تحقيق مسبار
إن قلعة خان يونس واحدة من القلاع الأثرية في فلسطين، وتتمتع هذه القلعة بتاريخ عريق يمتد حتى عدة قرون، كما تعاقبت عليه العديد من الحقب بما في ذلك الحقبة العثمانية. شهدت القلعة الحرب العالمية الأولى، كما أنها شهدت كثيرًا من الاعتداءات التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في أراضي قطاع غزة أيضًا.
من الذي بنى قلعة خان يونس؟
إن السلطان المملوكي برقوق هو الذي بنى قلعة خان يونس، ولذلك تعرف القلعة باسم قلعة برقوق أيضًا، وهي من القلاع التي تعرضت إلى الكثير من الدمار منذ تشييدها وحتى الوقت الراهن؛ إلا أن العديد من أجزائها لا تزال شامخة، وكان بناؤها أساسًا لحماية التجار وتأمين الطرق البرية المحيطة.
أين تقع قلعة خان يونس؟
تقع قلعة خان يونس في المدينة التي تحمل الاسم نفسه؛ فإنها واقعة في قلب مدينة خان يونس إلى الجهة الجنوبية من قطاع غزة. ويجدر الذكر بأن مدينة خان يونس تبعد مسافة 20 كيلومتر عن الأراضي المصرية، وتضم المدينة عدة معالم أخرى إلى جانب القلعة، ومنها: مقام إبراهيم الخليل.
هل هناك قلاع تاريخية في فلسطين غير قلعة برقوق؟
إلى جانب قلعة خان يونس توجد العديد من القلاع التاريخية الأخرى داخل قطاع غزة والأراضي الفلسطينية عمومًا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من هذه القلاع مع بعض التفاصيل حولها:
- قلعة القدس: يطلق على قلعة القدس اسم قلعة باب الخليل أيضًا، وهي قرية تم إنشاؤها أيام اليبوسيين الأوائل ثم تعرضت إلى الهدم وإعادة البناء عدة مرات في التاريخ، وكما يظهر من اسمها تقع هذه القلعة في مدينة القدس.
- قلعة البرقاوي في ذنابة: تم بناء قلعة البرقاوي في قرية ذنابة من قبل الشيخ عيسى البرقاوي، وكان ذلك في القرن التاسع عشر الميلادي حسب أحد النقوش التي كانت موجودة على هذه القلعة.
- قلعة آل سمحان: يمكن العثور على قلعة آل سمحان في قرية رأس كركر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وتُعرف هذه القلعة باسم قلعة العلالي، وتم بناؤها من قبل الشيخ إسماعيل السمحان في نهاية القرن الثامن عشر.
- قلعة الكرنتينا: تم بناء قلعة الكرنتينا خلال العهد العثماني قبل مرور 10 عام على حرب النكبة، ويطلق على هذه القلعة اسم قلعة التحفظخانة أيضًا، وتم استخدامها للحجر الصحي وفحص القادمين إلى المدينة حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.
- قلعة البرقاوي في شوفة: يمكن العثور على هذه القلعة في قرية شوفة إلى الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة طولكرم، وتتكون هذه القلعة من تسوية سفلية بالإضافة إلى طابقين، كما أنها تتضمن العديد من الساحات ومرابط الخيل وغيرها.
- قلعة مراد: على بُعد 3 كيلومتر إلى الجهة الغربية من مدينة بيت لحم يمكن العثور على قلعة مراد المعروفة باسم قلعة البراك، وهي قلعة تم بناؤها من قبل السلطان العثماني مراد الرابع خلال القرن السابع عشر.
- قلعة الفريديس: تم بناء قلعة الفريديس من قبل هيروديون الكبير، ولذلك تعرف باسم قلعة هيروديون أيضًا، وهي قلعة واقعة على بعد 6 كيلومتر إلى الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة بيت لحم.
- قلعة صانور: على بُعد 25 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة جنين تقع قرية صانور التي تضم على أراضيها قرية تحمل الاسم نفسه، وتحتوي هذه القلعة على أبراج وإسطبلات والعديد من المرافق الأخرى.
- قلعة الخطيب: تم تشييد قلعة الخطيب من قبل الشيخ عبد القادر الخطيب في القرن التاسع عشر الميلادي، وهي قلعة تقع على بعد 6 كيلومتر إلى الجهة الشمالية الغربية من مدينة القدس في بلدة بيت اكسا.
- قلعة سحويل: يعود بناء قلعة سحويل إلى الحقبة العثمانية، وتُعرف القلعة بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ خليل سحويل الذي قام ببنائها، وهي قلعة تتمتع بشكل مربع تقريبًا، وتحتوي على عدة دهاليز بالإضافة إلى البوابات الفخمة.
لماذا تعرف قلعة برقوق باسم قلعة خان يونس؟
تُعرف قلعة برقوق بهذا الاسم نسبة إلى السلطان المملوكي الذي أمر ببنائها، ويُطلق عليها اسم قلعة خان يونس نسبةً إلى يونس بن عبد الله النورزي الداودار الذي تولى مسؤولية البناء بعد طلب السلطان؛ فإن القلعة كانت تتضمن خانًا إلا أنه شبه مهدم في الوقت الراهن، وأما عن معنى كلمة خان؛ فإنه النزل أو الاستراحة.
هل تعرضت قلعة برقوق إلى عدة اعتداءات في تاريخها؟
بالفعل تعرضت قلعة برقوق إلى عدة اعتداءات في تاريخها، وكان من بينها الاعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1996 مما تسبب بإزالة العديد من الأسوار وإخفاء حجارتها، وكذلك تعرضت القلعة إلى الاعتداءات خلال الحرب العالمية الأولى من قبل جيوش الحلفاء، ونتج عن ذلك تدمير المباني الداخلية للقلعة حسب المركز الفلسطيني للإعلام.
ما هي المجزرة التي شهدتها قلعة برقوق عام 1956؟
كانت أسوار قلعة خان يونس -المعروفة كذلك باسم قلعة برقوق- شاهدة على المجزرة التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1956 مع فرنسا وبريطانيا أثناء العدوان الثلاثي، وهدفت هذه المجزرة إلى القضاء على المقاومة في قطاع غزة، وتضمن قتل مئات الفلسطينيين على أبواب القلعة دون تفريق بين الأطفال والنساء والرجال.
كم عمر قلعة برقوق؟
يرجع تاريخ بناء قلعة برقوق إلى عام 1387 مما يعني أن عمرها يبلغ 636 عامًا تقريبًا، وتم نقش السنة التي بنيت فيها هذه القلعة على البوابة بالتقويمين الهجري والميلادي. بما أن السلطان برقوق حكم مصر وبلاد الشام منذ العام 1382 وحتى عام 1399؛ فهذا يعني أن بناء القلعة كان بعد مرور قرابة 5 سنوات من توليه الحكم.
هل يوجد مسجد في قلعة خان يونس؟
يوجد مسجد في قلعة خان يونس بالفعل، وكان هذا المسجد أحد الأجزاء الرئيسية في القلعة عند تشييدها، وتتضمن القائمة الآتية بعض المعلومات حوله:
- موقع المسجد: يستطيع الزوار رؤية مئذنة المسجد بسهولة عند النظر إلى قلعة خان يونس؛ فإن المسجد يقع إلى الجهة اليسرى من بوابة القلعة مباشرة.
- الطابق السفلي: يتضمن الطابق السفلي من مسجد قلعة خان يونس غرفة ذات شكل مستطيل، ويتكون سقف هذه الغرفة من الحجارة الصغيرة غير المنظمة.
- الطابق العلوي: في الوقت الراهن يكاد يكون الطابق العلوي مهدمًا بالكامل، ولكنه كان ذو سقف مقوس محمول على بناء أسطواني، وتعلوه قبة إلا أن نصفها مهدم حاليًا.
- البوابات: يوجد لمسجد قلعة برقوق بوابتان اثنتان، وتتضمن كل واحدة من البوابتين عتبة رخامية، وبين المدخلين يوجد نص محفور ومنقوش.
- المئذنة: تقع مئذنة مسجد قلعة خان يونس على اليمين من البوابة الرئيسية، ويوجد درج يمكن استخدامه للصعود إلى المئذنة، وتتمتع هذه المئذنة مستوية مع جدار القلعة.
- تدمير القمة الدائرية للمئذنة: في السابق كان لمئذنة مسجد القلعة قمة دائرية، ولكن الأتراك قاموا بتدمير هذه القمة خلال الحرب العالمية الأولى، وذلك لأن الاسطول البريطاني جعلها دليلًا في قصف المدينة.
ما هي أبرز المعلومات عن قلعة خان يونس؟
لا تزال القلعة شاهدة على كثير من الوقائع التاريخية في مدينة خان يونس حتى اليوم، وفيما بعضًا من أبرز المعلومات عن قلعة خان يونس:
- الغاية من إنشاء القلعة: أراد السلطان برقوق بناء قلعة خان يونس حتى يقوم بحماية التجار، بالإضافة إلى تأمين الطرق البرية التي ربطت بين بلاد الشام ومصر في وقتها.
- أثر القلعة في زيادة السكان: بعد الانتهاء من بناء قلعة برقوق توجه الكثير من السكان للعيش ضمن المنطقة المحيطة، وهو ما جعل من خان يونس واحدة من المدن ذات الدور المهم في طريق التجارة بين مصر وبلاد الشام.
- الخان: تضمنت قلعة خان يونس خانًا، وهو خان من طابقين، وكان يحتوي على العديد من الدكاكين إضافة إلى المستودعات في طابقه السفلي، وتضمن الطابق العلوي استراحة ونزلًا للمسافرين.
اقرأ/ي أيضًا:
