تحقيق مسبار
تتسبب طائرات الاستطلاع الملقّبة بالزنانة الإسرائيلية بالقلق للمواطنين الفلسطينيين، وذلك بسبب صوتها المرتفع؛ فإنها تُعرف بهذا الاسم بسبب الصوت الذي يصدر عنها أثناء التحليق في الهواء. لا تستخدم قوات الاحتلال الإسرائيلي نوعًا واحدًا من الطائرات الزنانة، وإنما تعتمد على عدة أنواع، وتقوم بتصنيع بعض الطائرات الزنانة وبيعها إلى الدول الأخرى أيضًا.
ما هي الزنانة الإسرائيلية؟
عند البحث لمعرفة ما هي الطائرة الزنانة الإسرائيلية، يتضح بأنه الاسم الذي يطلقه المواطنون الفلسطينيون على طائرات الاستطلاع المسيرة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيام بالعديد من المهمات المختلفة، ويزداد استخدامها في الأوقات التي تشهد خلالها الأراضي الفلسطينية مواجهات بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.
يّذكر أنّ بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي عام 2023 قامت بنشر مقطع تدعي فيه قيام غراب جزائري بإسقاط زنانة إسرائيلية للتجسس، ولكن تحقيق مسبار تتبع هذا الادعاء ووجد بأنه مضلل، وأما عن المقطع المرئي؛ فإنها قديم، ويصور أحد المشاهد في أستراليا لا في الجزائر.
من هو مخترع الزنانة؟
تم تطوير أولى الطائرات الزنانة في العالم عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، وكانت هذه الطائرة صغيرة يتم التحكم فيها عن بُعد. أما عن مصمم هذه الطائرة؛ فإنه الدكتور أرشيبالد لو بريطاني الجنسية، وهو أحد الأفراد الذين خدموا في سلاح الطيران الملكي البريطاني حسب موسوعة بريتانيكا.
هل يتسبب صوت الزنانة بالإزعاج للمواطنين؟
يتسبب صوت الزنانة الإسرائيلية بالإزعاج للمواطنين الفلسطينيين فعلًا، وتزداد الآثار السلبية للصوت الذي تصدره هذه الطائرة عند كبار السن والمرضى، كما أن الزنانة تؤثر على تردد القنوات الفضائية وتؤدي إلى التشويش عليها، وهي طائرة ذات آثار نفسية سلبية عند الكثير من المواطنين داخل قطاع غزة؛ نظرًا لاستخدامها في عمليات العدوان المتكررة من الاحتلال الإسرائيلي.
هل تم استخدام الزنانة الإسرائيلية في عمليات الاستهداف؟
ربما يختلف شكل الزنانة الإسرائيلية بين نوع وآخر؛ نظرًا لاختلاف الوظائف التي تقوم بها هذه الطائرات المسيرة، وتقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدامها أحيانًا في عمليات الاستهداف. تتضمن القائمة الآتية عدة من عمليات الاستهداف التي استخدمت فيها قوات الاحتلال الطائرة الزنانة:
- استهداف كلية تدريب غزة 2008: في يوم 27 ديسمبر/كانون الأول من عام 2008 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الزنانة للهجوم على كلية تدريب غزة، وأدى هذا الهجوم إلى وقوع 12 ضحية في غزة.
- استهداف متجر حدادة عائلة سمور 2008: قام الاحتلال باستخدام الزنانة الإسرائيلية يوم 29 ديسمبر/كانون الأول من عام 2008 للهجوم على متجر حدادة عائلة سمور في جباليا، وهو ما تسبب بوقوع العديد من القتلى.
- استهداف منزل عائلة مشهراوي في غزة 2009: شهد يوم 4 يناير/كانون الثاني من عام 2009 الهجوم من الزنانة الإسرائيلية على منزل عائلة مشهراوي باستخدام صاروخ، وهو ما تسبب بوقوع اثنين من القتلى في مدينة غزة.
- استهداف منزل عائلة الحبش في الشعف 2009: قامت الزنانة الإسرائيلية بالهجوم على منزل لعائلة حبش في منطقة الشعف داخل غزة يوم 4 يناير/كانون الثاني من عام 2009، مما تسبب بمقتل وإصابة 6 أطفال.
- استهداف منزل عائلة علاو في الشعف 2009: قامت واحدة من طائرات الزنانة الإسرائيلية بإطلاق صاروخ على منزل عائلة علاو في منطقة الشعف داخل قطاع غزة، مما تسبب بوقوع قتيل واحد يوم 5 يناير/كانون الثاني من عام 2009.
- استهداف مدرسة أسماء الابتدائية 2009: إن مدرسة أسماء الابتدائية في مدينة غزة واحدة من المدارس التابعة للأونروا، وتمت مهاجمتها بصاروخ أطلقته زنانة إسرائيلية يوم 5 يناير/كانون الثاني من عام 2009.
ما وظيفة الزنانة الإسرائيلية؟
لا تقتصر وظيفة الزنانة الإسرائيلية على الاستطلاع والمراقبة، وإنما قامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتماد على هذه الطائرات في عدة عمليات هجومية أيضًا داخل قطاع غزة مما تسبب بوقوع عدد كبير من القتلى المدنيين حسب هيومان رايت ووتش التي صرّحت بإساءة استخدام الزنانة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتقوم طائرة الزنانة الإسرائيلية بمهمات التصوير والتعقب للأهداف المختلفة، كما يتم الاعتماد على هذه الفئة من الطائرات في عمليات الاغتيال، ويستفيد منها جيش الاحتلال الإسرائيلي في توجيه الطائرات الحاملة للقاذفات أيضًا، وهذا يعني وجود كثير من الاستخدامات المختلفة للطائرات الزنانة وبالتالي اختلاف الكثير من خصائصها وأشكالها.
ما هي أهم المحطات في تاريخ الزنانة الإسرائيلية؟
بدأ استخدام الزنانة الإسرائيلية عام 1969 ثم قام الاحتلال بتطوير عدة أشكال منها في وقت لاحق، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أهم المحطات في تاريخ استخدام الزنانة الإسرائيلية:
- ظهور الزنانة أول مرة: ظهرت طائرة الزنانة أول مرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1969؛ لالتقاط بعض الصور من أهداف في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وتم استخدام هذه الصور في حرب عام 1973.
- تطوير طائرة سورك: خلال عام 1973 تمكّنت شركة تدارن الواقعة في دولة الاحتلال الإسرائيلية تطوير طائرة سورك الجديدة، وهي طائرة زنانة بدأ استخدامها من قبل الجيش عام 1978.
- استخدام الطائرة الزنانة في الثمانينيات: خلال عام 1981 استطاعت الطائرة الزنانة تصوير بطاريات لصواريخ سورية ليقوم الاحتلال بتدميرها، وكذلك كان لهذه الطائرات دور في اجتياح لبنان عام 1982 أيضًا.
- إنتاج طائرة هيرون: في عام 2005 تمكّنت دولة الاحتلال الإسرائيلي من تطوير طائرة أطلق عليها اسم هيرون، وهي طائرة تم بيعها للعديد من الدول حول العالم، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل.
- تقديم طائرة كتمام: قام الاحتلال الإسرائيلي بتقديم طائرة كتمام عام 2016 بعد تطويرها للبقاء في الجو عدة أيام متواصلة، وهي طائرة تستدعي توفير طاقم متيقظ دائمًا.
وقد نشرت بعض حسابات مواقع التواصل الاجتماعي قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر خبر سابقًا تدّعي فيه قيام شركة إيروبوتيكس الإسرائيلية باختراع طائرة زنانة مزودة بجهاز إنعاش قلبي، وتتبع تحقيق مسبار هذا الادعاء ليتبين له بأنه ادعاء مضلل؛ فإن هذه الشركة لم تكون أول من اخترع طائرة مزودة بجهاز الإنعاش.
ما هي أنواع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية الزنانة؟
إن أنواع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تعرف باسم الزنانة عديدة بالفعل، ولا تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي باستخدام نوع واحد من هذه الطائرات، وفيما يأتي قائمة تتضمن تفاصيل بعض طائرات الزنانة الإسرائيلية:
- طائرات أوريبتر: تقوم طائرات أوريبتر بمهام المراقبة والاستطلاع وتقييم أضرار المعارك إضافة إلى مهمات حماية وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتستطيع هذه الطائرة التحليق ضمن 15 كيلومتر.
- غلف ستريم جي 550: بدأ تسليم طائرات غلف ستريم جي 550 إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2021 بعد إجراء تعديلات تسمح باستخدامها في مهمات المراقبة المتخصصة لبعض العمليات المعقدة.
- طائرات هنتر: يتم الاعتماد على الزنانة الإسرائيلية من نوع هنتر خلال خطط الاغتيال، وهي طائرة تستطيع جمع المعلومات الاستخبارية بالإضافة إلى تصحيح الرماية من المدفعية والعديد من المهمات الأخرى.
- طائرات كاسبر 250: تتمتع طائرات كاسبر 250 بوزن خفيف، كما أنها من الطائرات ذات الحجم الصغير مما يمكن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بوضعها في حقيبة الظهر لاستخدامها عند الحاجة.
- طائرات هيرون: قامت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بتطوير طائرات هيرون التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي طائرة تعتمد على نظام التموضع العالمي GPS لتحديد المواقع.
- طائرات سكاي لارك: تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي باستخدام عدة أنواع من طائرات سكاي لارك التي تم تطويرها من قبل شركة أنظمة إلبيط، وتعمل هذه الطائرة في مهمات المراقبة والاستطلاع التكتيكي ضمن نطاق 50 كيلومتر.
هل تستخدم فصائل المقاومة الطائرات الزنانة؟
لا تستخدم فصائل المقاومة طائرات الزنانة الإسرائيلية، إلا أنها استطاعت تطوير العديد من أنواع الطائرات المسيرة الأخرى التي تقوم بالاعتماد عليها في عدة من عملياتها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنها طائرة أبابيل التي تم الإعلان عنها من قبل كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 2014 للقيام بمهام هجومية ومهام استطلاعية.
كما تقوم سرايا القدس باستخدام عدة أنواع من طائرات مسيرة في عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومنها مسيرة سحاب التي تقوم ببعض المهمات الاستطلاعية والهجومية، وكذلك مسيرة صياد الهجومية المستخدمة في استهداف آليات الاحتلال الإسرائيلي وقواته، وكذلك تستخدم سرايا القدس طائرات هدهد للاستطلاع والتصوير والكشف.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هو جيش الاحتياط الإسرائيلي؟
هل تم الإعلان عن خسائر إسرائيل في حرب تموز؟
أوجه التضليل في المقارنة بين القوة العسكرية الإسرائيلية والفلسطينية
معطيات تُشكّك في رواية إسرائيل بوجود أنفاق لحماس أسفل مستشفى الرنتيسي