تحقيق مسبار
تتم ملاحظة اختلاف أطوار القمر بالعين المُجرّدة ودون الحاجة إلى استخدام أدوات الرصد المختلفة؛ بما فيها المقراب. ويتطرق هذا المقال إلى بيان جميع الأطوار المُختلفة للقمر بالإضافة إلى توضيح الفرق بينها، كما أنه يتطرق إلى العلاقة بين ظاهرة المد والجزر وتغيّر أطوار القمر أيضًا، وينتهي ببعض الحقائق والمعلومات المُمتعة حول القمر.
هل عدد أطوار القمر 8؟
إن عدد أطوار القمر 8 تختلف باختلاف موقع القمر من الشمس والأرض؛ فإن الدوران المُستمر لهذه الأفلاك يؤدي إلى تغيّر الجزء المرئي الذي يستطيع الإنسان رؤيته عند النظر إلى القمر؛ ذلك لأن للقمر نصفان أحدهما مضيء يستمد نوره من الشمس، والآخر مُعتم نتيجةً لعدم تعرضه إلى ضوء الشمس.
ما هي أطوار القمر؟
فيما يأتي قائمة بأطوار القمر الثمانية مع أسمائها وتفاصيلها:
- المحاق: يُعرف المُحاق باسم القمر الجديد، وفي هذا الطور لا يُمكن للشخص رؤية القمر في السماء؛ لأن الجانب المُضيء من القمر يواجه الشمس بشكلٍ مباشرٍ، في حين يواجه الجُزء المُعتم كوكب الأرض.
- الهلال المتزايد: يبدأ القمر بالظهور على شكل هلال صغير في أول الشهر؛ ذلك لأن الجزء المُضيء الذي يواجه الأرض من القمر يكون صغيرًا بهذا القدر، ويبدأ هذا الجزء بالتزايد فيما بعد حتى الوصول إلى طور البدر.
- التربيع المتزايد: يستمر الجزء المرئي من القمر بالازدياد بعد ظهور البدر حتى يصبح نصفه مُضيئًا عند النظر إليه من كوكب الأرض، وفي هذه المرحلة يكون القمر في طور التربيع المتزايد، وهو أحد الأطوار في النصف الأول من الشهر.
- الأحدب المتزايد: عندما يزداد الجزء المرئي من القمر عن النصف مع وجود جزء غير مرئي، يصبح القمر في طور الأحدب المتزايد، ولا يتوقف الجزء المرئي عن الزيادة في هذا الطور؛ إنّما يستمر.
- البدر: يكون القمر مرئيًا بشكل كامل عند الوصول إلى طور البدر، وهو الطور الذي يفصل بين زيادة مقدار الجزء المرئي ونقصانه؛ إذ إن هذا الجزء يبدأ بالتناقص تدريجيًا فيما بعد حتى الوصول إلى المُحاق مرةً أُخرى.
- الأحدب المتناقص: تُعد هذه المرحلة أُولى المراحل التي يبدأ الجزء المرئي من القمر فيها بالتناقص، ويكون شكله مُتقاربًا من الأحدب المتزايد؛ إلّا إنّ الجزء غير المرئي يكون في الجهة الأُخرى من القمر.
- التربيع المتناقص: يستمر الجزء المرئي من القمر بالانحسار بعد الأحدب المتناقص حتى يصل إلى النصف، ويُعرف هذا الطور باسم التربيع المتناقص؛ لأنه يوافق مراحل انتقال القمر إلى المُحاق.
- الهلال المتناقص: إن الهلال المتناقص آخر الأطوار التي يُمكن رؤية القمر خلالها، وهي مرحلة بين التربيع المتناقص والمُحاق، ثم يأتي بعدها الهلال المتزايد في بداية الشهر التالي.
هل يتكرر ترتيب أطوار القمر مرتين خلال الشهر؟
فيما عدا البدر تتكرر جميع أطوار القمر الأُخرى مرتين اثنتين خلال الشهر الواحد؛ إلّا إنّ الجهة المرئية من القمر تختلف في بداية الشهر عنها في نهاية الشهر، هذا يعني أن الهلال المتزايد والتربيع المتزايد تتشابه مع الأطوار المتناقصة، فيما أن الذي يفصل بينها هو البدر في منتصف الشهر القمري.
لماذا تختلف أشكال أطوار القمر؟
بالرغم من عدم تغيّر شكل القمر؛ إلّا إنّ مظهر القمر يختلف بين يوم وآخر في الشهر الواحد، وذلك نتيجةً لتغيّر الموقع النسبي للشمس والقمر والأرض في السماء؛ فإن الجزء المقابل للشمس من القمر يكون مضيئًا دائمًا أثناء دورانه، ومن المُمكن أن يتغيّر الجزء المرئي في بداية القمر ونهايته ذلك بين الأفراد في الجزئين الشمالي والجنوبي من الكرة الأرضية؛ فإذا رأى الأفراد في الجزء الشمالي الجهة اليمنى من القمر مُضيئةً؛ فإن الأفراد في الجزء الجنوبي يرون الجهة اليمنى مُضيئةً بالقدر نفسه.
هل توجد مفاتيح لفهم أطوار القمر؟
هُناك 4 مفاتيح أساسية لفهم أطوار القمر المختلفة، وهي كما يأتي:
- العلاقة بين مكان وجود الشمس والقمر: بما أن القمر يستمد ضوءه من أشعة الشمس؛ فإن طور القمر يختلف بناءً على مكان وجود القمر ومكان وجود الشمس، وتساعد معرفة العلاقة بينهما على فهم السبب في تغيّر أطوار القمر.
- الجهة التي يشرق منها القمر: يشرق القمر من جهة الشرق ويغرب من الغرب كما هي حالة الشمس، وإذا رأى المرء الهلال في الغرب؛ فلا يُشير ذلك إلى كونه قمرًا متصاعدًا في السماء؛ إنّما هو قمرٌ هابطٌ.
- مدة دوران القمر حول الأرض مرةً كاملة: يستغرق القمر قًُرابة شهر كامل ليكمل دورته حول الأرض، ويتحرك القمر خلال هذه الدورة بحركة مدارية أُخرى حول قُبة السماء؛ لذلك يلاحظ البعض اختلاف شكل القمر في الليلة نفسها.
- الحركة المدارية للقمر: يتحرك القمر حركةً مداريةً باتجاه الشرق، وتصحب هذه الحركة ارتفاع يبلغ 12-13 درجة في السماء، وهو ما يؤدي إلى ظهور القمر بعد 50 دقيقة تقريبًا كل يوم من الأيام في المتوسط.
هل توجد علاقة بين أطوار القمر وظاهرة المد والجزر؟
هُناك علاقة بين ترتيب أطوار القمر وظاهرة المد والجزر بالفعل؛ فإن القمر يشرق بعد مرور 50 دقيقة عن اليوم السابق في كل يوم على مدار الشهر، ويؤدي ذلك إلى اختلاف دورات المد والجزر بذات القدر من الزمن يوميًا، كما أن المد والجزر المرتفعين يكونان بأعلى مستويات لهما عندما يكون القمر في طور البدر أو المحاق، وعندما يكون القمر في طور التربيع يكون كلٌّ من المد والجزر المرتفعين بأدنى مستويات لهما.
هل أُطلق على البدر أيّة أسماء أُخرى؟
عند النظر إلى أطوار القمر مع الأسماء يتبيّن أن البدر يأتي في منتصف هذه الأطوار، ويكون القمر خلاله مرئيًا بالكامل، وتمّ إطلاق العديد من الأسماء الأُخرى على القمر الكامل؛ منها ما يأتي:
- قمر الذئب: أُطلق هذا الاسم على البدر في شهر يناير/كانون الثاني خلال العصور الوسطى؛ لأنه يوافق فترة عواء الذئاب الجائعة التي تطلب الطعام خلال الشتاء، وعُرِف القمر في هذا الشهر كذلك باسم القمر القديم والقمر الجليدي.
- قمر الثلج: أخذ قمر الثلج اسمه لأنه يأتي في شهر فبراير/شباط الذي يوافق شِدّة البرد وانتشار الثلج في أمريكا الشمالية، كذلك يُطلق على القمر في هذا الشهر اسم قمر الجوع أو قمر العاصفة.
- القمر الدودي: في شهر مارس/آذار تبدأ الديدان بالخروج؛ لذلك أُطلق على القمر في هذا الشهر اسم القمر الدودي، فيما أن له بعض الأسماء الأُخرى كذلك؛ منها قمر الموت وقمر القشرة، وأطلق الأوروبيون اسم القمر الوردي على بدر شهر يونيو/حزيران.
- القمر الوردي: تمّ إطلاق هذا الاسم على البدر في شهر أبريل/نيسان عند الأمريكيين الأصليين؛ ذلك نسبةً إلى بعض الزهور ذات اللون الوردي التي تتفتح في هذه الفترة، ويُعرف كذلك باسم قمر السمكة وقمر العشب النابت في ثقافات أُخرى.
- قمر الزهرة: في شهر مايو/أيار تنبت العديد من الأزهار، وأخذ القمر في هذا الشهر اسمه من هذه الأزهار، ويسمى القمر في شهر مايو/أيار كذلك بقمر الحليب وقمر زراعة الذرة وقمر الأرنب.
- قمر الفراولة: يتم حصاد الفراولة في أمريكا الشمالية خلال شهر يونيو/حزيران؛ لذلك عُرف البدر في هذا الشهر بقمر الفراولة، لكنه يُعرف بالقمر الساخن في بعض الثقافات الأُخرى؛ لأنه يوافق بداية ارتفاع الحرارة.
- قمر الحفش: كانت أسماك الحفش وفيرة في أمريكا سابقًا خلال شهر أغسطس/آب؛ ممّا دعى الأمريكيين إلى إطلاق اسم قمر الحفش على البدر في هذا الشهر، كذلك عُرف بالقمر الأحمر نتيجةً للونه المُحمر.
هل يوجد أنشطة لتعليم الأطفال أطوار القمر مع الأسماء؟
يستطيع الأطفال فهم أشكال القمر وترتيبها مع الأسماء بسهولة من خلال عِدّة أنشطة ترفيهية مناسبة؛ منها ما يأتي:
- ملاحظة القمر: في هذا النشاط يستمر الطفل بمراقبة القمر طيلة أيام الشهر مع تسجيل البيانات حول المراحل المختلفة للقمر على ورقة بيانات مُخصصة، وربما يستمر هذا النشاط مُدة 28 يومًا تقريبًا.
- استخدام قطع البسكويت: يستطيع الأطفال تشكيل أطوار القمر المختلفة بالاعتماد على قطع البسكويت في هذا النشاط، ويُمكن استخدام أيٍّ من أنواع البسكويت المُستديرة لهذا النشاط.
- إنشاء نموذج لبيان المسافة: ربما يتمكّن الأطفال من فهم المسافة بين القمر والأرض، بالإضافة إلى استيعاب حجم القمر عند إنشاء نموذج خاص بذلك، ثم الاعتماد عليه في إيصال هذه المعلومات.
- الاعتماد على كرة الجولف: حتى يتمكّن الأطفال من فهم أطوار القمر بشكلٍ جيدٍ يُمكن استخدام كرة جولف مُضاءة ووضعها تحت الضوء فوق البنفسجي؛ فإن هذا النشاط يُبيّن الأطوار الفعلية للقمر بشكل جيد.
- بطاقات أطوار القمر: يمكن للمرء طباعة بعض البطاقات التي تتضمن أطوار القمر، ثم تقطيعها بالشكل المناسب وتوزيعها على الأطفال لمطابقة أطوار القمر مع الأسماء، بالإضافة إلى ترتيبها زمنيًا بالشكل الصحيح.
ما هي أبرز الحقائق عن القمر؟
فضلًا عن أطوار القمر الثمانية فإن هُناك العديد من الحقائق الأُخرى التي يجب معرفتها حول هذا الجُرم السماوي من قِبل المُهتمين بمراقبة الأجرام السماوية؛ منها الحجم الصغير للقمر؛ فإن حجمه صغير جدًا مقارنةً بالأرض، وهو القمر الطبيعي الوحيد الذي يدور حول الكرة الأرضية، ويبعد عن الأرض مسافة 385 ألف كيلومتر تقريبًا، كما أن دوران كلٌّ من الأرض والقمر متزامن، لهذا لم يتمكّن البشر من رؤية الجانب الآخر للقمر حتى هبطت عليه إحدى المركبات السوفييتية عام 1959.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الأرض هي ثالث أقرب كوكب للشمس؟