تحقيق مسبار
كانت مستعمرات فرنسا كثيرةٌ جدًا في حقبة الإمبراطورية الاستعمارية، وعلى الرغم من استقلال معظم الدول المستعمرة؛ إلا إن هُناك العديد من الدول والمناطق التي تحتلها فرنسا وتسيّطر عليها حتى الوقت الراهن. يُسلّط هذا المقال الضوء على مستعمرات فرنسا السابقة والحالية، إلى جانب بعض التفاصيل حول تأثير الاستعمار الفرنسي على الدول المُستعمرة.
كم عدد مستعمرات فرنسا؟
وصل عدد مستعمرات فرنسا السابقة في مختلف أنحاء العالم إلى قًرابة 63 مستعمرة، ولا يزال الاستعمار الفرنسي على العديد من المناطق حول العالم حتى الوقت الراهن، ويشير ذلك إلى العدد الكبير من الأراضي التي استطاعت فرنسا الوصول إليها واحتلالها والسيطرة عليها خلال فترة الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية.
كم عدد الدول التي استعمرتها فرنسا في أفريقيا؟
بلغ عدد الدول التي استعمرتها فرنسا في أفريقيا إلى 22 دولة حسب موقع ستادي، وكانت بريطانيا المنافس الوحيد للاستعمار الفرنسي في أفريقيا. يجدر الذكر بأن المستعمرات الفرنسية في أفريقيا تنقسم إلى 4 فئات؛ هي: مستعمرات شمال أفريقيا، ومستعمرات غرب أفريقيا، ومستعمرات أفريقيا الاستوائية، ومستعمرات شرق أفريقيا.
ما هي أبرز مستعمرات فرنسا في أفريقيا؟
على الرغم من وجود معظم مستعمرات فرنسا حاليا خارج حدود أفريقيا؛ إلا إن مستعمرات فرنسا السابقة في أفريقيا كانت كثيرة، وتتضمن القائمة الآتية أبرز المستعمرات الفرنسية السابقة لأفريقيا:
- السنغال: بدأت حقبة الاستعمار الفرنسي للسنغال عام 1845 مما يجعلها أول المستعمرات الفرنسية في الجزء الغربي من أفريقيا، ولكن استقرار فرنسا كان بعد القضاء على المقاومة نهائيًا عام 1895.
- تونس: نزلت القوات الفرنسية في ميناء بنزرت بتاريخ 11 مايو/أيار من عام 1881، وواصلت التقدم حتى وصلت إلى ميناء العاصمة التونسية، ثم حاصرت قصر الباي بالبارود وأجبرته على توقيع معاهدة الحماية يوم 12 مايو/أيار من عام 1881.
- غينيا: شهدت غينيا التواجد الفرنسي منذ عام 1815 على إثر الرحلات الاستكشافية، ولكن فرنسا حرصت على استعمار غينيا عام 1887 وأصبحت مستعمرة فرنسية بالفعل عام 1898.
- ساحل العاج: يُعرف ساحل العاج باسم كوت ديفوار، ونزلت القوات الفرنسية في ساحل العام عام 1842 وتمكنت من فرض الاستعمار على بعض أراضيها، ما يجعلها ضمن مستعمرات فرنسا في أفريقيا.
- فولتا العليا: عرفت بوركينافاسو باسم فولتا العليا خلال فترة الاستعمار الفرنسي، وتم توقيع معاهدة حماية معها عام 1898، ثم قامت بضمها إلى مستعمراتها في النيجر بعد مرور 8 سنوات.
- الجزائر: لا شك بأن الجزائر من أبرز مستعمرات فرنسا في الأراضي الأفريقية، ويجدر الذكر بأن فرنسا استطاعت احتلال الجزائر بدايةً من عام 1830، ثم بدأت بفرض نفوذها على بقية أجزاء أفريقيا تدريجيًا.
- المغرب: استطاعت فرنسا السيطرة على الأراضي المغربية أو المغرب الأقصى عن طريق العديد من الاتفاقيات مع الدول التي كانت تسعى إلى احتلال فرنسا، ومنها الاتفاق مع إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا.
- مالي: أصبحت مالي جزءًا من الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية في الجزء الغربي من أفريقيا عام 1865، ثم ضمتها إلى إقليم النيجر في أوائل القرن العشرين لتصبح باسم السودان الغربي الفرنسي فيما بعد.
هل تم استعمار أفريقيا الفرنسية بعدة مناهج مختلفة؟
تم استعمار دول أفريقيا الفرنسية بعدة مناهج مختلفة فعلًا، وفيما يأتي قائمة بالمناهج الفرنسية المتبعة لاستعمار أفريقيا:
- منهج السياسة: اعتمدت الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية على المنهج السياسي، لضمان التخطيط المدروس جيدًا أثناء استعمار الدول الأفريقية مع ضمان عدم التصادم والمواجهة مع الدول الاستعمارية الأخرى، وتم عقد عدة مؤتمرات لذلك.
- منهج المعاهدات: قامت بعض الممالك والدول التي كانت قائمة في أفريقيا خلال فترة الاستعمار الفرنسي بتوقيع المعاهدات والاتفاقيات مع فرنسا الاستعمارية لحمايتها؛ إلا أن فرنسا كانت تستغل هذه المعاهدات لمصالحها الاستعمارية.
- منهج السلاح: في وقت لاحق من توقيع المعاهدات واتباع المناهج السياسية استطاع الاحتلال الفرنسي دراسة الوضع العسكري لدول أفريقيا وأخذ صورة جيدة عنه، ثم بدأت بالاستعمار المسلح للأراضي الأفريقية.
كيف تأثرت مستعمرات فرنسا في أفريقيا بشكل سلبي نتيجة للاستعمار؟
عانت مستعمرات فرنسا في أفريقيا من عدة آثار سلبية نتجت عن الاستعمار، ومنها الآثار السلبية الآتية:
- سلب الإرادة السياسية: قام المحتل الفرنسي بالعديد من الأفعال القمعيّة، التي أدّت إلى سلب الإرادة السياسية من خلال تنصيب ساسة جُدد، أو إحلال ساسة جُدد مكان الساسة السابقين، أو تحويل السياسيين لخدمة مصالحها.
- سرقة المقدّرات الاقتصادية: كانت سرقة المقدّرات الاقتصادية من أهم أهداف الاستعمار الفرنسي لأفريقيا، وكان ذلك بنهب الأملاك الخاصة واستغلال الثروات وسرقة المنتوجات الزراعية وغيرها من الأنشطة.
- التخلف الثقافي: أدى الاستعمار الفرنسي لبعض الدول الأفريقية إلى الجهل والفقر والفرقة بين أفراد المجتمع، وتسبب ذلك بالتراجع الثقافي بدلًا من التطور والتقدم ومواكبة العصر.
- إبادة الشعوب: حرصت سياسة الاستعمار الفرنسي في أفريقيا على إبادة الشعوب المحلية والقضاء عليها وإحلال المستوطنين الفرنسيين بدلًا من أفراد الشعب الأصليين، وكان القتل وسيلة لتحقيق الإحلال المطلوب للمستوطنين.
- التجويع: لم تقتصر فرنسا على قتل المجتمعات وإبادتها، وإنما قامت كذلك بتجويع الشعوب وحرمانها من الاحتياجات الأساسية، ما تسبب بزيادة مستويات الجريمة وارتفاعها بشكل كبير.
هل كانت فيتنام من مستعمرات فرنسا في آسيا؟
في السابق كانت فيتنام إحدى مستعمرات فرنسا في آسيا بالفعل في القرن التاسع عشر، كما أن الاستعمار الفرنسي وصل إلى عدة دول في جنوب شرق آسيا، ومنها: كمبوديا ولاوس. قامت عدة من الثورات ضد المستعمر الفرنسي في فيتنام؛ إلا إن فرنسا تمكّنت من قمع هذه الثورات والقضاء عليها في البداية، حتى خرجت من فيتنام بشكل نهائيّ خلال القرن العشرين.
هل مستعمرات فرنسا حاليًا كثيرة؟
إن مستعمرات فرنسا حاليًا كثيرة بالفعل، ويزيد عددها عن 10 مستعمرات حول العالم، ومنها المستعمرات الآتية:
- كاليدونيا الجديدة: تقع كاليدونيا الجديدة في الجزء الجنوبي من المحيط الهادئ، ويبلغ عدد سكانها 288 ألف نسمة، وهي من مستعمرات فرنسا منذ القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من مطالبة سكانها بالاستقلال إلا أنها مستعمرة حتى الآن.
- غينيا الفرنسية: تعد غينيا الفرنسية واحدة من المناطق الواقعة على الساحل الكاريبي في أمريكا الجنوبية، وتحدُّها البرازيل من الجزء الجنوبي والجزء الشرقي، وتبلغ مساحتها 83,534 كيلومتر مربع، وعدد سكانها 306 ألف نسمة.
- بولينيزيا الفرنسية: تصل مساحة بولينيزيا الفرنسية إلى 3,521 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 282,400 نسمة تقريبًا، وتتكون هذه المنطقة من 118 جزيرة مرجانية أكثر من نصفها غير مأهول.
- مارتينيك: تبلغ مساحة مارتينيك 1,060 كيلومتر مربع، وتقع على بعد 115 كيلومتر إلى جنوب من غوادلوب، ويبلغ عدد سكانها 375 ألف نسمة، وهي واحدة من مستعمرات فرنسا الحالية، ويعتمد اقتصادها على السياحة وزراعة القصب.
- غوادلوب: تعد غوادلوب واحدة من جزر الأنتيل الصغرى الواقعة في شرق البحر الكاريبي، وتقع إلى الجزء الشمالي من دولة دومينيكا، وتبلغ مساحتها 1,628 كيلومتر مربع، ويصل عدد سكانها إلى 400 ألف نسمة.
- جزيرة كليبرتون: تقع جزيرة كليبرتون على بعد 1,090 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من المكسيك، وهي جزيرة مرجانية غير مأهولة في منطقة المحيط الهادئ، وعلى الرغم من كونها غير مأهولة إلا أن فرنسا تستعمرها حتى الآن.
- سانت مارتن: يصل عدد سكان سانت مارتن إلى 34,065 نسمة تقريبًا، وتبلغ مساحتها 53.2 كيلومتر مربع، وهذا يعني أنها إحدى المناطق الصغيرة التي تستعمرها فرنسا، وتقع على جزيرة تحمل الاسم نفسه.
- سانت بارتيليمي: تعد سانت بارتيليمي أصغر المناطق التي تحتلها فرنسا في منطقة البحر الكاريبي؛ فإن مساحتها تبلغ 25 كيلومتر مربع فحسب، ويبلغ عدد سكانها 9,900 نسمة، ولا تزال من مستعمرات فرنسا حتى الآن.
هل أدت حرب السنوات السبع إلى تراجع مستعمرات فرنسا؟
بالفعل كانت حرب السنوات السبع سببًا في تراجع مستعمرات فرنسا بشكل كبير بعد سنوات من التقدم والسيطرة على الأراضي، وفيما يأتي بعضًا من الحقائق حول الحرب المذكورة:
- سبب التسمية: نشبت حرب السنوات السبع بين العديد من القوى الاستعمارية الأوروبية، واستمرت منذ عام 1756 وحتى عام 1763، وأطلق عليها هذا الاسم لأنها استمرت مدة 7 سنوات بالفعل حسب موسوعة بريتانيكا.
- الدول المتحاربة: في حرب السنوات السبع كانت فرنسا الاستعمارية إلى جانب النمسا والسويد وروسيا وساكسونيا، وتنافست هذه الدول ضد بروسيا وهانوفر إلى جانب بريطانيا العظمى التي كانت على الطرف الآخر.
- سبب الحرب: كانت حرب السنوات السبع نتيجة لمحاولة استعادة مقاطعة سيليزيا من قبل النمساويين بعد احتلالها من قبل بروسيا، وأدى ذلك إلى نشوب حرب بين القوى الاستعمارية في الأراضي الأوروبية.
- التحالف مع السكان الأصليين: حرصت القوات الفرنسية والقوات البريطانية على التعاون مع السكان الأصليين في حرب السنوات السبع، وأدت هذه التحالفات إلى الكثير من التوترات بعد الحرب.
- انتهاء الحرب: انتهت حرب السنوات السبع بعد توقيع معاهدة باريس يوم 10 فبراير/شباط من عام 1763، ثم معاهدة هوبرتوسبرج التي تم توقيعها يوم 15 فبراير/شباط من عام 1763.
هل وصل عدد مستعمرات فرنسا إلى ذروته في عهد نابليون الثالث؟
وصل عدد مستعمرات فرنسا إلى ذروته في عهد نابليون الثالث بالفعل، وهو تشارلز لويس الذي وُلد في فرنسا يوم 20 أبريل/نيسان من عام 1808، واستمرت فترة حكمه بداية من عام 1850 وحتى عام 1871، وخسر نابليون الثالث الحرب الفرنسية الألمانية التي قامت بين العامين 1870-1871، وهو من أحفاد نابليون بونابرت المعروف.
اقرأ/ي أيضًا:
هل ألمانيا هي أول من صنع الصاروخ في العالم؟
