` `

هل ما زال الستار الحديدي موجودًا؟

سياسة
27 أغسطس 2024
هل ما زال الستار الحديدي موجودًا؟
انهار الستار الحديدي مع نهاية ثمانينيات القرن العشرين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يشير الستار الحديدي إلى الفاصل السياسي والأيديولوجي الذي كان قائمًا بين أوروبا الاشتراكية الشيوعية وأوروبا الرأسمالية خلال القرن العشرين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ فإن الجزء الشيوعي كان في شرق أوروبا بقيادة الاتحاد السوفياتي، ولم تكن بداية إطلاق مصطلح الستار الحديدي من قبل السوفيات، وإنما كانت من قبل رئيس الحكومة البريطانية وقتها.

هل ما زال الستار الحديدي موجودًا؟

عند التحقق لمعرفة هل ما زال الستار الحديدي موجودًا يتضح بأن هذا الستار انهار مع نهاية ثمانينيات القرن العشرين، ولم يعد موجودًا خلال الوقت الراهن، وكان انهياره بعد مرور أكثر من 40 عامًا على تشييده داخل الأراضي الأوروبية للفصل بين العديد من الأجزاء الشرقية والأجزاء الغربية.

عند التحقق لمعرفة هل ما زال الستار الحديدي موجودًا يتضح بأن هذا الستار انهار مع نهاية ثمانينيات القرن العشرين،
يشير الستار الحديدي إلى الحاجز السياسي والعسكري والأيديولوجي الذي كان يقطع الأجزاء التابعة للأراضي السوفياتية عن الأراضي الأخرى في أوروبا

ما هو مفهوم الستار الحديدي؟

وضح موقع ستدي التعليمي ماذا يعني الستار الحديدي في التاريخ؛ فإنه مصطلح يشير إلى الحاجز السياسي والعسكري والأيديولوجي الذي كان يقطع الأجزاء التابعة للأراضي السوفياتية عن الأراضي الأخرى المجاورة لها في أوروبا، وجعل هذا الجدار من السفر إلى أوروبا الشرقية أو إليها أمرًا صعبًا.

ما الدولة التي أقامت الستار الحديدي؟

إلى جانب أهمية تحديد ما هو مفهوم الستار الحديدي خلال فترة الحرب الباردة يعتني المختصون بمعرفة الدولة التي أقامت هذا الستار، وهي: دولة اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية التي كانت تُعرف باسم الاتحاد السوفياتي اختصارًا، وتتضمن القائمة الآتية بعض الحقائق حولها:

  • الحاكم الأول للاتحاد السوفياتي: كان فلاديمير لينين أول حاكم للاتحاد السوفياتي على الإطلاق، كما أنه قاد البلاشفة في ثورتهم التي انتهت بوصولهم إلى سُدّة الحكم بعد هزيمة الإمبراطورية الروسية.
  • العقيدة الشيوعية: تبنّى الاتحاد السوفياتي العقيدة الشيوعية خلال فترة قيامه، ولم يكن كذلك فحسب، وإنما كان أول دولة تتبنى هذه العقيدة على مستوى العالم خلال التاريخ أيضًا.
  • أكبر دولة في العالم: كانت حدود الاتحاد السوفياتي مترامية الأطراف؛ فإن مساحتها وصلت إلى أكثر من 22 مليون كيلومتر مربع، وهو ما جعلها الدولة الأكبر في العالم قبل سقوطها.
  • الجمهوريات في الاتحاد السوفياتي: اشتمل الاتحاد السوفياتي على مجموعة من الجمهوريات، ووصل عدد هذه الجمهوريات إلى 15 جمهورية، ومنها: روسيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، وأرمينيا، وجورجيا، ولاتفيا.
  • الحزب الحاكم: لم يكن الاتحاد السوفياتي من الدول متعددة الأحزاب، وإنما كانت دولة يحكمها حزب واحد طيلة فترة تاريخها، وهو الحزب الشيوعي الذي كان يسيطر على جميع مناحي الحكم.
  • انهيار الاتحاد السوفياتي: في عام 1991 انهار الاتحاد السوفياتي، وأصبحت الجمهوريات التي يتشكّل منها دولًا مستقلة، وحصلت جمهورية روسيا الاتحادية على مقعده في مجلس الأمن والأمم المتحدة.

أين يقع الستار الحديدي؟

تُبيّن المصادر الجغرافية أين يقع الستار الحديدي الذي أنشأه الاتحاد السوفياتي خلال أربعينيات القرن العشرين، وهو جدار كان في أراضي أوروبا بالتحديد، وفصل بين الدول التي يحكمها السوفيات الذين يعتنقون العقيدة الشيوعية الاشتراكية، والدول الغربية التي تعتنق النظام الرأسمالي في الأراضي الأوروبية.

ما هي المناطق التي فصلها الستار الحديدي؟

شملت المناطق التي فصلها الستار الحديدي كلًا من فنلندا والنرويج وألمانيا الغربية والنمسا وإيطاليا واليونان وتركيا من جهة عن الاتحاد السوفياتي، وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا وهنغاريا ويوغسلافيا وألبانيا وبلغاريا من جهة أخرى، وهذا يعني أنه كان فاصلًا طويلًا يقطع العديد من الدول الأوروبية.

من هو الزعيم السوفياتي الذي أقام الستار الحديدي؟

كانت إقامة الستار الحديدي خلال فترة حكم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، الذي قاد بلاده إلى النصر في الحرب العالمية الثانية، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز الحقائق حوله:

  • الاسم الحقيقي: لم يكن الاسم الحقيقي للزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين، وإنما كان اسمه الحقيقي جوزيف بيساريونيس دزي جوغاشفيلي، وكان ستالين اسمه المستعار، ويعني الرجل ذو اليد الفولاذية.
  • التوجه الاشتراكي: في عام 1895 قامت والدة جوزيف ستالين بإرساله إلى إحدى المدارس الدينية ليصبح كاهنًا؛ إلا أنه تمرّد على قراءة الكتاب المقدس عند المسيحيين، وانضم إلى مجموعة اشتراكية محلية بعد قراءة كتابات ماركس.
  • المعيشة في الكرملين: صار ستالين أحد الرجال الذين يقودون الحكومة البلشفية الجديدة في سانت بطرسبرغ عام 1917، ثم انتقلت القيادة إلى الكرملين بسبب الحرب العالمية الأولى عام 1918 ليقضي ستالين فترة من حياته فيه قبل الرئاسة.
  • نفي المنافس على الزعامة: بعد وفاة لينين ظهر صراع على السلطة بين ستالين من جهة وتروتسكي من جهة أخرى، وكان النصر في هذا الصراع لستالين الذي نفى منافسه وقاد الاتحاد السوفياتي.
  • تطوير أسلوب خاص من الماركسية: كان لجوزيف ستالين تفسير خاص للماركسية كما هي حالة فلاديمير لينين من قبله، وتميز تفسير ستالين بالقومية للغاية مع التركيز على بناء الاتحاد السوفياتي عوضًا عن القيام بثورة عالمية.

من أول من قال الستار الحديدي؟

إن معرفة من هو صاحب عبارة الستار الحديدي وسبب إطلاق هذا الاسم على الستار توضح طبيعة الصراع الذي كان دائرًا بين الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية؛ فإن ونستون تشرتشل -رئيس الحكومة البريطانية السابق- كان أول من أطلق هذا اللقب على منطقة الفصل بين الجهتين.

خلال فترة الحرب العالمية الثانية كان ونستون رئيس الحكومة البريطانية، وقاد قتال بلاده ضد دول المحور، وتميز تشرشل بقدرته على إلقاء الخطابات؛ بما فيها خطاب الستار الحديدي الذي قام بإلقائه عام 1946 في العام التالي للحرب، وفي يوم 24 يناير/كانون الثاني من عام 1965 توفي تشرشل عن عمر يبلغ 90 عامًا تقريبًا.

الستار الحديدي وبداية الحرب الباردة

خلال عام 1946 قام ونستون تشرشل بإلقاء خطاب أطلق فيه على منطقة الفصل بين أوروبا الاشتراكية والرأسمالية اسم الستار الحديدي، ووصف جوزيف ستالين -زعيم الاتحاد السوفياتي وقتها- هذا الخطاب بأنه تحريض على الحرب، وتم تبادل العديد من الادعاءات بين الزعماء السوفيات والغربيين بعدها ليكون ذلك بمثابة بداية الحرب الباردة.

الحياة بين جانبي الستار الحديدي

كانت ظروف الحياة بين جانبي الستار الحديدي مختلفة اختلافًا كبيرًا؛ فإن حياة الأفراد في الجهة الغربية من الستار كانت أفضل بكثير، وواجه المواطنون في الدول الاشتراكية الشيوعية الكثير من المصاعب بالرغم من توفير التعليم والرعاية الصحية وبعض الخدمات الأخرى مجانًا، وكان الفرق كبيرًا بين المستوى الاجتماعي لأعضاء الحزب الشيوعي وغيرهم من المواطنين داخل الأراضي السوفياتية في تلك الفترة.

معلومات عن الستار الحديدي

ظهر الستار الحديدي ليفصل بين الدول الاشتراكية والرأسمالية عام 1946 ولم يزل موجودًا حتى عام 1989، مما يعني أن إزالته كانت بعد مرور قرابة 43 عامًا من ظهوره. فيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول هذا الستار:

  • الحاجز لم يكن ماديًا: بشكل أساسي لم يكن الستار الحديدي حاجزًا ماديًا يفصل بين أوروبا الاشتراكية الشرقية عن أوروبا الرأسمالية الغربية، وإنما هو وصف للحاجز الاقتصادي والسياسي الذي كان بين الجانبين وقتها.
  • إنشاء التحالفات المتعارضة بين جانبي الستار: أدى الستار الحديدي إلى تشكيل بعض التحالفات العسكرية المتعارضة بين الدول على الجانبين، وعلى رأسها حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي وحلف شمال الأطلسي في الجهة الأخرى.
  • الإشارة المجازية في الاسم: تم إطلاق اسم الستار الحديدي على الحواجز الاقتصادية والسياسية بين أوروبا الاشتراكية والرأسمالية؛ للإشارة إلى وجود انقسام لا يمكن اختراقه بين الجانبين.
  • سقوط الستار الحديدي: كان سقوط الستار الحديدي يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1989 عند سقوط جدار برلين، وتوحيد ألمانيا الشرقية الشيوعية مع ألمانيا الغربية الرأسمالية، كما أن هناك عدة تطورات سابقة أدت إلى هذا السقوط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أين تقع نتساريم؟

ما هو محور فيلادلفيا؟

ما هو أبعد مدى لصواريخ كتائب القسام؟

هل معبر رأس جدير أكبر معبر حدودي في تونس؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على