تحقيق مسبار
تختلف الدورة الشهرية من امرأة إلى أخرى، وتبعًا لذلك تتمتع كل امرأة بتجربة خاصة في سياق جميع الأمور التي لها علاقة بالدورة الشهرية مثل عملية الإجهاض، حيث تؤثر بشكل مختلف على الدورة الشهرية لدى النساء.
يقدم هذا المقال معلومات عن تأخر الدورة بعد الإجهاض وعن فرصة الحمل بعد أول إجهاض.
متى أول دورة بعد الإجهاض؟
قد تعاني النساء من نزيف يلي عملية الإجهاض، ويختلف وقت حدوثه حسب طريقة الإجهاض إن كانت جراحية أم طبية، لكن هذا النزيف يكون ناتج عن طرح أنسجة الحمل من قبل الرحم، أي يختلف عن نزيف الدورة الشهرية، في حين أن نساء أخريات قد لا يعانين من هذا النزيف بعد الإجهاض، إنما يحصل مع الدورة الشهرية التالية، وبشكل عام قد يستمر هذا النزيف لدى النساء لمدة أسبوع إلى أسبوعين في طريقتي الإجهاض، وقد يلي ذلك نزيف خفيف أو بقع تستمر لبضعة أسابيع وربما إلى حين وقت الدورة الشهرية.
أما بالنسبة لأول دورة بعد الإجهاض، والتي تحدث في الفترة ما بين أربعة أسابيع وحتى اثنا عشر أسبوعًا بعد الإجهاض، وإذا كانت مدة الحمل في الثلاث أشهر الأولى، تحدث أول دورة شهرية ما بين أربع إلى ثمانية أسابيع بعد الإجهاض، لكن قد تحدث بعض الاستثناءات والتي تعد طبيعية أيضًا، مثل حدوث أول دورة بعد الإجهاض بعد حوالي أسبوعين فقط، كما قد لا تحدث لعدة أشهر. وبشكل عام يعتمد هذا الأمر على طبيعة الدورة الشهرية لدى المرأة ومدة الحمل عند الإجهاض، وبالتالي فإنه من المحتمل تأخر الدورة بعد الإجهاض حتى مدة 12 أسبوعًا.
أول دورة بعد الإجهاض وعملية التنظيف
تأخر الدورة بعد الإجهاض وموعد أول دورة بعد الإجهاض يختلف بين امرأة وأخرى حسب طريقة الإجهاض وحسب طبيعة الدورة الشهرية بشكل عام لدى كل امرأة، وسبب هذا الاختلاف يعود إلى أنه في طريقة الإجهاض الجراحي يقوم الأطباء بإفراغ الرحم بشكل كامل وبالتالي لا يبقى هناك عدد كبير من الأنسجة التي يجب طرحها، فيؤدي ذلك إلى طمث خفيف ومدته قصيرة.
أما في طريقة الإجهاض الطبي الذي يعتمد على تناول حبتين من الدواء الذي يؤدي إلى حصول الإجهاض، يكون الطمث ثقيل وقد يستمر لمدة أطول من الوقت المعتاد، وذلك بسبب طرح الرحم لجميع الأنسجة بداخله، إضافةً إلى أن دواء الإجهاض هو دواء هرموني وبالتالي يؤثر على مدة الدورة الشهرية.
وقد تحدث أعراض جديدة في أول دورة شهرية بعد الإجهاض بسبب بقاء نسبة مرتفعة نسبيًا من هرمونات الحمل في الجسم، والتي قد تؤثر على شدة التقلصات في الرحم ومتلازمة ما قبل الحيض وقد تكون الدورة غير منتظمة، بالإضافة إلى بعض أعراض الحمل مثل الألم في أسفل الظهر وتورم الثديين.
أما بالنسبة لأفضل التوصيات التي يجب اتباعها بعد القيام بالإجهاض هي أخذ دواء المضاد الحيوي، الذي يتم وصفه من أجل منع حصول أي عدوى. أما بالنسبة لعملية التنظيف ينصح بإبقاء المنطقة نظيفة وتجنب إدخال أي شيء في المهبل، أي يجب تجنب ممارسة الجنس عن طريق المهبل أو استخدام السدادات القطنية، وذلك لمدة أسبوعين بعد الإجهاض، كما يجب في تلك الفترة تجنب ممارسة السباحة أو البقاء في الماء لفترة زمنية معينة، وينطبق ذلك على حوض الاستحمام (البانيو) لذا يفضل الاستحمام أو الاغتسال بالدوش.
أقصى مدة لتأخر الدورة بعد الإجهاض
متوسط المدة التي تحدث فيها الدورة بعد الإجهاض أو مدة تأخر الدورة بعد الإجهاض هي أربعة إلى ثمانية أسابيع، وقد تصل إلى اثنا عشر أسبوعًا، وتختلف هذه المدة تبعًا للعوامل التي ذكرت سابقًا، لكن ينصح بعد مرور ثمان أسابيع عن الإجهاض بدون حدوث الطمث بزيارة أو استشارة طبيب للتأكد من نجاح عملية الإجهاض وعدم وجود حمل.
وقد يحدث تأخر الدورة بعد الإجهاض تبعًا لعوامل مختلفة منها:
- بقاء بعض هرمونات الحمل في الجسم واستمرار تأثيرها عليه حيث تعمل على تقليل حدوث عمليات الإباضة لدى المرأة وبالتالي لا تحدث دورة شهرية إلى حين تخلص الجسم من كافة هرمونات الحمل.
- استخدام بعض أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية بعد وقت قريب من عملية الإجهاض قد إلى توقف أو تأخر الدورة الشهرية.
- إذا كانت المرأة تعاني من التوتر أو الاكتئاب تتأثر دورتها الشهرية بذلك.
- وقد يشير تأخر حدوث الدورة الشهرية إلى احتمالية وجود حمل جديد.
- كما أن متلازمة تكيس المبايض تؤثر على الدورة الشهرية وقد تؤدي إلى تأخرها.
فرصة الحمل بعد أول دورة من الإجهاض
في الحالة الطبيعية تبدأ عملية الإباضة بعد مرور أسبوعين على الإجهاض أو ربما قبل تلك المدة، وبالتالي من الممكن أن يحدث حمل بعد عملية الإجهاض فورًا حتى وإن لم يكن أول طمث قد حدث بعد، أي أن تأخر الدورة بعد الإجهاض قد يكون بسبب الحمل، لذا تُنصح النساء اللواتي يرغبن بالقيام بنشاط جنسي بعد الإجهاض باستخدام أحد وسائل منع الحمل المتعددة، ويتم اختيار النوع المناسب حسب رغبة الزوجين كما يمكن استشارة الطبيب.
كما أن فرصة الحمل بعد أول دورة من الإجهاض لا تتغير عما كانت عليه سابقًا قبل الإجهاض، حيث أن عملية الإجهاض نفسها لا تؤثر على خصوبة المرأة في معظم الحالات، ووفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن الحمل السابق لا يزيد من خطر الإصابة بالعقم بعد العملية، لكن من الممكن أن تتعرض النساء اللواتي يحملن مرة أخرى بعد القيام بإجهاض سابق لبعض المضاعفات أثناء الحمل، لكن تعد نسبة حدوث ذلك قليلة جدًا، حيث بينت إحدى الدراسات أن من بين 54911 عملية إجهاض لدى 50273 امرأة، حدث مضاعفات لدى نسبة 2.1% من الحالات فقط بالإضافة إلى 0.23% من الحالات تعرضن لمضاعفات خطيرة.
وعلى الرغم من أن عملية الإجهاض لا تؤثر في الخصوبة، إلا أن عمليات الإجهاض الجراحي المتكررة قد يكون لها تأثير على خصوبة المرأة في بعض الحالات، وذلك لأنه أثناء عملية الإجهاض الجراحي قد يصاب الرحم بندبات (التصاقات) بسبب الأدوات المستخدمة في إزالة الحمل وإفراغه وتسمى بمتلازمة أشيرمان والتي قد تشكل صعوبة في حمل المرأة مرة أخرى أو تسبب فقدان الجنين.
متى يجب زيارة الطبيب بعد الإجهاض؟
يجب زيارة الطبيب بعد الإجهاض في الحالات التالية:
- غزارة الدورة الشهرية بعد الإجهاض الجراحي.
- نزيف حاد بعد الإجهاض أو غزارة الدورة الشهرية بشكل شديد، أي عند استخدام فوطتين صحيتين خلال ساعتين متتاليتين.
- تأخر الدورة بعد الإجهاض لمدة تزيد عن ثماني أسابيع من الإجهاض.
- طرح خثرات دموية مع الطمث يزيد حجمها عن حجم الليمون، والذي يعد الحجم النموذجي لخثرات الدم بعد الإجهاض.
- وجود ألم شديد في البطن أو الظهر والأدوية التي تم وصفها لا تساعد في علاج الألم.
- حصول حالات إغماء أو ارتفاع في درجات الحرارة والتي تزيد عن 38 درجة مئوية.
- وجود إفرازات كريهة الرائحة أو ذات لون أصفر أو أخضر.
- إذا كانت طريقة الإجهاض طبية ولم يحدث نزيف بعد مرور 24 ساعة على تناول الدواء، ومن الممكن أن يحدث ذلك إذا كانت الجرعة غير كافية حيث يحدث إجهاض جزئي ويحتاج إلى متابعة وأخد جرعة أخرى من الدواء أو إذا كان الحمل خارج الرحم.
وسائل منع الحمل بعد الإجهاض
تأخر الدورة بعد الإجهاض قد يكون بسبب الحمل، ولتجنب ذلك يمكن العودة إلى استخدام موانع الحمل بعد الإجهاض مباشرةً، ويوجد أنواع متعددة من موانع الحمل المناسبة وبعض الأمثلة عنها:
- حبوب منع الحمل: حيث تحتوي على هرمونات صناعية مشابهة لهرموني الأستروجين والبروجسترون الأنثويين، وتساعد هذه الحبوب الهرمونية على تخفيف النزيف بعد الإجهاض وتقليل عدد أيامه، كما تسرع من عملية العودة إلى شكل الدورة الشهرية المعتادة لدى المرأة.
- الواقي: يوجد منه نوعان يختلفان بمكان وضعه، فالواقي الأنثوي يوضع داخل المهبل لكي يمنع وصول السائل المنوي إلى الرحم، أما الواقي الذكري يوضع على القضيب، وعادةً ما يصنع النوعين من الواقيين من مطاط صناعي ناعم ورقيق يدعى باللاتكس، أو من البولي إيزوبرين أو البولي يوريثين.
- غرسة منع الحمل: وهي عبارة عن عود صغير مرن، يقوم بإطلاق هرمون البروجستيرون في الدم ويعمل على منع حدوث حمل لمدة ثلاث سنوات، ويتم تثبيته تحت الجلد في يد المرأة.
- اللولب: وهو عبارة عن جهاز يوجد منه نوعين إما لولب بلاستيكي هرموني أو لولب نحاسي خالي من الهرمونات، ويكون بشكل حرف T، ويتم وضعه في رحم المرأة، والاختلاف الأساسي ما بين النوعين هو أن اللولب النحاسي يسبب غزارة الطمث لكن لا يؤثر على الحالة المزاجية للمرأة، في حين أن اللولب البلاستيكي يخفف من غزارة الطمث إلا أنه يؤثر على الحالة المزاجية، وينصح الأطباء بالانتظار مدة أربعة أسابيع بعد الإجهاض قبل وضع اللولب أو أي شيء آخر داخل الرحم في حالة الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، لكن إذا تم الإجهاض في الثلث الأول يمكن استخدام اللولب بشكل مباشر كما يمكن أن يطلب من الطبيب المشرف على الإجهاض أن يقوم بوضع اللولب في العملية ذاتها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يحتاج الإجهاض بعد الشهر الأول إلى تنظيف؟