تحقيق مسبار
تظهر أعراض ردة الفعل التحسسية عند الإنسان بفعل الهستامين الذي يستجيب للمُهيّجات، وهو أحد المركبات العضوية التي توجد في جميع أجزاء جسم الإنسان تقريبًا، وعلى الرغم من الآثار السلبية الصحية التي تؤدي إليها أحيانًا عند الإصابة بالتحسس؛ إلا أن لها العديد من الأدوار المهمة في معرفة مكان الألم وتنبيه الإنسان على وجود مسببات الأمراض.
ماذا يسبب نقص الهستامين؟
ربما لا يكون نقص الهستامين خطيرًا في كثير من الأحيان، وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا النقص يقلل من تصلب الشرايين بالإضافة إلى التقليل من الاستجابة الالتهابية؛ إلا أنها دراسات أجريت على حيوانات المختبر. على صعيد آخر يمكن أن يتسبب هذا النقص تفاقم إصابة عضلة القلب وغيرها من الأعراض، وهذا يعني أن النقص يكون مفيدًا أحيانًا بينما يكون خطيرًا في حالات أخرى، ولا بد من استشارة الطبيب المختص للتعرّف على تأثير نقص الهستامين حسب حالة المرء.
أين يوجد الهستامين في جسم الإنسان؟
يتم تخزين الهستامين في الخلايا البدنية الموجودة داخل الأنسجة والخلايا القاعدية في الدم، وهذا يعني أنه مُركّب عضوي يتواجد في جميع أنحاء الجسم. بشكل خاص يمكن العثور على الهستامين تحت الجلد، وفي الأعصاب، وفي الرئتين والأمعاء، وبالقرب من الأوعية اللمفاوية والأوعية الدموية.
ما هي وظيفة الهستامين؟
يقوم جهاز المناعة في جسم الإنسان بإطلاق الهستامين لغايات إرسال الرسائل بين الخلايا المختلفة، ولهذا المركب العضوي عدة من الوظائف المختلفة، وأبرزها: ظهور أعراض الحساسية والحساسية المفرطة. فيما يأتي بعضًا من أبرز الاستجابات المناعية التي تتعلق بالهستامين أيضًا:
- الإحساس بالألم: تحدث الاستجابة للألم في جسم الإنسان عندما يعتقد الجسم بأنه يتعرض إلى الأذى في منطقة ما، وهو ما يساعد في تحديد مكان الأذى ثم إجراء التشخيص المناسب لمعرفة السبب والتعامل معه.
- تضييق القصبات الهوائية: يقوم الهستامين بتضييق القصبات الهوائية أحيانًا عند الاستجابة لمؤثر ما، وهو ما يتسبب بتقييد تدفق الهواء في جسم الإنسان من الرئتين وإليهما.
- توسيع الأوعية الدموية: في بعض الأحيان يحتاج جسم الإنسان إلى توسيع الأوعية الدموية، وذلك لزيادة تدفق الدم بشكل أكبر، وهي من الوظائف التي تتعلق بعمل الهستامين في الجسم.
- لإفراز حمض المعدة: يرتبط إفراز حمض المعدة في بعض الأحيان مع تأثير الهستامين على الجسم، وذلك لغايات معادلة الحموضة عند الحاجة إلى ذلك.
- إنتاج المخاط في مجرى الهواء: يزداد إنتاج المخاط في مجرى الهواء عند الإنسان أحيانًا بتأثير من الهستامين، وتكمن الفائدة في ذلك بالتقاط المواد المُسببة للحساسية قبل دخولها إلى الجسم.
- زيادة نفاذية الأوعية الدموية: يؤثر الهستامين على جدران الأوعية الدموية أحيانًا متسببة بالتغيرات التي تسمح للخلايا بالمرور من خلالها بسهولة أكبر، وذلك للتعامل مع مسببات الحساسية أو الأمراض عند الحاجة.
ماذا يسبب ارتفاع الهستامين في الجسم؟
وضّحت شبكة هيلث لاين ماذا يسبب ارتفاع الهستامين في الجسم؛ فإن هذا الارتفاع يؤدي إلى العديد من الأعراض والآثار الجانبية الشائعة، ومنها: أعراض الجهاز الهضمي التي تشمل آلام البطن بالإضافة إلى الانتفاخ أو الإسهال، وربما تتسبب هذه الزيادة بالتعرض إلى الصداع النصفي عند البعض.
تنتج الحكة أو الشرى وما يماثلها من الأعراض الجلدية عن زيادة مستويات الهستامين في الجسم. ومن الأعراض الأخرى لهذه الزيادة: الشعور بالتعب، والتعرض إلى الدوخة، والحاجة إلى حكة الجلد، واحتقان الأنف، وتصريف الجيوب الأنفية، والتغيرات في الدورة الشهرية، وارتفاع الضغط، والقلق، والتغير في معدل ضربات القلب.
ماذا يفعل مضاد الهيستامين في الجسم؟
كما يظهر من اسمه تقوم مضادات الهستامين بمنع الجسم من إنتاج هذا المركب العضوي أو تؤدي إلى تقليل إنتاجها، وذلك للحد من ردة الفعل التحسسية الخطرة أو المزعجة التي تنتج عن زيادة الهيستامين، ويشمل ذلك التقليل من احتقان أو سيلان الأنف، والتخلص من الحكة ودمع العيون، والحد من العطس.
ما هي أضرار الهيستامين للأشخاص الذين لا يتحملونه؟
يعاني البعض من حالة يطلق عليها اسم عدم تحمل الهستامين، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأضرار والأعراض الشديدة لديهم عند زيادة مستويات هذا المركب العضوي، ومنها الأضرار التي تصيب الجهاز الهضمي، وتشمل كلًا من انتفاخ البطن، والإمساك، والشعور بالغثيان، والقيء، وظهور الآلام في منطقة البطن.
يصاب البعض بالصداع أو الصداع النصفي ضمن أعراض عدم تحمل الهستامين، وذلك بالإضافة إلى الاحتقان في الأنف، ومشاكل الجيوب الأنفية، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وفي الحالات الشديدة من الأعراض يصاب المرء بتورم الأنسجة والقلق وارتفاع الضغط وتقلصات البطن والدوخة وصعوبة تنظيم درجة حرارة الجسم.
ما هي الأطعمة التي تحتوي على الهيستامين؟
هناك عدد كبير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الهستامين بشكل طبيعي، ويصعب حصر هذه الأطعمة نظرًا لكثرتها، ومنها: الأسماك المعلبة، والأسماك شبه المحفوظة، واللحوم المعالجة، والجبن، والفواكه الحمضية مثل البرتقال والليمون والليم، وكذلك الخمور، والنقانق المخمرة الجافة.
هناك العديد من الفواكه الغنية بالهستامين، ومنها: الموز، والأناناس، والبابايا، والفراولة، والكرز. ويوجد هذا المركب العضوي بنسبة مرتفعة في كل من الطماطم، والسبانخ، والباذنجان، بالإضافة إلى وجوده في الفطر، وفول الصويا، وصلصة الصويا، ومخلل الملفوف، والقرفة، والقرنفل، والسردين، والتونة، وأسماك الماكريل، واللوز، والكستناء، والبندق، والفستق.
نصائح لحمية غذائية منخفضة الهستامين
ينبغي على المصابين بعدم تحمل الهستامين اتباع حمية غذائية مناسبة للتقليل من فرصة الإصابة بردة فعل خطيرة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من النصائح لالتزام حمية غذائية منخفضة الهستامين:
- تناول الأطعمة بحالتها الأصلية: من الأفضل تناول الأطعمة التي تشبه حالتها الأصلية قدر الإمكان، وعند الحاجة إلى طهيها؛ فينبغي على المرء فعل ذلك في المنزل لضمان عدم وجود أية مضافات غنية بالهستامين فيها.
- تجنب الوجبات السريعة: عادةً ما تحتوي الوجبات السريعة على العديد من المكونات الغنية بالهستامين، ولذلك ينبغي تجنبها، ومثلها الأطعمة التي تمت معالجتها بشكل كبير أيضًا.
- استخدام مذكرة الطعام: ينبغي على الراغبين بتقليل مستويات الهستامين في أطعمتهم الاحتفاظ بمذكرة طعام للتحقق من أوقات تناول جميع الأطعمة، وذلك لمراقبة الكميات اليومية التي دخلت الجسم من هذا المركب العضوي.
- تسجيل أوقات الأعراض غير المريحة: يساعد تسجيل أوقات الأعراض غير المريحة في معرفة الأطعمة التي تؤدي إلى ظهور آثار الهستامين ثم تجنبها، وذلك بعد مقارنة أوقات ظهور الأعراض مع الأطعمة التي تم تناولها.
- استشارة مختص التغذية: لا بد من استشارة أحد مختصي التغذية عند الرغبة بوضع حمية غذائية منخفضة الهستامين، وذلك للتحقق من تلبية جميع متطلبات الجسم اليومية من العناصر الغذائية.
الحالات الصحية التي تتعلق بالهستامين
تتعلق العديد من الحالات الصحية التي يعاني منها الإنسان أحيانًا بالهستامين، ويشمل ذلك التهاب الجلد التأتبي الذي يطلق عليه اسم الإكزيما أيضًا، وكذلك التهاب الجلد التماسي الذي تظهر أعراضه عند ملامسة بعض الأشياء مثل اللبلاب السام أو العطور أو المواد الحافظة أو المعادن مثل النيكل.
إن التهاب الأنف التحسسي -المعروف باسم حمى القش- من الحالات الصحية التي ترتبط بالهستامين، وكذلك الربو التحسسي الذي يظهر بسبب بعض المواد المهيجة، وتتورم ملتحمة العين أو تلتهب عند البعض بسبب المواد المهيجة متأثرة بمشاكل الهستامين، وربما تحتاج هذه الحالات إلى استخدام مضادات الهستامين بعد استشارة الطبيب أحيانًا.
إرشادات تجنب أعراض زيادة الهستامين
توجد الكثير من الإرشادات التي تساعد في تجنب أعراض زيادة الهستامين في جسم الإنسان، ومنها: تناول مضادات الهستامين، وتناول المكملات الغذائية التي يمكنها موازنة هذا المركب العضوي في الجسم، وذلك بالإضافة إلى معرفة الأطعمة التي تؤدي إلى زيادته ثم تجنبها أو التقليل منها بشكل أكبر.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الهرمونات من أسباب تقلب المزاج؟
