تحقيق مسبار
في الوقت الراهن عادت رأس الرجاء الصالح إلى الساحة بعد سنوات طويلة من الاعتماد على قناة السويس في الملاحة؛ للوصول إلى الأراضي الأوروبية من المحيط الهندي، نظرًا لتوفير الكثير من الوقت والتكاليف، وكان هذا التحول في أعقاب الهجمات التي تتعرض إليها بعض السفن القادمة عبر البحر الأمر؛ بسبب الحرب الدائرة على أراضي غزة.
ما سبب تسمية رأس الرجاء الصالح بهذا الاسم؟
وضحت العديد من المصادر ما سبب تسمية رأس الرجاء الصالح بهذا الاسم؛ فإنه كان معروفًا باسم رأس الزوابع إلا أنه أطلق عليه اسم رأس الرجاء الصالح من قبل أحد ملوك البرتغال تفاؤلًا في اكتشافه؛ فإنه يساعد البرتغال في الوصول إلى شبه القارة الهندية دون الحاجة إلى المرور ببلاد العرب.
أين يقع رأس الرجاء الصالح؟
من خلال الخريطة يمكن معرفة أين يقع طريق رأس الرجاء الصالح بالإضافة إلى رؤية النقطة التي يقع عندها هذا الرأس تحديدًا؛ فإن الطريق يمر حول قارة أفريقيا، ويقع الرأس المذكور في شبه جزيرة كيب، وهي إحدى جزر مقاطعة كيب الغربية داخل أراضي جنوب أفريقيا حسب موسوعة بريتانيكا، وهذا يعني أنه واقع في قارة أفريقيا.
بين كم قارة يربط طريق رأس الرجاء الصالح؟
بالنظر إلى الخريطة يتضح أن رأس الرجاء الصالح يربط بين قارتين اثنتين فحسب، وهما: قارة آسيا، وقارة أفريقيا، ولكن أهميته لا تقتصر على الربط بين هاتين القارتين فحسب، وإنما تعود إلى المسار البحري الذي استطاعت هذه المنطقة توفيره للسفن على الرغم من عدم الاعتماد عليه بشكل كبير اليوم كما كان قبل عدة قرون.
من هو مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح؟
يُعرف بارتولوميو دياز بأنه مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح الأول؛ فإنه أول من قاد رحلة استكشافية للدوران حول هذه المنطقة، وفيما يأتي بعض المعلومات حوله:
- العمر عند الوفاة: ولد البرتغالي بارتولوميو دياز عام 1450 في حين توفي عام 1500، مما يعني أن عمره كان وقتها 50 عامًا تقريبًا، وكانت وفاته قرب رأس الرجاء الصالح.
- أول رحلة استكشافية لرأس الرجاء الصالح: في عام 1488 قاد البرتغالي بارتولوميو دياز أول رحلة استكشافية حول رأس الرجاء الصالح، وفتح الطريق التجاري الذي يمر بهذه المنطقة عندها.
- الإشراف على بناء السفن: بعد عودته من الرحلة الاستكشافية التي فتحت طريق رأس الرجاء الصالح تم تعيين بارتولوميو دياز للإشراف على بناء بعض السفن، التي استخدمت في رحلات استكشافية أخرى.
- فقدان سفينة بارتولوميو دياز: خلال عام 1500 كان بارتولوميو دياز في إحدى رحلاته، وعند اقترابه من رأس الرجاء الصالح فقدت سفينته ولم يتم العثور عليها، وذلك أثناء واحدة من العواصف في المنطقة.
- الحفيد باولو دياز دي نوفايس: كان باولو دياز دي نوفايس واحدًا من أحفاد مكتشف رأس الرجاء الصالح، واستطاع هذا الحفيد حكم أنغولا، وأسس أول مدينة أوروبية في جنوب أفريقيا عام 1576 بعد وفاة جده بقرابة 75 سنة.
من الذي أطلق على رأس الرجاء الصالح هذا الاسم؟
عند اكتشافه لها أطلق بارتولوميو دياز على المنطقة اسم رأس العواصف بسبب الظروف الجوية السائدة؛ إلا أن جواو الثاني ملك البرتغال أطلق عليها رأس الرجاء الصالح، وهو الاسم المعروف حتى الوقت الراهن. فيما يأتي بعضًا من المعلومات حول جواو الثاني:
- الولادة والوفاة: ولد جواو الثاني ملك البرتغال عام 1455 بينما توفي عام 1459، مما يعني أن عمره كان 40 عامًا عند الوفاة، وكان في العقد الرابع من عمره عند اكتشاف رأس الرجاء الصالح.
- المشاركة في سياسة توسع البرتغال: كان جواو الثاني ابن الملك أفونسو الخامس، وفي عام 1474 بدأ المشاركة في سياسة توسع المملكة البرتغالية على نحو كبير، وذلك قبل بلوغه 21 عامًا من العمر.
- جواو الثاني ملكًا للبرتغال: أصبح جواو الثاني ملكًا للبرتغال عام 1481 قبل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح بقرابة 7 سنوات، ولم يزل حاكمًا للبرتغال حتى وفاته عام 1495.
- الجهود الاستكشافية: خلال فترة حكمه للبرتغال حرص الملك جواو الثاني على استئناف الرحلات الاستكشافية إلى كل من أفريقيا بالإضافة إلى البحث عن الهند، وهو ما جعله واحدًا من أعظم حكام البرتغال.
- توقيع معاهدة توردسيلاس: في عهد الملك جواو الثاني تم توقيع معاهدة توردسيلاس، وهي معاهدة تقسم العالم إلى منطقتين اثنتين من النفوذ بين المملكة البرتغالية من جهة وإسبانيا من الجهة الأخرى حسب كونفنت أوف كرايست.
- سبب الوفاة: كانت وفاة الملك جواو الثاني ملك البرتغال عام 1495 بسبب أحد الأمراض التي أصابته وعانى معها لفترة طويلة، وكانت وفاته في قلعة ألفور الموجودة في منطقة فارو البرتغالية.
ما أثر اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح اقتصاديًا؟
كان أثر اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح كبيرًا على الناحية الاقتصادية؛ فإنه غيّر حركة الملاحة، كما سهّل طريق وصول البضائع دون تعرضها إلى الضرر أثناء الإبحار في المحيط، واستطاع كذلك توفير نقطة استراحة للسفن التجارية الأوروبية، التي تأتي من أوروبا وتريد الذهاب إلى المستعمرات المختلفة في أفريقيا وآسيا.
عن طريق رأس الرجاء الصالح استطاعت السفن شحن البضائع بتكاليف منخفضة مقارنة بالطرق التي كانت تسلكها خلال ذلك الوقت، ومع ذلك إلا أن حركة السفن تحولت عن هذا الطريق منذ نهايات القرن السادس عشر؛ نظرًا للعواصف والظروف الجوية التي تسببت بوفاة الكثير من البحارة، وكان من بينهم مستكشف رأس الرجاء الصالح نفسه.
لماذا تفضل السفن قناة السويس على رأس الرجاء الصالح؟
في الوقت الراهن تفضل السفن الإبحار عبر قناة السويس للوصول إلى الجهة الأخرى من العالم عوضًا عن سلوك رأس الرجاء الصالح، وذلك نظرًا للتكاليف التي توفرها هذه القناة مقارنةً بالتكاليف الباهظة التي تحتاجها سفن وبواخر الشحن عند اختيار طريق رأس الرجاء الصالح؛ نظرًا لفارق المسافة الكبير بينهما.
إلى جانب انخفاض التكاليف استطاعت قناة السويس -التي تمر عبر جمهورية مصر العربية- ضمان وصول السفن إلى وجهتها النهائية خلال وقت أقصر، وذلك إلى جانب الظروف الجوية الخطيرة التي تسود في منطقة الرجاء الصالح على خلاف الظروف المستقرة عبر قناة السويس، مما يجعلها وجهة أفضل للسفن.
لماذا تتجه السفن إلى رأس الرجاء الصالح حاليًا؟
بالرغم من المميزات التي توفرها قناة السويس؛ إلا أن كثيرًا من السفن تتجه إلى رأس الرجاء الصالح خلال الوقت الراهن، وذلك بسبب الهجمات التي قام بها الحوثيون على السفن التي تدخل البحر الأحمر متجهة إلى قناة السويس في أعقاب الحرب التي نشبت بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
يحتاج الالتفاف حول الرجاء الصالح إلى فترة تتراوح بين 10-14 يومًا إضافيًا لكل رحلة مقارنة بالفترة التي تستغرقها الرحلة عند الذهاب إلى وجهتها عبر قناة السويس، وهو ما يتطلب تكاليف إضافية تصل إلى مليون دولار أمريكي من الوقود لكل رحلة من الرحلات حسب وكالة بي بي سي.
هل رأس الرجاء الصالح أقصى نقطة جنوبية في أفريقيا؟
تقع منطقة رأس الرجاء الصالح قرب أقصى نقطة جنوبية في أفريقيا، ولكنها ليست أقصى نقطة باتجاه الجنوب، وإنما تُعرف المنطقة الواقعة في هذه النقطة باسم رأس أقولاس، وتقع على بعد قرابة 176 كيلومتر إلى الجهة الجنوبية الشرقية من كيب تاون في جنوب أفريقيا، وبين رأس الرجاء الصالح ورأس أقولاس يوجد رأس هانقكليب.
يشير اسم أقصى نقطة جنوبية في أفريقيا إلى باللغة البرتغالية الإبر؛ فإنها تضم الكثير من الصخور والشعاب المرجانية التي أدت إلى تدمير السفن. يرى البعض بأن الاسم يشير إلى إبر البوصلة التي لم تظهر أي انحراف في المنطقة عند اكتشافها من قبل البرتغاليين الأوائل حسب موسوعة بريتانيكا.
اقرأ/ي أيضًا:
لماذا سمي جبل الكرمل بهذا الاسم؟
