تحقيق مسبار
تعرّضت مراكز الإيواء في غزة إلى كثير من الانتهاكات والاعتداءات، التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء الاجتياح البري الذي عقب معركة طوفان الأقصى من عام 2023، ولا يزال مستمرًا مع بداية العام التالي. شملت هذه الاعتداءات كلًا من القصف المدفعي والقصف بالطائرات والاعتقال، وغيرها من الممارسات الأخرى.
هل تم قصف مراكز الإيواء في غزة؟
تم قصف مراكز الإيواء في غزة بالفعل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الذي قام به عام 2023 باسم السيوف الحديدية، وأدى هذا القصف إلى وقوع كثير من الضحايا في صفوف المدنيين. ويجدر الذكر بأن عدد مراكز الإيواء في غزة كبير خلال الوقت الراهن، وهي مراكز تكتظ بالسكان الذين يتركون منازلهم بحثًا عن مكان أكثر أمانًا.
لماذا يقصف الاحتلال الإسرائيلي مراكز الإيواء في غزة؟
يقوم الاحتلال الإسرائيلي بقصف مراكز الإيواء في غزة حتى يجبر السكان على الهجرة والنزوح من مناطق قطاع غزة، وذلك من خلال توليد شعور عند المواطنين بعدم وجود أي مكان آمن في أراضي القطاع، سواءً كان ذلك داخل مراكز الإيواء أو غيرها، وهي أعمال تنتهك القوانين الدولية بشكل صريح.
هل توجد عدة أشكال للاعتداء على مراكز الإيواء في غزة؟
بالفعل هناك عدة أشكال للاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على مراكز الإيواء في غزة خلال عدوانه عام 2023 دون الاقتصار على شكل واحد، وهي كما يأتي:
- القصف الجوي: في بداية العدوان قام الاحتلال الإسرائيلي بقصف مراكز الإيواء داخل قطاع غزة دون مبرر، واستهدف هذا القصف المدنيين العزل الذين انتقلوا إلى مراكز الإيواء بعد تلقيهم لأوامر الاحتلال الإسرائيلي بالنزوح من منازلهم.
- الاقتحام البري: أثناء محاولات الاقتحام البري لقطاع غزة قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح مراكز الإيواء في غزة، مع تدمير أجزاء منها بالدبابات وإطلاق النيران الكثيفة والقذائف عليها، إضافة إلى تنفيذ عمليات إعدام فيها.
- التحويل إلى ثكنات عسكرية: قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح بعض مراكز الإيواء داخل قطاع غزة، ثم تحويلها إلى ثكنات عسكرية لدباباته بدلًا من إبقائها للمدنيين اللاجئين.
- اتخاذ المراكز مقرات مؤقتة: تم اتخاذ بعض مراكز الإيواء في غزة مقرّات مؤقتة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كما أن بعضًا منها أصبح مقرًا للتحقيق مع المواطنين الفلسطينيين والتنكيل بهم.
- التدمير الكامل: لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح مراكز الإيواء والتنكيل باللاجئين إليها أو قتلهم وإعدامهم، وإنما قام بتدمير بعض هذه المراكز بشكل كامل أيضًا.
ما هي أبرز الاعتداءات الموثقة على مراكز الإيواء في غزة؟
قام المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتوثيق الكثير من الاعتداءات التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2023 على مراكز الإيواء في غزة، ومنها الاعتداءات الآتية:
- قصف مقر جمعية خيرية في رفح: خلال يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 قامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مقر جمعية خيرية لجأ إليها عشرات النازحين في مدينة رفح، ونتج عن هذا القصف سقوط 11 ضحية.
- قصف كنيسة القديس بروفيريوس: تم قصف كنيسة القديس بروفيريوس يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول من عام، مما تسبب بمقتل 8 أشخاص على الأقل، وهي كنيسة لجأ إليها مئات النازحين في القطاع بسبب الحرب.
- قصف تل القمر: تم قصف صالة تل القمر -التي لجأ إليها مئات النازحين في قطاع غزة- يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023، مما تسبب بقتل 20 شخصًا على الأقل، وهي صالة في النصيرات في الجزء الأوسط من القطاع.
- قصف محيط مدرسة أبو عاصي: أدى قصف الاحتلال الإسرائيلي لمحيط مدرسة أبو عاصي يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023 إلى وقوع 5 ضحايا، وهي من المدارس التابعة للأونروا، وكانت تأوي مئات النازحين.
- قصف مدرسة الفالوجة: عندما تم قصفها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023 كانت مدرسة الفالوجة في مخيم جباليا تضم آلاف النازحين، وتسبب هذا القصف بسقوط 20 ضحية.
- قصف مدرسة البراق: تعرّضت مدرسة البراق في حي النصر داخل مدينة غزة إلى القصف يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، مما أدى إلى وقوع 50 ضحية على الأقل، وهي مدرسة كانت تضم مئات النازحين.
- استهداف المدرسة الماليزية: تم استهداف المدرسة الماليزية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، مما أدى إلى وقوع 3 ضحايا على الأقل، وهي من مدارس مخيم النصيرات.
- قصف مدرسة خليفة: لجأ الكثير من النازحين إلى مدرسة خليفة، وقام الاحتلال بقصف هذه المدرسة يوم 9 ديسمبر/كانون الأول من عام 2023، مما أدى إلى قتل وإصابة العشرات، وهي من مدارس بيت لاهيا.
- قصف محيط مدرسة خالد: قامت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بقصف محيط مدرسة خالد في مخيم النصيرات يوم 23 ديسمبر/كانون الأول من عام 2023، مما أدى إلى إصابة امرأة حامل بجروح خطيرة.
هل تم اعتقال مدنيين من مراكز الإيواء في غزة؟
قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقال المدنيين من مراكز الإيواء في غزة فعلًا، وشهدت عمليات الاعتقال كذلك ممارسات التنكيل والضرب والتعرية، وقام الاحتلال الإسرائيلي بإجبار بعض المعتقلين على حمل السلاح، ثم تصويرهم للادعاء بأنه من المقاتلين الذين يتواجدون داخل المخيمات ومراكز الإيواء حسب المركز الفلسطيني للإعلام.
هل كانت مدرسة الرافعي من مدارس الإيواء في غزة؟
تنتشر مدارس الإيواء في غزة على نحوٍ واسعٍ لتضم السكان النازحين الذين يهربون من قصف الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته، إلا أن النازحين إلى هذه المدارس لم يسلموا من الاعتداءات، وكانت مدرسة الرافعي من مدارس الإيواء التي تعرضت إلى الاقتحام يوم 24 ديسمبر/كانون الأول من عام 2023 بالإضافة إلى قصف محيط المدرسة، وفيما يأتي بعضًا من تفاصيل هذه الاعتداءات:
- القصف المدفعي: تعرّض محيط مدرسة الرافعي في بلدة جباليا شمال قطاع غزة إلى القصف، مما تسبب بوقوع عشرات القتلى والمصابين في صفوف المدنيين النازحين.
- اعتقال الذكور: لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال الرجال وحدهم عند اجتياح ممدرسة الرافعي -التي تعد واحدة من مراكز الإيواء في غزة- وإنما تم اعتقال جميع الذكور الذين تزيد أعمارهم على 15 عامًا.
- إجبار المعتقلين على التعري: بعد اعتقال جميع الذكور الذين يبلغون من العمر أكثر من 15 عامًا أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على التعري مع البقاء في الملابس الداخلية وحدها.
- إخراج النساء بالقوة: قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخراج النساء اللواتي نزحن إلى مدرسة الرافعي بالقوة، وكان ذلك وسط إطلاق النار لإجبارهن على الخروج.
هل تتركز مواقع مراكز الإيواء في غزة في مكان واحد؟
لا تتركز مواقع مراكز الإيواء في غزة داخل مكان واحد في أراضي القطاع، وإنما تنتشر وتتوزع على نحوٍ كبيرٍ لتضم أكبر عدد من النازحين، وقامت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى -المعروفة بالأونروا اختصارًا- بتحويل عددٍ كبيرٍ من المدارس التابعة لها في مختلف المخيمات إلى مراكز إيواء يذهب إليها النازحون.
هل الاكتظاظ في مراكز الإيواء في غزة كبير؟
على الرغم من عدد مراكز الإيواء في غزة الكبير، إلا أن ذلك لا يعني أنّها كافية لجميع النازحين، وإنما يظهر الاكتظاظ في مراكز الإيواء في غزة بشكل كبير نظرًا للعدد الكبير من السكان في القطاع ذي المساحة المتدنية، وتضم بعض مدارس الإيواء مئات أو آلاف النازحين الذين يبحثون عن مكان آمن في ظل الحرب الحالية.
اقرأ/ي أيضًا:
