` `

ما هي متلازمة الشخص المتيبّس؟

صحة
5 يونيو 2023
ما هي متلازمة الشخص المتيبّس؟
من الاضطرابات العصبيّة التقدميّة النادرة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تتداخل متلازمة الشخص المتيبس مع الأنشطة اليوميّة للمصابين بشكل كبير؛ فإنها تؤدي إلى الكثير من التشنّجات، كما تتسبب بفقدان التوازن أحيانًا، وينبغي على المرء التوجه إلى الطبيب المختص عند ظهور أعراض هذه المتلازمة؛ لإجراء التشخيص والاستفادة من توجيهات الطبيب المختص حول طرق الإدارة والعلاج؛ للحد من المضاعفات الأكثر خطورة.

ما هي متلازمة الشخص المتيبّس؟

قام الأطباء بتحديد ما هي متلازمة الشخص المتيبس منذ وقت طويل، وتعد هذه المتلازمة من الاضطرابات العصبيّة التقدميّة النادرة التي تصيب بعض الأفراد وتؤدي إلى تصلّب في العضلات غالبًا مع تشنّجات مؤلمة، ويعتقد بعض المختصين بأنّها من أمراض المناعة الذاتية. تظهر أعراض هذه المتلازمة على فترات في حين تختفي في الفترات الأخرى، وتعد المغنية الأكثر شُهرةً على مستوى العالم، سيلين ديون، من أبرز الأشخاص الذين شُخصوا بهذا المرض.

صورة متعلقة توضيحية

هل توجد أنواع لمتلازمة الشخص المتصلب؟

بعد معرفة ما هو مرض سيلين ديون كثر البحث عن أنواع متلازمة الشخص المتيبس وأعراضها والكثير من التفاصيل الأخرى حولها؛ إذ يتم تصنيف هذه المتلازمة ضمن ثلاثة أنواع أساسيّة كما يأتي:

  • متلازمة الشخص المتيبس الكلاسيكية: إنّ هذا النوع من أكثر أنواع متلازمة الشخص المتيبس شيوعًا على الإطلاق، ويمكن أن يتعرض المصابون به إلى الآلام والأعراض الأخرى معظم اليوم، ومنها تشنجات عضلات الساقين وأسفل الظهر.
  • متلازمة الشخص المتيبس الجزئية: يُطلق على هذا النوع اسم متلازمة الأطراف المتيبسة أو متلازمة الساق المتيبسة أو متلازمة الجذع المتيبس، وتقتصر التشنجات والأعراض فيها على نطاق مُحدد من جسم الإنسان.
  • متلازمة الشخص المتيبس بلس: يمكن وصف متلازمة الشخص المتيبس بلس بأنّها مزيجٌ من متلازمة الشخص المتيبس الكلاسيكية والأعراض التي تدل على مشاكل في الدماغ أو المخيخ؛ مثل التداخل في الكلام أو غيرها من الأعراض.

هل أسباب متلازمة الشخص المتيبس معروفة؟

على الرغم من معرفة الكثير من المعلومات حول هذه المتلازمة؛ إلا إنّ أسباب متلازمة الشخص المتيبس الدقيقة لا تزال مجهولة من قبل المختصين حسب جونز هوبكنز ميديسن. لا تزال الجهود مستمرة حتى الوقت الراهن من أجل تحديد الأسباب الدقيقة التي تقف وراء هذه المتلازمة، حتى يتم التعامل معها بشكل أفضل.

لم يتعرّف الأطباء حتى الآن على أسباب متلازمة الشخص المتيبس إلا إنهم لاحظوا وجود أجسام مضادة تستهدف إنزيم ديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك، الذى يُطلق عليه اسم (GAD) اختصارًا عند معظم الأفراد المصابين بهذه المتلازمة، وهو أحد الإنزيمات التي تساعد على التحكّم في عضلات الإنسان.

ما هي عوامل خطورة متلازمة الشخص المتيبس؟

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمتلازمة الشخص المتيبس، وهذا يعني أنّ فرصة الإصابة تزداد مع وجود هذه العوامل، وهذه العوامل كالآتي:

  • العمر: لا تظهر متلازمة الشخص المتيبس عند الصغار في السنّ أو المراهقين أو في بداية سنّ الشباب عادةً، وإنّما تميل إلى أن تظهر بين 30-40 سنة من العمر.
  • أمراض المناعة الذاتية: تميل فرصة الإصابة بمتلازمة الشخص المتيبس إلى أن تكون أكبر عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية؛ مثل البهاق أو فقر الدم الخبيث أو داء السكري من النوع الأول.
  • الجنس: تصيب متلازمة الشخص المتيبس الإناث بنسبة أكبر مقارنةً بنسبة إصابة الذكور؛ فإن نسبة إصابة الإناث على الضعف من الذكور حسب فيري ويل مايند.
  • السرطان: تنتشر هذه المتلازمة بشكل أكبر عند الأشخاص المصابين ببعض أنواع السرطان، ومنها سرطان الرئة، وسرطان الغدة الدرقية، وسرطان الكلى، وسرطان القولون.

ما أبرز أعراض متلازمة الشخص المتيبس؟

تعد أعراض متلازمة الشخص المتيبس من أبرز ما يميّز هذا الاضطراب العصبي، ويمكن أن تختلف الأعراض بين مُصابٍ وآخر، كما أنّها تختلف حسب نوع النوع، وفيما يأتي بعضًا من أبرز هذه الأعراض:

  • عدم الثبات: يمكن للتشنجات المفاجئة التي تُصاحب متلازمة الشخص المتيبس أن تؤثر على ثبات المصابين، وربما تؤدي هذه التشنّجات كذلك إلى الكثير من الإصابات التي تنتج عن السقوط وعدم الثبات.
  • الوضعية المتصلبة: يعاني البعض من وضعية مُتصلّبة أو مُتيبسة بسبب متلازمة الشخص المتيبس، ويكون ذلك نتيجةً للتشنّجات المستمرّة التي تصيب الظهر أو الجذع.
  • الآلام المزمنة: في بعض الأحيان يتعرض المصابون بهذه المتلازمة إلى آلام مزمنة تُصاحبهم دون زوالها، وربما يحتاجون إلى بعض الأدوية والمسكنات للتعامل معها بعد استشارة الطبيب المختص.
  • الانحناء المفرط: مع مرور الوقت يُصاحب المرء أحيانًا بالانحناء المُفرط في أسفل الظهر، ذلك بسبب ضيق العضلات، وأحيانًا يتسبب ذلك بالضغط على الحبل الشوكي نظرًا للتغيرات في محاذاة العامود الفقري.
  • تصلّب العضلات: إلى جانب التشنجات التي يتعرض إليها المصابون بمتلازمة الشخص المتيبس يمكن أن يتعرض المصابون إلى تيبس في الجذع والأطراف، ويكون التصلب متذبذبًا في البداية ثم يصبح أكثر ثباتًا مع الوقت.
  • خسارة الوزن: تؤدي متلازمة الشخص المتيبس أحيانًا إلى تشنجات في منطقة البطن وتؤثر على الشهية، ما يقلل من تناول الطعام ويتسبب بخسارة الوزن في النهاية بشكل غير صحيّ.
  • تشوهات المفاصل: لا تظهر تشنجات المفاصل دائمًا عند الإصابة بهذه المتلازمة، وإنما يصاحب التشوه المذكور الحالات الشديدة من متلازمة الشخص المتيبس أحيانًا.
  • القلق: لا ينتج القلق عن متلازمة الشخص المتيبس بشكل مباشر، لكن البعض تظهر لديهم أعراض القلق ورُهاب الخلاء نتيجةً للسقوط الذي يتعرضون إليه أحيانًا بسبب تشنّجات هذه المتلازمة، ما يؤثر على حياتهم بشكل سلبيّ.
  • التشنجات العضلية الشديدة في الأطراف: في بعض الأحيان تكون التشنجات العضلية الشديدة في الذراعين والساقين عشوائيّة الحدوث، بينما تنتج عن بعض المحفزات في أحيان أخرى، ويعد البرد من هذه المحفزات، وكذلك الإجهاد والضوضاء.
  • ضيق التنفس: إن ضيق التنفس من أعراض متلازمة الشخص المتيبس التي يشعر بها العديد من المصابين، ويكون ذلك نتيجةً للتشنّجات التي تصيب عضلة الصدر وتؤثر على كفاءة التنفس بشكل سلبي.
  • صعوبات المشي: ربما يواجه المرء صعوبةً في المشي عند الإصابة بنوبة جديدة من أعراض متلازمة الشخص المتيبس، ويصاحب ذلك أحيانًا الحاجة إلى بسط القدم أكثر حتى يشعر المرء بالثبات.

كيف يتم تشخيص أعراض متلازمة الشخص المتيبس؟

لا شكّ بأنّ تشخيص أعراض متلازمة الشخص المتيبس يعتمد على العديد من الاختبارات إلى جانب التحقق من الأعراض والتاريخ المرضيّ للشخص. فيما يأتي بعضًا من الاختبارات المطلوبة لتشخيص هذه المتلازمة:

  • الفحص البدني: تشير العديد من الأعراض إلى احتمالية الإصابة بمتلازمة الشخص المتيبس مثل التشنّجات، ولذلك يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني مع سؤال المريض عن هذه الأعراض أثناء التشخيص.
  • فحص الدم: يتم الاعتماد على فحص الدم للتحقق من وجود أجسام مضادّة تقاوم ديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك؛ فإن أجسام النسبة الأكبر من المصابين بهذه المتلازمة تحتوي على الأجسام المضادة المذكورة.
  • التصوير: في بعض الأحيان يحتاج المصاب إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو غير ذلك من تقنيات التصوير الطبي، للتحقق من حالة الأعصاب واستبعاد المشاكل الصحية ذات الأعراض المشابهة.
  • تخطيط كهربية العضل: من خلال تخطيط كهربية العضل يستطيع الطبيب التأكد من وظائف العضلات والأعصاب، وينبغي على المرء التوقف عن تناول أدوية التحكم في أعراض المتلازمة قبل إجراء هذا الاختبار.
  • البزل القطني: يعتمد مقدم الرعاية الصحية المختص على إبرة لسحب عيّنة من القناة الشوكيّة في هذا الاختبار، وذلك لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى والبحث عن الأجسام المضادّة لديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك أيضًا.

هل يمكن علاج متلازمة الشخص المتيبس؟

لا شكّ بوجود عدة من خيارات العلاج لمتلازمة الشخص المتصلب في الوقت الراهن، وينبغي اختيار طريقة العلاج المناسبة من قبل الطبيب المختص بعد إجراء التشخيص، كما أن على ذوي المصابين بهذه المتلازمة توفير الرعاية المناسبة حسب الحاجة لضمان عدم وقوع أية إصابات بسبب التشنّجات التي تتسبب بها المتلازمة.

ما هي أبرز طرق علاج متلازمة الشخص المتيبس؟

يقوم الطبيب المختص باختيار طريقة العلاج المناسبة حسب حالة المريض المصاب بمتلازمة الشخص المتيبس، ومن خيارات وطرق العلاج المعتمدة ما يأتي:

  • أدوية التحكّم في الأعراض: تشمل أدوية التحكّم في أعراض متلازمة الشخص المتيبّس كلًا من مرخّيات عضلات الفم، وكذلك مثبطات امتصاص السيروتونين، والأدوية التي لها تأثير على إنزيم ديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك.
  • مسكّنات الألم العصبية: تتميز بعض مسكّنات الألم العصبية بالتأثير على إنزيم ديكاربوكسيلاز حمض الجلوتاميك، ما يجعلها مفيدة في التعامل مع هذه المتلازمة، ومن الأمثلة عليها دواء غابابنتين.
  • العلاج المناعي: حسب كليفلاند كلينك تشير بعض الأدلة إلى فائدة المعالجة بالغلوبيولين المناعي في تحسين أعراض متلازمة الشخص المتيبس، وهو أحد أنواع العلاج المناعي.
  • مثبطات المناعة: يتم اللجوء إلى مثبطات جهاز المناعة أحيانًا للتعامل مع متلازمة الشخص المتيبس، وتشمل الخيارات كلًا من مثبطات المناعة التي تُحقن في الوريد أو تحت الجلد، إلى جانب المثبطات التي تُعطى عن طريق الفم.
  • زرع الخلايا الجذعية: يتطلب زرع الخلايا الجذعية الذاتية إجراء عملية لنقل خلايا الدم ونخاع العظام إلى جسم المصاب، وذلك لتعزيز إنتاج الخلايا المناعية السليمة التي لا تهاجم إنزيمات الجسم، ولكنه علاج تجريبيّ حتى الآن حسب هيلث لاين.
  • العلاج الطبيعي: تساعد بعض أنواع العلاج الطبيعي في تحسين حالة المصابين بهذه المتلازمة، ومنها العلاجات التي تركّز على الإطالة، إلى جانب علاجات التوازن والمشي والعلاج بالموجات فوق الصوتية والعلاج الحراري.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل العلاج الطبيعي هو الطب الطبيعي؟

مرض التصلّب اللويحي، هل هو خطير؟

هل يمكن معرفة أعراض متلازمة توريت؟

هل يمكن علاج تقوس الظهر بالعلاج الطبيعي؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على