تحقيق مسبار
ما هي عشبة الخولنجان؟ وما الفرق بين عشبة الخولنجان والكركم والزنجبيل؟ وما فوائد الخولنجان؟ تجيب المقالة التالية على هذه الأسئلة، وتستعرض القيمة الغذائية لعشبة الخولنجان وتقدم معلومات عن عشبة الخولنجان بشكل عام وعن عشبة الخولنجان للحمل.
ما هي عشبة الخولنجان؟
عشبة الخولنجان (Galangal) هي نبتة تنتمي للعائلة الزنجبيلية (Zingiberaceae)، تنمو في درجات عالية الحرارة تحت أشعة الشمس القوية، وتعتبر أحد أنواع التوابل المُعتَمَدَة في مناطق جنوب آسيا، والتي استُخدمت في الطب الهندي القديم لقرون طويلة.
ويمكن تناول عشبة الخولنجان طازجة أو مطبوخة من خلال إضافتها لعدد من الأطعمة، مما جعلها تتواجد بشكل كبير في كل من الأطباق الماليزية والصينية والتايلاندية والإندونيسية. أما عن موسم حصاد عشبة الخولنجان، فيبدأ في أواخر فصل الصيف ومع بداية الخريف.
فوائد عشبة الخولنجان
تتعدد فوائد عشبة الخولنجان، الأمر الذي أدخلها في إطار الطب البديل لعلاج مجموعة من المشكلات الصحية، وفيما يلي عرض لأهم فوائد عشبة الخولنجان:
- يحتوي جذر الخولنجان على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، والتي تُعتبر أحد وسائل محاربة الجذور الحرة في الجسم، لذلك فهي تُقلل من مخاطر الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة. كما تحتوي على البوليفينول الذي يعد أحد أنواع مضادات الأكسدة التي يرتبط وجودها في قدرتها على تقوية الذاكرة، والحفاظ على المستويات العقلية، وتجنب الإصابة بأمراض القلب والسكري، لقدرتها على تقليل مستويات السكر في الدم، وخفض مستويات الكولسترول الضار.
- تحتوي عشبة الخولنجان على خواص مضادة للالتهابات قادرة على تخفيف الألم، إذ يمكن استخدامها في هذه الحالة من خلال تحويلها إلى عجينة ووضعها على مكان الألم أو تناوله كمشروب للاستفادة منه قدر الإمكان.
- أثبتت دراسة أُجريت على الفئران قدرة الخولنجان على زيادة الحيوانات المنوية وحركتها عند الفئران التي تناولت مستخلص الخولنجان، لذلك من الممكن أن تكون عشبة الخولنجان جيدة في تعزيز الخصوبة عند الرجال.
- أشار بحث نُشر عام 2014 على قدرة عشبة الخولنجان المضادة للتكاثر ضد خطوط خلايا سرطان المعدة، لذلك يمكن اعتباره ضمن الأطعمة المكافحة لبعض أنواع السرطان.
- تُقوي عشبة الخولنجان من المناعة الجسمانية، وتجعل الجسم في دائرة منيعة ضد الأمراض كونها تحتوي على نسبة من فيتامين C.
- هناك رابط ما بين عشبة الخولنجان وصحة الدماغ، إذ يرتبط وجود مضادات الأكسدة في العشبة بالقدرة على الحد من ترسب لويحات بيتا أميوليد في الدماغ، لذلك يمكن اعتبارها ضمن الأطعمة المحاربة للأمراض العصبية التي تصيب الدماغ.
- قدمت دراسة نُشرت عام 2015 وأُجريت على الفئران المصابة بالسكري قدرة المستخلص الميثانولي لعشبة الخولنجان على خفض مستويات الجلوكوز في الدم، وتحسين مستويات الدهون الموجودة في سكر الدم، وهذا ما يدل على وجود علاقة جيدة بين الخولنجان ومحاربة داء السكري والتي ما تزال بحاجة لمزيد من البحث على البشر.
طريقة استخدام الخولنجان
تعتمد طريقة استخدام الخولنجان على الجزء المُراد استخدامه منه، إذ يمكن الاستفادة من كافة أجزائه في الطعام كمُنكِّه وتابِل، أما عن زهوره فيمكن اعتمادها كعنصر رئيسي في السلطات وأطباق الحساء واللحوم إلى جانب الأطعمة الحلوة، أما ع جذوره فيُصنع منه شاي الخولنجان.
واعتمد التايلانديون طريقة استخدام الخولنجان في أطباق حساء الكاري التايلاندي، كما استخدم الأوروبيون جذر عشبة الخولنجان كتوابل منذ أكثر من ألف عام، ويُقال أنه قُدِّم عن طريق الأطباء العرب أو اليونانيين. واستخدمه الروس كتوابل للخل والفودكا المُنكَّهَة، أما عن الهند فقد استخدمت زيت الخولنجان في العطور والمنشطات الجنسية، إلى جانب اعتماده كأحد التوابل.
ويجدر القول أنه يُفضَّل استخدام الخولنجان الممتلئ ذي الجلد الناعم والمشدود، وتجنب الأصناف المنكمشة أو المتعفنة للحصول على أكبر جودة واستفادة منه.
القيمة الغذائية لعشبة الخولنجان
تُقدِّم الحصة الواحدة من الخولنجان 45 سعرة حرارية، و2 غرام من الألياف الغذائية، ويعتبر أحد مصادر الصوديوم، والحديد، وفيتامين C، وA، إلى جانب ما يحتويه من مواد كيميائية نباتية مثل الجالانجين، وبيتا سيتوستيرول، وكيرسيتين، وإيمودين.
عشبة الخولنجان للحمل
لا توجد معايير سلامة لاستخدام عشبة الخولنجان للحمل سواء أثناء الحمل أو قبل التخطيط له، كما لا توجد معايير لمدى أمان تناولها للمرضعات، لذلك يتوجب على كل من النساء الحوامل والمُرضعات الحذر من تناول عشبة الخولنجان أو الإفراط في استعمالها للحصول على أكبر قدرٍ ممكن من الأمان الصحي لها ولجنينها.
الفرق بين الخولنجان والكركم
يشترك كل من الخولنجان والكركم بكونهما ضمن عائلة الزنجبيليات، وقد يجهل البعض الفرق بين الخولنجان والكركم، إلا أن الكركم يتميز عن الخولنجان بلونه الأصفر اللامع، الذي جعله يُستخدم قديمًا كعامل تلوين غذائي في الأطعمة.
أما عن الفرق بين الخولنجان والكركم بخصوص ما يقدمه كل منهما من عناصر غذائية، فإن الكركم يحتوي على مستويات عالية من الكركمين والبيتاكاروتين وأنواع أخرى من مضادات الأكسدة، أما عن الخولنجان فهو يقدم الغالانجين والبيتاسيتوستيرول وبعض الفلافونيدات الأخرى.
الفرق بين الخولنجان والزنجبيل
قد لا يُفرق البعض بين الخولنجان والزنجبيل بسبب التشابه الكبير بينهما، ولكن من الضروري القول أن كلاهما يُستخدمان في صنع الأطباق في شكليهما الطازج أو المجفف. ويكمن الفرق بين الخولنجان والزنجبيل في كون الأول ذو مذاق حاد وحار أكثر من الثاني، في حين أن الزنجبيل له مذاق حلو ولاذع، ويتميز عن الخولنجان بقدرته على محاربة الغثيان.
أما عن جذمور الخولنجان فهو أكثر جزء يتشابه مع جذمور الزنجبيل، إلا أن الأول أصغر بكثير، ويتميز الخولنجان بمذاقه الذي يوصف ما بين الفلفل والزنجبيل تحديدًا.
معلومات عن عشبة الخولنجان
فيما يلي مجموعة من المعلومات عن عشبة الخولنجان:
- عشبة الخولنجان أحد الأعشاب المُعمِّرة التي تشبه القصب، ويصل ارتفاعها حتى المتر الواحد، تتميز بأوراقها الضيقة، وبجذورها التي تتواجد في الأسواق على شكل جذمور مُتفرع يشبه الجذع بحواف بنية مائلة للاحمرار برائحتها العطرية والحادة، والذي قد يأتي بلون أصفر مائل للأبيض أو برتقالي أو وردي الأمر الذي يعتمد على نوع العشبة المأخوذ منها.
- تؤكل نورات وأوراق عشبة الخولنجان الصغيرة نيئة وتوضع على السلطات في البلدان الآسيوية، ويُستخدم زيتها في بعض أنواع التبغ، وبعض المشروبات الكحولية الفرنسية.
- يُستخدم زيت عشبة الخولنجان في كل من الصين والهند كدواء شعبي لعلاج مجموعة من الأمراض مثل الروماتيزم، والقرحة، والسلس البولي، ورائحة الفم الكريهة، والسعال الديكي.
- استخدمت عشبة الخولنجان في طب الأيورفيدا والطب الصيني والتايلندي في علاج الإسهال وآلام المعدة لخصائصها الطاردة للريح، واحتوائها على مضادات الميكروبات، إلى جانب علاج البواسير وآلام البطن، كما ولجأ الطب الهندي لاستخدامها في معالجة الأمراض الالتهابية، والخرف، والأمراض العصبية التنكسية.
- على الرغم من أن جذمور عشبة الخولنجان هو الأكثر استخدامًا منها إلا أن أزهارها تحتوي على فوائد صحية تعتمد على وجود مضادات الأكسدة والتي يختلف تركيبها الكيميائي عن الموجود في جذمورها.
- على الرغم من استخدام عشبة الخولنجان في أنواع عديدة من الطب الشعبي والتقليدي إلى جانب احتوائها على كثير من الخصائص النشطة بيولوجيًا والتي يمكن استخدامها كدواء في الطب الحديث إلا أنها ما تزال تحت مجهر الدراسات الأمر الذي لم يجعل اعتمادها كعلاج موثوق.
اقرأ/ي أيضًا:
