تحقيق مسبار
هناك عدة من الدول التي تقوم بإنتاج القنابل الذكية حول العالم خلال الوقت الراهن، وهي قنابل بدأ استخدامها خلال الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من 80 سنة، ثم شهدت كثيرًا من التطوير فيما بعد حتى أصبح توجيهها والتحكم فيها أكثر دقة وكفاءة. تعتمد بعض هذه القنابل على أنظمة توجيه بالليزر أو الأشعة تحت الحمراء، أو غيرها من أنظمة التوجيه التي تضمن إصابة دقيقة للأهداف.
ما معنى القنابل الذكية؟
تعرف القنابل الذكية بأنها نوع من الذخائر التي يتم توجيهها بدقة من خلال المكونات الإضافية التي تساعدها على الحركة مستجيبة لأوامر التوجيه حسب موسوعة بريتانيكا. هناك العديد من الأنواع المختلفة للقنابل الذكية في الوقت الراهن، ويتم استخدامها من قبل الدول المصنعة عند الرغبة بإصابة أهداف دقيقة لتحقيق بعض الأهداف التي يصعب تحقيقها من خلال القنابل الأخرى بنفس المستويات من الكفاءة.
ما الفرق بين القنابل الذكية والغبية؟
يكمن الفرق الأساسي بين القنابل الذكية والغبية في القدرة على التوجيه، مما يعني أن القنابل الذكية تستطيع إصابة الأهداف المرجوة بدرجات دقة كبيرة جدًا في حين تتدنى مستويات الدقة بشكل ملحوظ عند الاعتماد على القنابل الغبية. يُطلق على القنابل الذكية اسم القنابل الموجهة أيضًا؛ نظرًا للقدرة على توجيهها بالشكل الذي يضمن إصابة الهدف المطلوب.
ما هي أنواع القنابل الذكية؟
يمكن تقسيم أنواع القنابل الذكية حسب الآلية التي تعتمد عليها في الوصول إلى أهدافها بدقة إلى 3 أنواع، وهي: القنابل الموجهة بالليزر، والقنابل الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، والقنابل الموجهة كهروضوئيًا. تختلف آلية العمل لكن نوع من هذه الأنواع عن الأنواع الأخرى؛ إلا أن جميعها قادرة على إصابة أهدافها بمستويات دقة مرتفعة.
ما هي أهم أجزاء القنابل الذكية؟
لا شك بأن هناك العديد من الأجزاء المهمة للقنابل الذكية إلى جانب المواد المتفجرة، ومن أهم الأجزاء: البطارية التي تقوم بتزويد الأجهزة الإلكترونية في القنبلة الذكية بالطاقة التي تحتاجها، وكذلك أجنحة الطيران والتوجيه، ونظام المجسات والمستشعرات الإلكترونية، وحاسوب التحكم والتوجيه لإصابة الهدف.
كيف تعمل القنابل الذكية؟
تعتمد القنابل الذكية على الجاذبية لتسقط بشكل أساسي، ويتم استخدام الأجنحة لتوجيهها إلى الأهداف بدقة أثناء السقوط، وتختلف آلية التوجيه بين نوع وآخر على النحو الآتي:
- القنابل الموجهة بالليزر: في هذا النوع من القنابل تتم إضاءة الهدف بالاعتماد على شعاع ليزر من الطائرة التي تقوم بإطلاقها أو الطائرات الأخرى، وفي بعض الأحيان يتم التوجيه من قبل الوحدات البرية أيضًا لإصابة الهدف.
- القنابل الموجهة بالأشعة تحت الحمراء: تحتوي القنابل الموجهة بالأشعة تحت الحمراء على أجهزة استشعار يمكنها الاستجابة للحرارة التي تنتجها هذه الأشعة، حتى تصل إلى الهدف المطلوب بدقة.
- القنابل الموجهة كهروضوئيًا: في القنابل الموجهة كهروضوئيًا يتم الاعتماد على كاميرا مثبتة في مقدمة القنابل لتصوير المنطقة خلال الوقت الفعلي، ثم يقوم الفريق المشغل بتوجيه القنبلة للوصول إلى الهدف بناءً على الصور.
متى تم استخدام أول قنبلة ذكية في العالم؟
حسب المتحف الوطني للحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية تم استخدام أول القنابل الذكية في العالم عام 1943 أثناء هجوم قوات الحلفاء على مدينة ساليرنو الإيطالية خلال الحرب العالمية، ولكن هذه القنابل لم تكون متطورة كما هي عليه اليوم؛ إلا أنها كانت قادرة على إصابة الأهداف بكفاءة أكبر.
كانت ألمانيا صاحبة السبق في استخدام القنابل الذكية الموجهة عالميًا، وتسببت هذه القنابل بقلق قوات الحلفاء التي هاجمت مدينة ساليرنو. أما عن طريقة توجيه هذه القنابل؛ فإنها اعتمدت على عصا تحكم يحركها طاقم التوجيه خلافًا للقنابل الذكية، التي يتم توجيهها عن طريق الليزر أو غيرها من التقنيات المتطورة الأخرى اليوم.
ما هو تأثير القنابل الضوئية الذكية؟
لا شك بأن تأثير القنابل الضوئية الذكية كبير في إضاءة المنطقة المطلوبة مقارنةً بالقنابل الضوئية غير الذكية، ويتميز هذا النوع من القنابل بشدة الضوء الكبيرة التي يتم إصدارها من الانفجار، مما يوفر مستويات الرؤية التي تحتاجها القوات المسلحة في الحروب والعمليات العسكرية المختلفة عند حلول الظلام.
ما هي أول قنبلة ذكية موجهة بالليزر؟
بالرغم من كونها أولى الدول التي تستخدم القنابل الذكية الموجهة؛ إلا أن ألمانيا لم تبتكر أول القنابل الذكية الموجهة بالليزر، وإنما تم ابتكار هذه القنابل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأطلق اسم بولت-117 على أول قنبلة ذكية موجهة بالليزر، وفيما يأتي بعضًا من خصائصها:
- الاستخدامات الأولى: بدأت الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام قنابل بولت-117 الذكية الموجهة بالليزر خلال حروبها في جنوب شرق آسيا، وتم إطلاق هذه القنابل الذكية عن طريق طائرات إف-4 فانتومز وقتها.
- مجموعة القنبلة: كانت مجموعة قنبلة بولت-117 تتكون من أدوات التوجيه والتحكم بالليزر التي يتم إرفاقها مع قنبلة إم 117 القياسية التي يبلغ وزنها 340.2 كيلوجرام تقريبًا.
- إيقاف تصنيع القنبلة: في وقت لاحق بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بإنتاج قنابل جي بي يو-10 الموجهة بالليزر، وهي قنابل أكثر تطورًا من بولت-117 إلى جانب قوتها الأكبر، ومع بدء إنتاج هذه القنبلة توقفت عن إنتاج بولت-117.
- إعادة تصميم بولت-117: بعد مرور وقت من التوقف عن إنتاجها قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة تصميم بولت-117 مرة أخرى، وذلك مع تغيير اسمها إلى جي بي يو-1.
ما هي قنابل جدام الذكية؟
إن قنابل جدام من القنابل الذكية التي تنتجها شركة بوينغ الأمريكية، ويتم تشغيلها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسية. فيما يلي بعضًا من التفاصيل والخصائص لهذه القنابل:
- بدء تطوير قنابل جدام: بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير قنابل جدام الذكية عام 1992، في حين تم تسليم أولى هذه الصواريخ عام 1997 لإجراء الاختبارات التجريبية، وفي هذه الاختبارات أثبتت القنابل فعاليتها.
- الاستخدام الفعلي الأول: تم استخدام القنابل الذكية من نوع جدام أول مرة خلال قصف الناتو ليوغوسلافيا مع نهاية تسعينيات القرن العشرين، مما يعني أن ذلك كان بعد 7 أعوام من بدء التطوير تقريبًا.
- القوات الأساسية المستخدمة: بشكل أساسي يتم استخدام قنابل جدام الذكية من قبل مشاة البحرية الأمريكية، والقوات البحرية الأمريكية، والقوات الجوية الأمريكية.
- طول القنابل: توجد عدة إصدارات قنابل جدام الذكية التي يتم إنتاجها في الوقت الراهن، ويتراوح طول هذه الإصدارات بين 235.2-387.9 سنتيمتر، مما يعني أنها ذات أطوال مرتفعة.
- المدى: تتميز القنابل الذكية من نوع جدام بالمدى الذي تستطيع الوصول إليه لإصابة الأهداف بدقة كبيرة؛ فإن المدى الذي تصل إليه هذه القنابل يبلغ 24.14 كيلومتر تقريبًا.
- طريقة التوجيه: يتم توجيه قنابل جذام الذكية بالاعتماد على نظام التموضع العالمي بالإضافة إلى نظام الملاحة بالقصور الذاتي، مما يضمن الوصول إلى الهدف المطلوب بدقة كبيرة.
- التكاليف الإنتاجية: تصل التكلفة الإنتاجية لكل وحدة من وحدات قنابل جدام الذكية إلى 22 ألف دولار أمريكي تقريبًا، مما يعني أنها ذات تكلفة مرتفعة مقارنة بالعديد من القنابل الأخرى.
هل استخدم الاحتلال الإسرائيلي قنابل جدام الذكية؟
تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام قنابل جدام الذكية بالفعل، وظهرت هذه القنبلة في الحرب الدائرة بين الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية عام 2023 في غزة ولا تزال مستمرة حتى الوقت الراهن حسب شبكة بي بي سي، وهو ما تسبب بكثير من الأضرار في القطاع، وذلك إلى جانب الكثير من الاسلحة والمتفجرات الفتاكة التي يستخدمها الاحتلال في هذه الحرب، مما تسبب بوقوع عشرات آلاف الضحايا بين المدنيين.
هل قنبة مواب من أقوى القنابل الذكية؟
إن قنبلة مواب من أقوى القنابل الذكية بالفعل، كما أنها إحدى أكبر القنابل غير النووية على مستوى العالم أيضًا، ويطلق عليها اسم مواب اختصارًا للكلمات الإنجليزية (Mother of all bombs) التي تعني أم جميع القنابل عند الترجمة إلى العربية. يصل وزن هذه القنبلة إلى 9,800 كيلوجرام، وتم اختبارها أول مرة عام 2003 إلا أنها لم تستخدم استخدامًا تشغيليًا حتى الوقت الراهن.
اقرأ/ي أيضًا: