تحقيق مسبار
تم إطلاق نظام ساهر في المملكة العربية السعودية لمراقبة الطرقات ورصد المخالفات التي يتم ارتكابها من قبل السائقين بشكل آلي، دون الحاجة إلى تدخل شرطة المرور. لا يهدف هذا النظام إلى رصد المخالفات فحسب، وإنما هو نظام متكامل يتضمن العديد من التقنيات، التي تساعد في سير المركبات على الطرقات بأفضل مستويات الأمان والكفاءة.
ما هو نظام ساهر الجديد؟
تم إطلاق نظام ساهر الجديد في السعودية ضمن إجراءات المرور السعودي للحد من الحوادث على الطرقات، وهو نظام آلي لضبط وإدارة الحركة المرورية بالاعتماد على بعض النظم الإلكترونية التي تغطي المدن الرئيسية داخل أراضي المملكة. يرتبط هذا النظام مع شبكة من الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية؛ لاستكمال إجراءات رصد المخالفات على مرتكبيها حسب أحد الأبحاث.
متى بدأ نظام ساهر في السعودية؟
بدأ نظام ساهر في السعودية خلال شهر أبريل/نيسان من عام 2010 لرصد المخالفات المرورية ثم إصدارها إلكترونيًا، وذلك بهدف التقليل من الحوادث المرورية المميتة، بالإضافة إلى تحسين مستويات السلامة المرورية داخل أراضي المملكة العربية السعودية وفق وكالة الأنباء الرسمية، واستمرت وزارة الداخلية بزيادة عدد الكاميرات وتعزيزها لتوفير أفضل إدارة لطرقات المملكة.
ما هي مكونات نظام ساهر للمخالفات؟
لا شك بأن مكونات نظام ساهر للمخالفات عديدة لضمان سير عملية رصد مخالفات المرور وإصدارها دون مواجهة أية مشكلة، وفيما يأتي قائمة تتضمن مكونات هذا النظام مع بعض التفاصيل حولها حسب الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية:
- نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آليًا: يُعرف نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آليًا بالاختصار TMS، وهو النظام الذي يتحكم بالإشارات الضوئية المرورية آليًا من خلال رصد المركبات في كافة الاتجاهات لكل تقاطع.
- نظام تتبع مركبات جهاز المرور: من خلال نظام تتبع مركبات جهاز المرور يمكن تحديد مواقع مركبات جهاز المرور وتتبعها؛ لضمان توجهها بسرعة للتعامل مع الحالات المرورية عند الحاجة، ويعرف هذا النظام بالرمز AVL.
- نظام التعرّف على لوحات المركبات: يُطلق الاختصار LPR على نظام التعرّف على لوحات المركبات، وهو نظام يتم تركيبه على مداخل المدن ومخارجها، وذلك لأغراض الإحصاء إضافة إلى معرفة المركبات المطلوبة والمسروقة.
- نظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق: يُعرف نظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق بالاختصار VMS أيضًا، وهو نظام يرتبط بلوحات إلكترونية حية لتوجيه السائق من أجل تجنب الاختناقات المرورية.
- نظام كاميرات مراقبة الحركة المرورية: يقوم نظام كاميرات مراقبة الحركة المرورية -الذي يُعرف بالرمز CCTV اختصارًا- بمراقبة المركبات المرورية على الطرق الرئيسية بشكل حي.
- نظام الضبط الالكتروني للمخالفات: يرتبط نظام الضبط الإلكتروني للمخالفات مع شبكة من الكاميرات والرادارات الثابتة والمتحركة لضبط المخالفات آليًا دون أي تدخل بشري، ويُعرف هذا النظام بالاختصار LES.
كيف يتم تسجيل المخالفات المرورية عبر نظام ساهر؟
تمر عملية تسجيل المخالفات المرورية عبر نظام ساهر بالعديد من المراحل منذ تسجيلها وحتى تسديدها، وهي المراحل الآتية:
- الرصد الآلي: تقوم كاميرات ورادارات نظام ساهر بمراقبة الطرقات على نحو مستمر، وفي حالة ارتكاب أية مخالفة مرورية ضمن نطاق رصدها؛ فإنها تقوم بالرصد والالتقاط لصورة المخالفة.
- إرسال صورة اللوحة: بعد القيام برصد المخالفات والتقاط الصورة يتم إرسال صورة لوحة مركبة السيارة التي ارتكبت المخالفة إلى مركز معالجة المخالفات في الإدارة العامة للمرور.
- إصدار المخالفة: بعد وصول صورة المخالفة إلى مركز معالجة المخالفات يتم الاعتماد على قاعدة البيانات الوطنية المتوفرة لدى وزارة الداخلية؛ للحصول على المعلومات والبيانات المطلوبة ثم إصدار المخالفة على مرتكبيها.
- التسديد الإلكتروني: بعد إصدارها وتسجيلها على مرتكبها يتم تسديد الغرامات المترتبة على مخالفات المرور من خلال نظام سداد الإلكتروني، الذي تقدمه البنوك المحلية في المملكة العربية السعودية.
لماذا تم تطبيق نظام ساهر في السعودية؟
هناك عدة من الأهداف التي تم تطبيق نظام ساهر في السعودية لتحقيقها، وعلى رأسها: تعزيز مستويات السلامة المرورية على جميع الطرقات داخل أراضي المملكة والتقليل من فرصة ارتكاب المخالفات التي تؤدي إلى حوادث مرورية قاتلة، وكذلك رفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة في المملكة العربية السعودية حاليًا.
تهدف وزارة الداخلية السعودية -من خلال نظام ساهر- إلى تدعيم الأمن العام بالاعتماد على أحدث تقنيات المراقبة، بالإضافة إلى الحرص على تنفيذ جميع أنظمة المرور باستمرارية ودقة، وذلك إلى جانب توظيف أحدث تقنيات النقل الذكي ضمن خطوات السعي المتواصل للوزارة إلى توفير بيئة مرورية آمنة.
هل نجح نظام ساهر الجديد في تقليل الحوادث المرورية؟
نجح نظام ساهر بالتقليل من الحوادث المرورية بالفعل، حسب بحث نظام ساهر المرور في الميزان الفقهي، في التقليل من الحوادث المرورية بالفعل؛ فإنه أسهم في التقليل من الوفيات بنسبة 46% تقريبًا، كما قلل من شدة الإصابة بنسبة تبلغ 20% تقريبًا، ولا تزال مساعي الإدارة العامة للمرور مستمرة في التقليل من الوفيات وشدة الإصابات بشكل أكبر حتى الوقت الراهن.
كيف يمكن للسائقين الحد من الحوادث المرورية؟
لا يكفي نظام ساهر وحده في الحد من المخالفات المرورية، وإنما هناك العديد من الإرشادات التي يمكن للسائقين اتباعها ومراعاتها للتقليل من الحوادث، ومنها ما يأتي:
- القيادة بطريقة ودية: لتجنب حوادث المرور من الجيد القيادة على الطرقات بطريقة ودية، والتعامل مع السائقين الآخرين على الطريق بشكل مهذب وعدم القيادة بطريقة غير آمنة؛ بسبب الانفعال من تصرفات السائقين الآخرين.
- تجنب السرعة المرتفعة: ينبغي على السائقين تجنب القيادة بسرعات مرتفعة للتقليل من فرصة ارتكاب الحوادث، وذلك لأن القدرة على التباطؤ تصبح منخفضة مع زيادة السرعة مما يزيد من فرصة وقوع الحوادث.
- الالتزام بالمسرب: على السائقين التزام مسربهم على الطريق وتجنب الخروج من المسرب بطريقة غير مسؤولة؛ فإن ذلك يؤدي إلى زيادة خطورة ارتكاب الحوادث في حالة وجود سيارات مسرعة في المسارب الأخرى.
- القيادة باليدين معًا: يقود كثير من السائقين السيارات باستخدام يد واحد، ولكن استخدام كلتا اليدين معًا عن الإمساك بعجلة القيادة يوفر مزيدًا من التحكم بالسيارة عند الحاجة إلى ذلك، وهو ما يسهم في تقليل الحوادث المرورية.
- ترك مسافة من السيارات الأخرى: يؤدي الاقتراب من السيارات الأخرى عند القيادة إلى ارتكاب الكثير من الحوادث المرورية في حالات التوقف المفاجئ، ولذلك يجب على جميع السائقين ترك مسافة مناسبة من السيارات الأخرى.
- استخدام مؤشرات الانعطاف: يمكن للسائقين الآخرين على الطريق معرفة الاتجاه الذي يريد السائق الذهاب إليه بسهولة عند استخدام مؤشرات الانعطاف بشكل صحيح، ويقلل ذلك من ارتكاب الحوادث المرورية بشكل كبير.
ما هي أهم إيجابيات نظام ساهر في السعودية؟
هناك العديد من الإيجابيات التي تمكّن نظام ساهر في المملكة العربية السعودية من توفيرها، ومنها: التقليل من أعداد الحوادث المرورية، وتحقيق أفضل معايير السلامة المرورية على الطرقات. كذلك قلل نظام ساهر من مخالفات تجاوز السرعة المقررة، وزاد من التزام السائقين بالإشارات المرورية أيضًا.
هل توجد سلبيات لتطبيق نظام ساهر في السعودية؟
توجد بعض السلبيات لتطبيق نظام ساهر في السعودية بالفعل، ومنها: عدم وجود لوحات للسرعة المقررة على الشوارع بشكل كافٍ على الطرقات في المملكة العربية السعودية، وهو ما يتسبب بارتكاب مخالفات السرعة أحيانًا من قبل السائقين نظرًا لعدم معرفة السرعة المقررة، ويمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال زيادة عدد اللوحات المرورية.
في بعض الأحيان يتوقف السائقون بشكل مفاجئ عند رؤية كاميرات ساهر لتجنب ارتكاب المخالفة، وهو ما يتسبب بالحوادث المرورية. كذلك يؤدي تطبيق نظام ساهر إلى عرقلة حركة سيارات الإسعاف والإطفاء، وذلك لأن السائقين يخافون إصدار المخالفات المرورية في حقهم أثناء الإفساح لهذه السيارات.
اقرأ/ي أيضًا: