تحقيق مسبار
من الضروري التعامل مع أعراض الاحتراق الوظيفي فور الشعور بها خلال وقت مبكر، وذلك لأنها تؤثر على إنجاز الموظف إلى جانب التأثير السلبي على الحياة اليومية. ربما يؤدي هذا النوع من المشاكل النفسية إلى الانعزال عن الآخرين أيضًا، ولا بد من زيارة مقدم الرعاية الصحية المختص للتعامل مع الاحتراق الوظيفي عند الحاجة إلى ذلك.
ما هو الاحتراق الوظيفي؟
يُعرف الاحتراق الوظيفي بأنه أحد أنواع الإرهاق التي ترتبط بالعمل، ويتضمن هذا الإرهاق شعورًا بانخفاض الإنجاز إلى جانب فقدان الهوية الشخصية حسب مايو كلينيك، ولا شك بأنه يؤثر على أداء الموظف بشكل سلبي، ولذلك ينبغي التعامل معه بالشكل الصحيح، حتى يتعافى الموظف ويستطيع استعادة مستويات الإنجاز التي كان يتمتع بها سابقًا.
ما هي أبرز أعراض الاحتراق الوظيفي؟
ينبغي مراقبة أعراض الاحتراق الوظيفي بشكل مستمر ليتعامل معها الموظف في وقت مبكر وتجنب ظهور أي من المضاعفات السلبية، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الأعراض:
- إعياء الشفقة: يُعرف إعياء الشفقة بأنه فقدان القدرة على شعور المرء بالتعاطف مع الأشخاص الذين يعتمدون عليه للحصول على الرعاية، وهو أحد أعراض الاحتراق الوظيفي.
- الانعزال: يميل الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي إلى الانعزال عن الآخرين، ويكون ذلك بتوقفهم عن التواصل الاجتماعي، وكذلك فقدان الثقة بزملاء العمل وأفراد الأسرة.
- التعب والإرهاق: يتسبب الاحتراق الوظيفي بظهور أعراض التعب والإعياء على المرء، ولا يشترط كونه تعبًا أو إعياءً جسديًا، وإنما يكون تعبًا عقليًا في بعض الأحيان.
- التهيج بسرعة: مع زيادة مستويات الإرهاق التي تصاحب الاحتراق الوظيفي يفقد الشخص السيطرة على أعصابه بسهولة، ويصبح متهيجًا بشكل أكبر تجاه الآخرين.
- اللجوء إلى المخدرات: يتسبب الاحتراق الوظيفي في بعض الأحيان باللجوء إلى المخدرات أو شرب الخمور للتخلص من الأعراض الأخرى، وهي من أبرز العلامات التي تدل على الإصابة بالاحتراق المذكور.
- إساءة التعامل مع الآخرين: لا يتسبب الاحتراق الوظيفي بإعاء الشفقة فحسب، وإنما يؤدي إلى إساءة التعامل مع الآخرين في بعض الأحيان، ويشمل ذلك معاملة الأب أبناءه بشكل سيء، وكذلك إساءة تعامل المرؤوسين.
- مواجهة صعوبات في النوم: عند التعرض إلى الاحتراق الوظيفي يواجه المرء صعوبات بالنوم كثيرًا من الأحيان، وربما يعود السبب في ذلك إلى سوء النظافة والإرهاق.
- زيادة المشاكل الصحية: يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى زيادة المشاكل الصحية التي يشتكي منها المصاب، ويشمل ذلك كثرة الشعور بالصداع إضافة إلى ظهور آلام المفاصل.
ما هي أسباب الاحتراق الوظيفي؟
من الضروري معرفة عوامل خطورة وأسباب الاحتراق الوظيفي المحتملة، لتجنبها وضمان الحد من فرصة الإصابة بهذه المشكلة النفسية التي تؤثر على حياة المرء بشكل سلبي. فيما يأتي بعضًا من أبرز الأسباب وعوامل الخطورة التي ترتبط معها مشكلة الاحتراق الوظيفي:
- ضعف السيطرة: لا يستطيع المرء التحكم بالقرارات التي تؤثر على العمل بما فيها جداول المواعيد وضغوط العمل، وهو ما يتسبب بالإنهاك أو الاحتراق الوظيفي في نهاية المطاف.
- عدم وضوح توقعات العمل: في بعض الأحيان لا يكون التصور صحيحًا حول درجة المسؤولية والسلطة والإنجاز الذي يتوقعه الآخرون من المرء عند انخراطه في العمل، وهو ما يتسبب بعدم الراحة، ويؤدي إلى الاحتراق الوظيفي.
- المعاملة غير العادلة: تزداد فرصة الإصابة بالاحتراق الوظيفي عند الموظفين الذين يشعرون بعدم حصولهم على معاملة عادلة، ويشمل ذلك التعويض غير العادل، وسوء المعاملة من زملاء العمل.
- النشاط الشديد: يبذل الموظف نشاطًا شديدًا أحيانًا نظرًا لكون وظيفته من الوظائف الرتيبة أو الفوضوية، وهو ما يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد والنشاط، وربما ينتهي بالاحتراق الوظيفي.
- بيئة العمل المضطربة: يتعرض العديد من الموظفين إلى التنمر من قبل الآخرين في مكان العمل أو يشعرون بتقليل شأنهم من قبل زملائهم، وهو ما يولّد المزيد من الضغوط التي تتسبب بالاحتراق الوظيفي.
- نقص الدعم الاجتماعي: مع زيادة ضغوط العمل ونقص الدعم الاجتماعي الذي يتلقاه الموظف من الآخرين يزداد شعور المرء بالتوتر، وربما يؤدي ذلك إلى الإصابة بالاحتراق الوظيفي في النهاية.
كيف يمكن التخلص من الاحتراق الوظيفي؟
لا شك بوجود العديد من الإرشادات التي تساعد على التخلص من الاحتراق الوظيفي والتعامل معه بشكل صحيح، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من هذه الإرشادات:
- ممارسة الأنشطة المناسبة: هناك العديد من الأنشطة التي يمكنها المساعدة في تقليل الضغوط النفسية التي تنتج عن العمل، ويمكن للمرء ممارسة هذه الأنشطة للتعامل مع الاحتراق الوظيفي.
- ممارسة الهوايات: من الجيد ممارسة الهوايات القديمة التي يفضلها المرء أو محاولة ابتكار هوايات جديدة، للتخلص من الإرهاق والضغط الذي يؤدي إلى التسبب بالاحتراق الوظيفي.
- الحصول على القسط الكافي من النوم: بالرغم من الآثار السلبية للاحتراق الوظيفي على جودة النوم أحيانًا، إلا أن على المرء محاولة الحصول على قسط النوم الكافي لتحسين الأعراض والتعامل معها بشكل أفضل.
- وضع الحدود: عادةً ما يكون وضع الحدود مهمًا في مختلف مجالات الحياة، وربما يساعد المرء على استعادة الشعور بالسيطرة في عمله مما يحسن من حالته النفسية بشكل كبير.
- طلب الدعم: من الجيد تواصل الموظف مع زملاء العمل أو الأصدقاء أو أفراد العائلة المقربين للتحدث معهم حول ضغوط العمل والحصول على الدعم، ويمكن الانخراط في برامج مساعدة الموظفين لهذه الغاية أيضًا.
- التقليل من التواصل مع الأشخاص السلبيين: يمكن للأشخاص السلبيين زيادة حِدة أعراض الاحتراق الوظيفي، ولذلك ينبغي تجنب التواصل مع هذه الفئة من الأشخاص قدر المستطاع.
- مناقشة المخاوف مع المدير: يستطيع الموظف مناقشة المخاوف المحتملة مع مدير العمل؛ لإجراء التغييرات التي من شأنها تقليل الضغط والتخلص من أعراض الاحتراق الوظيفي.
- الحصول على إجازة عمل: في بعض الأحيان يحتاج الموظف إلى الحصول على إجازة للتخلص من أعراض الاحتراق الوظيفي، وفي هذه الإجازة ينبغي التركيز على التغييرات التي يجب إجراؤها للتعامل مع ضغوط العمل.
- تكوين الصداقات الجديدة: ربما يساعد التعرف على أشخاص جُدد في إبعاد التفكير عن العمل مع توسيع الدائرة الاجتماعية للشخص، وهو ما يسهم في التخلص من أعراض الاحتراق الوظيفي بشكل أفضل.
هل مراحل الاحتراق الوظيفي كثيرة؟
إن مراحل الاحتراق الوظيفي كثيرة بالفعل، وتبدأ هذه المراحل بالطموح الذي يصحبه مزيد من الإرهاق في الوظيفة الجديدة، وينتهي بالانهيار العقلي والجسدي مع زيادة الضغوطات بشكل كبير وعدم القدرة على التأقلم حسب هيلث لاين، ولذلك كان من الضروري التعرف على الأعراض في وقت مبكر والتعامل معها، حتى لا يصل الموظف إلى المراحل المتأخرة من الاحتراق الوظيفي.
كيف تتجنب الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل؟
يمكن أن تتجنب الاحتراق الوظيفي في بيئة العمل من خلال إرشادات الوقاية التي تسهم في التعامل مع أسباب الاحتراق المذكور مبكرًا. فيما يأتي العديد من الإرشادات التي تساعد في الوقاية من الاحتراق الوظيفي:
- ممارسة التمارين الرياضية: إلى جانب الفوائد الصحية التي يحصل عليها الشخص عند ممارسة التمارين الرياضية، يمكن لهذه التمارين أن توفر الدفعة العاطفية التي تضمن التقليل من الضغوط النفسية بسبب العمل.
- الحرص على نظام غذائي متوازن: ينبغي اعتماد نظام غذائي متوازن غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية؛ للتقليل من الآثار النفسية التي تؤدي إليها ضغوط العمل وتنتهي بالاحتراق الوظيفي، وتعد الأسماك من الأطعمة الغنية بها.
- المحافظة على عادات نوم جيدة: لا تقتصر فوائد النوم الجيد على التخلص من آثار الاحتراق الوظيفي، وإنما يساعد النوم في الوقاية من الأضرار النفسية التي تنتج عن ضغوط الوظيفة بشكل كبير أيضًا.
- اكتشاف الطرق المناسبة لتقليل الضغوط: يجب على المرء اكتشاف الطرق المناسبة التي تسهم في التقليل من ضغوط العمل المتزايدة للحد من فرصة الإصابة بالاحتراق الوظيفي والوقاية من الأعراض.
- تفويض المهام إلى الآخرين: إذا شعر الموظف بوجود الكثير من المهام التي يصعب عليه القيام بها؛ فيمكنه طلب وجود المزيد من الموظفين أو الاستعانة بالآخرين وتفويض المهام إليهم، للتقليل من الضغوط التي تتسبب بالاحتراق الوظيفي.
- طلب المساعدة: من الجيد طلب المساعدة والدعم الذي يحتاجه المرء خلال الأوقات العصيبة التي يمر بها في العمل، ويمكن الحصول على المساعدة من الأصدقاء وأفراد العائلة أو البرامج المخصصة لذلك.
ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي؟
يكمن الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي في الأسباب التي تؤدي إلى كل واحد منهما؛ فإن الاحتراق الوظيفي يكون ناتجًا عن بعض الضغوطات التي يتعرض إليها الشخص في وظيفته، وأما الاحتراق النفسي؛ فإنه يكون ناتجًا عن الضغوطات المختلفة التي يتعرض إليها المرء في حياته لا في الوظيفة على وجه الخصوص.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فرق بين الوظيفة والمهنة؟
هل يمكن إنجاز العمل تحت الضغط؟