` `

هل يوجد سيارات عربية الصنع؟

تكنولوجيا
30 يونيو 2024
هل يوجد سيارات عربية الصنع؟
لم يتم حتى الآن إنتاج سيارات عربية الصنع بشكل كامل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعتبر صناعة السيارات من أهم الصناعات في العصر الحالي حيث يباع أكثر من 80 مليون سيارة سنويًا حول العالم، 70% من هذه المبيعات هي لسيارات الركاب، ومن المتوقع أن يتزايد نمو هذا القطاع بشكل متسارع حيث يُتوقع أن يصل حجم المبيعات عام 2025 إلى ما يقارب 100 مليون سيارة، فهل يوجد في هذا القطاع سيارات عربية الصنع؟

صورة متعلقة توضيحية

هل يوجد دول عربية تصنع سيارات؟

في السنوات الأخيرة أصبح توفر سيارات عربية الصنع في الأسواق أمرًا واقعًا، إلا أنها لم تكن ذات تنافسية عالية كما أن معظمها يعتمد على التجميع وليس الصناعة الكاملة، ومن الأمثلة على الدول العربية التي تنتج سيارات عربية الصنع:

  • مصر: بدأت صناعة السيارات في مصر مبكرًا في ثلاثينيات القرن الماضي من خلال معامل تجميع لشركات عالمية، وفي الخمسينات عادت الصناعة بإطلاق سيارات "رمسيس" ومن ثم "النصر"، لكن الشركتان لم تستمران طويلًا وانتهى بهم الأمر بالإيقاف بسبب ضعف المنافسة.
  • الإمارات: بدأت مجموعة من الشركات في الإمارات بإنشاء معامل لتجميع سيارات تحمل علامة تجارية إماراتية، وتهتم معظم هذه الشركات بالسيارات الفاخرة والرياضية غالية الثمن.
  • المغرب: تعتبر المغرب من الدول العربية التي بدأت صناعة تجميع السيارات مبكرًا، حيث تم إنشاء أول مصنع عام 1959 عندما أسست الحكومة شركة "صوماكا" بالتعاون مع شركة "فيات"، وفي العام 2005 استحوذت شركة "رينو" الفرنسية على الشركة، وتلا ذلك إنشاء عدة مصانع للعديد من الشركات العالمية حتى أصبح هذا القطاع من أكثر القطاعات الاقتصادية نموًا في المغرب، مما جعل المغرب في صدارة أفريقيا احصائيًا.
  • سوريا: عملت سوريا على إنشاء معامل لتجميع السيارات بالتعاون مع شركات إيرانية، حيث تم إنشاء شركة "سيامكو" عام 2007 والتي أطلقت سيارة "شام" حينها، ومع الزمن زاد عدد الشركات حتى وصل إلى 8 شركات عام 2019.
  • ومن الدول الأخرى التي عملت على إنتاج سيارات عربية الصنع الجزائر وتونس والسعودية.

شركات سيارات عربية

بشكل عام لم يتم حتى الآن إنتاج سيارات عربية الصنع بشكل كامل، حيث اعتمدت أغلب الشركات العربية على تجميع السيارات فقط، بنسب متفاوتة بالتعاون مع شركات عالمية توفر أغلب القطع الأساسية، وفي حين أن البعض من معامل التجميع كان ينتج سيارات تحمل العلامة التجارية الأصلية للشركة الأم فقط، فقد توجهت عدة شركات لإنتاج سيارات عربية الصنع، مكونة بمعظمها من قطع جاهزة مع بعض الإضافات محلية الصنع، والتي لا تتجاوز 30% في أحسن الأحوال، لكنها كانت تحمل علامات تجارية محلية خاصة بها بصفتها سيارات عربية الصنع ومن أهمها:

  • W Motors: هي شركة لبنانية إماراتية تحمل اسم W Motors تنتج سيارات فخمة تركز على الرفاهية والسرعة والقوة وجمال التصميم الخارجي.
  • Laraki Automobiles: هي شركة مغربية أسسها عبد السلام لاركي عام 1999 تقوم بشكل أساسي بتصنيع السيارات الفخمة والفارهة، وقد تم اغلاق الشركة عام 2008.
  • شام: تم إطلاق سيارة "شام" عام 2010 في سوريا بعد تعاون بين شركة سيارات إيرانية وشركة سيارات سورية خاصة.
  • رمسيس: وهي أول سيارة عربية أُنتجت في مصر خلال الخمسينيات من القرن الماضي بنسبة صناعة محلية عالية، لكن الشركة توقفت عن الإنتاج عام 1963.
  • نصر: وهي شركة مصرية حكومية تأسست عام 1960 واستمرت في الإنتاج لعشرات السنوات إلى أن تم إيقاف إنتاجها عام 2009، وقد عادت الشركة بشكل محدود منذ العام 2013، وهناك اليوم خطط لدمجها في شركات أخرى لإنتاج سيارات كهربائية
  • الغزال 1: سيارة سعودية قدمها طلاب في جامعة الملك سعود على شكل مشروع تخرج، وهي سيارة تعمل بنظام الدفع الرباعي، وقد تم إنشاء معمل خاص لإنتاج هذه السيارة لاحقًا.
  • WallysCar: وهي سيارة سياحية من إنتاج دولة تونس وتعتبر مخصصة للتنزه في الهواء الطلق.
  • صوماكا: وهي شركة مغربية حكومية بدأت إنتاجها في خمسينيات القرن الماضي بالتعاون مع شركة فيات وقد استحوذت عليها شركة رينو الفرنسية عام 2005.

أول سيارة في العالم العربي

كان هناك العديد من المحاولات لإنتاج سيارات عربية الصنع في العديد من الدول العربية، ولكن بشكل عام لم يكن هناك سيارات عربية الصنع بشكل كامل، فقد تم الاعتماد على مبدأ تجميع قطع السيارات مع بعض الإضافات المصنوعة محليًا وخاصة في الهيكل والفرش، ومن أوائل السيارات التي تم إنتاجها في العالم العربي:

  • تم في العام 1936 في مصر إنشاء أول معمل لتجميع سيارات تابع لشركة جنرال موتورز الأميركية.
  • تم في العام 1954 إنشاء مصنع لتجميع سيارات تابع لشركة فورد.
  • تم في العام 1958 إطلاق أول سيارة تحمل علامة تجارية عربية وهي سيارة "رمسيس" في مصر.
  • تم في العام 1959 إطلاق شركة "صوماكا" لتصنيع السيارات في المغرب.
  • تم في العام 1960 إطلاق شركة "نصر" لتصنيع السيارات في مصر.

ما هي السيارة التي صنعت في مصر؟

بدأت مصر حلم إنتاج سيارات عربية الصنع مبكرًا في الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان إنتاج هذه السيارات تطبيقًا للمبدأ الذي أطلقه الرئيس المصري "جمال عبد الناصر" وهو "من الإبرة للصاروخ"، أي أن التوجه العام في تلك الفترة كان نحو الاستقلال الصناعي والاعتماد على الصناعة المحلية للنهوض بالاقتصاد، وقد تجسد ذلك الطموح بإنتاج سيارة "رمسيس" وتلتها سيارة "نصر".

أولًا: سيارة رمسيس: 

  • بدأ مشروع أول سيارة مصرية عام 1958من خلال شركة خاصة للمصريين جورج حاوي وعصام الدين أبو العلا.
  • كانت إصدارات سيارة رمسيس عبارة عن نسخ من إصدارات شركة "برينز" الألمانية، حيث كانت أغلب مكونات السيارة يتم استيرادها من الخارج في حين كان الهيكل الخارجي للسيارة يصنع في مصر بطريقة شبه يدوية وبنسبة مساهمة محلية لا تتجاوز 30%.
  • عام 1961 قامت الحكومة بتأميم الشركة وبدأت تتراجع مبيعاتها لصالح سيارة "نصر"، حتى توقف إنتاج رمسيس تماما عام 1972.

ثانيًا: سيارة نصر: 

  • بدأت شركة النصر الحكومية لصناعة السيارات في العام 1960.
  • بدأ إنتاج الشركة بتجميع وصناعة بعض مكونات الشاحنات والحافلات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب والمقطورات.
  • تم الاعتماد على قطع سيارات شركة "دويتز" الألمانية بالنسبة للشاحنات والحلافات في حين تم الاعتماد على اصدارات شركة "فيات" الإيطالية بالنسبة لسيارات الركوب بشكل رئيسي إضافة الى بعض شركات أخرى في بعض الأحيان.
  • في العام 2009 تمت تصفية الشركة بسبب تراكم مديونياتها وعدم قدرتها على المنافسة لكنها عادت عام 2013 بقرار من مجلس الشورى.
  • في العام 2020 تم الإعلان عن توقيع اتفاق لإنتاج أول سيارة كهربائية مصرية الصنع تحمل اسم "نصر" بالتعاون مع شركة صينية لكن المشروع فشل لاحقًا.
  • في العام 2022 تم الإعلان عن دمج الشركة الهندسية لصناعة السيارات مع شركة النصر، لإنشاء كيان متخصص في إنتاج وتصنيع السيارات الكهربائية.

هل الإمارات تصنع سيارات؟

تعد أسواق الإمارات العربية المتحدة من أكثر الأسواق تنوعًا في المنطقة بما في ذلك قطاع تجارة السيارات، وبالتالي فإن وجود سيارات عربية الصنع من إنتاج الإمارات سيكون أمرًا متوقعًا، وفيما يلي بعض من أهم المحطات في تاريخ صناعة السيارات في الإمارات:

  • بدءًا من العام 2013 تم إنشاء عدة شركات خاصة إماراتية تعمل على تجميع السيارات وإنتاجها محليًا، حيث يلاحظ أن جميع هذه الشركات تركز على السيارات الرياضية والفاخرة مثل سيارات "زاروق" و" Jannarelly" و"Devel" و"W Motors" و " Iconiq Motors".
  • في العام 2020 تم تدشين معمل شركة W Motors اللبنانية الإماراتية في في واحة دبي للسيليكون، حيث بدأ في المعمل إنتاج نسبة عالية من قطع السيارات بدلًا عن المعمل السابق في إيطاليا، ومن المخطط له أن تصل الطاقة الإنتاجية للمصنع إلى 200 سيارة سنويًا.
  • في العام 2022 تم تدشين معمل "الدماني" المتطور لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية، والذي يتضمن خط التجميع المؤقت الذي تبلغ طاقته الإنتاجية القصوى 10 آلاف سيارة سنويًا.
  • في العام 2023 أعلنت المنصة الموحدة في دولة الإمارات لدعم الصناعات والمنتجات الوطنية عن عزمها إنشاء أول مصنع من نوعه لصناعة السيارات في العاصمة أبو ظبي، يقوم على تصنيع السيارات من مواد مركبة وقابلة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام.

هل الجزائر تصنع السيارات؟

تعد تجربة إنتاج سيارات عربية الصنع في الجزائر من التجارب التي يجب الوقوف عندها والاستفادة من أخطائها التي سببت الكثير من الخسائر بحسب المختصين، وفيما يلي أهم المراحل التي مرت بها صناعة السيارات في الجزائر:

  • بدأ مشروع إنتاج سيارات عربية الصنع في الجزائر عام 2012 حيث تم إنشاء شراكة بين شركة رينو الفرنسية والحكومة الجزائرية، وتم بناء على ذلك إنشاء أول معمل تجميع سيارات في الجزائر عام 2014.
  • انضمت عدة شركات عالمية أخرى إلى القطاع وشهد القطاع اهتمامًا حكوميًا، حيث كانت تسعى الحكومة لتقليص وارداتها وتنويع اقتصادها في مواجهة تراجع عائدات النفط.
  • شهد القطاع جدلًا كبيرًا حيث وُجّهت اتهامات بأن السيارات تأتي شبه كاملة ولا يتم تصنيع أي من قطعها في الجزائر، أي أنه استيراد مقنّع أكثر من كونه إنتاج، حيث استفاد المالكون من إعفاءات جمركية ومزايا أخرى لزيادة أرباحهم، دون أن ينعكس ذلك إيجابيًا على القطاعات الصناعية الأخرى في الجزائر.
  • بعد استقالة الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" عام 2019، تم فتح تحقيقات متعددة وقد سجن بعض مالكي المعامل في إطار التحقيق في قضايا فساد، كما أن أغلب الشركات علقت إنتاجها وسرحت الموظفين.
  • أشار الرئيس الجديد "عبد المجيد تبون" أن تجاوزات بالجملة حدثت في مصانع تجميع السيارات، تسببت في ضياع أكثر من ثلاث مليارات دولار.
  • تقوم الحكومة حاليًا بدراسة إعادة إطلاق القطاع وفق ضوابط وأسس جديدة، ويتم التفاوض مع مجمعات عالمية في ذلك الأمر، كما أن مشروع قانون الاستثمار الجديد قد يفتح آفاقًا جديدة للصناعة.
  • يتم بشكل محدود افتتاح بعض المعامل، حيث تم تدشين مصنع تجميع سيارات تابع لشركة "فيات" بولاية وهران عام 2023.

اقرأ/ي أيضًا:

ما هي أول سيارة صنعت في العالم؟

هل تتم صناعة السيارات في المغرب؟

هل السيارات الكهربائية صديقة للبيئة؟

هل تختلف مكونات محرك السيارة تبعًا لاختلاف نوعها؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على