تحقيق مسبار
من الجيد محاولة الإقلاع عن التدخين في رمضان للتخلص من الآثار الصحية السلبية لهذه العادة السيئة؛ فإن تدخين السجائر يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية ويزيد من خطورة الإصابة بعِدّة أمراض أبرزها السرطان، ويعتني هذا المقال ببيان العديد من الإرشادات لترك التدخين إلى جانب توضيح بعض أضرار التدخين وفوائد تركه ايضًا.
هل يمكن الإقلاع عن التدخين في رمضان؟
يستطيع المُدخنون الإقلاع عن شراء السجائر وتدخينها في شهر رمضان وأيّ وقتٍ آخرٍ من السنة، لكن نمط الحياة السائد في شهر رمضان المُبارك يزيد من فرصة ترك التدخين، ويستدعي الإقلاع عن التدخين عزيمةً قويةً وتصميمًا وإرادةً من قِبل المُدخن. وتختلف شِدّة الأعراض الانسحابية للتوقّف عن التدخين بين شخصٍ وآخر، ولا يجد البعض أيّة أعراض انسحابية وإنّما يواجهون بعض العوائق النفسية التي تمنعهم من التوقّف فحسب.
هل يساعد الصيام على ترك التدخين في رمضان؟
يساعد الصيام على ترك التدخين بدرجة كبيرة؛ ذلك لأن الصائم يمتنع عن تناول المأكولات والمشروبات ويُقلع عن التدخين مُدّةً طويلةً تصل إلى 17 ساعة في بعض دول العالم، وهو ما يجعلها فرصةً للتوقّف عن تدخين السجائر بشكلٍ كامل؛ فإن المُدخن تمكّن من السير حتى منتصف الطريق بترك التدخين ساعاتٍ طويلةٍ من يومه، كما أن هُناك كثيرًا من العادات اليومية التي تُسهم في التوقّف عن تدخين السجائر وترتبط بهذا الشهر؛ أبرزها كثرة الزيارات العائلية.
هل توجد نصائح للإقلاع عن التدخين في رمضان؟
فيما يأتي قائمة بالعديد من النصائح والإرشادات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين في رمضان:
- تجنّب الأماكن التي تعجّ بالمدخنين: ينبغي على الشخص الابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها المُدخنون، بالإضافة إلى تنبيه الأصدقاء وأفراد العائلة على عدم التدخين بحضوره، كذلك يجب عليه حثّهم على بدء الإقلاع عن التدخين.
- الحرص على الرياضة: إن ممارسة الرياضة تُقلّل من الرغبة في تدخين السجائر، كما أنها تُسهم في التقليل من الاكتئاب وتحسين المزاج، وتقي من زيادة الوزن كذلك.
- ممارسة الأنشطة المفضلة: إذا شعر المُدخن بالأرق أو التوتر عند حلول موعد النوم نتيجةً للإقلاع عن التدخين؛ فيُمكنه ممارسة بعض الأنشطة المُفضّلة لديه؛ مثل القراءة أو مشاهدة التلفاز للتعامل مع هذه الأعراض.
- التوقّف التدريجي: لا يستطيع بعض المُدخنين ترك السجائر مباشرةً وإنما يحتاجون إلى التقليل منها تدريجيًا حتى التوقّف بشكل كامل، ويمكن تأخير التدخين إلى عِدّة ساعات بعد الإفطار في الأيام الأولى لهذه الغاية.
- الاستعداد قبل رمضان: إذا بدأ المُدخن بالتقليل من عدد السجائر قبل حلول شهر رمضان؛ فإنه ذلك يساعده على التوقّف عن التدخين بشكل أكبر عند بداية الشهر.
- وضع البدائل لعادة التدخين: من المُهم وضع خطة تضم العديد من البدائل عن عادات التدخين؛ مثل تناول الفواكه أو بدء ممارسة ألعاب الفيديو أو المشي، وذلك حتى يستطيع الصائم إشغال نفسه عن تدخين السجائر.
- الاستمرار بالمحاولة: يفشل البعض في الإقلاع عن التدخين أول مرّة؛ إلّا إنّ ذلك لا يعني ترك الرغبة في التوقّف عن تدخين السجائر، وإنّما ينبغي الاستمرار بالمحاولة حتى النجاح مع التفكير في الأمور التي تسببت بالانتكاسة والتعامل معها.
- إزالة ما يُذكّر بالتدخين: يجب على المدخنين إزالة كل ما يُذكّرهم بتدخين السجائر من البيت أو السيارة أو مكان العَمل؛ ذلك عند الرغبة بالإقلاع عن هذه العادة الضارّة، وكذلك ينبغي إزالة روائح الدخان من هذه الأماكن أيضًا.
- تنظيف الأسنان: تساعد العناية بالفم والأسنان بشكل يومي على تجنّب الرغبة في تدخين السجائر، كما يُمكن الذهاب إلى الطبيب المُختص؛ لتنظيف الأسنان والتخلص من بقايا التدخين أيضًا حتى يُكوّن المرء حافزًا آخر لترك هذه العادة نهائيًا.
- اتباع تقنية التأخير: إذا استسلم المرء إلى الرغبة في تدخين السجائر؛ فيُمكنه الاعتماد على تقنية التأخير، وذلك من خلال إقناع النفس بتأخير التدخين مُدّة 10 دقائق ثم الاشتغال بالمُلهيات، أو الخروج إلى أحد الأماكن التي تخلو من المدخنين.
ما هي فوائد الإقلاع عن التدخين في رمضان؟
يستطيع الإنسان الحصول على الفوائد الآتية إذا استطاع الإقلاع عن التدخين في رمضان:
- الحماية من الشيخوخة: بما أن التدخين يزيد من الشيخوخة ويؤدي إلى ظهور الشوائب على البشرة؛ فإن الإقلاع عنه يساعد في تحسين صحة الجلد والبشرة والحماية من الشيخوخة المبكرة.
- تعزيز صحة القلب والدم: تقِلّ خطورة الإصابة بالجلطات عند التوقّف عن تدخين السجائر، كذلك يؤدي الإقلاع إلى حماية المرء من النوبات القلبية وأمراض القلب، ويُسهم في خفض الكوليسترول في الدم.
- الحدّ من التليُّف الرئوي: يمكن أن يزيد التدخين من فُرصة الإصابة بالتليُّف الرئوي الذي لا يُمكن الشفاء منه، ويجب على المُدخنين الإقلاع عن السجائر كي لا تتعرض الرئة إلى ضررٍ دائمٍ بسبب التليف.
- الوقاية من النُفاخ الرئوي: تتعرض الأكياس الهوائية في جسم الإنسان إلى الأضرار المستمرة بسبب التدخين، ويُمكن أن تنتهي هذه الأضرار بالنُفاخ الرئوي الذي لا يُمكن علاجه، ويُقلّل الإقلاع عن التدخين من فرصة الإصابة بهذا المرض.
- تعزيز مناعة الجسم: يؤدي ترك التدخين إلى تحسين مستويات تدفق الدماء إلى الجروح واستعادة عدد كريات الدم البيضاء إلى الحدود الطبيعية، ويُقلّل من مستويات القطران والنيكوتين، وهي أسباب تُعزّز من مناعة الجسم.
- تحسين السمع: يؤدي ترك التدخين إلى تحسين القدرة على السمع والتقليل من الضعف الذي تعرض إليه الشخص بسبب تدخين السجائر، ويُعزّز ذلك من القدرة على سماع التوجيهات المُختلفة دون مواجهة أيّة مشكلة.
- تحسين مستويات السُكّر في الدم: يُقلّل الإقلاع عن التدخين من خطورة الإصابة بمرض السُكّري، وإذا كان المرء مُصابًا بالفعل؛ فإن الإقلاع عن التدخين يساعد في الحفاظ على مُستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية.
- تعزيز الرؤية: يضرُّ التدخين بالعينين ويؤثر على مستويات الرؤية، ويبدأ الجسم باستعادة سلامة العينين عند ترك هذه العادة ممّا يؤدي إلى تحسين الرؤية في الليل، بالإضافة إلى المُحافظة على حِدّة النظر التي يتمتع بها المرء.
- المحافظة على صحة الفم: يُمكن للتدخين أن يجعل الفم كريهًا وقذرًا، الأمر الذي يؤثر على صحة الفم بشكل سلبي، ويتم إيقاف هذه الآثار السلبية واستعادة مظهر الأسنان الجميل من خلال الإقلاع عن عادة تدخين السجائر.
- الحفاظ على صحة العظام والعضلات: تصبح العضلات أكثر قوة عند الإقلاع عن التدخين؛ ذلك لأن الدم يصير أكثر كفاءة في حمل الأكسجين، وكذلك يُقلّل ترك التدخين من خطر الإصابة بالكسور ويُعزّز صحة العظام.
- الحمل الصحي: يُمكن أن يؤثر التدخين على صحة الجنين بشكل سلبي؛ لذلك فإن على النساء المُدخنات ترك تدخين السجائر لزيادة فرصة الحمل الصحي.
- تحسين الأداء الجنسي: يزيد التدخين من خطورة الإصابة بضعف الانتصاب عند الرجال، وفي حالة التوقّف عن عادة تدخين السجائر؛ فإن هذه المخاطر تنخفض بشكل كبير، وهو ما يُحسّن من الأداء الجنسي للرجل.
كيف يتم التعامل مع الرغبة الشديدة بالتدخين في رمضان؟
فيما يأتي عِدّة إرشادات للتعامل مع الرغبة الشديدة في التدخين خلال رمضان عند محاولة الإقلاع عن هذه العادة:
- التشتيت: توجد العديد من الأنشطة التي يُمكنها تشتيت العقل عن التفكير في التدخين، وتُصرِفهُ إلى التفكير بأمور أُخرى؛ ومنها الاتصال بأحد الأصدقاء أو حتى غسل الأطباق ومشاهدة البرامج التلفزيونية.
- تذكّر أسباب ترك التدخين: من الجيّد تذكّر الفوائد الصحية لترك التدخين، واستحضار الأسباب التي دعت المرء إلى الإقلاع عن التدخين في رمضان حتى يتوفر لديه الدافع في مُواجهة الرغبة الشديدة.
- الذهاب إلى مكان يُمنع فيه التدخين: عادةً ما يُمنع التدخين في العديد من الأماكن العامّة؛ مثل المراكز التجارية وبعض المقاهي، ويُمكن التوجّه إلى أحدها عند مواجهة الرغبة الشديدة في تدخين السجائر لضمان عدم التدخين.
- التفكير في مصاريف التدخين: عند مواجهة الرغبة الشديدة في التدخين يُمكن البدء بحساب قيمة الأموال، التي يستطيع المُدخن الاحتفاظ بها عند ترك شراء السجائر، حتى تمرّ الرغبة ويتم التخلص منها دون إشعال أيّة سيجارة جديدة.
هل توجد أضرار للتدخين في رمضان؟
إن للتدخين الكثير من الأضرار الصحية سواء كان في شهر رمضان أو خلال الأوقات الأُخرى من السنة، وفيما يأتي بعضًا من أضرار تدخين السجائر:
- التأثير على صحة العين: يؤدي الدخان الذي يتصاعد من السجائر إلى تهيّج العينين سواءً كان المرء مدخنًا أو لا، وإذا استمر التعرض إلى الدخان مع مرور الوقت بسبب التدخين؛ فإن ذلك يتسبب بإعتام عدسة العين والإصابة بالضمور البُقعي.
- تغيّر شكل الفم: كثيرًا ما ينتج اصفرار الأسنان عن التدخين، كذلك يؤدي تدخين السجائر إلى تغيّر رائحة الفم، ويتسبب بتراكم البلاك في الأسنان ويضرُّ بصحة الأسنان، وفي بعض الحالات ينتج عن التدخين عِدّة حالات من سرطانات الفم.
- ضعف العظام: تزداد نسبة التعرض إلى ضعف في العظام عند المدخنين مُقارنةً بغيرهم، ويتسبب ذلك بسهولة تعرض المرء إلى الكسور، كما يُمكن أن تظهر آلام الرقبة والظهر عند المدخنين نتيجةً لداء القُرص التنكُّسي أيضًا.
هل تتحسن الصحة عند ترك التدخين مع مرور الزمن؟
تتحسّن صحة المُدخنين مع مرور الزمن بالفعل بعد الإقلاع عن التدخين في رمضان، وتبدأ التغيّرات التي تتبع ترك تدخين السجائر في الدقائق الأولى؛ إذ إن النبض يبدأ بالعودة إلى المستويات الطبيعية بعد مرور 20 دقيقة من التدخين، وينخفض مستوى أول أكسيد الكربون الضارّ إلى النصف بعد مرور 8 ساعات، وتستمر الصحة بالتحسّن حتى القضاء على تَبِعات التدخين بشكلٍ كاملٍ بعد مرور 20 عامًا.
اقرأ/ي أيضًا:
مرض التصلّب اللويحي، هل هو خطير؟