تحقيق مسبار
تنتشر الزراعة المائية بشكل أكبر خلال الوقت الراهن، وذلك لما تتمتع به من المميزات على المدى البعيد؛ بما في ذلك توفير الكثير من المياه بالإضافة إلى التقليل من التكاليف والأيدي العاملة. من ناحية أخرى تتطلب الزراعة المائية توفير الكثير من الأجهزة والأدوات التي لا تحتاجها الزراعة التقليدية؛ لضمان نمو النباتات بالجودة المطلوبة.
ما هو مبدأ عمل الزراعة المائية؟
يقوم مبدأ عمل الزراعة المائية على استخدام مواد مغذية ليأخذها النبات من الماء مباشرة دون الحاجة إلى استخدام التربة، وهذا يعني أنها تختلف عن أساليب الزراعة التقليدية بشكل كبير؛ نظرًا لاعتماد النباتات على التربة لتمتص المواد الغذائية التي تحتاج إليها بشكل مستمر في الزراعة التقليدية المنتشرة حول العالم منذ آلاف السنوات.
ما هي الزراعة المائية؟
حسب موسوعة بريتانيكا تعرف الزراعة المائية بأنها أسلوب يعتمد على زراعة النباتات في المياه الغنية بالمغذيات التي تحتاج إليها مع الدعم الميكانيكي لوسط خامل أو بدونه. على الرغم من استخدام المياه بشكل أساسي في هذه الطريقة للزراعة؛ إلا أنها تساعد في ترشيد استهلاك المياه بشكل كبير مقارنة بكميات المياه التي يتم استخدامها في أساليب الزراعة التقليدية.
ما هي المكونات الأساسية لأنظمة الزراعة المائية؟
لا شك بأن هناك العديد من المكونات الأساسية لأنظمة الزراعة المائية، وتتضمن القائمة الآتية بعض التفاصيل حول هذه المكونات:
- أنظمة النمو: يتم استخدام أنظمة النمو المعقدة والبسيطة في الزراعة المائية، ويتكون هذا النظام من حاويات النباتات بالإضافة إلى الأدوات الخاصة بالتعليق وغيرها.
- الأواني والحاويات: يتم استخدام بعض الأواني والحاويات المخصصة في الزراعة المائية، ومنها الوعاء الشبكي، الذي يتضمن ثقوبًا تسمح للجذر بالوصول إلى المغذيات من خلال المحاليل الموجودة في الماء.
- الإضاءة: إن الضوء من الركائز الأساسية لنمو النباتات، ويمكن توفير الضوء من خلال تعريض أنظمة الزراعة المائية إلى الشمس في الهواء الطلق خلال فصل الصيف، أو من خلال وضعها بجانب النوافذ أو استخدام إضاءة متخصصة.
- التهوية: يستخدم بعض المزارعين أساليب التهوية السلبية، في حين يعتمد بعضهم الآخر على أساليب وتقنيات التهوية النشطة لضمان توفير الأكسجين الكافي الذي تحتاجه النباتات للنمو.
هل إيجابيات وفوائد الزراعة المائية عديدة؟
إن إيجابيات وفوائد الزراعة المائية عديدة بالفعل، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا منها:
- الزراعة في الأماكن غير الصالحة: تعاني بعض الأماكن من تربة غير صالحة للزراعة، وفي هذه الحالة يمكن الاعتماد على أساليب الزراعة المائية للاستغناء عن التربة مع ضمان حصول النباتات على الغذاء المطلوب للنمو.
- التقليل من العمالة: تتطلب أساليب الزراعة التقليدية كثيرًا من العمالة للحرث والقيام بالعمليات الأخرى، بينما لا تحتاج الزراعة المائية إلى هذا العدد من العمالة لاستكمال زراعة النباتات.
- إمكانية الاعتماد على الأنظمة الآلية: خلال الوقت الراهن يتم إنتاج العديد من الأنظمة الآلية ذات القدرة على التحكم بالمحاليل الغذائية ومراقبتها فيما يتعلق بالزراعة المائية، وهو ما يضمن توفير محصول أفضل.
- توفير المياه: تسهم أساليب وتقنيات الزراعة المائية في توفير كميات كبيرة من المياه؛ فإن نسبة التوفير تتراوح بين 70%-90% من كميات المياه التي يتم استخدامها في أساليب وتقنيات الزراعة التقليدية.
- إعادة استخدام المياه: في أنظمة الزراعة التقليدية تقوم التربة بامتصاص المياه مما يعني عدم القدرة على إعادة استخدامها، خلافًا للزراعة المائية التي يمكن للمزارعين فيها استخدام المياه ذاتها أكثر من مرة واحدة.
- زيادة الإنتاجية في وحدة المساحة: يمكن للمرء زراعة كميات أكبر من النباتات في مساحة محدودة عند اللجوء إلى الزراعة المائية مقارنة بكميات النباتات التي يمكن زراعتها في نفس المساحة عند استخدام أساليب الزراعة التقليدية.
ما هي عيوب الزراعة المائية؟
تعاني الزراعة المائية من بعض العيوب والسلبيات مقارنة بأنظمة الزراعة الأخرى، وفي القائمة الآتية العديد من عيوب الزراعة المائية وسلبياتها:
- ارتفاع التكاليف الأولية: يمكن للزراعة المائية أن توفر مزيدًا من الجهد والتكاليف على المدى البعيد؛ إلا أنها تحتاج إلى تكاليف أولية مرتفعة لتوفير الأنظمة والمتطلبات المختلفة.
- الحاجة إلى المتابعة الدقيقة: في الزراعة المائية يمكن أن تتغير درجة حموضة المحلول المغذي بسهولة وسرعة كبيرتين مقارنة بالزراعة التقليدية، ولذلك تتطلب مزيدًا من المتابعة الدقيقة لضمان نمو النباتات باستمرار.
- انقطاع التيار الكهربائي: لا تتأثر الزراعة التقليدية كثيرًا عند انقطاع التيار الكهربائي، وأما في الزراعة المائية؛ فإن كثيرًا من أنظمتها تعتمد على التيار الكهربائي، وفي حالة انقطاع التيار تتأثر بشكل سلبي.
- سهولة انتقال الأمراض: إذا تعرضت واحدة من النباتات إلى الأمراض؛ فإن هذه الأمراض تنتقل بسهولة أكبر عند الاعتماد على الزراعة المائية؛ نظرًا لعدم وجود التربة التي تُشكّل عازلًا لهذه الأمراض.
ما هي أنواع الزراعة المائية؟
حسب كتاب الزراعة المائية للمبتدئين توجد 3 أنواع أساسية للزراعة المائية، وهي: الزراعة باستخدام الأوساط الزراعية، والزراعة المائية بدون استخدام الأوساط الزراعية، والزراعة الهوائية، ويتم تقسيم كل منها إلى الأنظمة الزراعية المغلقة أو الأنظمة الزراعية المفتوحة، وتعتمد جميع هذه الأنواع على المحاليل لتغذية النباتات.
هل توجد الكثير من المتطلبات للزراعة المائية؟
توجد الكثير من المتطلبات للزراعة المائية بالفعل، ولا بد من معرفة هذه المتطلبات لفهم كيف يتم عمل الزراعة المائية في المنزل بالإضافة إلى كيفية استخدام كل جزء من أجزاء النظام، ومن متطلبات الزراعة المائية ما يأتي:
- جهاز قياس الحموضة: تؤثر درجة الحموضة على نمو النباتات بشكل كبير، ولذلك تجب مراقبتها على نحو مستمر، ويتم استخدام جهاز مخصص للقيام بعملية القياس المطلوبة وإعطاء المؤشرات والقراءات.
- حوض التغذية: يوصف حوض التغذية بأنه قلب أنظمة الزراعة المائية، وذلك لأنه المكان الذي تخرج منه المحاليل المُحمّلة بالمُغذيات ثم تعود إليه مرةً أخرى بعد مرورها بمختلف أجزاء النظام.
- مضخة المياه الغاطسة: تتولى مضخة المياه الغاطسة مسؤولية دفع المياه من الحوض إلى النباتات مرورًا بأجزاء نظام الزراعة المائية الأخرى، وتتوفر هذه المضخة بعدة خيارات تناسب المزارع الكبيرة والصغيرة.
- الأنابيب: بما أنها تعتمد على المياه؛ فلا بد من توفير الأنابيب في الزراعة المائية؛ لتنتقل المياه المُحمّلة بالمغذيات وتصل إلى النباتات ثم تعود مرة أخرى إلى الحوض في دورتها.
- المحاليل الغذائية: لا يمكن للنباتات أن تأخذ مغذياتها من التربة في الزراعة المائية؛ نظرًا لعدم وجود التربة في هذا النوع من الزراعة، وإنما يتم استخدام المحاليل الغذائية المناسبة لتزويد النباتات بالغذاء والعناصر المطلوبة.
هل هناك عوامل تؤثر على تركيب المغذيات في الزراعة المائية؟
يتأثر تركيب المغذيات في الزراعة المائية بالعديد من العوامل، ومنها العوامل التي تتضمنها القائمة الآتية حسب بحث الزراعة المائية كبديل للزراعة التقليدية:
- نوع النبات: تحتاج النباتات المختلفة إلى أنواع مختلفة من العناصر الغذائية، ولا بد من معرفة العناصر التي يحتاجها النبات المحدد لتحضير المحلول الغذائي الذي يتناسب مع احتياجات هذا النبات.
- قدرة النبات على تحمل تركيزات مرتفعة من بعض العناصر: لدى بعض النباتات قدرة على تحمل تركيزات مرتفعة من بعض العناصر دون غيرها، ولذلك يجب مراعاة العناصر التي يتحملها النبات والتي لا يتحملها في تحضير المحلول المغذي.
- الظروف المناخية: تؤثر الظروف المناخية بشكل مباشر على نسبة عنصري البوتاسيوم والنيتروجين، التي يجب توفيرها في المحلول المغذي، وتتفاوت هذه النسب بين الصيف والشتاء.
ما هي النباتات التي يمكن زراعتها في الماء؟
لا يمكن حصر النباتات التي تمكن زراعتها بالماء؛ فإنها كثيرة جدًا، ومنها: الخس، والسبانخ، والكرنب الأجعد، والسلق، والجرجير المنتفخ، والريحان، والبقدونس، والكزبرة، والنعناع، والفراولة، بالإضافة إلى الطماطم، والفلفل الحلو، والباذنجان، والفاصولياء، والمخملية، ويمكن للمرء زراعة الكثير منها داخل منزله أو في الحديقة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن الزراعة بدون ضوء الشمس؟
لماذا سميت الزراعة البعلية بهذا الاسم؟
