تحقيق مسبار
تم بناء السد العالي في جمهورية مصر العربية وافتتاحه رسميًا بعد مرور قرابة 19 عامًا من اقتراح أحد المهندسين المصريين للمشروع، واستطاع السد توفير كثير من الفوائد للمواطنين في الأراضي المصرية، ومنها: زيادة الثروة السمكية، وتوفير مصدر مياه مستدام للزراعة، ولكنه كذلك تسبب بتهجير أعداد كبيرة من السكان عند إقامة المشروع.
متى تم بناء السد العالي؟
وضّحت الهيئة العامة للاستعلامات في جمهورية مصر العربية متى تم بناء السد العالي؛ فإن بناء هذا السد بدأ تنفيذه يوم 9 يناير/كانون الثاني من عام 1960 واستمر حتى منتصف يوليو/تموز من عام 1970، ثم افتتح رسميًا يوم 15 يناير/كانون الثاني من عام 1971 بعد مرور ما يزيد على 11 سنة من بدء أعمال التنفيذ.
هل تم بناء السد العالي على أكثر من مرحلة؟
بالفعل تم بناء السد العالي على أكثر من مرحلة نظرًا لحجمه الهائل مقارنة بالسدود الأخرى، وشملت مراحل ما قبل التنفيذ إعداد الدراسات المطلوبة بالإضافة إلى التصميم الذي قامت به اثنتان من شركات التصميم الألمانية، تمت مراجعة المشروع عام 1954 من قبل لجنة دولية لتقره الحكومة المصرية في النهاية.
بعد الحصول على التمويل اللازم بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع السد العالم عام 1960؛ لتشمل تحويل مياه نهر النيل إلى قناة التحويل والأنفاق، بالإضافة إلى إقفال مجرى النهر وبدء تخزين المياه في البحيرة. في المرحلة الثانية استمر بناء جسم السد حتى النهاية مع بناء محطة كهربائية واستكمال كافة عناصر التصميم.
في عهد من تم بناء السد العالي؟
تم بناء السد العالي في عهد الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، وكان بناء السد واحدًا من أبرز الإنجازات خلال فترة رئاسته للجمهورية، وتتضمن القائمة الآتية بعض إنجازاته الأخرى:
- تأميم قناة السويس: في يوم 26 يوليو/تموز من عام 1956 أعلن الرئيس السابق جمال عبد الناصر عن تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، مما جعلها شركة مساهمة مصرية تابعة للحكومة خلافًأ لما كانت عليه من قبل.
- تأسيس الجمهورية العربية المتحدة: تم الإعلان عن تأسيس الجمهورية العربية المتحدة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية عام 1958، بعد تشكيلها من قبل جمال عبد الناصر والرئيس السوري شكري القوتلي.
- مساندة حركات التحرر الوطنية: ساند جمال عبد الناصر حركات التحرر في الدول العربية والأفريقية على العموم، ويشمل ذلك ثورة الجزائر بالإضافة إلى الثورة التي اندلعت في الأراضي اليمنية أيضًا.
- بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي: بعد خسارة حرب عام 1967 مع الاحتلال الإسرائيلي اعتنى جمال عبد الناصر بالجيش، وقام ببناء شبكة صواريخ الدفاع الجوي خلال تلك الفترة التي كانت بمثابة حرب استنزاف مع الاحتلال.
- تأسيس عدة اتحادات سياسية: في عام 1953 قام جمال عبد الناصر بتأسيس هيئة التحرير، ثم أسس الاتحاد القومي بعد قرابة 4 سنوات، وبعد ذلك بقرابة 5 سنوات أسس الاتحاد الاشتراكي.
ما هي قصة السد العالي؟
بدأت قصة بناء السد العالي باقتراح الفكرة من قبل أحد المهندسين، وبعدها وافق مجلس قيادة الثورة على المشروع لتبدأ أعمال التصميم وجمع التمويل المطلوب من جهات خارجية، وفي النهاية بدأ التنفيذ الذي استمر 10 سنوات، وبعد استكمال السد بعام واحد تقريبًا تم افتتاحه رسميًا ليكون واحدًا من أكبر السدود وأضخمها في المنطقة.
من صاحب فكرة بناء السد العالي؟
تم اقتراح فكرة بناء السد العالي في جمهورية مصر العربية من قبل المهندس أدريان دانينوس، وهو مهندس مصري يوناني الأصل، ولم يكن تقديم الفكرة من قبله للمرة الأولى خلال خمسينيات القرن العشرين، وإنما قدمها من قبل على الحكومة المصرية الملكية؛ إلا أنها لم تلقَ اهتمامًا وقتها، في حين اعتنت بها قيادة الثورة التي أنهت الحكم الملكي في مصر.
كم تبلغ سعة تخزين السد العالي؟
تبلغ سعة تخزين السد العالي في جمهورية مصر العربية 168.9 مليار متر مكعب، وذلك عندما يصل ارتفاع منسوب المياه المحجوزة أمامه إلى 183 متر، وهو أقصى ارتفاع حسب التصميم. في حالة انخفض منسوب المياه؛ فإن سعة التخزين لهذا السد سوف تتناق بمقدار الانخفاض في المنسوب.
في عام 2021 انتشرت بعض المقاطع المرئية التي يدعي أصحابها بأنها لتفريغ السد العالي على إثر أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا، ولكن تحقيق مسبار راجع هذه الادعاءات ووجد بأنها مضللة؛ فإن المقاطع المستخدمة كانت قديمة، ولم تنشر السلطات المصرية أية تصريحات حديثة وقتها عن تفريغ السد.
هل خزان السد العالي من أكبر خزانات سدود العالم؟
إن السعة الكبيرة لخزان السد العالي في جمهورية مصر العربية تجعله واحدًا من أكبر خزانات سدود العالم بالفعل؛ فإنه يحتل المرتبة الخامسة، وتسبقه خزانات السدود التي تتضمنها القائمة الآتية:
- سد شلالات أوين: تبلغ سعة خزان سد شلالات أوين 2,700 مليار متر مكعب، وهو ما يجعله السد صاحب الخزان الأكبر على الإطلاق بفارق 2,531.1 مليار متر مكعب عن السعة التي يتمتع بها خزان السد العالي.
- سد كاخوفكا: في المرتبة الثانية بين السدود صاحبة الخزان الأكبر على مستوى العالم يأتي خزان سد كاخوفكا، الذي تبلغ سعته 182 مليار متر مكعب، وهذا يعني أن الفارق بين سعته وسعة خزان السد العالي يبلغ 13.1 مليار متر مكعب.
- سد كاريبا: بسعة تصل إلى 180.6 مليار متر مكعب يحتل خزان سد كاريبا المرتبة الثالثة ضمن القائمة، وأما عن الفارق بين سعته وسعة خزان السد العالي في مصر؛ فإنه يبلغ 11.7 مليار متر مكعب تقريبًا.
- سد براتسك: تبلغ سعة خزان سد براتسك 169.27 مليار متر مكعب تقريبًا، وهو ما يجعله في المرتبة الرابعة ضمن قائمة خزانات السدود الأكبر حول العالم بفارق 0.37 مليار متر مكعب عن سعة خزان السد العالي.
محطة السد العالي لتوليد الطاقة
تضمن مشروع السد العالي الذي تم إنجازه في جمهورية مصر العربية محطة مائية لتوليد الطاقة الكهربائية، ومنذ انتهاء المشروع وحتى الوقت الراهن أسهمت هذه المحطة في إنتاج قدر كبير من الكهرباء التي تحتاجها الجمهورية حسب وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وشهدت هذه المحطة عدة عمليات تطوير لمواكبة الحاجة المستمرة للزيادة في الطاقة مع مرور الوقت.
ميزات السد العالي في مصر
توجد العديد من المميزات والآثار السلبية التي يتمتع بها السد العالي في جمهورية مصر العربية، وعلى رأسها: السعة الكبيرة لخزان المياه، كما أن السد يتضمن محطة تولد الطاقة الكهربائية، ويزيد السد من القدرة على استصلاح الأراضي بالإضافة إلى تعزيز المساحات الزراعية، وتحويل نظام الري الموسمي في المنطقة إلى نظام مستدام.
ساعدت بحيرة السد العالي في زيادة الثروة السمكية داخل الأراضي المصرية، كما أنها ضمنت زيادة الإنتاج الزراعي، وأسهمت في تحسين الملاحة البحرية على مدار العام. كذلك قلل السد من الكوارث التي كان يتعرض إليها المواطنون في المنطقة سابقًا؛ نتيجة للفيضانات المتعاقبة وما تتسبب به من الدمار الكبير أحيانًا.
سلبيات وعيوب السد العالي في جمهورية مصر العربية
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يوفرها السد العالي؛ إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود بعض العيوب والسلبيات التي نتجت عنه، ومنها: تقليل خصوبة الأراضي الزراعية لأن الطمي القادم من الهضبة الأثيوبية مع الفيضان لم يعد قادرًا على الوصول إلى هذه الأراضي، وإنما يبقى محجوزًا خلف السد ذي الارتفاع الشاهق.
أدى بناء السد العالي إلى غرق العديد من المواقع الأثرية في المنطقة حسب شبكة بي بي سي، وتسبب كذلك بتهجير أعداد كبيرة من السكان الذين كانوا يعيشون في المنطقة أيضًا. من السلبيات الأخرى: زيادة النحت المائي في محيط قواعد المنشآت النهرية، وأصبحت كميات التبخّر أكبر؛ نظرًا لزيادة المساحة التي تتعرض إلى الشمس من المياه.
اقرأ/ي أيضًا: