تحقيق مسبار
تم إبرام اتفاقية وادي عربة من قبل المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الاحتلال الإسرائيلي خلال تسعينيات القرن العشرين، وهي واحدة من اتفاقيات السلام التي قامت الدول العربية بتوقيعها مع الاحتلال بعد سنوات من الحرب والعداوة الطويلة، ولا شك بأن الأردن كان من أبرز أطراف هذا الصراع؛ نظرًا للشريط الحدودي الطويل الذي يفصل ما بينه وبين الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الأخرى.
ما هي اتفاقية وادي عربة؟
يمكن تعريف اتفاقية وادي عربة بأنها اتفاقية عقدتها المملكة الأردنية الهاشمية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق السلام بين الدولتين، وبذلك أصبحت الأردن واحدة من الدول العربية التي طبعّت علاقاتها مع الاحتلال. هناك العديد من الدول العربية التي قامت بالتطبيع وعقد اتفاقيات السلام قبل أو بعد الأردن، منها الإمارات والبحرين ومصر.
لماذا عرفت اتفاقية وادي عربة بهذا الاسم؟
عُرفت اتفاقية وادي عربة بهذا الاسم لأن توقيعها كان في منطقة وادي عربة داخل أراضي المملكة الأردنية الهاشمية. في الوقت الراهن يضم قضاء وادي عربة عدة قرى، وهي: قرية الريشة وقرية القريقرة، وقرية رحمة، وقرية بئر مذكور، وقرية قطر، وقرية فينان، وقرية غرندل، وقرية المقرح، وقرية طابا، وهي من المناطق الواقعة في لواء قصبة العقبة.
من الذي وقع اتفاقية وادي عربة عن الأردن؟
تم توقيع اتفاقية وادي عربة عن الطرف الأردني من قبل دولة الدكتور عبد السلام المجالي، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء وقتها، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات عن عبد السلام المجالي:
- الشهادة العلمية: استطاع الدكتور عبد السلام المجالي الحصول على شهادة الدكتوراه في الطب عام 1949، إلى جانب الحصول على العديد من الشهادات الأخرى؛ بما فيها زمالة الكلية الأمريكية للجراحين وزمالة أكاديمية العالم الثالث للعلوم.
- الخبرة العملية في الطب: عام 1948 أصبح الدكتور عبد السلام المجالي طبيب امتياز في الخدمات الطبية الملكية داخل الأردن، وعمل في مجال الطب حتى عام 1969، ثم أصبح رئيس الجامعة الأردنية واستلم عدة مناصب أكاديمية وسياسية لاحقًا.
- عضوية مجلس الأعيان: أصبح الدكتور عبد السلام المجالي أحد أعضاء مجلس الأعيان الأردني عام 1993 واستمر في المجلس حتى عام 2007، مما يعني أن توقيع اتفاقية وادي عربة كان وهو من أعضاء المجلس.
- المناصب الوزارية: في عام 1969 أصبح عبد السلام المجالي وزيرًا للصحة ثم أصبح إلى جانب ذلك في منصب وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء أيضًا عام 1970، واستلم بعض الوزارات الأخرى لاحقًا.
- أبرز الأوسمة: هناك العديد من الأوسمة التي حصل عليها المجالي، وأبرزها وسام النهضة من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الثانية حسب موقع مجلس الأعيان الأردني.
- العمر عند الوفاة: ولد رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي عام 1925، بينما توفي عام 2023 - بعد مرور 29 عامًا على اتفاقية وادي عربة- عن عمر يبلغ 98 عامًا تقريبًا.
متى تنتهي اتفاقية وادي عربة؟
كثيرًا ما يتم طرح الأسئلة لمعرفة متى تنتهي اتفاقية وادي عربة، إلا أن هذه الاتفاقية لا تنتهي، وإنما هي واحدة من اتفاقيات السلام الدائم، وهذا يعني أنها سارية منذ توقيعها يوم 25 يوليو/تموز عام 1994 دون وجود وقت لنهايتها، وسلّطت هذه الاتفاقية الضوء على كثير من القضايا ذات العلاقة بالأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
هل تطرقت بنود اتفاقية وادي عربة إلى قضية اللاجئين؟
تطرقت بنود اتفاقية وادي عربة إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين بالفعل؛ فإن المادة الثامنة نصّت على إجراء حوار ثنائي أو غير ذلك من الوسائل التي يتم الاتفاق عليها للتعامل مع قضية اللاجئين، ولم تقتصر هذه المادة على اللاجئين الفلسطينيين فحسب، وإنما تطرقت كذلك إلى مشكلة النازحين.
هل أنهت بنود معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الصراع بين الطرفين؟
لا شك بأن بنود معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية -التي تُعرف باسم اتفاقية وادي عربة- أنهت الصراع بين الطرفين؛ فإن المضامين الأساسية لهذه المعاهدة تنص على احترام كل واحدة من الدولتين بسيادة الدولة الأخرى والاعتراف بحقها في العيش بسلام، كما أنها تضمنت الابتعاد عن القوة.
هل كانت اتفاقية وادي عربة أول اتفاقية سلام عربية إسرائيلية؟
لم تكن اتفاقية وادي عربة أول اتفاقية سلام عربية مع دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، وإنما كانت اتفاقية السلام المصرية أولى هذه الاتفاقيات، وهي اتفاقية تم توقيعها من قبل جمهورية مصر العربية يوم 26 مارس/آذار من عام 1979 خلال فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات، وهي اتفاقية سلام دائمة.
بعد اتفاقية السلام المصرية تم إرسال بعثات دبلوماسية بين البلدين، وأصبح لدولة الاحتلال سفارة في جمهورية مصر العربية، وفي الآونة الأخيرة -خلال معركة طوفان الأقصى- ادعت بعض المقاطع بأن مصر تهدد بسحب سفير دولة الاحتلال بسبب هذه المعركة، ولكن تحقيق مسبار أثبت أنّها ادعاءات مضللة تعتمد على مقاطع قديمة.
كيف استفادت دولة الاحتلال من اتفاقية وادي عربة؟
لا شك بأن دولة الاحتلال استفادت من اتفاقية وادي عربة للسلام مع المملكة الأردنية الهاشمية، ولم تكن الاستفادة على صعيد واحد، وإنما كما على العديد من الأصعدة، أبرزها التبادل التجاري؛ فإن حجم الصادرات والواردات بينهما وصل إلى 29 مليون دولار في شهر واحد من أشهر عام 1998 فحسب.
إلى جانب الاستفادة على صعيد التبادل التجاري، استطاعت دولة الاحتلال الإسرائيلي إيجاد طرف جديد للتعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى التعاون الدولي في مجالات الزراعة بين البلدين، واستطاعت الطائرات التحليق فوق الأجواء الأردنية للذهاب إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة الاحتلال بعد اتفاقية وادي عربة أيضًا.
ما أبرز القضايا التي تطرقت إليها اتفاقية وادي عربة؟
هناك الكثير من القضايا التي تطرقت إليها اتفاقية وادي عربة إلى جانب قضايا النازحين واللاجئين وطريقة التعامل معهم وحل المشكلة التي يعانونها، وكانت قضية المياه واحدة من قضايا اتفاقية وادي عربة، وتطرقت الاتفاقية كذلك إلى قضية العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وقضية الأماكن ذات الأهمية التاريخية، وقضية التفاهم المتبادل، وقضية حوار الأديان، وقضية حرية الملاحة والوصول إلى الموانئ، وهذا يعني أنها تضمنت كثيرًا من القضايا المهمة والبارزة.
اقرأ/ي أيضًا: