هل قضية جوني ديب وآمبر هيرد من أشهر المحاكمات في هوليود؟

انتشرت قضية جوني ديب وزوجته السابقة آمبر هيرد في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت واحدةً من أهم القضايا والمحاكمات في عام 2022 باعتبارها قضية تخص ممثلين من أشهر ممثلي هوليود، وقد استمرت قضية التشهير مدة ستة أسابيع وكانت مثالًا للتُهم رفيعة المستوى، وشهدت تبادل اتهامات بين الممثل الشهير وزوجته، لكن ما هي ملابسات هذه القضية وتفاصيلها وكل ما يتعلق بها، هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في مقالنا الحالي.

هل قضية جوني ديب وآمبر هيرد من أشهر المحاكمات في هوليود؟

الحقيقة نعم؛ إذ انتشرت مقاطع المُحاكمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة بشكل أكبر من أي قضية مفصلية تهمُّ الجمهور في الوقت الحالي؛ ذلك لأسباب متعددة أهمُّها شُهرة النجمين أصحاب القضية، وكونها قضية مفصلية للمهتمين بقضايا العُنف الأُسري وقضايا المرأة، لكن من هو جوني ديب ومن هي طليقته آمبر هيرد بالتحديد، وما هي آخر تطورات قضية جوني ديب وزوجته؟..

جوني ديب

هو الممثل الأمريكي الأصل جون كريستوفر ديب، المولود في 9 يوليو/حزيران من عام 1963، وهو ممثل وموسيقي أمريكي اشتهر في العديد من الأدوار السينمائية المهمة؛ مثل دور الكابتن جاك سبارو في سلسلة قراصنة الكاريبي. وقضى الممثل الأمريكي طفولته في فلوريدا حتى وصل لعمر الـ16 عامًا، عندها انتقلت فرقته الموسيقية إلى لوس أنجلوس، وقد تزوج ديب من لوري آن أليسون عام 1983 وكان وقتها يعمل موسيقيًا، وقد ساعدته للقاء المخرج ويس كرافن الذي أظهره في دوره الأول عام 1984، ثم انفصلا في العام التالي.

انطلقت مسيرة ديب الفنيّة الفعلية عام 1987 من خلال مسلسل Jump Street 21، الذي لعب من خلاله دور الضابط توم هانسون؛ الشرطي الذي كان يتخفّى في المدارس الثانوية للقبض على الشباب المضطربين، وقد لاقى هذا الدور نجاحًا ملحوظًا بالرغم من عدم رضاه عنه، ثم ظهر مجددًا في عام 1990 في فلمَيْن لمُخرجَيْن مُنفصلين، وحينها بدأ نجمه يلمع ثم بدأ بالظهور المُتتالي مع المخرج تيم بيرتون، كما ظهر في العديد من الأفلام المتتالية ولمع نجمه وأصبح واحدًا من أشهر الممثلين في هوليود. 

ظهر جون ديب عام 2003 في دور النقيب جاك سبارو في سلسلة قراصنة الكاريبي، والذي ترشّح عن هذا الدور لجائزة الأوسكار لأول مرة، ثم توالت نجاحاته في سلسة من الأفلام الأكثر مبيعًا، كما حصل على عدة ترشيحات في سنوات منفصلة للأوسكار، وقدّم العديد من الأدوار المُهمّة العالقة في ذاكرة الجمهور وجسّد العديد من الشخصيات.

آمبر هيرد

هي آمبر لورا هيرد، ممثلة وناشطة وعارضة أزياء، وُلدت في 22 أبريل/نيسان من عام 1986 في تكساس، شاركت منذ الصِغر في مسابقات ملكات الجمال، ثم بدأت بعد عمر الـ17 بالتوجّه إلى التمثيل فظهرت بدايةً في عددٍ من الأغاني المُصوّرة، ثم توالت أدوارها البسيطة في البرامج التلفزيونية، إلى أن ظهرت لأول مرة في فيلم بدور ثانوي عام 2004، ثم حصلت على أول دور بطولة لها عام 2006 والذي تأخّر عرضه في أوروبا حتى عام 2008 وفي الولايات المتحدة حتى عام 2013 بسبب قضايا التوزيع، ثم توالت أدوارها في عدد من الأفلام يُذكر منها فيلم The Rum Diary عام 2011 مع الممثل جوني ديب.

زواج جوني ديب من آمبر هيرد

تزوّج الفنانان عام 2015 وكان زواجهم المضطرب مادةً خصبةً للصُحف، خصوصًا عند توجيه آمبر العديد من الاتهامات لزوجها؛ مثل الإدمان وغيره من الخلافات التي سيتم الحديث عنها لاحقًا وظلّت محطَّ أنظار الصحافة، حتى انفصلا في العام 2016، ثم أشعلت قضية التشهير بينهما الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي من جديد في عام 2018، فيما أُعيدت قضيّتهما للساحة من جديد عام 2022.

كيف بدأت قضية جوني ديب وآمبر؟

كانت بداية قضية جوني ديب مع زوجته عام 2018 عندما نشرت السيدة هيرد مقالًا في صحيفة واشنطن بوست تصف نفسها فيه بأنها شخصية عامة تُمثّل العنف المنزلي، وكانت تُشير بشكلٍ غير مباشرٍ إلى زوجها السابق جوني ديب؛ بالرغم من عدم ذكرها لاسمه خلال المقال، فيما ذكرت بشكلٍ صريحٍ زواجها الذي استمر لمدة تقل عن العامين، كما أشارت إلى كون هذا الزواج خطئًا. 

عادت هيرد في عام 2020 بالادعاء على زوجها جوني ديب وأحد محاميه الذي وصفها بالمخادعة في تصريحات لصحيفة تابلويد البريطانية، وأقرّت هيئة المحلفين أنها فعلًا تعرّضت لتشويه السمعة من قِبل زوجها ومحاميه الذي اتهمها بإلحاق الضرر  بمؤسسة الزواج، كما عملت على إثبات تعرّضها لأذى جسدي على يد زوجها؛ لذا وُصِفَ السيد ديب بالمُعتدي، وأكّدت حينها أن جميع ما نُشِرَ في مقالاتها السابقة كان صحيحًا، لكن سُرعان ما تحوّلت القضية إلى قضية رأيٍّ عام؛ فبدأ معجبو السيد ديب بمهاجمة السيدة هيرد ومضايقتها حتى أنها تلقّت تهديدات بالقتل، فضلًا عن السخرية المؤلمة على حدّ وصفها. 

بعد هذه القضية وُصِفَ جوني في صحيفة The Sun البريطانية بمُعنّف الزوجة، عندها رفع جوني ديب قضية تشهير على الصحيفة وانتهت المحاكمة في عام 2020 وكان الحكم في المملكة المتحدة ضد ديب؛ ممّا أثار صدمة العديد من المراقبين القانونيين.

كيف أُعيدت قضية جوني ديب وآمبر إلى الأضواء؟

لم تنتهي الأمور عند جوني ديب بعد صدور الحكم في 2020؛ بل أُعيدت القضية للأضواء في عام 2022 بعد رفع الزوجين قضايا تشهير ضد بعضهما وبدأت المحاكمة المبثوثة عبر التلفاز في شهر نيسان/أبريل، وكانت بمثابة سيرك إعلامي عالمي وأصبحت مقاطع الفيديو تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا ما جعلها واحدةً من أهم المحاكمات في هوليود؛ إذ يتم البت في هذه القضايا عادةً بشكلٍ سريّ ودون تغطية إعلامية؛ إلّا إنّ التصوير وسرعة انتشار الفيديوهات جعل القضية أسرع انتشارًا.

ما هي مُلابسات قضية جوني ديب وزوجته؟

تضمّنت قضية جوني ديب وآمبر العديد من المُلابسات وتم طرح العديد من الاتهامات خلالها، وفيما يلي أهم النقاط التي تم ذكرها:

• وجدت هيئة المحلفين أن السيدة هيرد شوّهت سمعة زوجها في ثلاثة تصريحات مُنفصلة، وأقرّت أنه شوّه سمعتها بتصريحٍ وحيدٍ على لسان محاميه.
• طعنَ العديد من الشهود في روايات السيدة هيرد حول العنف الذي تعرّضت له، وأقرّوا أنها كانت سليمةً تمامًا في الأوقات التي ادّعت تعرّضها للعنف وإصابتها بكدمات.
• عزا السيد ديب تراجع مسيرته الفنية بسبب ادعاءات زوجته وأنها أضرّت بحياته المهنية.
• أكّد شهود السيد ديب خسارته لأدوار مهمة بسبب هذه الادعاءات؛ منها صفقة بقيمة 22.5 مليون دولار عن دوره في فيلم Pirates of the Caribbean؛ إلّا إنّ المديرة التنفيذية في شركة ديزني نفت أن يكون سبب الإلغاء هو ما نشرته السيدة هيرد.
• شهد العديد من شهود السيدة هيرد تعرضها للإساءة وظهور الكدمات عليها؛ منهم أختها فنانة التجميل السابقة، كما صرّحت الأخيرة بأنها رأت السيد ديب وهو يضرب أختها بقوة وهو مُرتدٍ الجبيرة في إصبعه.
• أثارت السيدة هيرد تعاطي ديب للمخدرات وإدمانه على المواد الأفيونية بالرغم من نفي محاميه لكونه مُدمنًا.
• ادعت السيدة هيرد أن السيد ديب كان عنيفًا معها في العام 2015 بعد تناوله لمجموعة من العقاقير المُخدرة، وأنه قام بتعنيفها واعتدى عليها جنسيًا في أستراليا، وشهدت أنها أصبحت في وقتٍ من الأوقات لا تعرفه.
• سرد جوني ديب قصةً مختلفةً عن رحلتهما إلى أستراليا وقال فيها أن السيدة هيرد كانت لطيفة لدرجة لا تُصدق، ثم تحوّلت إلى النقيض تمامًا وبدأت تسخر منه وتنعته بأسماء مُهينة وترمي عليه الأشياء والقطع وتضربه، واستشهد بحادثة انفجار مِقبض الفودكا في يده وتقطيع أصابعه؛ إلّا إنّ السيدة هيرد نفت التُهمة ورمي الزجاجة عليه وقالت أنها كانت تضربه دفاعًا عن نفسها وعن أختها.
• نفى السيد ديب آنذاك جميع التُهم الموجهة سواءً من ناحية المعاملة الجسدية السيئة أو الاعتداء الجنسي.

ما هي آخر تطورات قضية جوني ديب؟

اختُتمَت محُاكمة التشهير بين الممثلين جوني ديب وزوجته آمبر هيرد في مقاطعة فيرفاكس في فرجينيا؛ إذ بدأت في شهر أبريل/نيسان من عام 2022 واستمرت لمدة ستة أسابيع؛ حيث رفع السيد ديب قضية تشهير ضد زوجته التي ادّعت عليه بمجموعة تُهم تشمل العنف المنزلي والجنسي، وصدر الحكم لصالح السيد ديب وفق هيئة المُحلّفين الذين أقرّوا أن جوني ديب تعرّض للتشهير من قِبل زوجته وحصل على تعويض بقيمة 15 مليون دولار؛ إلّا إنّ القاضي خفض التعويضات العقابية بمبلغ 10.35 مليون دولار وفق الحدود القانونية.

من جهةٍ أُخرى مُنحت السيدة هيرد تعويضًا بقيمة 2 مليون دولار عن التشهير؛ إلّا إنّ ديب كان يسعى لتعويض أكبر بقيمة 50 مليون دولار، وكانت هيرد تسعى لتعويض بقيمة 100 مليون دولار، وهذا الحكم يُعتبر انتصارًا ضمنيًا لديب؛ إذ أشارت هيئة المُحلّفين إلى الحق في التعبير بما لا يتعارض مع مصالح الآخرين والإضرار بهم، وقد انتهت لجنة المُحلّفين بأن الزوجين شهّرا ببعضهما البعض وفُرضت عليهما تعويضات؛ إلّا إنّ تعويض ديب كان الأكثر قيمةً.

هل كان الحُكم في قضية جوني ديب مع زوجته مُرضيًا؟

بعد اختتام المُحاكمة الشهيرة بين الزوجين انقسمت الآراء بين مؤيّد ومُعارِض، وكانت ردود الزوجين كالتالي:

• صرّح ديب أن الهدف من رفع القضية كان الكشف عن الحقيقة وفاءً لأولاده ولجميع الداعمين له منذ البداية وكان راضيًا بالمُطلق عن الحُكم.
• أصدر ديب بيانًا شكرَ فيه هيئة المُحلّفين التي أعادت له حياته على حدّ قوله. 
• عبّرت السيدة هيرد عن خيبة أملها من حُكم المحكمة، كما عبّرت عن حُزنها من عدم اكتراث هيئة المُحلّفين لجبل الأدلة على ادعاءاتها التي لم تستطع الوقوف في وجه سلطة ونفوذ زوجها، كما صرّحت بأنها ستستأنف الحكم لاحقًا.

اقرأ/ي أيضًا:

الفيديو مفبرك وإيلون ماسك لم يدلِ بشهادته في قضية جوني ديب وآمبر هيرد

لم تستخدم آمبر هيرد اقتباسات من فيلم سيد ريبلي الموهوب في شهادتها ضدّ جوني ديب