تحقيق مسبار
إن أهمية قناة السويس كبيرة منذ افتتاحها في القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الوقت الراهن، وذلك لأنها استطاعت توفير مسار تسلكه السفن للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ونقل البضائع إلى أوروبا دون عبور طريق رأس الرجاء الصالح الذي ينطوي على كثير من المخاطر، إلى جانب المسافة الطويلة التي يجب قطعها عند سلوك رأس الرجاء الصالح مقارنة بقناة السويس.
ما أهمية قناة السويس الجديدة؟
تكمن أهمية قناة السويس الجديدة في زيادة القدرة الاستيعابية التي تتمتع بها القناة بشكل أساسي، وهو ما يسمح للمزيد من السفن بالمرور، كما أنه يتيح الفرصة لكافة فئات وأحجام السفن بالعبور دون مواجهة أية مشكلات أو صعوبات في طريقها، ويسهم ذلك في زيادة الإيرادات التي تستطيع القناة توفيرها.
خلال عام 2024 قامت بعض حسابات التواصل الاجتماعي بتداول خبر يفيد بأن هيئة قناة السويس أعلنت عن توقف جميع شركات الشحن عن العبور من خلال القناة؛ إلا أن تحقيق مسبار تأكد من هذا الادعاء، وتبيّن له بأنه ادعاء زائف، ولم تعلن الهيئة عن إيقاف الشركات عن العبور من خلالها لهذا العام.
هل أهمية قناة السويس الاقتصادية كبيرة لمصر؟
لا شك بأن أهمية قناة السويس الاقتصادية كبيرة بالنسبة إلى جمهورية مصر العربية؛ فإن كثيرًا من السفن تختار المرور عبر قناة السويس عوضًا عن الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح للتقليل من مدة الرحلة وتكاليفها التشغيلية، ومن جهتها تقوم مصر بأخذ الرسوم على مرور السفن مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي. فيما يأتي بعض من الفوائد الاقتصادية الأخرى للقناة:
- رفع معدل الادخار المحلي: تسهم قناة السويس الجديدة في تعزيز مستويات معدل الادخار المحلي الإجمالي في جمهورية مصر العربية، مما يؤدي إلى زيادة نصيب متوسط الفرد من الدخل القومي.
- الحد من التضخم في الاقتصاد: من خلال مشروع قناة السويس الجديدة تهدف حكومة جمهورية مصر العربية إلى التخفيف من حِدّة التضخم في الاقتصاد، وذلك باتباع أسلوب التمويل من موارد حقيقية.
- التقليل من مستويات البطالة: يمكن أن يسهم مشروع قناة السويس الجديدة في توفير الكثير من فرص العمل لمواطني جمهورية مصر العربية، وهو ما من شأنه تقليل مستويات البطالة.
- زيادة الدخل من العملات الأجنبية: من خلال تعزيز قدرة قناة السويس بعد المشروع الأخير يمكن لجمهورية مصر العربية أو تحصل على المزيد من دخل العملات الأجنبية، الذي تحتاجه في الوقت الراهن لتحسين اقتصادها.
أهمية قناة السويس لمصر والعالم في الملاحة البحرية؟
تساعد قناة السويس في تقليل المسافة التي تقطعها السفن والمركبات البحرية التي تريد الوصول إلى البحر المتوسط من المحيط الهندي والبحر الأحمر. فيما يأتي جدول يوضح الفرق في المسافة بين قناة السويس ورأس الرجاء الصالح للعديد من الوجهات حسب هيئة قناة السويس:
- من رأس تنورا إلى كونستانزا: تقطع الرحلة من رأس تنورا إلى كونستانزا مسافة 7,674.688 كيلومتر عبر قناة السويس، بينما تقطع 22,398.088 كيلومتر عبر رأس الرجاء الصالح، وهذا يعني أنها توفر 14,723.400 كيلومتر.
- من رأس تنورا إلى لافيرا: تبلغ مسافة الرحلة من رأس تنورا إلى لافيرا 8,674.768 كيلومتر عبر قناة السويس، في حين تبلغ 19,970.116 كيلومتر عبر رأس الرجاء، وهو ما يعني أن الفرق يبلغ 11,295.348 كيلومتر.
- من رأس تنورا إلى روتردام: يبلغ الفرق في المسافة من رأس تنورا إلى روتردام 8,765.516 كيلومتر بين السويس ورأس الرجاء؛ فإنها تبلغ 11,919.472 كيلومتر عبر السويس، وتصل إلى 20,684.988 كيلومتر عبر رأس الرجاء.
- من رأس تنورا إلى نيويورك: في رحلتها من رأس تنورا إلى نيويورك تقطع السفن 21,842.488 كيلومتر عن طريق رأس الرجاء الصالح، وتقطع 15,336.412 كيلومتر عبر السويس بتوفير يبلغ 6,506.076 كيلومتر.
- من جدة إلى بيرايوس: تسير السفن مسافة 2,437.232 كيلومتر من جدة إلى بيرايوس عبر قناة السويس، وتقطع 20,755.364 كيلومتر عبر راس الرجاء الصالح، بتوفير يبلغ 18,318.132 كيلومتر.
- من جدة إلى روتردام: للتوجه من جدة إلى روتردام تحتاج السفن إلى قطع 19,996.044 كيلومتر عن طريق رأس الرجاء الصالح، وتوفر منها 12,593.600 كيلومتر عند اختيار الذهاب عبر قناة السويس.
- من طوكيو إلى روتردام: تبلغ المسافة 20,727.584 كيلومتر من طوكيو إلى روتردام عبر قناة السويس، وتزداد إلى 26,866.964 كيلومتر عن طريق رأس الرجاء الصالح، والفرق بينهما يبلغ 6,139.380 كيلومتر.
- من سنغافورة إلى روتردام: تبلغ المسافة من سنغافورة إلى روتردام 15,349.376 كيلومتر عبر قناة السويس، بينما تبلغ 21,770.260 كيلومتر عبر رأس الرجاء الصالح، ويصل الفارق بينهما إلى 6,420.884 كيلومتر.
أين تقع قناة السويس؟
تكمن أهمية قناة السويس القديمة والجديدة في موقعها بالنسبة إلى الملاحة البحرية، وهي قناة بحرية صناعية تقع داخل أراضي جمهورية مصر العربية، وتمتد من الشمال إلى الجنوب عبر المنطقة المعروفة باسم برزخ السويس، وتربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما يجعلها أقصر طريق بحري إلى أوروبا بالنسبة إلى المناطق الواقعة حول المحيطين الهندي وغرب المحيط الهادئ حسب موسوعة بريتانيكا.
ما سبب تسمية قناة السويس بهذا الاسم؟
يرتبط اسم قناة السويس بموقعها الذي يمر على مقربة من برزخ السويس؛ فالقناة تمتد على طول هذا البرزخ، ولكن البعض يرى بأن اسمها ينتسب إلى مدينة السويس التي تقع جنوب القناة، وذلك لأنها المنطقة التي شهدت أولى عمليات خلال أشغال إنشاء هذه القناة.
ما أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها في قناة السويس الجديدة؟
هناك العديد من الإنجازات التي تم تحقيقها وأسهمت في زيادة أهمية قناة السويس مع الانتهاء من المشروع الجديد لتطوير القناة، وفيما يأتي عدة من أبرز الإنجازات التي تحققت في قناة السويس الجديدة:
- زيادة القدرة التصريفية: ازدادت القدرة التصريفية لقناة السويس إلى 97 سفينة معيارية في اليوم الواحد بعد الانتهاء من المشروع الأخير لتطويرها، بينما كانت قدرتها 77 سفينة معيارية يوميًا قبل هذا المشروع.
- تقليل زمن العبور للسفن في الاتجاهين: تستطيع قناة السويس الجديدة تحقيق العبور المباشر لما يصل إلى 45 سفينة في كلا الاتجاهين، مع تقليل زمن العبور من 18 ساعة إلى 11 ساعة مما يعني أن التوفير يبلغ 7 ساعات.
- تحقيق الأمان الملاحي: تحقق قناة السويس الجديدة الأمن الملاحي نظرًا لتوفير قناة بديلة يمكن الاعتماد عليها، مما يضمن عدم توقف الملاحة عند حدوث أية واقعة أو أمر طارئ.
- تقليل عدد الانحناءات: مع الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة في جمهورية مصر العربية انخفض عدد الانحناءات في القناة، وهو ما يوفر مزيدًا من معدلات الأمان للسفن التي تعبر للوصول إلى البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط.
- المحافظة على تنافسية القناة: في ظل وجود العديد من مشاريع التطوير للطرق البرية والبحرية البديلة استطاع مشروع قناة السويس الجديدة المحافظة على القدرة التنافسية التي تتمتع بها هذه القناة خلال الوقت الراهن.
متى تم افتتاح قناة السويس الجديدة؟
ازدادت أهمية قناة السويس مع الانتهاء من مشروع التطوير الأخير وافتتاحه؛ فإن عبد الفتاح السيسي -رئيس جمهورية مصر العربية- قام بافتتاح قناة السويس الجديدة خلال شهر أغسطس/آب من عام 2015 مع إقامة احتفاليات حضرها القادة والمبعوثون للعديد من الدول حول العالم، ومنهم: المبعوث السنغافوري الخاص للشرق الأوسط، والمبعوث الخاص لرئيس وزراء الهند، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء الروسي.
في عام 2021 قام الرئيس التونسي قيس سعيد بالذهاب إلى رحلة زار خلالها الضفة الشرقية لقناة السويس، وانتشرت بعض المقاطع المرئية من هذه الرحلة عام 2023 مع الادعاء بأنها مقاطع لوصوله إلى الحدود بين فلسطين ومصر حديثًا، وتمكّن تحقيق مسبار من مراجعة هذا الادعاء، واتضح بأنه ادعاء مضلل.
هل شهدت قناة السويس عدة من مراحل التطوير؟
بالرغم من ازدياد أهمية قناة السويس بشكل كبير مع الانتهاء من مشروع التطوير الأخير عام 2015؛ إلا أن هذا المشروع لم يكن مرحلة التطوير الوحيدة في تاريخ القناة، وإنما شهدت القناة عدة من مراحل التطوير السابقة، ومنها: التطوير عام 1956 بزيادة الطول الكلي إلى 175 كيلومتر، وتطوير عام 1962 الذي شهد توفير مسارات مزدوجة بطول 27.7 كيلومتر.
اقرأ/ي أيضًا: