تحقيق مسبار
أصبحت السريالية حركة رسمية خلال عشرينيات القرن العشرين ثم جذبت الكثير من الرسامين، وخاصة من مرتادي المدرسة الدادائية. تتميز هذه المدرسة في التعبير عما وراء الواقع وعدم الالتزام بالواقعية في لوحاتها وأعمالها، ومن مرتادي هذه المدرسة: سلفادور دالي، وماكس إرنست، وبول ديلفو.
ما هي خصائص المدرسة السريالية؟
هناك الكثير من الخصائص التي تتمتع بها المدرسة السريالية، ومنها: الأحلام واللاواقعية وابتكار الرموز والكتابة التلقائية، بالإضافة إلى الاسترسال دون حساب كبير لما ينطوي عليه العمل من الواقعية، وربما تختلف الرموز والمعاني بشكل كبير بين عمل وآخر على هذا الطراز الفني؛ إلا أن الخصائص العامة المذكورة تجمع بينها عادة.
أبرز الخصائص التي تتمتع بها المدرسة السريالية
يعتني المختصون بتوضيح ما هي خصائص المدرسة السريالية مع بيان كل خاصية منها، وتتضمن القائمة الآتية عدة من التفاصيل حول أبرز هذه الخصائص:
- مخالفة الواقع المرئي: لا يرتبط الرسامون في المدرسة السريالية بالواقع المرئي التقليدي، وإنما يتجاوزون الواقع المرئي إلى ما خلف الواقعية، ويحرصون على رسم أجزاء من الأشياء الغامضة في الحياة لضمان مزيد من الحرية.
- تغيير وظائف الهيئات والأشكال: لا تقوم المدرسة السريالية على اكتشاف الروابط المنطقية بين الهيئات والأشكال، وإنما تخلصها من المعاني المتفق عليها لمثيلاتها في الواقع المرئي إلى بعض المعاني الجديدة المختلفة عند الرسام.
- تدفق الخيال: يتدفق الخيال الشخصي لدى الرسامين في المدرسة السريالية بشكل واضح، ومن ذلك رسم الأشياء في حالة عدم توازن، وتصوير الأفراد في تكوين بنائي يخلو من المنطق، أو رسم حصان ذي أجنحة مبتكرة.
- ابتكار الرموز: هناك العديد من الرموز المبتكرة التي تشتهر بها اللوحات في المدرسة السريالية مع اختلافها بين رسام وآخر، ومنها الإيحاءات التي تشبه السمكة في وجه الإنسان، وغيرها من الرموز الأخرى.
- الأحلام واللاشعور: رسم بعض مرتادي المدرسة السريالية ساعات حديدية تشبه في تصويرها المواد المطاطية الذائبة على سطح الطاولة، وما إلى ذلك من الأفكار النابعة من الأحلام أو اللاشعور على خلاف ما هو الواقع.
- الاسترسال من غير حساب للتفكير: يسترسل مرتادو المدرسة السريالية في كثير من المعاني دون حساب للتفكير، وربما يعبر ذلك عن بعض المخاوف أو الأحاسيس في نفس الرسام حسب بحث النزعة السريالية في الفن التشكيلي الجزائري.
ما هو مفهوم السريالية؟
تُعرف المدرسة السريالية بأنها حركة فنية ظهرت خلال القرن العشرين، وتميزت بعالم الأحلام وما وراء الواقع، بالإضافة إلى التحليل اللاشعوري والنفسي للإنسان،. ظهرت الجذور الأولى لهذه الحركة خلال القرن الخامس عشر الميلادي؛ إلا أنها لم تصبح حركة مكتملة الأركان إلى بعد عدة قرون.
ما هو أسلوب المدرسة السريالية؟
إن أسلوب المدرسة السريالية واحد من الأساليب الفنية التي تذهب إلى ما فوق الواقع، وتعتمد على إبراز أحوال الرسامين اللاشعورية، وهو أسلوب يختلف عن الأساليب التقليدية المعتمدة على التعبير عن الواقع، وما ينطوي عليه من الحزن أو الفرح أو المظاهر الجذابة وغيرها من التفاصيل الأخرى.
من هم السيرياليون؟
يطلق اسم السيرياليين على الرسامين الذين ينتمون إلى المدرسة السريالية في رسم اللوحات والأعمال الفنية المختلفة، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرزهم:
- خوان ميرو: في يوم 20 أبريل/نيسان من عام 1893 ولد خوان مريو داخل الأراضي الإسبانية، وبدأ الرسم عندما وصل سن الثامنة من عمره، وكان واحدًا من الرسامين الذين ينتمون إلى المدرسة السريالية.
- سلفادور دالي: تميزت رسوم سلفادور دالي بالرشاقة والدقة التصويرية، وهو رسام سريالي ولد عام 1904 في مدينة برشلونة الإسبانية، وابتكر نظرية سريالية جديدة أطلق عليها اسم البارنويا النقدية.
- رونيه مارغريت: في عام 1898 ولد رونيه مارغريت داخل الأراضي البلجيكية، وحملت لوحاته الطابع الخيالي حتى عام 1925، ثم احتك بالسرياليين وأصبح واحدًا منهم بعد ذلك، واستمر في هذا الاتجاه الفني حتى وفاته.
- ألبيرتو جاكيوميتي: ولد ألبيرتو جاكيوميتي عام 1901 ثم أصبح واحدًا من مشاهير المدرسة السريالية، وكانت له العديد من الأعمال المهمة بالنسبة إلى المختصين، ومنها لوحة الرجل الماشي ولوحة ساحة المدينة.
- ماكس إرنست: كان ماكس إرنست -الذي ولد عام 1871- أحد الدادئيين المتعصبين، ثم اتجه نحو طريق الحركة السريالية في الرسم بعد ذلك، ولم يكن إرنست رسامًا فحسب، وإنما كان كذلك شاعرًا ونحاتًا.
- جان آرب: كان جان آرب نحاتًا ورسامًا وشاعرًا ولد في الأراضي الألمانية عام 1887، ثم بدأ التدرب على الرسم عام 1900 بعد الوصول إلى سن 13 عامًا من عمره، وأصبح واحدًا من المشهورين بالسريالية فيما بعد.
- أندريه ماسون: درس أندريه ماسون الرسم في بروكسل، ثم تابع دراسته في هذا المجال داخل العاصمة الفرنسية باريس، وانضم إلى مجموعة السريالية خلال منتصف العشرينيات ثم أصبح من رائدي هذه المدرسة.
- إيف تانغوي: إن إيف تانغوي واحد من السرياليين الأمريكيين ذوي الأصول الفرنسية، وكانت بداية انخراطه في أنشطة الرسم عام 1922، ثم انضم إلى الحركة السريالية عام 1925 بعد مرور 3 سنوات فحسب.
- بول ديلفو: صورت لوحات بول ديلفو الهياكل العظمية والعراة في العادة، وهو رسام بلجيكي درس الهندسة المعمارية بداية من عام 1920 وحتى عام 1924، ثم انخرط في أعمال الرسم، وأصبح من رواد المدرسة السريالية.
ما هو هدف السريالية؟
يكمن هدف السريالية في التعبير عن الأحلام أو الأفكار التي تقع في نفس الرسام ويصعب التعبير عنها وإظهارها بالأساليب الواقعية؛ فإن السريالية مشتقة من كلمة سورياليزم (Surréalisme) الفرنسية التي تعني فوق الواقع عند ترجمتها إلى اللغة العربية، ويُعبّر هذا الاسم عن حقيقة المدرسة وتوجهها.
متى تأسست السريالية رسميًا؟
وضح متحف المتروبوليتان للفنون متى تأسست المدرسة السريالية رسميًا في العاصمة الفرنسية باريس؛ فإنها تأسست عام 1924 ثم أصبحت من الحركات الدولية بعد ذلك. تم تحديد مبادئ هذه الحركة في البيان السريالي الأول الذي أطلق كتابًا توضيحيًا لهذه الغاية، وذلك بالرغم من وجود أصول لهذه المدرسة قبل هذا التاريخ.
أول من استخدم مصطلح السريالية
كان الفرنسي غيوم أبولينير أول من استخدم مصطلح السريالية على الإطلاق، وذلك في عام 1917، ثم ظهرت هذه الكلمة مرة أخرى في مسرحية أمهات تيريسياس، وبدأت مسيرة هذا الشاعر بنشر مجموعات من القصص القصيرة، ثم بدأ بالاستخدام المفرط للخيال في أعماله اللاحقة بعد ذلك للتعبير عن رفضه لنهج الكتابة الواقعي والتقليدي.
ولد غيوم أبولينير يوم 26 أغسطس/آب من عام 1880 في روما، وكانت أمه امرأة بولندية، بينما لا يعرف والده حتى الآن، وعمل ضابطًا في مملكة الصقليتين خلال حياته، ثم بدأ بكتابة القصائد والقصص ورسم الصور وابتكار الموضوعات بعدها حتى أصبح واحدًا من المشهورين في الشعر، وابتكر كلمة السريالية خلال العقد الثاني من القرن العشرين.
زعيم المدرسة السريالية في الفن
يُعرف أندريه بروتون بأنه زعيم المدرسة السريالية، وهو فرنسي ولد عام 1896 لعائلة لديها بعض المتاجر داخل الأراضي الفرنسية، وانضم إلى مجموعة الدادائية عام 1916، ثم انتقل إلى المدرسة السريالية التي تزعمها فور الإعلان عنها بصفتها حركة رسمية في فرنسا، وكان واحدًا من أبرز مرتادي هذه المدرسة على الإطلاق.
أمثلة على لوحات من المدرسة السريالية
لا شك بأن هناك الكثير من اللوحات التي تم رسمها على وفق أسس المدرسة السريالية، ومنها: لوحة رجل الشرطة التي رسمها خوان ميرو عام 1925، بالإضافة إلى لوحة الغابة والشمس التي رسمها ماكس إرنست عام 1927، ولوحة الإغاثة المجهزة التي رسمها الألماني الفرنسي جان آرب عام 1930.
اقرأ/ي أيضًا: