تحقيق مسبار
إن زبد البحر من أبرز الظواهر الطبيعية التي تنال إعجاب الكثير من الأشخاص، ويكون هذا الزبد على شكل الرغوة، ويغطي المسطحات المائية أحيانًا بشكل كبير، وعلى الرغم من كونه غير خطير في العادة؛ إلا إنه ربما يتسبب بالكثير من الأضرار التي تلحق بالإنسان في بعض الأحيان، سواءً كان بسبب الملوثات التي يتضمنها أو نتيجة لحجب الرؤية أو غيرها.
ما هي أسباب ظهور زبد البحر؟
تقتصر أسباب ظهور زبد البحر على وجود العديد من الأملاح الذائبة والبروتينات والدهون والطحالب الميتة، وغيرها من الملوثات والمركبات الأخرى التي تؤدي الرياح والأمواج إلى اهتزازها مما يُشكّل الزبد. وربما يختلف شكل زبد البحر بين مسطح مائي وآخر أحيانًا؛ نظرًا لوجود بعض المركبات أو المواد التي تلعب دورًا في تحديد كثافة الزبد ولونه، وغير ذلك من خصائصه.
ماهو زبد البحر؟
يمكن تعريف زبد البحر بأنه مزيجٌ من المواد العضوية المُتحلّلة التي تمت إثارتها بفعل الأمواج والرياح مُشكِّلةً طبقة من الرغوة، ويجدر الذكر بأن الرغوة التي تظهر على المسطحات المائية من البحار والمحيطات ليست زبدًا دائمًا، وإنما هناك بعض الملوثات التي يمكنها أن تتسبب بظهور رغوة تشبه زبد البحر إلى حد ما.
أين يوجد زبد البحر؟
يمكن أن يوجد زبد البحر في أي بيئة مائية حسب أحد الأبحاث، ولكنه عادةً ما يتشكّل في المياه ذات المحتوى العضوي المرتفع بما فيها بحيرات المستنقعات، والأراضي الرطبة. يمكن العثور على الزبد في البحار والمحيطات أيضًا، ولا يقتصر وجودها على أحد المسطحات المائية دون الآخر، وإنما تظهر متى توفرت الأسباب التي تدعو إلى ظهورها.
هل زبد البحر ضار بالإنسان دائمًا؟
إن زبد البحر ليس ضارًا بالإنسان عادةً، ولكنه يتسبب بالأضرار في بعض الأحيان حسب المُركّبات التي يتضمنها، أو نظرًا لما يمكن أن يختبئ تحت الزبد من الكائنات الحية السامة وغيرها. فيما يأتي بعضًا من أبرز الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها زبد البحر:
- وجود مركبات المبيدات: في بعض الأحيان يتم تصريف مخلفات المبيدات الحشرية وغيرها من أنواع المبيدات إلى المسطحات المائية، وإذا اشتمل الزبد على هذه المُركّبات السامة؛ فربما يؤدي إلى الإضرار بصحة الإنسان.
- حجب الحطام البحري: ربما تؤدي الرغوة التي تصاحب زبد البحر إلى إخفاء الحطام البحري أحيانًا، ويزيد ذلك من خطورة الاصطدام بهذا الحطام مما يتسبب بالكثير من الأضرار التي تلحق بالأشخاص.
- صعوبة الهروب: يتسبب الزبد بحجب الرؤية أحيانًا إذا ارتفعت الرغوة المُصاحبة له بدرجة كبيرة جدًا، وهو ما يجعل من الهروب صعبًا إذا احتاج المرء إلى الخروج من المسطحات المائية والذهاب إلى البر.
- تأثيرات مركبات الطحالب الضارة: في بعض الأحيان يشتمل الزبد على بعض المركبات من الطحالب ذات الأضرار على البيئة وصحة الإنسان، وربما تؤدي بعض هذه المركبات إلى تهيج العين مع إلحاق الأضرار بالجهاز التنفسي عند الإنسان.
- الثعابين السامة تحت الزبد: ربما يتم العثور على بعض الثعابين السامة المتخفية تحت الزبد أحيانًا، وإذا اقترب المرء منها دون رؤيتها وقامت بلدغه؛ فإن ذلك يؤدي إلى كثير من المخاطر الصحية.
- أضرار المنظفات: هناك العديد من المركبات السامة التي يمكن العثور عليها ضمن المنظفات المختلفة، وإذا اشتمل زبد البحر على هذه المركبات؛ فربما يؤدي إلى إلحاق الأضرار بالبشر.
- الغرق: في حالات نادرة يرتفع زبد البحر بشكل كبير جدًا مما يؤدي إلى تغطية جسم الإنسان بالكامل، وربما يؤدي ذلك إلى الغرق والتسبب بالوفاة كما حصل سابقًا في بعض الأماكن حول العالم.
على ماذا يعتمد تحديد كثافة ومدى انتشار زبد البحر؟
إلى جانب اختلاف شكل زبد البحر أحيانًا تختلف كثافته ومدى انتشاره بناءً على بعض العوامل، وهي: تركيز المادة العضوية التي تُشكّل الزبد، وكذلك نوع المادة العضوية، وشدة الخلط، وعادةً ما تختلف هذه العوامل بشكل كبير؛ نظرًا لاختلاف المنطقة التي يتشكّل فيها الزبد إلى جانب اختلاف الموسم من السنة أيضًا.
كيف يبدو لون؟
عادةً ما يكون لون زبد البحر أبيض مصفرًا أو يكون أبيض، وفي بعض الأحيان يظهر باللون البني المُحمّر، ويعتمد تحديد اللون على المركبات الموجودة في المياه بالفعل. يميل الزبد إلى أن يكون ذو لون بني في المناطق الخشبية؛ نظرًا لوجود بعض المركبات المسؤولة عن هذا اللون بالتحديد دون غيره من الألوان الأخرى.
ما هي المادة المسؤولة عن اللون البني لزبد البحر؟
في العادة يكون لون زبد البحر بنيًا في المناطق الخشبية، وذلك من تأثير مادة التانين التي تعطي الخشب هذا اللون، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز المعلومات حول التانين:
- الأسماء الأخرى: يُعرف التانين كذلك باسم حمض التانيك، وربما يُطلق عليه اسم العفص في بعض الأحيان، وهو مركّب يمكن العثور عليه في العديد من أنواع النباتات والأشجار.
- وجود العفص في النباتات: لا يقتصر وجود التانين على جزء واحد من النباتات، وإنما يمكن العثور عليه بشكل شائع في كل من اللحاء والأوراق والبراعم والسيقان والثمار والبذور والجذور والأخشاب.
- العزل في خلايا النباتات: عادةً ما تقوم النباتات بعزل التانين داخل فجوات في خلاياها حسب موسوعة بريتانيكا، وذلك من أجل حماية جميع الخلايا الأخرى وضمان عدم إصابتها بالأضرار من التانين.
- أصل اشتقاق كلمة تانين: تم اشتقاق كلمة تانين من الكلمة الألمانية القديمة تانا، وهي كلمة تعني البلوط، وذلك إشارة إلى استخدام التانين الذي يشتق من أشجار البلوط في دباغة جلود الحيوانات.
- استخدامات التانين: يتم الاعتماد على التانين في العديد من المجالات المختلفة خلال الوقت الراهن إلى جانب دباغة الجلود، ومنها الاستخدام في التصوير الفوتوغرافي، وكذلك له بعض الاستخدامات الطبية.
- المستوى المرتفع في الثمار غير الناضجة: عندما تكون الثمار غير ناضجة؛ فإن مستويات التانين تكون مرتفعة جدًا فيها، ثم تبدأ هذه النسبة بالانخفاض مع نضج الثمار حتى تصبح صالحة للأكل والاستهلاك.
- التانين ولون الأوراق في الخريف: إن التانين مسؤول عن اللون الذي تتمتع به الكثير من الأزهار ذات المظهر الجذاب، كما أنه المركب المسؤول عن اللون البني الذي تتحول إليه أوراق الأشجار خلال فصل الخريف أيضًا.
كيف يمكن التفريق بين زبد البحر ورغوة التلوث؟
ربما يجد البعض صعوبةً في التفريق بين زبد البحر والرغوة التي تظهر نتيجة لوجود الملوثات في المسطحات المائية، ويمكن للمرء الاعتماد على التفاصيل الآتية للتفريق بين الزبد والرغوة الناتجة عن الملوثات:
- مراعاة هبوب واضطرابات الرياح: عادةً ما يتزامن ظهور زبد البحر مع اضطرابات الرياح، وذلك ليحدث الاهتزاز الذي يؤدي إلى ظهور الرغوة، وإذا بدت الرغوة ظاهرة في غير موعد هبوب الرياح؛ فربما تكون من الملوثات.
- وجود مصادر تلوث قريبة: تقترب بعض المسطحات المائية من مصانع النسيج وغيرها من المنشآت الصناعية الأخرى التي تصرف مخلفاتها في المياه، وفي هذه الحالة تزداد احتمالية وجود الرغوة من الملوثات، ولا تكون من زبد البحر.
- الملمس: عادةً ما تكون رغوة زبد البحر ثابتة وخفيفة، كما أنها تكون غير لزجة عند لمسها، وإذا افتقرت الرغوة إلى هذه الخصائص وكان قوامها أكثر لزوجة؛ فمن المرجح أن تكون بسبب الملوثات.
- مراعاة حجم المسطحات المائية: لإحداث الرغوة من الملوثات في المسطحات المائية؛ فينبغي عليها أن تكون مسطحات كبيرة جدًا، وفي هذه الحالة يكون مصدر التلوث معروفًا وظاهرًا، وإلا فإنها تكون من زبد البحر في العادة.
- التحقق من الرائحة: يمكن للمرء استخدام حاسة الشم للتحقق من رائحة الرغوة والتأكد من مصدرها؛ فإذا كانت الرائحة صابونية؛ فهذا يعني أنها من المنظفات أو الملوثات الأخرى بخلاف زبد البحر الطبيعي.
- التأكد من المواد التي تسبب الزبد: هناك بعض المواد والمركبات العضوية الطبيعية المعروفة التي تؤدي إلى تشكل زبد البحر بما فيها التانين وأوراق الأشجار والطحالب، وإذا لم تكن هذه المواد موجودة؛ فمن المرجح أن تكون الرغوة من الملوثات.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن الحد من مصادر تلوث المياه؟
هل تحتوي المحيطات على الفيروسات؟