تحقيق مسبار
يعد الإسكندر الأكبر واحدًا من القادة المشهورين بإمبراطوريتهم ذات الحدود الواسعة جدًا بالرغم من فترة الحكم القصيرة لمملكة مقدونيا، ويسلط هذا المقال الضوء على أبرز الحقائق حول الإسكندر الأكبر، بالإضافة إلى توضيح أهم المحطات التاريخية والمعارك التي خاضها في حياته.
هل الإسكندر الأكبر هو الإسكندر المقدوني؟
إن الإسكندر الأكبر هو الإسكندر المقدوني بالفعل حسب موسوعة بريتانيكا، كما أنه عُرف ببعض الأسماء الأخرى، منها الإسكندر الثالث، وأصبح مشهورًا بسبب الإمبراطورية الكبيرة التي حكمها والحروب التي خاضها واستطاع الانتصار فيها خلال حياته، واشتهر الإسكندر المقدوني كذلك بمهاراته المتميزة الكبيرة في ساحة المعركة.
من هو الإسكندر الأكبر؟
يُعرف الإسكندر الأكبر بأنه واحدًا من أبرز القادة العسكريين المعروفين على مر التاريخ، وهو أحد الأشخاص الذين تمكّنوا من غزو معظم أراضي العالم المعروف. لم يكن الإسكندر الأكبر دبلوماسيًا بشكل كبير، وإنما كان يعتمد على الحروب لتوسيع رقعة إمبراطوريته، وهو ابن الملك فيليب الثاني الذي كان ملكًا على مقدونيا في شمال اليونان.
كيف توفي الإسكندر الأكبر؟
ذهب الإسكندر المقدوني إلى بابل وحمل معه التفكير والتخطيط، لتوسيع إمبراطوريته واستطاع الوصول إلى هذه المدينة -التي كانت تحت حكمه وقتها- عام 323 قبل الميلاد، ثم توفي بعدها لمرض أصابه. لم يتفق المؤرخون على سبب وفاة الإسكندر الأكبر، وإنما يرى بعضهم موته بسبب الملاريا، في حين يرى الآخرون بأنه مات بعد التسمم أو الإصابة بالتهاب السحايا أو العدوى البكتيرية بعد شرب مياه ملوّثة.
ما هي أبرز المحطات التاريخية في حياة الإسكندر المقدوني؟
كانت حياة الإسكندر المقدوني مليئة بالمحطات التاريخية المهمة التي يعتني المختصون بدراستها وتسليط الضوء عليها، وفيما يأتي عدة من أهم المحطات التاريخية في حياته:
- ولادة الإسكندر المقدوني: تزوج الملك فيليب الثاني -ملك مقدونيا- من أوليمبياس خلال خمسينيات القرن الرابع قبل الميلاد، وفي عام 356 قبل الميلاد وُلد لهما الإسكندر الأكبر المعروف باسم الإسكندر المقدوني.
- ترويض بوسيفالوس: كان الحصان الحربي للإسكندر المقدوني معروفًا باسم بوسيفالوس، واستطاع الإسكندر ترويض هذا الحصان وهو صغير عام 346 قبل الميلاد ما يشير إلى المهارات التي كان يتمتع بها.
- بداية حكم الإسكندر المقدوني: بعد مرور 20 سنة من عمره تقريبًا أصبح الإسكندر المقدوني حاكمًا عام 336 قبل الميلاد، واستمرت فترة حكمه حتى توفي في بابل نتيجة لمرض أصابه.
- غزو أفسس وساردس: في عام 334 قبل الميلاد استطاع الإسكندر الأكبر تحرير مدينة أفسس من الحكم الفارسي وضمّها إلى إمبراطوريته، وذلك بعد قرابة عامين فحسب من توليه الحكم، وفي نفس العام تحررت ساردس من الحكم الفارسي أيضًا.
- وصاية أنتيباتروس على مملكة مقدونيا: أصبح أنتيباتروس وصيًا على المملكة المقدونية عند غياب الإسكندر الأكبر خلال غزوه لدولة فارس والدول الأخرى وتوسيع رقعة مملكته، وكان ذلك بداية من عام 334 قبل الميلاد.
- الانتصار على ملك فارس: بعد خوض العديد من المعارك والاستيلاء على كثير من المدن الفارسية، استطاع الإسكندر الأكبر الانتصار إلى الملك داريوس الثالث حاكم فارس عام 333 قبل الميلاد.
- احتلال مصر: استمرت حملات الإسكندر الأكبر دون توقف لتوسيع إمبراطوريته منذ تولى زمام الحكم، وفي عام 331 قبل الميلاد وصل إلى مصر وتمكن من السيطرة عليها دون مواجهة أية مقاومة وقتها.
- الانتصار في معركة غوغميلا: خاض الإسكندر المقدوني معركة غوغميلا عام 331 قبل الميلاد وتمكن من الانتصار في هذه المعركة، وبعدها أطلق على نفسه اسم ملك آسيا.
- إحراق برسبوليس: وصل الإسكندر المقدوني إلى مدينة برسبوليس عام 330 قبل الميلاد، وقام بنهب هذه المدينة بالإضافة إلى القيام بحرقها قبل المتابعة إلى المدن الأخرى للسيطرة عليها.
- البدء بغزو شمال الهند: ذهب الإسكندر الأكبر إلى شمال الهند وبدأ بغزوها عام 327 قبل الميلاد، إلا أن هذه الحملة لم تستمر طويلًا من قبل الإسكندر نتيجة لوفاته.
- الزواج من روكسانا: في عام 327 قبل الميلاد تزوج الإسكندر الأكبر من الفارسية روكسانا، وهي واحدة من النساء اللواتي كُنّ من منطقة باكتيريا.
- موت بوسيفالوس: بعد مشاركته في جميع معاركه تقريبًا مات بوسيفالوس، حصان الإسكندر الأكبر، عام 326 قبل الميلاد بعد مرور 20 سنة على ترويضه من قبل الإسكندر.
- الأمر بترميم: في عام 324 قبل الميلاد -الذي كان من آخر عامين في حكم الإسكندر الأكبر- أمر الإسكندر الأكبر بأعمال الترميم في مدينة باسارجاد، وكان ذلك خلال شهر يناير/كانون الثاني.
- موت الإسكندر الأكبر: بعد حياة حافلة بالانتصارات مات الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، وفي عام 310 قبل الميلاد تم اغتيال روكسان زوجة الإسكندر الأكبر، بالإضافة إلى اغتيال ابنه الإسكندر الرابع.
هل تضمنت قصة حياة الإسكندر الأكبر كثيرًا من المعارك؟
لا شك بأن قصة حياة الإسكندر الأكبر تضمنت عددًا كبيرًا من المعارك التي خاضها وانتصر فيها على أعدائه، ومن أبرزها المعارك الآتية:
- معركة تشيرونيا: قبل عامين من تولي الإسكندر الأكبر زمام الحكم قام بخوض معركة تشيرونيا، وكان ذلك عام 338 قبل الميلاد، واستطاع الإسكندر في هذه المعركة إبراز مهارته العسكرية وهزيمة عدة دول متحالفة مع اليونان.
- معركة إسوس: وقعت معركة إسوس عام 333 قبل الميلاد مع الجيش الفارسي الذي قاده الملك داريوس الثالث، وكانت هذه المعركة في جنوب تركيا، وعلى الرغم من قلة عدد جنود الإسكندر إلا أنه انتصر انتصارًا مدويًا في المعركة.
- معركة حصار صور: كانت مدينة صور من المُدن شديدة التحصين، ولكن الإسكندر الأكبر قام بحصارها عام 332 قبل الميلاد، واستطاع في النهاية دخول مدينة صور، وقام بإعدام الآلاف منها لأنهم قاوموه ومنعوه من الدخول.
- معركة نهر الغرانيكوس: وقعت معركة نهر الغرانيكوس عام 334 قبل الميلاد بين الإسكندر الأكبر ومملكة فارس، ولم تكن هذه المعركة بعيدة عن موقع معركة طروادة القديمة، وانتهت بانتصار الإسكندر المقدوني في أول معركة كبيرة ضد فارس.
- معركة هيداسبس: خاض الإسكندر المقدوني وجيشه معركة هيداسبس ضد الملك بورس ملك بورافا، وتمكن من إلحاق الهزيمة الكبيرة بجيش بورس على الرغم من الأفيال التي كان يمتلكها هذا الجيش ويستخدمها في القتال.
هل تمت تسمية مدينة الإسكندرية المصرية نسبة إلى الإسكندر الثالث؟
بالفعل تمت تسمية مدينة الإسكندرية المصرية بهذا الاسم نسبة إلى الإسكندر الثالث المعروف باسم الإسكندر الأكبر، وكان ذلك عام 331 قبل الميلاد، كما أطلق هذا الاسم على عدة من المدن الأخرى التي قام بإنشائها أو الاستيلاء عليها، ومنها: الإسكندرية في تركيا، والإسكندرية في العراق، والإسكندرية في الهند.
هل درس الإسكندر الأكبر على يد أرسطو؟
كان الإسكندر الأكبر واحدًا من الذين درسوا على يد الفيلسوف اليوناني المعروف أرسطو، وكان ذلك عام 343 قبل الميلاد باستدعاء من الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا. يجدر الذكر بأن أرسطو مات عام 322 قبل الميلادي، وهذا يعني أنه مات بعد موت الإسكندر الأكبر بعام واحد فحسب، إلا أنّه وُلد عام 384 قبل الميلاد حسب موقع جامعة ستانفورد.
هل مكان مقبرة الإسكندر الأكبر من الأماكن الغامضة حتى الآن؟
تم دفن جسد الإسكندر الأكبر في مقبرتين على الأقل تقعان في أماكن مختلفة، ثم تعرض القبر إلى العديد من عمليات السرقة بعد ذلك، وتبع ذلك فترة من الاضطرابات وأعمال الشغب والكوارث، التي جعلت من مقبرة الإسكندر الأكبر مفقودة حتى الوقت الراهن دون العثور عليها، ويقوم المختصون بكثير من المحاولات للعثور على هذه المقبرة.
ما هي أهم المعلومات عن الإسكندر الأكبر؟
بما أنه واحد من أشهر القادة في التاريخ؛ فلا شك بأن هُناك الكثير من المعلومات عن الإسكندر الأكبر بداية منذ ولادته وحتى موته بسبب المرض، وفيما يأتي بعضًا من أهم المعلومات حوله:
- الولادة والوفاة: وُلد الإسكندر المقدوني -المشهور بالأكبر- عام 356 في مدينة بيلا اليونانية، وتوفي عام 323 في مدينة بابل العراقية، وكان لديه من العمر 33 عامًا تقريبًا.
- فترة الحكم: أصبح الإسكندر الأكبر ملكًا على مقدونيا عام 336 قبل الميلاد، واستمر حاكمًا عليها حتى وفاته عام 323 قبل الميلاد، وهذا يعني أن حكمه استمر قرابة 13 عامًا.
- سبب شهرة الإسكندر الأكبر: إلى جانب كونه ملكًا على مقدونيا، كان الإسكندر المقدوني واحدًا من القادة العسكريين الذين امتدت إمبراطورياتهم على رقعة واسعة من الأرض، مما جعله مشهورًا في التاريخ.
- الإطاحة بالإمبراطورية الفارسية: خلال حياته خاض الإسكندر الأكبر كثيرًا من المعارك ضد الإمبراطورية الفارسية، واستطاع إلحاق الهزائم بهذه الإمبراطورية واحدة تلو الأخرى حتى تمكن من الإطاحة بها.
- الحدود الواسعة لإمبراطورية الإسكندر الأكبر: كانت حدود إمبراطورية الإسكندر الأكبر واسعة جدًا؛ فإنه استولى على الأراضي الفارسية، بالإضافة إلى غزو الهند والاستحواذ على الكثير من الأراضي الأوروبية.
- الاستعانة بالفارسيين: اعتمد الإسكندر الأكبر على الفارسيين لتنظيم إمبراطوريته الكبيرة واسعة الحدود بذات أسلوب تنظيم الإمبراطورية الفارسية، ولذلك تزوج من الأميرات الفارسيات، وكذلك فعل كثير من قادته.
- تمزق إمبراطورية الإسكندر الأكبر: بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الإسكندر الأكبر لتوسيع حدود إمبراطوريته؛ إلا إن هذه الإمبراطورية لم تستمر وقتًا طويلًا بعد وفاته، وإنما تم تمزيقها وشهدت الكثير من الاضطرابات وأعمال الشغب بعده.
اقرأ/ي أيضًا:
هل صلاح الدين الأيوبي كردي الأصل؟
هل عاش ليوناردو دافنشي في عصر النهضة؟