تحقيق مسبار
ينبغي الحذر عند استخدام سم الزرنيخ للقوارض؛ فإنه ذو آثار سُميّة شديدة على جسم الإنسان أيضًا، ويمكن أن يصل هذا السُّم إلى الجسم من خلال عدة مصادر مختلفة، وأبرزها: الأطعمة والمشروبات الملوثة. تستغرق الرحلة العلاجية للتخلص من أعراض سم الزرنيخ والتعامل معها العديد من الأشهر في بعض الأحيان.
ما هو سم الزرنيخ؟
من الضروري معرفة ما هو سم الزرنيخ في الأماكن التي ينتشر داخلها هذا السم، وهو سُّمٌ يتوفر في البيئة بشكل طبيعي، ويمكنه الاتحاد مع المواد العضوية وغير العضوية لتشكيل العديد من المركبات الكيميائية. تظهر الأعراض السُّميّة للزرنيخ على الإنسان بعد استهلاك مستويات عالية، ولذلك ينبغي الحذر عند استخدام سم الزرنيخ للجرذان أو لأيٍّ من الأغراض الأخرى.
أين يوجد سم الزرنيخ؟
من الضروري التعرف على كيفية الحصول على سم الزرنيخ إلى جانب معرفة أين يوجد سم الزرنيخ حتى يستطيع الإنسان تجنب هذا السم الذي يؤثر على الصحة بشكل سلبي، وفيما يأتي قائمة بمصادر سم الزرنيخ:
- المياه الجوفية الملوثة: يمكن أن يصل سم الزرنيخ إلى جسم الإنسان عن طريق شرب المياه الجوفية الملوثة، ويعد الزرنيخ في المياه الجوفية من أكبر التهديدات للصحة العامة حسب منظمة الصحة العالمية.
- المحاصيل الملوثة بالزرنيخ: في بعض الأحيان يتم غسيل أو تحضير المحاصيل بالاعتماد على مياه ملوثة بالزرنيخ، وهو ما يتسبب بوصول الزرنيخ إلى جسم الإنسان والتأثير عليه سلبًا.
- المأكولات البحرية: يمكن العثور على الزرنيخ بكميات متفاوتة في الأسماك والمحار، ولكن تعرّض الجسم إلى سُم الزرنيخ يعد منخفضًا من هذه المصادر مقارنةً بالمياه الجوفية الملوثة.
- التبغ: يمكن لنباتات التبغ أن تمتص الزرنيخ من التربة بشكل طبيعي، وهذا يعني أن التبغ من المصادر المحتملة لسم الزرنيخ في كثير من الأحيان، ويمكن أن ينتقل السم إلى الإنسان عند تدخين التبغ.
- الهواء الملوث: يمكن أن ينتقل سم الزرنيخ إلى الهواء من المناجم أو النباتات التي يُستخدم فيها الزرنيخ، وإذا استنشق المرء هذا الهواء بكميات كبيرة؛ فربما يؤدي ذلك إلى التسمم بالزرنيخ.
- المصانع: يتم الاعتماد على الزرنيخ في العديد من العمليات الصناعية، ومنها إنتاج الزجاج، وصناعة الصلب، ومعالجة الأخشاب، وإنتاج المبيدات، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند العمل في هذه المصانع لتجنب سم الزرنيخ.
هل سم الزرنيخ يقتل الإنسان دائمًا؟
إن سم الزرنيخ يقتل الإنسان في بعض الأحيان عند التعرض إليه بكميات كبيرة، ولكنه ليس قاتلًا دائمًا، وإنما يمكن أن يحصل المرء على الرعاية الصحية التي يحتاجها لإدارة الأعراض والتعامل معها. يمكن أن يؤدي سم الزرنيخ إلى بعض الأمراض والمشاكل الصحية المزمنة التي لا يمكن التخلص منها بشكل كامل.
هل أضرار سم الزرنيخ كثيرة؟
يتم استخدام سم الزرنيخ للجرذان بسبب أضراره التي تنتهي بموتها، ولا تقتصر هذه الأضرار على الفئران، وإنما يصاب الإنسان أيضًا بالكثير من الأضرار عند التعرض إلى الزرنيخ بكميات كبيرة، ومنها الأضرار الآتية:
- التهاب الكبد: في بعض الأحيان يؤدي التسمم بالزرنيخ إلى التهاب الكبد، ويصحب ذلك ارتفاع في مستويات إنزيم الكبد أيضًا عند المرء الذي تعرض إلى السم.
- مشاكل الكلى: يتسبب التعرض إلى سم الزرنيخ أحيانًا بالفشل الكلوي الحاد، ويمكن أن يؤدي إلى القصور الكلوي، ويمكن أن ترتبط بعض حالات سرطان الكلى مع التعرض إلى الزرنيخ.
- متلازمة تسرب شعيري: ربما يؤدي سم الزرنيخ إلى متلازمة التسرّب الشُعيري المنتشر، كما أنها تتسبب باعتلال عضلة القلب أحيانًا مما يتسبب بمشاكل صحية أكثر خطورة تهدد حياة الإنسان.
هل السرطان من مضاعفات سم الزرنيخ؟
سواءً تم التعرض إلى شكل الزرنيخ السائل أو الصلب؛ فإن هذا السم يمكن أن يتسبب بعدة من أنواع السرطان، ومنها ما يأتي:
- سرطان المثانة: في بعض الأحيان يؤدي سم الزرنيخ إلى سرطان المثانة، وهو أحد أنواع السرطان النادرة التي تبدأ في بطانة المثانة، وربما يحتاج هذا السرطان إلى عملية جراحية للتعامل معه.
- سرطان الدم: تهاجم الخلايا السرطانية خلايا الدم في جسم الإنسان أحيانًا، ويُعرف ذلك باسم سرطان الدم، وهو أحد أنواع السرطان التي يمكن أن تنتج عن التعرض إلى سم الزرنيخ.
- سرطان الكبد: إلى جانب الأضرار المختلفة التي تصيب الكبد بسبب سم الزرنيخ، يمكن أن يؤدي هذا السم إلى سرطان الكبد الذي يعد من الأمراض التي تهدد الحياة، وهو من أكثر أنواع السرطان انتشارًا في بعض دول العالم.
- سرطان الرئة: يؤثر سرطان الرئة على الجهاز التنفسي بشكل كبير، وهو من أنواع السرطان التي تنتج عن التعرض إلى الزرنيخ، ولكن مستويات الوفاة بسبب هذا السرطان انخفضت في الآونة الأخيرة نظرًا لتطور علاجاته.
- سرطان الغدد الليمفاوية: يُطلق مصطلح سرطان الغدد الليمفاوية على مجموعة من أنواع السرطان التي تصيب الجهاز اللمفاوي لدى الإنسان، وهو من أنواع السرطان التي يمكن للأطباء التعامل معها وعلاجها في كثير من الأحيان.
- سرطان الكلى: عند التعرض إلى سرطان الكلى بسبب سم الزرنيخ أو لأيّ من الأسباب الأخرى يلاحظ المصابون بعض الأعراض، ومنها الآلام وارتفاع ضغط الدم وخروج الدم في البول.
- سرطان البروستاتا: يصيب سرطان البروستاتا الجهاز التناسلي عند الذكور، وهو من أنواع السرطان التي تميل إلى أن تنتشر وتنمو بسرعة، وتتطلب الجراحة أو العلاج الإشعاعي للتعامل معها في كثير من الأحيان.
ما هي أعراض سم الزرنيخ؟
إن أعراض سم الزرنيخ تختلف من بين شخص وآخر، وعادةً ما تكون الأعراض أكثر شِدّة عند التعرض إلى كميات أكبر من سم الزرنيخ. تشمل قائمة الأعراض المحتملة لهذا السم: التقيؤ، وآلام البطن، والإسهال، وتحول لون البول إلى الداكن، والجفاف، والدوار، والهذيان، وربما ينتهي الأمر بالموت في بعض الأحيان أيضًا.
على المدى البعيد مع الاستمرار في التعرض إلى سم الزرنيخ تظهر العديد من الأعراض على الجسم، ومنها: أعراض السكري وأمراض الرئة، وكذلك تظهر المشاكل المعرفية المختلفة بما فيها مشاكل الذاكرة، وتزداد فرصة الإصابة بسرطان المثانة وسرطان الجلد وظهور أعراضهما مع التعرض إلى هذا السم على المدى الطويل.
كيف يتم علاج التعرض إلى سم الزرنيخ؟
تشمل كيفية الحصول على سم الزرنيخ كلًا من الاستنشاق أو التناول مع المأكولات والمشروبات أو اللمس، ولا توجد طريقة محددة لعلاج هذا السم، وإنما يتم العلاج بناءً على حالة المصاب. ربما تحتاج رحلة العلاج إلى عدة أسابيع في بعض الأحيان، وأحيانًا يستمر العلاج حتى مرور عدة أشهر حسب شدة الأعراض التي تظهر على المرء حسب فيري ويل هيلث.
كيف يمكن الوقاية من سم الزرنيخ؟
يمكن الوقاية من سم الزرنيخ عن طريق مراعاة عدة إرشادات، وفيما يأتي بعضًا منها:
- الاعتماد على أنظمة إزالة الزرنيخ: هناك بعض الأجهزة التي تستطيع قياس مستويات الزرنيخ في المنزل، وإذا كانت المستويات مرتفعة؛ فيمكن الاعتماد على الأجهزة المنزلية المخصصة لإزالة الزرنيخ والوقاية من التسمم.
- التحقق من مصادر المياه: في كثير من الأحيان يصل سم الزرنيخ إلى جسم الإنسان من خلال مصادر المياه الملوثة، ولذلك كان التحقق من الزرنيخ في مصادر المياه ضروريًا للوقاية من هذا السم والحد من وصوله إلى الجسم.
- الحذر عند جمع مياه الأمطار: عند جمع مياه الأمطار في أماكن الهطول الغزيرة ينبغي على المرء توخي الحذر ومنع مصادر الزرنيخ من الوصول إلى هذه المياه للحد من فرصة التسمم.
ما هي أنواع التسمم الأكثر شيوعًا؟
لا يعد التسمم بسم الزرنيخ من أكثر أنواع التسمم شيوعًا في العالم، وفيما يأتي قائمة بأنواع التسمم الأكثر شيوعًا:
- التسمم الغذائي: ينتج التسمم الغذائي عن تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو السموم، ويمكن أن يحدث عند تناول الخضروات والفواكه غير المغسولة جيدًا أو شرب المياه والمشروبات الملوثة.
- التسمم بأول أكسيد الكربون: ينتج أول أكسيد الكربون عن احتراق العديد من أنواع المواد المختلفة، ويعد التسمم بهذا الغاز من أكثر أنواع التسمم شيوعًا، وربما ينتهي بالموت في بعض الأحيان.
- التسمم بالمواد الكيميائية المنزلية: هناك الكثير من المواد الكيميائية السامة التي يتم استخدامها في المنزل، وتؤدي هذه المواد إلى التسمم عند التعرض إليها واستخدامها بخلاف الإرشادات والتوجيهات الصحيحة.
- التسمم بالرصاص: كان استخدام الطلاء الذي يحتوي على الرصاص منتشرًا في المنازل قبل عام 1978، وربما يتسبب تقشّر هذا الطلاء إلى التسمم بالرصاص، كما أن هناك عدة من المصادر الآخر لهذا النوع من أنواع التسمم.
- التسمم بالخمر: ينتشر شرب الخمر في العديد من الدول حول العالم، ويعد التسمم بالخمر من أكثر أنواع التسمم شيوعًا، وينتج هذا التسمم عن شرب كميات كبيرة من الخمور خلال مدة زمنية قصيرة، ويتسبب بالكثير من المضاعفات والأعراض.
- التسمم بالأدوية: يعد التسمم بسبب الأدوية أكثر أنواع التسمم شيوعًا عند البالغين، ويكون ذلك نتيجةً لإساءة استخدام الأدوية أو تناولها بكميات كبيرة تخالف إرشادات الاستخدام والتناول السليمة.
أهم المعلومات عن الزرنيخ
يختلف شكل الزرنيخ السائل عن الصلب، كما أن الزرنيخ ينتقل مع الهواء أحيانًا ويكون غير مرئيّ، ولكن هناك العديد من الخصائص التي يتمتع بها هذا السم، وتميز الزرنيخ غير العضوي بسمّيته الشديدة، سواءً كان بمفرده أو كان مع مواد غير عضوية. أما الزرنيخ العضوي؛ فإن مستويات سُميّته منخفضة، وفي بعض الأحيان يكون غير سام، وتعتمد بعض أنواع السموم التي تُستخدم للتعامل مع القوارض على الزرنيخ، ومنها: سم الزرنيخ للفئران.
اقرأ/ي أيضًا: