تحقيق مسبار
تتمتع قلعة بعلبك في الجمهورية اللبنانية بتاريخ عريق يعود إلى عدة قرون قبل الميلاد، وتتضمن هذه القلعة بعض المعابد القديمة، بالإضافة إلى المعالم الأثرية ذات القيمة الكبيرة، ولذلك أصبحت من مواقع التراث العالمي لليونسكو خلال ثمانينيات القرن العشرين، كما أن بناءها استغرق وقتًا طويلًا من الوقت.
ما هي قصة قلعة بعلبك؟
عند البحث لمعرفة ما هي قصة قلعة بعلبك يتبيّن بأنها ترتبط بالعديد من القصص التاريخية؛ فإنها كانت تتضمن كثيرًا من المعابد لبعض الآلهة حسب الاعتقادات السائدة قديمًا في المنطقة، وتم البناء على شكل قلعة خلال فترة حكم الإمبراطورية الرومانية لحماية المذابح والمعابد وغيرها.
في أي المحافظات اللبنانية تقع قلعة بعلبك؟
يعتني زوار الأراضي اللبنانية بتحديد أين تقع قلعة بعلبك؛ فإنها واحدة من القلاع ذات التاريخ العريق، وتقع داخل محافظة البقاع على بعد قرابة 80 كيلومتر إلى الشرق من العاصمة بيروت. ترتفع هذه المحافظة بين 800-1,100 متر عن مستوى سطح البحر، وتغطي معظمها المناطق الزراعية والطبيعية حسب مؤسسة إيدال الحكومية.
تحتوي محافظة البقاع على العديد من مراكز الأبحاث، ومنها: مركز تطوير الأبحاث وتمكين المجتمعات، ومركز مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، كما يمكن لمحبي السياحة البيئية الذهاب إليها أيضًا لما تتمتع به من طبيعة متميزة، وتُشكّل بعض أراضيها مسارًا للطيور المهاجرة، ومن الوجهات السياحية فيها: بلدة زحلة، وبلدة عنجر.
هل قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع القديمة؟
لم تكن قلعة بعلبك من عجائب الدنيا السبع القديمة ولا الجديدة، وذلك بالرغم من التاريخ الذي تتمتع به، والنمط التصميمي الرائع، وإنما تضمنت قائمة عجائب الدنيا السبع القديمة ما يأتي:
- الهرم الأكبر: توجد أهرامات الجيزة في جمهورية مصر العربية، ومنها: الهرم الأكبر الذي أمر ببنائه الفرعون خوفو، ويتميز هذا الهرم بشكل وحجمه، وهو الوحيد الذي لا زال متبقيًا من عجائب الدنيا السبع القديمة.
- حدائق بابل المعلقة: حتى الوقت الراهن لم يتم تحديد موقع حدائق بابل المعلقة بدقة داخل الأراضي العراقية، كما لم يتم اكتشاف أي من البقايا التي تدل عليه، وتنسب هذه الحدائق إلى الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني.
- معبد أرتميس في إفيسس: كان معبد أرتميس في إفيسس داخل الأراضي التركية مخصصًا للإله الذي يحمل اسم المعبد، وأعيد بناؤه مرتين اثنتين، ولم يبق منه أي شيء تقريبًا خلال الوقت الراهن إلا أنه من عجائب الدنيا السبع القديمة.
- ضريح موسولوس: يقع ضريح موسولوس قي مدينة هليكارناسوس القديمة، وخلال الوقت الراهن يمكن الذهاب إليه عند زيارة مدينة بودروم التركية، ووصل ارتفاعه إلى 45 متر، ولكنه تدمر من الزلازل.
- تمثال رودس: كان تمثال رودس مصنوعًا من من صفائح النحاس أو البرونز، وربما كان ارتفاعه 33 متر تقريبًا من الكعب وحتى أعلى الرأس، ويعني ذلك أنه أعلى تمثال في العالم القديم على الإطلاق.
- منارة الإسكندرية: اكتمل بناء منارة الإسكندرية عام 275 على جزيرة فاروس، واستمرت قائمة مدة 1,600 سنة تقريبًا إلا أن بعض الزلازل التي ضربت المنطقة ألحقت بها أضرارًا عائلة مما تسبب بتدميرها.
- تمثال زيوس في اوليمبيا: قام النحات اليوناني فيدياس بنحت تمثال زيوس في أوليمبيا اليونانية عام 435 قبل الميلاد، ووصل ارتفاعه إلى 13 متر، وتم استخدام ألواح العاج والذهب والأحجار الكريمة في نحته.
لماذا سميت قلعة بعلبك بمدينة الشمس؟
ربما سُميت قلعة بعلبك بمدينة الشمس؛ نظرًا لأنها كانت تتضمن بعض المعابد لإله الشمس حسب الاعتقاد الشائع قديمًا، تم إطلاق هذا الاسم على القلعة عام 332 قبل الميلاد بعد غزو الإسكندر الأكبر لها، ولم يزل هذا اسمها حتى عام 64 قبل الميلاد، وهو العام الذي ضم فيه بومبي الكبير المنطقة إلى روما حسب وورلد هيستوري.
كم معبد في قلعة بعلبك؟
يتم الاعتماد على الحفريات والتنقيبات الأثرية والنصوص القديمة حتى تتم معرفة لماذا تم بناء معبد بعلبك المعروف باسم جوبيتر والمعابد الأخرى، إضافة إلى التعرّف على الحضارة التي قامت ببنائها؛ فلم تتضمن هذه القلعة معبدًا وإنما كان فيها 3 معابد، وهي المعابد الموضحة في القائمة الآتية:
- معبد جوبيتر: يطلق على معبد جوبيتر اسم المعبد الكبير، وهو معبد لم يبق منه إلا بضعة اعمدة، واستُخدمت في بنائه أحجار يصل وزن الواحد منها إلى 400 ألف كيلوجرام، وهذا يعني أنها كانت ضخمة جدًا.
- معبد باخوس: يتميز معبد باخوس عن معابد قلعة بعلبك الأخرى بالآثار التي بقيت منه حتى الوقت الراهن، ويتمتع بحجم أصغر من معبد جوبيتر؛ إلا أنه ذو حجم كبير مقارنة بمعبد البارثينون الموجود في مدينة أثينا اليونانية.
- معبد فينوس المستدير: كان معبد فينوس المستدير معبدًا لآلهة الحب والجمال حسب الأساطير القديمة، وهو من المعابد ذات التصميم المتفرد، ولا يساوي سوى نصف البهو في معبد جوبيتر بالرغم من كبر حجمه.
كم عدد أعمدة قلعة بعلبك؟
يحرص علماء الآثار على بيان ما هي الآثار الموجودة في قلعة بعلبك مع توضيح الآثار التي كانت في القلعة سابقًا ولم تعد متواجدًا خلال الوقت الراهن، ومن بينها: الأعمدة التاريخية؛ فإن هذه القلعة احتوت على 9 أعمدة عند بنائها قديمًا، بينما تحتوي على 6 أعمدة يمكن رؤيتها اليوم فحسب، وهذا يعني أن هنالك 3 أعمدة تهدمت قديمًا.
كيف تدمرت قلعة بعلبك؟
كانت الزلازل سببًا في تدمير الكثير من أجزاء قلعة بعلبك التاريخية في لبنان بينما لا تزال أجزاء أخرى قائمة حتى اليوم، وأسهمت الموجات الزلزالية كذلك في تدمير كثير من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، ومنها: منارة الإسكندرية، وتمثال رودس، وربما كان للعوامل الجوية كذلك دور في تدمير بعض الأجزاء من القلعة أيضًا.
بعلبك من مواقع التراث العالمي في لبنان
إن قلعة بعلبك والمنطقة المحيطة بها داخل البلدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو في لبنان خلال الوقت الراهن، وتم إدراجها في عام 1984 مما جعلها من أوائل المواقع المسجلة في لبنان، وتتضمن القائمة الآتية مواقع التراث العالمي الأخرى في الجمهورية اللبنانية:
- بلدة عنجر: تم إدراج بلدة عنجر ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1984؛ نظرًا لما تتمتع به من التاريخ العريق، وهي مدينة أسسها الوليد بن عبد الملك إلا أنها لم تكتمل بسبب هزيمته من قبل إبراهيم بن الوليد.
- مدينة جبيل: يطلق على مدينة جبيل اللبنانية اسم بيبلوس أيضًا، وتم إدراج هذه المدينة في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1984؛ لأنها تحتوي على آثار العديد من الحضارات المتعاقبة على المنطقة.
- مدينة صور: تقع مدينة صور في محافظة جنوب لبنان، وهي واحدة من أقدم مدن العالم، وفي عام 1984 أصبحت إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو داخل لبنان.
- وادي قاديشا وحرش أرز الرّب: أصبحت منطقة وادي قاديشا وحرش أرز الرّب من مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1998 بعد بعلبك بقرابة 14 سنة، وهي من المناطق الواقعة في محافظة شمال لبنان.
- معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس: خلال عام 2023 تم إدراج معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو في الجمهورية اللبنانية، وهو معرض صممه البرازيلي أوسكار نيماير.
كم استغرق بناء قلعة بعلبك؟
استغرق بناء قلعة بعلبك والمرافق المحيطة بها ما يصل إلى قرنين اثنين من الزمن، وهذا يعني أن بناءها لم يكتمل على مرحلة واحدة، وإنما شهدت كثيرًا من عمليات التشييد حتى الوصول إلى شكلها ومظهرها النهائي قبل تدميرها بفعل الزلازل، كما أن هذه القلعة تعرضت إلى العديد من الأحداث والوقائع التي أثرت على بنائها مع مرور الوقت.
اقرأ/ي أيضًا:
هل قلعة ويندسور أكبر قلاع العالم؟