تحقيق مسبار
مجلس التعاون الخليجي (GCC) هو تكتل سياسي واقتصادي يضم عدة دول من دول الخليج العربي، هدفه تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن، الاقتصاد، الثقافة، والشؤون السياسية. بالإضافة إلى ذلك، يعد التعاون الخليجي منبرًا لتعزيز التضامن والتعاون بين دول المنطقة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ما هي دول مجلس التعاون الخليجي؟
مجلس التعاون الخليجي هو تحالف سياسي واقتصادي مقره الرئيسي في الرياض يضم ست دول أعضاء في الشرق الأوسط جميعها تقع في شبه الجزيرة العربية وهي: المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان، تتمتع كل دولة عضو بتراث ثقافي فريد وقوى اقتصادية وأهمية جيوسياسية تسهم في تنوع ودينامية المجلس.
أعلى هيئة في مجلس التعاون الخليجي هو "المجلس الأعلى The Supreme Council" الذي يتألف من رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي، ويتم التناوب على رئاسته من قبلهم بشكل دوري حسب الترتيب الأبجدي.
وبشكل عام يحدث الاجتماع الدوري مرة سنويًا بحضور ثلثي رؤساء الدول على الأقل إلا في حال طلب عقد دورة استثنائية من قبل إحدى الدول الأعضاء، كما تصدر قرارات المجلس الأعلى بالإجماع.
ومن الهيئات الأخرى التابعة لمجلس التعاون الخليجي:
- الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى والتي تتألف من ثلاثين عضوًا، خمسة أعضاء من كل دولة والتي تتعامل مع القضايا التي يحيلها المجلس إليها مباشرة.
- لجنة حل النزاعات.
- المجلس الوزاري، والمكون من وزراء الخارجية أو مسؤولين حكوميين آخرين، والذي يجتمع كل ثلاثة أشهر لتنفيذ قرارات المجلس الأعلى واقتراح سياسات جديدة.
- مكتب الأمانة العامة وهو الذراع الإداري والتنفيذي للتحالف الذي يراقب تنفيذ السياسات وينظم الاجتماعات ويصيغ القرارات ويعد التقارير، وتوظف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أكثر من 1000 موظف من الدول الأعضاء الست لتيسير أمورها ودعم مكاتبها وتحقيق المشاريع المتفق عليها.
كم عدد دول مجلس التعاون الخليجي؟
يبلغ عدد دول مجلس التعاون الخليجي ست دول منذ تأسيسه، وقد ظلت هذه العضوية ثابتة خلال عقود من الزمن، لكن فيما بعد وبسبب المصالح المشتركة مع بعض الدول العربية الأخرى تمت دعوة كل من المغرب العربي والأردن للانضمام إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي عام 2011 في مطلع الربيع العربي، لكن المغرب رفضت الدعوة وظل طلب الأردن معلقًا بسبب الخلافات الداخلية بين الدول الأعضاء للمجلس.
ولم يكن أعضاء هذه الدول على وفاق دائمًا، ففي عام 2014 حدث خلاف بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي ودولة قطر، والتي اتهمها الأعضاء بعدم دعم الاتفاقيات الأمنية المتبادلة ومن ثم تم فرض حصار من قبل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين على قطر عام 2017، واستمر هذا التوتر عدة سنوات إلى أن تم رفع الحصار خلال القمة السنوية عام 2021 بحضور أمير قطر.
أهداف مجلس التعاون الخليجي
- التعاون الاقتصادي: التكامل الاقتصادي هو ركن أساسي من أهداف مجلس التعاون الخليجي، فقد عملت الدول الأعضاء على إنشاء سوق مشترك مع حركة حرة للسلع والخدمات ورأس المال، كما يهدف مجلس التعاون الخليجي إلى إنشاء اتحاد جمركي وعملة مشتركة، على الرغم من أن التقدم نحو هذه الأهداف كان متفاوتًا، كما ركز المجلس على تنويع اقتصاداته بعيدًا عن الاعتماد الثقيل على إنتاج النفط والغاز، وتم بذل جهود لتطوير قطاعات أخرى مثل السياحة والتمويل والتكنولوجيا لضمان الاستقرار والنمو الاقتصادي على المدى الطويل.
- الأمان والدفاع: ضمان الأمان والاستقرار الإقليمي هو جانب آخر مهم من مهمة مجلس التعاون الخليجي، حيث تتعاون الدول الأعضاء بشكل وثيق في شؤون الدفاع والأمان، بما في ذلك المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، كما شارك المجلس في التوسط في نزاعات إقليمية وتعزيز حلول سلمية للنزاعات، وقد تم إنشاء قوة درع الجزيرة عام 1984 مقره السعودية واتفاق تبادل المعلومات الاستخبارية عام 2004م.
- التعاون الثقافي والاجتماعي: يضع مجلس التعاون الخليجي تأكيدًا على الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه، وقد تم اتخاذ مبادرات لتعزيز التبادل الثقافي والتعليم والصحة والتنمية الاجتماعية والشؤون الإدارية والتشريعية بالإضافة لتبادل المعلومات والخبرات وتشجيع السياحة وذلك لتعزيز روابط بين شعوب المنطقة الخليجية.
- المجال العلمي والتكنولوجي: في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة والزراعة والموارد المائية والحيوانية مع تشجيع البحث العلمي ومواكبة التقدم العالمي.
من هو صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي؟
لم يكن قرار تأسيس مجلس التعاون الخليجي وليد لحظة، بل هو نتيجة للقواسم التاريخية والثقافية المشتركة بين شعوب الدول الأعضاء، وقد تم توقيع ميثاق مجلس التعاون الخليجي بشكل رسمي في 21 رجب عام 1401هـ الموافق 25 مايو 1981م، حيث اجتمع قادة الدول الأعضاء في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، وتقرر إنشاء إطار تعاوني يجمع شعوب الدول الأعضاء بما يحقق الوحدة والأهداف المشتركة.
إلا أن فكرة تأسيس مجلس التعاون الخليجي كانت قد تبلورت قبل ذلك بكثير، ففي عام 1976م كان الشيخ جابر الصباح رئيس دولة الكويت أول من دعا رسميًا لإنشاء مجلس التعاون الخليجي في زيارة له للإمارات العربية المتحدة، وقد لاقى حينها تأييدًا كبيرًا من رئيسها سمو الشيخ زايد.
وفي البداية كان هناك خلاف على وضع أسس أهداف المجلس، لكن تم الاتفاق بشكل أساسي على الأهداف الأمنية والتحالف العسكري في الطائف في المملكة العربية السعودية عام 1979، في حين كان هناك بعض الآراء الراغبة بإبقاء الأهداف سلمية والتركيز على المصالح الاقتصادية والتجارية.
وفي النهاية تمت صياغة الميثاق ليشمل جميع الجوانب المذكورة كحل وسط يرضي جميع الأطراف والتركيز على وحدة الأهداف والمصير المشترك في جميع المجالات.
الهدف من مجلس التعاون الخليجي
تركز اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي عادة على التنسيق الأمني والاقتصادي بشكل أساسي، وتحقيق الوحدة بين أعضائه على أساس وجود كيان جغرافي واحد وأهداف مشتركة وهويات سياسية وثقافية متماثلة وأنظمة متشابهة قائمة على عقيدة الإسلام والإيمان بمصير مشترك.
وتعد المادة الرابعة في ميثاق مجلس التعاون الخليجي أهم مادة، والتي تنص على تعزيز التعاون والترابط والعلاقات في كافة المجالات بين الدول الأعضاء وتعزيز التعاون بين مواطني الدول وتوحيد مواقفهم.
وبالإضافة للأهداف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، من أهداف مجلس التعاون الخليجي بناء علاقات قوية قائمة على المصالح المتبادلة مع الدول الأوربية مثل اتفاقية التعاون عام 1988 والتي يجتمع على أثرها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع دول مجلس التعاون الخليجي كل عام لمناقشة أمور الطاقة والنفط والطاقة المتجددة وتبادل الخبرات والعقول لتطوير هذا المجال وتحقيق الاستخدام المستدام للغاز.
وقد حقق مجلس التعاون الخليجي الكثير من المخططات المتفق عليها منذ إنشاؤه عام 1981 وخصوصًا على مستوى الناتج المحلي المشترك للدول الأعضاء الذي كان عام 1981 حوالي 200 مليار دولار حيث كانت تلك الدول لا تزال تعاني من آثار الاحتلال البريطاني، أما الآن بعد أربعة عقود يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء حوالي 1.6 تريليون دولار.\
هل اليمن من ضمن دول الخليج العربي؟
على الرغم من أن اليمن تعد إحدى دول شبه الجزيرة العربية حيث تقع في الجنوب الغربي منها ويحدها من الغرب البحر الأحمر ومن الجنوب خليج عدن، إلا أن اليمن ليست دولة خليجية، حيث لا تملك حدودًا مطلة على الخليج العربي الذي يقع بين شبه الجزيرة العربية من الجنوب الغربي وإيران من الشمال الشرقي، والدول التي تطل عليه هي السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان والعراق وإيران.
لطالما كان انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي هدفًا ذو أولوية عالية لليمن، بهدف تحسين العلاقات مع الدول الأعضاء الثرية وتحسين الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.
في المقابل كان أعضاء المجلس مترددين في السماح لليمن بالانضمام بسبب المخاوف بشأن عدم استقراره الداخلي وتأثيره عليهم، وقد أدى اندلاع الصراع السياسي الكبير في اليمن عام 2011 إلى استبعاد هذه الفكرة تمامًا حتى عادت إلى الظهور عام 2015 بعد تدخل المملكة السعودية في الحرب الأهلية اليمنية.
وعلى الرغم من مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي تجاه اليمن وعدم تقديم الدعم اللازم، فقد عقد اليمن اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي، بهدف حل الصراع السياسي والنزاعات الداخلية وتقديم المساعدات الإنسانية عقب سلسلة الأحداث التي مر بها منذ عام 2015، وذلك حسب الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي.
متى انضم العراق الى مجلس التعاون الخليجي؟
عندما بدأت فكرة تشكيل مجلس التعاون الخليجي، كانت تضم كلًا من إيران والعراق بالإضافة إلى الست دول الأعضاء الحاليين، ولكن تم التخلي عن هاتين الدولتين بسبب تضارب المصالح والاختلافات الجوهرية، ولطالما كانت العلاقة بين العراق ودول التعاون الخليجي مضطربة على مدى عقود من الزمن.
واستمر هذا التوتر حتى عام 2015 حين أعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد، وفي عام 2018 حيث بدأت العلاقات بالتحسن بين حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني ودول مجلس التعاون الخليجي، فقد قام الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان بتقديم دعوة رسمية له مبينًا حسن نيته واهتمام أبو ظبي بتقوية العلاقات مع بغداد، ومن بعدها وقع العراق مع المملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم لأول مرة منذ 40 عامًا لتبادل المعلومات الاستخبارية.
ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بالتحسن بين حكومة سوداني ودول الخليج العربي بشكل متصاعد، مع زيادة بناء الثقة من الجانبين، مما يتيح الفرص للمزيد من العلاقات والمشاريع القادمة.
اقرأ\ي أيضًا: