تحقيق مسبار
تعد تماثيل عين غزال من التماثيل ذات القيمة الأثرية الكبيرة؛ فإن تاريخها يعود إلى آلاف السنوات مما يساعد المختصين في فهم طبيعة الأفراد الاجتماعية داخل المنطقة قديمًا. يصل عدد هذه التماثيل إلى أكثر من 30 تمثالًا برؤوس بشرية، مع العثور على الكثير من الأبنية والقطع الأثرية الأخرى داخل منطقة عين غزال التي تضمنت التماثيل.
ما هي تماثيل عين غزال؟
ازداد البحث لمعرفة ما هي تماثيل عين غزال بعد تغيير شعار جوجل إلى هذه التماثيل، وهي تماثيل تم العثور عليها في مدينة العاصمة الأردنية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، وكانت ذات أهمية كبيرة في توفير الكثير من التفاصيل حول المدلولات الاجتماعية للشعوب التي سكنت المنطقة قديمًا.
أين تقع تماثيل عين غزال حاليًا؟
خلال الوقت الراهن تقع تماثيل عين غزال في متحف الآثار الأردني، وهو متحف تم تأسيسه عام 1952 ليوفر الكثير من التفاصيل حول القصة الحضارية للمملكة، وذلك عن طريق عرض الكثير من المقتنيات التاريخية والأثرية التي تم العثور عليها داخل الأردن؛ بما في ذلك تماثيل عين غزال.
كيف تم اكتشاف تماثيل عين غزال؟
تم اكتشاف تماثيل عين غزال دون أي ترتيب لذلك؛ فإنه كان أثناء العمل على الطريق الذي يربط عمان -عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية- مع مدينة الزرقاء حسب أحد الأبحاث، ويعرف هذا الطريق حاليًا باسم شارع الجيش ولم يقتصر الاكتشاف على التماثيل وحدها، وإنما تم العثور على العديد من المباني والمقتنيات في الموقع أيضًا.
ما العصر الذي ازدهرت فيه عين غزال؟
يُعرف العصر الذي ازدهرت فيه عين غزال باسم العصر الحجري الحديث الذي بدأ قرابة عام 10000 قبل الميلاد، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المعلومات والحقائق حول هذا العصر:
- اشتقاق الاسم: تم اشتقاق اسم العصر الحجري الحديث من كلمتين يونانيتين، وهما: كلمة "Lithos" التي تشير إلى الحجر، وكلمة "Neo" التي تعني الحديث، ويطلق عليه كذلك اسم العصر الحجري الجديد.
- بدء الزراعة: قبل العصر الحجري الحديث اعتمد البشر على الصيد إضافة إلى جمع الثمار للحصول على الأطعمة، ومع بداية هذا العصر بدأ توجه البشر إلى الزراعة مع تطوير الأدوات الأولية لهذه الغاية.
- البداية في بلاد الشام: حسب وورلد أطلس سكنت الشعوب التي بدأ عندها العصر الحجري الحديث في بلاد الشام، ثم انتشرت داخل البلاد المجاورة بعد ذلك حتى وصلت إلى شمال أفريقيا وآسيا الصغرى.
- بداية استئناس الحيوانات: بدأت الشعوب في بلاد ما بين النهرين باستئناس الحيوانات وترويضها؛ للحصول على اللحوم والحليب والجلود مع بداية العصر الحجري الحديث، وكان التركيز على الحيوانات العاشبة وقتها.
- بدء استقرار البشر في مساكن دائمة: اعتاد البشر التنقل قبل العصر الحجري الحديث، ومع بداية هذا العصر بدأ الأفراد باستيطان القرى الدائمة وبناء البيوت الدائمة لعدم حاجتهم إلى التنقل وقتها.
- ظهور الحرف أول مرة: في العصر الحجري الحديث -الذي تعود إليه تماثيل عين غزال- بدأ ظهور العديد من الحِرَف المختلفة، وأبرزها حرف النسيج، وكذلك حرف إنتاج الفخار، وبناء الملاجئ والأسرار من الأغصان.
- بداية ظهور الأدوات الحجرية: تم استخدام الكثير من الأدوات الحجرية في العصر الحجري الحديث، وشمل ذلك الفؤوس، والهراوات، بالإضافة إلى السهم والأقواس والحِراب والكثير من الأدوات الأخرى.
لماذا صُنعت تماثيل عين غزال؟
لم يتمكّن المختصون من معرفة لماذا صُنعت تماثيل عين غزال بالتحديد حتى الوقت الراهن، ولكن بعضهم يعتقد بأنها ترتبط بموضوع ديني أو موضوع عقائدي كان سائدًا لدى الأفراد وقتها، ويعود السبب في ذلك إلى عدم وجود أية مدونات كتابية تساعد في معرفة السبب الذي أدى إلى عمل هذه التماثيل.
كم عدد تماثيل عين غزال؟
وضحت العديد من المصادر كم عدد تماثيل عين غزال، وكانت هذه التماثيل في مجموعتين اثنتين بفارق 200 عام تقريبًا بينها، ويصل مجموع عددها إلى 32 تمثالًا بشريًا، وعند العثور على هذه التماثيل كانت مُصطفّة بشكل أنيق داخل حفرتين اثنتين تحت أرضيات المنازل المهجورة في المنطقة.
على ماذا تحتوي تماثيل عين غزال من الداخل؟
تحتوي تماثيل عين غزال من الداخل على مجموعة من القصب الذي كان ملفوفًا بالقش للحصول على الشكل المطلوب للتمثال، كما أنها ساعدت على تقويته من الداخل أيضًا، وبعد ذلك تمّت تغطية القصب بالجص مع تشكيل الرأس حتى انتهت إلى المظهر الذي تم العثور عليه، وشهدت هذه التماثيل بعض عمليات الترميم بعد العثور عليها.
هل موقع عين غزال من مواقع التراث العالمي في الأردن؟
على الرغم من إنجازات الإنسان في عين غزال إلى جانب التماثيل التي تم العثور عليها؛ إلا أن هذا الموقع لا يعد أحد مواقع التراث العالمي في الأردن، وفيما يأتي قائمة بهذه المواقع:
- البتراء: أصبحت البتراء من مواقع التراث العالمي لليونسكو في الأردن عام 1985 مما يعني أنها أول المواقع المُدرجة في القائمة على الإطلاق، وهي مدينة تتضمن الكثير من المعالم الدينية إلى جانب الأنفاق والسدود وغيرها.
- قصير عمرة: إلى جانب البتراء تم إدراج قصير عمرة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو في الأردن عام 1985 أيضًا، وهو مَعلمٌ تم بناؤه خلال القرن الثامن الميلادي، وكان عبارة عن حصن ومقر إقامة خلال فترة الخلافة الأموية.
- أم الرصاص: أصبحت أم الرصاص من مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2004، وتقع هذه المدينة في الجزء الجنوبي الشرقي من مادبا، وكانت مهمة في فهم الاستيطان الواسع خلال العصر البيزنطي - الأموي وفق دائرة الآثار العامة.
- محمية وادي رم: لم يتم إدراج محمية وادي رم ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو حتى عام 2011 مما يعني أنها كانت متأخرة، وهي محمية طبيعية تقع في الجزء الجنوبي من المملكة الأردنية الهاشمية.
- موقع المعمودية: في عام 2015 أصبح موقع المعمودية من مواقع التراث العالمي لليونسكو في الأردن، وهو الموقع الذي تم تعميد عيسى فيه على يد يوحنا حسب الاعتقاد النصراني.
- السلط: تم إدراج السلط ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2021، وهي واحدة من المدن المهمة التي تقع ضمن محافظة البلقاء وتتمتع بتاريخ طويل، كما أنها كانت عاصمة شرق الأردن خلال أواخر العهد العثماني.
هل لتماثيل عين الغزال أهمية كبيرة؟
كانت إنجازات الإنسان في عين غزال عديدة، وهو ما جعلها تكتسب أهمية كبيرة جدًا، وتمثلت أهميتها في فهم الكثير من التفاصيل حول المجتمع وقت عمل التماثيل، ومنها ما يأتي:
- الرفاه الاقتصادي: استطاع المختصون التوصل إلى كون المجتمع مرفهًا اقتصاديًا من طبيعة عمل تماثيل عين غزال؛ فإن المجتمعات لا تفكر في مثل هذه التماثيل مع الجمال الذي تتمتع به إلا مع وجود والرفاه الاقتصادي.
- التوزيع المهني في المجتمع: عادةً ما يتطلب الوصول إلى المواد الكيميائية التي دخلت في صناعة تماثيل عين غزال بحثًا وتجربة تمتد عبر الزمن، وهو ما يشير إلى تخصصية وتوزيع مهني كبير بين أفراد المجتمع داخل المنطقة.
- الاستقرار والأمن: من خلال تماثيل عين غزال استطاع المختصون التوصل إلى أن الأفراد كانوا يتمتعون بأمن واستقرار، وذلك لأنها مصنوعة باحترافية شديدة تتطلب وجود الأمن عادةً للوصول إليها.
ما هي أبرز المعلومات عن تماثيل عين غزال؟
تعد تماثيل عين غزال من الآثار ذات القيمة الكبيرة في المملكة الأردنية الهاشمية، وفيما يأتي بعضًا من أبرز التفاصيل حول هذه التماثيل:
- اكتشاف الموقع: تم اكتشاف مستوطنة عين غزال عام 1974 من قبل المقاولين الذين كانت لديهم مهمة شق الطريق في المنطقة، وبدأت الحفريات عام 1982 ثم استمرت حتى مرور عدة سنوات لاحقة.
- عدد السكان: كان موقع عين غزال موطنًا لمئات السكان الذين وصلوا إلى المنطقة قرابة عام 7250 قبل الميلاد، وكانت معيشتهم في منازل من الحجارة بشكل أساسي، في حين وصل عددهم إلى قرابة 1,600 نسمة بعد مرور 300 عام تقريبًا.
- الزراعة عند السكان: حسب موسوعة بريتانيكا أظهرت الدراسات بأن السكان الأوائل في منطقة عين غزال قاموا بزراعة محاصيل الشعير والعدس والحمص والقمح، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى.
هل توجد الكثير من المواقع الأثرية في عمّان؟
إلى جانب تماثيل عين غزال التي تم العثور عليها في العاصمة الأردنية عمّان هُناك الكثير من المواقع الأثرية الأخرى داخل هذه المحافظة، ومن أبرزها ما يأتي:
- قصر الحرّانة: يقع قصر الحرّانة بمحاذاة الطريق الدولي الذي يتجه إلى الأزرق، ويطلق على هذا القصر كذلك اسم الخرانة، وهو قصر أثري يعود في تاريخه إلى العصر الأموي، وتم تشييده خلال عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
- الجسور العشرة: عُرفت الجسور العشرة بهذا الاسم لأنها تتضمن 10 قناطر، ويعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو من المواقع الأثرية في منطقة القويسمة.
- قصر المَشتى: يبعد قصر المَشتى مسافة 32 كيلومتر إلى الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة العاصمة، وهو قصر يعود تشييده إلى عصر الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، ويتضمن هذا القصر 3 أجنحة.
- سبيل الحوريات: يقع سبيل الحوريات في وسط مدينة عمان، ويرجع تاريخ هذا الموقع إلى الفترة الرومانية، ويعد من الأبنية المهمة بالنسبة إلى المباني الرومانية الأخرى.
- جبل القلعة: يتضمن جبل القلعة مسرحًا رومانيًا قديمًا يقع في الجزء الشرقي من عاصمة الأردن، وتشير إحدى الكتابات في الموقع إلى أنه شُيِّدَ تكريمًا للامبراطور مادريانوس، وهو إمبراطور زار المدينة عام 130.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يرجع تاريخ المقابر الفرعونية إلى العصر الحجري؟
صورة تمثال نيمار قديمة وليست من دوري أبطال آسيا الجاري في طهران
هل تمثال الملك السومري المعروض في متحف اللوفر في أبو ظبي مسروق من اليمن؟
