُمكن للأطباء المُختصّين تشخيص حالات الإصابة بأي من الاضطرابات النفسية أو السلوكية، وفيما يأتي بعضًا من الطُرق والأساليب المُتبعة في التشخيص:
- الاطلاع على التاريخ الطبي: يضم التاريخ الطبي تفاصيل الحالات المرضية التي تمّ تشخيصها سابقًا، بالإضافة إلى الحالات التي يُعاني منها في الوقت الراهن، ويُمكن الاعتماد عليها للمُساعدة في تشخيص الاضطراب السلوكي والنفسي.
- الفحص البدني والمخبري: يلجأ الأطباء إلى إجراء الفحوصات المخبرية والبدنية؛ حتى يتمكّنوا من استبعاد جميع الحالات المرضية أو الاضطرابات الجسدية، التي تؤدي إلى ظهور أعراض تُشبه الأعراض المُصاحبة للاضطرابات السلوكية أو النفسية.
- التقييم النفسي: في هذا الاختبار يقوم الطبيب أو مُقدّم الرعاية الصحية بطرح الأسئلة على المريض حول سلوكياته ومشاعره وتفكيره؛ لتقييم مدى إصابته بالاضطرابات.
كيف يتم علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية؟
فيما يأتي قائمة بأبرز الطُرق التي يمكن اتباعها لعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية عند المُصابين:
- تناول الأدوية: يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية للمريض؛ حتى يساعده على التحسّن واستعادة السلوكيات الطبيعية والراحة النفسية؛ منها مُضادات الاكتئاب ومُضادات الذُهان ومٌضادات القلق.
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا النوع من العلاجات إلى مُساعدة الأطفال على التحكّم في سلوكياتهم، بالإضافة إلى التحكّم بالمشاعر والأفكار التي تنتج عن الاضطرابات السلوكية أو المعرفية.
- التدريب الاجتماعي: من المناسب اتباع هذا الأسلوب مع الأطفال الذين يُعانون من الاضطرابات السلوكية، ويعتمد التدريب الاجتماعي على تعليم المرء عادات اجتماعية مُهمة؛ منها طريقة اللعب مع الآخرين بتعاون وكيفية إجراء المحادثات.
- العلاج الأُسري: يشارك جميع أفراد الأسرة لعلاج الاضطراب السلوكي الذي يُعاني منه الطفل عند اتباع أسلوب العلاج الأُسري، وتُسهم هذه الطريقة في اكتساب الطفل للعادات الجيدة وتحسين مهارات الاتصال لديه.
ما هي إرشادات التعايش مع الاضطرابات النفسية؟
على المرء معرفة طريقة التعايش مع الاضطرابات النفسية حتى يتجنّب تأثيرها السلبي على الأنشطة اليومية، أو يحدُّ من هذه الآثار وتقليلها، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات للتعايش مع الاضطرابات النفسية والسلوكية:
- التعرّف على طبيعة الاضطراب: ينبغي على المُصابين بالاضطرابات النفسية معرفة طبيعة هذه الاضطرابات؛ لفهمها ومعرفة طريقة التعامل معها، كما يجب على الأصدقاء وأفراد العائلة معرفة طبيعة المرض للتعامل مع المُصاب بشكل جيد ومُراعاة حالته.
- الانضمام إلى مجموعات الدعم: يستطيع المُصابون الانضمام إلى مجموعات؛ للتحدّث مع الأشخاص الذي يُعانون من المشكلة النفسية والاضطراب ذاته وتقديم الدعم إلى بعضهم البعض، ومشاركة تجاربهم وخبراتهم حول الاضطرابات النفسية.
- تجنّب العُزلة الاجتماعية: لا بُدّ من التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء دائمًا وتجنّب العُزلة الاجتماعية، وينبغي طلب المُساعدة من الآخرين عند الحاجة إليها، مع الوضوح مع الآخرين بشأن المُمارسات التي يقوم بها المُصاب بالاضطراب.
- كتابة اليوميات: من الجيد للمُصابين بالاضطرابات العقلية تسجيل اليوميات الخاصة بهم وتتبُّعها؛ حتى يتمكّنوا من معرفة المُحفزات التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الاضطراب وتجنّبها، أو وضع الخُطط المُناسبة للتعامل معها.
- تغيير نمط الحياة: يُعد تغيير نمط الحياة من المُمارسات والإرشادات المُهمّة للمُصابين بالاضطرابات العقلية، ويشمل ذلك اتباع نمط صحي وممارسة التمارين البدنية بشكلٍ مُنتظم؛ للتقليل من أعراض الاكتئاب وأعراض القلق.
- الاعتماد على الطب التكميلي: يُمكن لبعض أنواع الطب التكميلي المُساعدة في تحسين حالة المصابين بالاضطرابات النفسية؛ ومنها الوخز بالإبر والمُكمّلات العُشبية.
ما هي متلازمة الاضطرابات العصبية النفسية؟
يُمكن تعريف متلازمة الاضطرابات العصبية النفسية بأنها ظهور مُفاجئ للوسواس القهري، أو اتباع القيود الشديدة المُفاجئة على الطعام مع الإصابة باثنين من الأعراض المعرفية أو الأعراض السلوكية أو الأعراض العصبية الأُخرى على الأقل، إلى جانب القيود أو الوسواس، وعادةً ما تظهر أعراض هذه المتلازمة خلال مرحلة الطفولة مع إمكانية ظهورها في المراحل العُمرية الأُخرى. فيما يأتي قائمة بالأعراض التي يمكن اعتمادها لتشخيص الإصابة بهذه المتلازمة:
- ظهور القلق: يُمكن أن يتعرّض المُصابون بمتلازمة الاضطرابات العصبية النفسية إلى القلق الشديد، أو تظهر لديهم المخاوف بشكل غير منطقي، كما أن البعض يُصاب بنوبة من الهلع نتيجةً لهذه المتلازمة.
- التقلقُل الانفعالي: يُعرف التقلقُل الانفعالي بأنه تقلُّب مُفرط في المزاج أو ظهور استجابات عاطفية غير مناسبة، ويؤدي هذا إلى الأفكار الانتحارية أو الأفكار التي تهدف إلى إيذاء النفس.
- السلوك العدائي: تُشير أعراض السلوك العدواني والتهيّج، أو السلوكيات التي تظهر فيها معارضة شديدة إلى الإصابة بمُتلازمة الاضطرابات العصبية النفسية.
- الانحدار السلوكي: تظهر العديد من أنواع الانحدار السلوكي عند الإصابة بهذه المتلازمة؛ ومن ذلك فقدان المهارات اللغويّة المناسبة لعمر الإنسان أو ظهور نوبات الغضب.
- التشوّهات الحركية أو الحِسيّة: تشمل التشوّهات الحركية أو الحِسيّة التي تُصاحب الاضطرابات العصبية النفسية؛ كلًا من التشنجات اللاإرادية وتدهور خط اليد، بالإضافة إلى زيادة حساسية حواس الإنسان وبعض التشوّهات الأُخرى.
- العلامات الجسدية: تظهر -في بعض الأحيان- علامات جَسدية لا يُمكن العثور على سبب طبيّ معروف لتفسيرها؛ مثل اضطرابات النوم أو التبوّل اللاإرادي أو كثرة التبول، وهي من الأعراض التي تُشير إلى مُتلازمة الاضطرابات النفسية العصبية.
هل يوجد اضطرابات سلوكية شائعة عند الأطفال؟
يتعرض الأطفال إلى العديد من أنواع الاضطرابات النفسية والسلوكية الشائعة، وفيما يأتي قائمة بعدة اضطرابات سلوكية يشيع ظهورها لدى الأطفال:
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يؤدي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى صعوبة في التركيز لدى الأطفال ويتسبب بزيادة النشاط والاندفاع البدني لديهم، ويُصاحبه كذلك تشتّت في انتباه الطفل ومواجهة الصعوبات في إتمام المُهمّات.
- اضطراب المُعارض المُتحدّي: يؤدي اضطراب المُعارض المُتحدّي إلى ظهور سلوكيات عدائية نحو الشخصيات التي تتمتع بالسلطة على الطفل المُصاب؛ بما في ذلك الأبوين والمُعلمين ومُقدّمي الرعاية، ويميل المُصاب إلى مُخالفة قواعد السلوك الثانوية.
- اضطراب السلوك: يُعرف أحد الاضطرابات التي يُصاب بها الطفل باسم اضطراب السلوك (Conduct disorder)، ويؤدي إلى انتهاك ومُخالفة القواعد الاجتماعية الأساسية خلافًا للقواعد التي ينتهكها في اضطراب المُعارض المُتحدي.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الإرهاق والتعب النفسي؟
هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟