تحقيق مسبار
فصلَ جدار برلين بين الجهة الغربية من برلين وألمانيا والجهة الشرقية منها خلال فترة استمرت حتى قرابة 3 عقود، وذلك نظرًا للواقع السياسي الذي كانت تعاني منه أوروبا؛ فإن الجهة الشرقية كانت في ظل الحكم الشيوعي الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، بينما كانت الجهة الغربية في ظل الحكم الرأسمالي.
كم سنة استمر جدار برلين؟
عند تحديد متى بني جدار برلين ومتى انهار يتضح بأن وجوده استمر مدة 28 عامًا تقريبًا؛ فإن الأمر ببناء هذا الجدار كان يوم 13 أغسطس/آب من عام 1961 بينما انهار يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1989، مما يعني أنه بقي فترة طويلة من تاريخ ألمانيا الحديثة، وفصل بين الجزء الشرقي والغربي منها.
ما هو جدار برلين؟
يُعرف جدار برلين بأنه حاجز أحاط ببرلين الغربية ومنع الوصول إليها من برلين الشرقية والمناطق المجاورة لألمانيا الشرقية بدايةً من عام 1961 وحتى عام 1989 عندما انهار الجدار، مما يعني أنه قسم مدينة برلين إلى قسمين اثنين ليمنع الأفراد من التنقل بينهما، وبذلك يتضح لماذا سُمي جدار برلين بهذا الاسم.
من الذي بنى جدار برلين؟
وضّح موقع وورلد أطلس من الذي بنى جدار برلين؛ فإنه جدار تم بناؤه من قبل حكومة ألمانيا الشرقية بعد أمر زعيم الاتحاد السوفياتي، وذلك لأن ألمانيا تقسمت إلى عدة أجزاء بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح الجزء الشرقي منها تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي، بينما كان الجزء الغربي خاضعًا لسيطرة المملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية والولايات المتحدة الأمريكية.
من أمر ببناء جدار برلين؟
عند البحث لمعرفة من أمر ببناء جدار برلين يتضح بأنه الزعيم السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حوله:
- العمر عند الأمر ببناء الجدار: ولد زعيم الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف عام 1894، بينما أمر ببناء الجدار الحديدي عام 1961، مما يعني أن عمره عند الأمر بالبناء كان يبلغ 65 عامًا تقريبًا.
- التعليم: لم يكن نيكيتا خروتشوف من الزعماء الروس الذين تلقوا تعليمًا متميزًا، وإنما اقتصر على بعض التعليم الرسمي الضئيل بشكل كبير، مما يعني أنه ليس من حملة الشهادات الجامعية فضلًا عن الشهادات العليا.
- الالتحاق بالحزب البلشفي: التحق خروتشوف بالحزب البلشفي الذي يقوده فلاديمير لينين عام 1918، ثم خدم في الجيش الأحمر خلال فترة الحرب الأهلية الروسية، مما يعني أنه التحق بالحزب قبل الإعلان عن تأسيس الاتحاد السوفياتي.
- الترقي في صفوف الحزب الشيوعي: بدأ خروتشوف العمل بدوام كامل في الحزب الشيوعي عام 1931، ثم ترقّى في حتى صار السكرتير الأول للجنة الحزب في موسكو عام 1938، ثم أصبح عضوًا في المكتب السياسي عام 1938.
- خروتشوف في الحرب العالمية الثانية: في الحرب العالمية الثانية كان نيكيتا خروتشوف مفوضًا سياسيًا في جيش الاتحاد السوفياتي، مما يعني أنه كان أحد المشاركين البارزين في صناعة سياسات السوفييت في الحرب.
- الأزمات مع الغرب: تسببت أوامر خروتشوف بالعديد من الأزمات مع الغرب، وكان من بينها الأمر ببناء جدار برلين، وإسقاط طائرة تجسس أمريكية فوق الاتحاد السوفياتي، وأزمة الصواريخ الكوبية.
ما هو سبب بناء جدار برلين؟
فصل موقع جدار برلين الجهة الشيوعية من ألمانيا عن الجهة الرأسمالية، وكان الهدف الرئيسي من ورائه منع سكان برلين الشرقية من الانتقال إلى برلين الغربية، وتم قتل العديد من الأفراد أثناء محاولتهم لعبور هذا الجدار قبل انهياره، ووصل عدد القتلى أثناء محاولة عبوره إلى أكثر من 600 ضحية بدايةً من عام 1961 وحتى عام 1989.
من حطم جدار برلين؟
تم تحطيم جدار برلين في البداية من قبل الأفراد الذين يحتفلون بإلغاء قرارات حظر الانتقال من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية، ثم استخدمت الآليات الثقيلة لإزالة هذا الجدار مع بقاء بعض الأجزاء منه حتى عام 2008 بعد مرور قرابة 19 عامًا على انتهاء الغاية منه، وهو العام الذي شهد إزالة آخر الأجزاء الأصلية المعروفة من الجدار حسب موقع ستدي التعليمي.
ما هو سبب سقوط جدار برلين؟
بالرغم من إزالة جميع أجزائه الأصلية إلا أن موقع جدار برلين لا يزال جزءًا من ذاكرة ألمانيا وسياسات الاتحاد السوفياتي في فصلها إلى جزئين، وكان سقوط هذا الجدار عام 1989؛ بسبب سماح حكومة ألمانيا الشرقية للمواطنين بالانتقال إلى ألمانيا الغربية بعد موجة من الاضطرابات التي شهدتها ألمانيا الشرقية.
أبرز المحطات في تاريخ قصة جدار برلين
لا شك بأن قصة جدار برلين مرّت بالعديد من المراحل والمحطات التاريخية المهمة بداية من العوامل التي تسببت بتشييد الجدار وحتى إزالة آخر أجزائه الأصلية، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه المحطات التاريخية:
- تقسيم ألمانيا: في شهر فبراير/شباط من عام 1945 وافق مؤتمر يالطا على تقسيم ألمانيا إلى 4 مناطق، تسيطر عليها المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على أن يكون للأخير الجزء الشرقي.
- الدولتين الألمانيتين: في عام 1949 أصبح الجزء الغربي من ألمانيا جمهورية ألمانيا الاتحادية رسميًا، بينما أصبح الجزء الشرقي جمهورية ألمانيا الديمقراطية رسميًا، وكانت الدولة الشرقية شيوعية اشتراكية.
- انتقال الأفراد إلى الغرب: منذ عام 1949 وحتى عام 1961 انتقل ما يزيد على 2.7 مليون فردًا من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية، وذلك بسبب السياسات التي كانت مُتبّعة في ألمانيا الشرقية.
- توقيع الأمر ببناء الجدار: في يوم 12 أغسطس/آب من عام 1961 قام زعيم الحزب الشيوعي الألماني بتوقيع الأمر بإقامة حاجو فاصل بين برلين الشرقية والغربية، وذلك بعد أمر زعيم الاتحاد السوفياتي بذلك.
- إقامة الحواجز في برلين: بعد توقيع الأمر ببناء الجدار قام رئيس قوات الأمن الألمانية الشرقية بأمر الشرطة والقوات العسكرية بإقامة الحواجز فعليًا يوم 13 أغسطس/آب من عام 1961.
- زيارة مارتن لوثر كينج الابن: في شهر سبتمبر/أيلول من عام 1964 ذهب مارتن لوثر كينج الابن إلى برلين، وقام بإلقاء كلمة على جانبي الجدار بعنوان الشرق والغرب أبناء الله حسب شبكة سي إن إن.
- اتفاقية القوى الأربع: في يوم 3 سبتمبر/أيلول من عام 1971 تم التوصل إلى اتفاقية القوى الأربع؛ بهدف تحسين ظروف سكان برلين الغربية وتسهيل السفر من ألمانيا وبرلين الغربية وإليها، وتسهيل سفر سكان برلين الغربية إلى الشرق.
- تطبيع العلاقات بين الألمانيتين: خلال يوم 21 ديسمبر/كانون الأول من عام 1972 وقعت ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية المعاهدة الأساسية لتطبيع العلاقة بينهما واعتراف كل منهما بالأخرى.
- رفع قيود السفر إلى الغرب: بعد سلسلة من الاضطرابات والتغير في الحكومات رفعت ألمانيا الشرقية قيود السفر إلى الغرب يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1989، مما يعني أن جدار برلين انهار في هذا اليوم.
كم بلغ طول جدار برلين؟
وصل طول جدار برلين إلى 155 كيلومتر بارتفاع يبلغ 4 متر ليضمن عدم انتقال الأفراد إلى الجهة الأخرى، وعلى الرغم من المسافة الطويلة التي يقطعها هذا الجدار؛ إلا أن تشييده لم يستغرق فترة طويلة، وإنما استيقظ الناس يوم 13 أغسطس/آب من عام 1961 على الواقع الجديد الذي يمنعهم من الانتقال إلى ألمانيا الغربية.
في البداية لم يكن جدار برلين من الطوب، وإنما كان جدارًا من الأسلاك الشائكة والسياج، ثم أصبح سلسلة من الجدران والأسوار المعززة فيما بعد، وتضمن العديد من مواقع المدافع بالإضافة إلى أبراج المراقبة. خضع هذا الجدار لحراسة مشددة ودوريات مستمرة؛ للحد من عمليات التسلل ومنعها من الوقوع بشكل كامل.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هي نسبة المهاجرين في بريطانيا؟