تحقيق مسبار
كان طائر الفينيق واحدًا من الطيور الأسطورية التي ذكرت من قبل اليونان أول مرة، وانتشرت في الثقافات والحضارات الأخرى بعدها بأسماء مختلفة، وهو طائر له دورة حياة يولد بعدها مرة أخرى، وذلك ليعود شابًا بعد أن يكبر في العمر، وتروي الأساطير عدم إمكانية وجود اثنين منه في الوقت نفسه.
ما الفرق بين طائر الفينيق والعنقاء؟
عند البحث لمعرفة ما الفرق بين طائر الفينيق والعنقاء يتضح بأنهما نفس الطائر إلا أن الإغريق والرومان يطلقون عليه اسم طائر الفينيق بينما يطلق عليه العرب اسم العنقاء. أما في اللغة الفارسية؛ فإن هذا الطائر يُعرف باسم الققنوس أو الققنس، وهذا يعني أنها أسماء للكائن الحي ذاته مع اختلاف في الثقافات.
هل توجد عدة أسماء لطائر الفينيق؟
توجد عدة أسماء لطائر الفينيق بالفعل، ومنها: طائر العنقاء في اللغة العربية، والققنوس في اللغة الفارسية، ويُعرف هذا الطائر كذلك باسم طائر البخور، وطائر النار، والطائر المصري، وطائر الميلاد الثاني، وتوجد الكثير من الأساطير المختلقة والقصص المرويّة التي تتعلق بقدرات هذا الطائر وخصائصه.
إلى ماذا يرمز طائر الفينيق؟
يرمز طائر الفينيق إلى البعث والحياة بعد الموت إضافة إلى الخلود حسب موقع حكومة مدينة فينيكس في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه يرتبط بإله الشمس في الأساطير اليونانية والأساطير المصرية القديمة. يعيش هذا الطائر في الجزيرة العربية في الأساطير اليونانية، ولا يمكن أن يوجد أكثر من طائر فينيق معًا، وإنما تنتهي حياة الأول ليقوم الثاني إلى الحياة بعدها مباشرة.
لماذا سمي طائر الفينيق بهذا الاسم؟
قيل بأن طائر الفينيق سمي بهذا الاسم في الحضارتين اليونانية والرومانية نسبةً إلى كلمة فينوس التي تعني اللون الأحمر أو اللون الأرجواني. ويقال بأن هذا الاسم نسبةً إلى منطقة فينيقيا، وهي منطقة قديمة ذات أهمية تجارية كبيرة في ذلك الوقت، وتتضمن القائمة الآتية بعض المعلومات حولها:
- موقع فينيقيا: تقع فينيقيا على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ويتوافق موقعها مع الموقع الحالي للجمهورية اللبنانية مع أجزاء من الأراضي السورية والأراضي الفلسطينية أيضًا.
- طبيعة السكان: كانت مدينة فينيقيا على طول طرق التجارة الرئيسية سابقًا، وهو ما جعل سكانها يتحولون إلى تجار ومستعمرين بارزين خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.
- أبرز مدن فينيقيا: تضمنت فينيقيا العديد من المدن الرئيسية خلال فترة نهضتها، وشملت هذه المدن كلًا من مدينة جبيل ومدينة صيدا اللبنانيتين إضافة إلى مدينة بيروت السورية.
- أقدم أشكال الحكم: يعتقد المختصون بأن أقدم أشكال الحكم في فينيقيا -التي ينتسب إليها طائر الفينيق- كان الحكم الملكي مع قيادة النظام بقوة عائلات التجار الأثرياء.
- الحِرف التقليدية في المنطقة: كان نحت العاج ونحت الخشب من أبرز الصناعات التقليدية المتخصصة في فينيقيا، كما اشتهرت فيها صناعة المعادن بالإضافة إلى أعمال الصاغة أيضًا.
- اللغة المحكية: استخدام السكان في منطقة فينيقيا اللغة الفينيقية للتحدث مع بعضهم البعض، وهي لغة شديدة الصلة بالعبرانية حتى أن الشعوب تمكنوا من فهم اللغتين بشكل متبادل.
- طريقة الكتابة: اعتمد سكان فينيقيا على الكتابة المسمارية للحفاظ على ثقافتهم، وتمكنوا من إنتاج نصوص خاصة بهم من 22 حرفًا، وتبنى الإغريق طريقة الكتابة في هذه المنطقة بعد ذلك.
هل الفينيق موجود حقًا؟
إن الفينيق من الطيور الأسطورية التي جاء ذكرها في بعض الثقافات، وليس طائرًا حقيقيًا موجودًا، وتمكّن الإغريق من ترسيخ حكاية هذا الطائر داخل مخيلة الغرب منذ ما يزيد على 2,500 سنة، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا اعتقد الإغريق القدماء وجود هذا الطائر حقيقة أم لا حسب موقع هيستوري التعليمي.
أول من ذكر طائر الفينيق الأسطوري
كان الإغريقي هسيودوس أول من ذكر طائر الفينيق الأسطوري؛ فإنه ذكر هذا الطائر في أحد ألغازه. تتضمن القائمة الآتية عدة من المعلومات والحقائق حول هسيود:
- موطن هسيودوس: كان الشاعر اليوناني هسيودوس من مواطني مدينة بيوتيا إحدى مقاطعات وسط اليونان، وذلك بعد هجرته إليها مع والده الذي عاش في كيمي داخل آسيا الصغرى قبل ذلك.
- هسيودوس الشاعر: كان هسيودوس واحدًا من الشعراء القدماء في الحضارة اليونانية، وكثيرًا ما يُعرف بلقب أبي الشعر التعليمي اليوناني، وذلك لما كانت له من عناية في مجال الشعر.
- ملاحم هسيودوس: تم العثور على اثنتين من ملاحم هسيودوس كاملتين، وهما: ملحمة ثيوجوني التي تتطرق إلى أساطير الآلهة، وملحمة الأعمال والأيام التي تعتني بحياة الفلاحين.
- الأعمال المنتحلة على هسيودوس: تمت نسبة العديد من الأعمال المزيفة إلى هسيودوس نظرًا لشهرته الكبيرة، وتم إدراج بعضها في طبعات أعماله الحقيقية، وشمل ذلك بعض الأعمال في علم الفلك وغيره.
- هسيودوس أول شاعر تعليمي: كان هسيودوس أول شاعر تعليمي على الإطلاق، كما أنه اكتسب شهرةً كبيرةً لكونه أول من كتب سردًا مستمرًا للأساطير اليونانية أيضًا؛ بما في ذلك أساطير الآلهة، وتطرّق إلى طائر الفينيق في كتاباته.
ما هي قصة طائر الفينيق؟
تروي الأساطير اليونانية بأن طائر الفينيق عاش ما بين 500-1,461 عامًا، وكان من الطيور المنعزلة التي تعيش في شبه الجزيرة العربية، وعند الفجر يخرج للغناء والاستحمام؛ فيستمع إليه إله الشمس، وعند نهاية حياته يبني عشًا من الأخشاب العطرية، ثم يشعل النار ليحترق ويخرج من رماده طائر فينيق جديد بعد تحنيطه في بيضة.
تروي بعض القصص بأن طائر الفينيق عاش بين الآلهة في الجنة إلا أنه كان يطير إلى الأرض لإنهاء دورة حياته، ويشتعل عند وصوله بعد سقوط شرارة من الشمس عليه، وفي النهاية يولد طائر جديد في غضون 3 أيام، وهناك عدة من القصص الأخرى حول الفينيق وكيفية موته وولادة طائر آخر جديد بعده.
صفات طائر الفينيق
بعد معرفة على ماذا يدل طائر الفينيق بالإضافة إلى التعرف على قصته وحقيقة وجوده يحرص الكثيرون على تحديد صفات هذا الطائر الأسطوري كما وردت في القصص المختلفة، وهو طائر خرافي بحجم النسر مع ريش ذي لون قرمزي وذهبي لامع، وله صرخة شجية تروي بعض أساطير اليونان بأن إله الشمس كان يحب الاستماع إليها.
بلغ عمر طائر الفينيق 500 عام على أقل تقدير في الأساطير المروية عنه، وهذا يعني أنه ذو عمر طويل جدًا، وعُرف باسم الطائر الخالد لأن الطائر الجديد يولد من بقايا القديم عند نهاية حياته. تمتع الفينيق بالعديد من الخصائص العلاجية في الأساطير أيضًا، ولكنه طائر لا حقيقة لوجوده.
الكائنات الحية الأسطورية في الحضارات المختلفة
لم تقتصر الكائنات الحية الأسطورية في الحضارات المختلفة على طائر الفينيق فحسب، وإنما هناك العديد من الكائنات الحية الأخرى التي توصف بأنها أسطورية أيضًا، ومنها ما يأتي:
- الكراكن: إن الكراكن من المخلوقات البحرية الضخمة، وربما تعود أصول الأساطير حوله إلى النرويج، وتم استيحاء هذا الكائن من الحبار العملاق على الأغلب، ويروى بأنه يهاجم السفن ليغرقها.
- التشوباكابرا: ترجع أصول أسطور التشوباكابرا إلى أمريكا اللاتينية، وهو مخلوق أسطوري حديث نسبيًا نظرًا لوصفه أول مرة خلال تسعينيات القرن العشرين، وهو مخلوق يشبه الكلب أو الذئب في شكله، ويشرب دماء الماشية.
- حصان وحيد القرن: هناك العديد من الحضارات التي ابتكرت قصصًا وأساطير حول حصان وحيد القرن، وهو حصان له قرن واحد يبرز من رأسه، ويرتبط بالعذرية والنقاء في بعض الثقافات.
- المينوتور: يوصف المينوتور بأنه مخلوق نصفه ثور ونصفه إنسان، وتعود أصوله إلى الأساطير اليونانية، وكان يقيم في إحدى المتاهات حسب هذه الأساطير.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هو الفرق بين الصقر والشاهين؟