تحقيق مسبار
يؤثر الماء الأبيض في العين على حِدّة الرؤية بشكل مباشر، وربما ينتهي بالعمى التام مع مرور الوقت إذا لم يحصل المصاب على العلاج الذي يحتاجه. وعادة ما يتم الاعتماد على العمليات الجراحية المتخصصة للتعامل مع هذا المرض والشفاء منه، ويشمل ذلك الجراحة ذات الشق الصغير أو الكبير، أو الجراحة بتقنيات الليزر.
هل يمكن التخلص من الماء الأبيض في العين؟
يمكن الشفاء من المياه البيضاء في العين بالفعل؛ إلا أن ذلك يتطلب تدخلًا جراحيًا من قبل الطبيب المختص حتى يتمكن من علاج العين، وقبل تحديد الجراحة المناسبة التي يحتاج إليها المريض لا بد إجراء التشخيص المناسب الذي يعتمد على شكل المياه البيضاء في العين، بالإضافة إلى العديد من الفحوصات والاختبارات الأخرى.
ما هو الماء الأبيض في العين؟
يطلق على الماء الأبيض في العين اسم الساد أو إعتام عدسة العين أيضًا، وهو مرض يتسبب بوجود منطقة غائمة في عدسة العين، ويشيع ظهوره عادة مع التقدم في السن، وربما يشعر المرء بأنه ينظر إلى العالم حوله من خلال نافذة متسخة عند الإصابة، وإذا تقدم المرض؛ فإنه يتداخل مع الحياة اليومية في كثير من الأحيان.
ما هو سبب المياه البيضاء في العين؟
عادةً ما يرجع سبب المياه البيضاء في العين إلى الشيخوخة والتقدم في السن نظرًا للتغيرات الطبيعية التي تطرأ على العين، كما أن هناك عدة من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، ومنها: الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى مثل داء السكري، وتزداد فرصة الإصابة مع وجود فرد آخر مصاب في العائلة من الوالدين والإخوة والأخوات.
ربما يتطور مرض الماء الأبيض في العين بسبب الإصابة التي تتعرض إليها عين الإنسان أو الجراحة التي يتم إجراؤها فيها، أو العلاجات الإشعاعية للجزء العلوي من الجسم، وكذلك الحال عند قضاء وقت طويل تحت أشعة الشمس دون ارتداء النظارات، وربما ينتج المرض عن تناول بعض أنواع الأدوية مع مرور الوقت.
هل المياه البيضاء تسبب العمى؟
وضّحت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية هل المياه البيضاء تسبب العمى أم لا؛ فإن هذا المرض يؤثر على النظر بشكل مباشر، وإذا استمر بالتطور دون حصول المريض على العلاج المطلوب؛ فربما ينتهي ذلك بالعمى الكامل وفقدان القدرة على الإبصار والرؤية مع مرور الوقت.
أنواع المياه البيضاء في العين
يمكن للأطباء التعرّف على أنواع المياه البيضاء في العين بسهولة بعد إجراء التشخيص؛ فإن هناك عدة أنواع مختلفة لهذا المرض، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:
- الإعتام النووي: يُعرف إعتام عدسة العين الذي يصيب مركز العدسة باسم الإعتام النووي، ويتسبب هذا النوع بعدم وضوح عند رؤية الأجسام البعيدة مع رؤية الأجسام القريبة بشكل جيد، ثم تتدهور الرؤية مع مرور الوقت.
- الإعتام القشري: يبدأ الإعتام القشري بشكل خطوط بيضاء وتدية، أو بقع تظهر على الحافة الخارجية لقشرة العدسة، ثم يتطور بعدها ببطء، ويُعرف باسم إعتام عدسة العين الذي يصيب حواف العدسة.
- الإعتام الخلفي تحت المحفظة: كما يظهر من اسمه يبدأ الإعتام الخلفي تحت المحفظة في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه من العين، وعادةً ما يؤثر على النظر عند القراءة، ويُعرف باسم إعتام عدسة العين الذي يصيب خلفية العدسة.
- الإعتام الخلقي: يظهر الإعتام الخلقي منذ ولادة الطفل، وربما يكون ذلك لأسباب وراثية من أحد الوالدين أحيانًا، بينما يظهر نتيجةً للعدوى أو الإصابة الجسدية قبل الولادة في أحيان أخرى.
- الإعتام المرتبط بالعمر: على خلاف الإعتام الخلقي الذي يظهر عند الولادة يظهر الإعتام المرتبط بالعمر مع التقدم في عمر الإنسان، وعادةً ما يكون مرتبطًا بالشيخوخة.
- الإعتام الثانوي: عادةً ما يظهر الإعتام الثانوي بسبب بعض الأمراض والمشاكل الصحية التي يتعرض إليها الإنسان، ومنها: مرض السكري، ويرتبط أحيانًا باستخدام بعض الأدوية الستيرويدية.
- الإعتام الناتج عن الصدمة: في بعض الأحيان تتعرض إحدى أو كلتا عيني الإنسان إلى الصدمات، مما يتسبب بالإعتام تدريجيًا، وربما يستغرق الإعتام عدة سنوات في الظهور بعض الصدمة ويكون مرتبطًا بها.
أعراض وجود ماء في العين
ربما تختلف أعراض وجود ماء في العين بين شخص وآخر، ومنها: ضعف البصر بشكل تدريجي دون الشعور بأية آلام، وكذلك الضبابية وعدم الوضوح في الرؤية، والحساسية تجاه الضوء الساطع، وخصوصًا عند القيادة خلال فترة الليل، ورؤية الهالات حول الأضواء عند النظر إليها، وكثرة الحاجة إلى تغيير النظارات أو العدسات اللاصقة.
طريقة تشخيص الماء الأبيض في العين
إلى جانب شكل المياه البيضاء في العين يجري الأطباء العديد من الاختبارات والفحوصات لتشخيص هذا المرض، ومنها ما يأتي:
- اختبار حساسية التباين: يتم الاعتماد على اختبار حساسية التباين، للتحقق من قدرة المريض على اكتشاف التباين البصري نتيجة للوهج، وهو من مقاييس تقييم جودة الرؤية.
- فحص المصباح الشقي: يتم إجراء فحص المصباح الشقي باستخدام الضوء والمجهر، وذلك حتى يتحقق مقدم الرعاية الصحية من أجل فحص هياكل العينين بشكل تفصيلي.
- اختبار الشبكية: بالاعتماد على منظار العين يقوم مقدم الرعاية الصحية بفحص الشبكية، إضافة إلى التحقق من العصب البصري بحثًا عن أية آثار لإعتام عدسة العين أو الماء الأبيض في العين.
- اختبار قياس توتر العين: من خلال اختبار قياس توتر العين يمكن للطبيب المختص التحقق من مستويات الإعتام في عيني الإنسان، كما أنه يحدد عدة من مشاكل العين الأخرى أيضًا حسب فيري ويل هيلث.
- اختبارات حدة البصر: عند ظهور أعراض الماء الأبيض في العين يقوم الطبيب بقياس حدة الرؤية المعروف، وذلك لمعرفة مدى تأثير المرض على حاسة البصر.
- اختبار ضغط السوائل: يمكن لاختبار ضغط السوائل قياس ما يعرف باسم توتر العين، ويتم الاعتماد على أجهزة مختلفة للقيام بهذا الفحص أثناء تشخيص المريض المصاب بالماء الأبيض في العين.
طرق علاج الماء البيضاء في العين
يعتمد علاج الماء البيضاء في العين على العملية الجراحية بشكل أساسي، وهناك العديد من الإرشادات المنزلية والأدوية التي يتم استخدامها لإدارة هذا المرض وإبطاء حدة تقدمه وتداخله مع أنشطة الحياة اليومية للمصابين أيضًا، ومنها: الاستمرار بمراجعة طبيب العيون لاختبار حدة النظر والحصول على نظارات جديدة، واستخدام العدسات المكبرة عند القراءة.
عمليات علاج الماء الأبيض في العين
توجد عدة أنواع من العمليات التي يمكن إجراؤها للتخلص من الماء الأبيض في العين، وتنقسم هذه العمليات إلى 3 أنواع حسب ويب ميد، وهي الأنواع الموضحة في القائمة الآتية:
- الجراحة بشق صغير: تُعرف الجراحة بشق صغير لعلاج الماء الأبيض في العين باسم عملية استحلاب العدسة، وفيها يتم وضع جهاز لإصدار موجات فوق صوتية تفتت العدسة المعتمة، ثم يضع الطبيب العدسة الاصطناعية بعدها.
- الجراحة بشق كبير: قليلًا ما يتم اللجوء إلى طريقة الجراحة بشق كبير للتعامل مع الماء الأبيض في العين، وفيها يقوم الطبيب بإخراج العدسة المعتمة، ثم وضع أخرى اصطناعية مكانها، وتحتاج هذه العملية إلى وقت شفاء أطول.
- جراحة ليزر الفيمتوثانية: في جراحة ليزر الفيمتوثانية يتم الاعتماد على أشعة الليزر لتفتيت العدسة، ثم يتم وضع عدسة اصطناعية أخرى مكانها للتخلص من ضبابية الرؤية واستعادة حدة البصر الطبيعية.
إرشادات الوقاية من الماء الأبيض في العين
حتى الوقت الراهن لا توجد دراسات تثبت كيفية منع تشكل الماء الأبيض في العين أو إبطاء تطوره حسب مايو كلينيك، إلا أن مقدمي الرعاية الصحية المختصين يقدمون العديد من الإرشادات التي ربما تكون مفيدة في اعتقادهم، ومنها: الابتعاد عن التدخين، وإدارة المشاكل الصحية الأخرى، وارتداء النظارات الشمسية، والتزام نظام غذائي صحي.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج شحاذ العين بسرعة؟
