تحقيق مسبار
أدى إعصار درنة إلى وقوع الكثير من الخسائر في الأرواح، كما تسبب بخسارة الأسر لمنازلهم في المدينة، ويعود السبب في الأضرار البالغة، التي تعرضت إليها هذه المدينة دون المدن الأخرى التي أصابها الإعصار أيضًا، إلى انهيار سدين من سدودها واندفاع الماء الذي أصبح سيلًا يجرف كل ما يقف أمامه.
متى حصل إعصار درنة؟
وضح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر متى وقع إعصار درنة؛ إذ ضرب الإعصار الشمال الشرقي من الأراضي الليبية يوم 10 سبتمبر/أيلول من عام 2023، بمصاحبة الرياح القوية والأمطار الغزيرة، وهو ما أدى إلى الكثير من الأضرار بالممتلكات بالإضافة إلى عدد الضحايا الكبير.
أين حصل إعصار درنة؟
يطلق البعض على الإعصار الذي ضرب الأراضي الليبية عام 2023 اسم إعصار درنة؛ نظرًا لأن هذه المدينة من أكثر المدن التي تضررت؛ إلا أنه لم يقتصر على درنة وحدها، وإنما وصل إلى مجموعة من المدن الواقعة شمال شرق ليبيا؛ بما في ذلك مدينة بنغازي ومدينة البيضاء ومدينة المرج ومدينة سوسة.
كم عدد ضحايا إعصار درنة؟
تضاربت المعلومات بشكل كبير في تحديد كم عدد ضحايا إعصار درنة؛ وتراوحت هذه الأعداد ما بين 2,300-11,000 نسمة، وهذا يعني أن الفارق كبير يصل إلى 8,700 نسمة، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود الكثير من المفقودين الذين لم يتم العثور عليهم نتيجة للفيضانات، بالإضافة إلى كثرة الجهات التي شاركت في عمليات الإنقاذ وغيرها.
ما سبب إعصار درنة؟
يعرف إعصار درنة باسم إعصار دانيال أو عاصفة بين المختصين، ويُعرف بأنه ظاهرة جوية تتشكل بسبب تبخر الماء الدافئ من المحيط ووصولها إلى الطبقات الهوائية الباردة. ربما تكون أضرار هذا الإعصار شديدة في بعض الأحيان بينما تكون أقل خطورة في أحيان أخرى، ويعود السبب في ذلك إلى مدى شدتها عند الوصول إلى الأماكن المأهولة بالسكان.
هل إعصار درنة كان إعصار دانيال الوحيد في التاريخ؟
لم يكن إعصار درنة الذي حدث عام 2023 الإعصار الوحيد من نوع دانيال في التاريخ، وإنما شهد العالم هذا الإعصار عددًا كبيرًا من المرات، وتتضمن القائمة الآتية عدة منها:
- إعصار دانيال عام 1978: في عام 1978 واجه العالم إعصار دانيال، الذي تم تصنيفه ضمن قائمة أعاصير الدرجة الثالثة، وهو أحد الأعاصير التي ضربت شرق المحيط الهادئ.
- إعصار دانيال عام 1982: يصنف إعصار دانيال عام 1982 ضمن قائمة الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي، وتسبب هذا الإعصار بأضرار طفيفة في إحدى الجزر التابعة للجمهورية الفرنسية.
- إعصار دانيال عام 1998: في عام 1998 شهد الرأس الأخضر أحد أعاصير دانيال من الفئة الثانية، وكان هذا الإعصار طويل الأمد، وهو من الأعاصير المدارية في منطقة المحيط الأطلسي.
- إعصار دانيال عام 2000: هدد إعصار دانيال عام 2000 هاواي بعض الوقت، وهو إعصار تم تصنيفه من الفئة الثالثة، وينتمي إلى قائمة أعاصير دانيال في شرق المحيط الهادئ.
- إعصار دانيال عام 2004: ضرب إعصار دانيال عام 2004 شرق المحيط الأطلسي المفتوح، وهو من الأعاصير المدارية التي تم تصنيفها ضمن الفئة الثانية، وكان قويًا.
- إعصار دانيال عام 2006: كان إعصار دانيال عام 2006 إعصارًا قويًا صاحبته الأمطار، وهو من أعاصير شرق المحيط الهادئ التي ضربت هاواي، وتم تصنيفه ضمن الأعاصير من الفئة الرابعة.
- إعصار دانيال عام 2010: كان إعصار دانيال عام 2010 من الأعاصير طويلة الأمد، وهو أحد الأعاصير المدارية من الفئة الرابعة في منطقة المحيط الأطلسي، وضرب الرأس الأخضر.
- إعصار دانيال عام 2012: ينتمي إعصار دانيال عام 2012 إلى فئة الأعاصير من الفئة الثالثة، كما أنه أحد أعاصير دانيال في شرق المحيط الهادئ.
- إعصار دانيال عام 2022: قبل إعصار درنة بعام واحد شهد العالم إعصار دانيال عام 2022 ضمن قائمة الأعاصير المدارية في منطقة المحيط الأطلسي، وكان واحدًا قويًا تسبب بانهيارات أرضية وفيضانات في البرتغال.
ما سبب غرق درنة بعد الإعصار؟
قامت الجهات المعنية بإجراء التحقيقات لمعرفة ما سبب غرق درنة بعد الإعصار؛ فإن ذلك يعود إلى انهيار سدّين اثنين في هذه المدينة بسبب الإعصار؛ فإن المياه انطلقت حتى وصلت إلى بيوت ومنازل السكان ودمرتها بعد الانهيار، كما أن الإعصار حمل أمطارًا غزيرًا، مما تسبب بزيادة مخاطر الغرق وتشكل السيول بشكل كبير جدًا.
إرشادات لتجاوز آثار إعصار درنة السلبية
هناك العديد من الإرشادات التي يمكن للجهات المسؤولة في ليبيا اتباعها ومراعاتها للتقليل من الآثار السلبية الناتجة عن إعصار درنة وتجاوزها، وفي القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه الإرشادات:
- توفير المساكن الملائمة: بسبب الإعصار والفيضانات التي صاحبته خسر كثير من أهالي مدينة درنة الليبية مساكنهم، ولا بد من توفير المساكن الملائمة لهم لضمان العيش الكريم، وينبغي على هذه المساكن أن تتضمن الخدمات الأساسية.
- تقديم الغذاء: يمكن توفير الغذاء الذي يحتاجه أهالي درنة من خلال المساعدات المنتظمة، التي تلبي احتياجاتهم مع التوعية بطرق تحضير الطعام الصحي، وتجنب المصادر الملوثة وغير الصحية لكل من الطعام والشراب.
- توفير الرعاية الصحية: ربما تعرّض عدد كبير من سكان درنة إلى الإصابات بسبب الإعصار، ولذلك كان من الضروري توفير الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها بأسعار مدعومة أو مجانية، مع وضع خطط للوقاية من الأوبئة.
- التمكين الاقتصادي: يهدف التمكين الاقتصادي إلى توفير عمل مناسب يمكن لسكان درنة من خلاله الحصول على الأموال اللازمة لسد احتياجاتهم، ويكون ذلك من خلال توفير فرص العمل مباشرة أو دعم المشاريع الصغيرة.
- التوعية المجتمعية: يمكن للجهات المعنية القيام بحملات توعية مجتمعية، تهدف إلى زيادة مشاركة المجتمع المدني في تقديم المساعدات للأسر التي نزحت بسبب إعصار درنة، إضافة إلى توضيح مدى أهمية مساعدة هذه الأسر.
- القيام بحملات التبرع: يمكن لحملات التبرع أن تساعد في توفير جزء كبير من المساعدات والاحتياجات الأساسية، التي فقدها أهالي مدينة درنة بسبب الإعصار، ولا بد أن تصاحب هذه الحملات حملات أخرى للتشجيع على التبرع.
الدول التي قدمت دعمًا للمتضررين من إعصار درنة
هنالك الكثير من الدول التي قدمت دعمًا للمتضررين من إعصار درنة، ومنها: حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي وفرت 14 ألف كيلوجرام من الإمدادات الطبية مع إنشاء المشافي الميدانية، وتطوعت الكويت بعدة طائرات محملة بالمواد الإغاثية والمستلزمات والمواد الغذائية والأجهزة الطبية أيضًا حسب المركز العالمي لدراسات العمل الخيري.
كانت دولة قطر من الدول المشاركة في دعم المتضررين من إعصار درنة، وكذلك السعودية، ومصر، والإمارات، والجزائر، والأردن، وتونس، والجمهورية التركية، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وكندا، والجمهورية الفرنسية، وإسبانيا، وإيطاليا، ومالطا.
الكوارث التي تعرضت إليها ليبيا قبل إعصار درنة
قبل التعرض إلى إعصار درنة شهدت الأراضي الليبية العديد من الكوارث الأخر خلال تاريها، ومنها ما يأتي:
- وباء عام 1785 المجهول: في عام 1785 تعرضت ليبيا إلى وباء مجهول، وتسبب هذا الوباء بقتل عدد كبير يقدر بمئات السكان، وذلك قبل قرابة 238 عامًا من إعصار درنة الذي أوقع آلاف الضحايا.
- مرض الطاعون: انتشر مرض الطاعون في أراضي ليبيا عام 1858 مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا؛ فإن الطاعون كان أحد الأمراض التي لا علاج لها في ذلك الوقت.
- زلزال مدينة المرج: في عام 1963 تعرضت مدينة المرج الليبية إلى زلزال تسبب بتدميرها، وكانت هذه واحدة من الكوارث الكبيرة في القرن العشرين؛ إلا أنه تمت إعادة بناء المدينة مرة أخرى بعد ذلك.
- وباء كوفيد-19: لم تكن كارثة وباء كوفيد-19 مقتصرة على ليبيا وحدها، وإنما هي كارثة تعرض إليها العالم بشكل كامل، وأدت إلى بعض الاضطرابات داخل الأراضي الليبية بسبب منع التجول والتجمعات للحد من انتشار المرض.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هي الدول التي ضربها تسونامي؟
