تحقيق مسبار
يمكن لمرض القلب التاجي أو داء القلب الإقفاري أن يتسبب بالكثير من المضاعفات الخطيرة، كما أنه يتداخل مع الحياة اليومية للمصابين ويؤثر عليها بشكل سلبي أحيانًا، ولا بد من التعامل مع جميع أعراضه بجدية، والتوجه إلى الطبيب المختص عند ظهورها لإجراء التشخيص وبدء الخطة العلاجية على الفور.
ما هو مرض القلب التاجي؟
حرص المعهد الوطني للقلب والرئة والدم في المملكة المتحدة على بيان ما هو مرض القلب التاجي، الذي يصيب البعض ويؤدي إلى ظهور أعراض شديدة أحيانًا، ويعرف بأنه مرض تتأثر به الشرايين التاجية ذات الحجم الأكبر على سطح القلب، ويطلق عليه كذلك اسم داء القلب الإقفاري في بعض الأحيان.
ما هو السبب الرئيسي لمرض القلب الإقفاري؟
عند البحث لمعرفة أسباب داء القلب الإقفاري يتضح بأن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض -الذي يطلق عليه اسم مرض القلب التاجي- يكمن في تراكم اللويحات على جدران الشرايين التاجية التي تنقل الدم والأكسجين إلى القلب؛ فإن هذا التراكم يتسبب في تضييق الشرايين مع مرور الوقت حتى يؤثر على كفاءتها بشكل كبير.
توجد عدة من العوامل التي تؤثر إلى زيادة فرصة الإصابة بمرض القلب الإقفاري، ومنها: التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية، وكذلك ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، والإصابة بفقر الدم أو داء السكري أو فيروس نقص المناعة البشرية، كما أن السمنة بمؤشر كتلة يزيد على 25 من العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بمرض القلب التاجي.
طريقة تشخيص مرض القلب التاجي
يعتمد تحديد علاج مرض القلب الإقفاري والتحقق من الإصابة بهذا المرض على إجراء التشخيص من قبل الطبيب المختص، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز الاختبارات والخطوات التي يتم الاعتماد عليها في التشخيص:
- تخطيط كهربية القلب: يمكن لتخطيط كهربية القلب أن يساعد الطبيب في معرفة ما إذا أصيب المريض بنوبة قلبية سابقًا أم لا، وهو اختبار يراقب الإشارات الكهربية التي تنتقل عبر القلب.
- تخطيط صدى القلب: يوفر تخطيط صدى القلب صورة لقلب المريض بالاعتماد على الموجات فوق الصوتية، وذلك ليتحقق الطبيب من كفاءة عمل بعض أجزاء القلب على النحو الصحيح.
- اختبار الإجهاد: يقيس هذا الاختبار مدى الإجهاد الذي يتعرض إليه قلب الإنسان أثناء النشاط البدني وخلال فترات الراحة، وربما يتضمن مشي المريض على جهاز المشي أو ركوبه لدراجة ثابتة أحيانًا.
- قسطرة القلب: أثناء إجراء قسطرة القلب لتشخيص مرض القلب التاجي يقوم الطبيب بإدخال صبغة في الشرايين؛ لتحسين الصورة الإشعاعية التي تتشكّل من أجل توضيح أية انسدادات.
- التصوير المقطعي المحوسب للقلب: في بعض الأحيان يطلب الطبيب التصوير المقطعي المحوسب للقلب، حتى يتحقق من وجود أية رواسب كالسيوم في شرايين المريض.
- اختبارات الدم: عن طريق اختبارات وفحوصات الدم يمكن للطبيب أن يتحقق من مستويات السكر والكولسترول والدهون الثلاثية في الدم، وذلك للتحقق من حالة المريض ووصف العلاج المناسب حسب حالته.
- اختبار الإجهاد النووي: يمكن لاختبار الإجهاد النووي أن يظهر طريقة انتقال الدم إلى القلب أثناء الراحة وخلال فترة النشاط، وذلك باستخدام كميات صغيرة من مادة إشعاعية مخصصة لهذا الغرض.
ما هي أعراض داء القلب الإقفاري؟
هناك العديد من الأعراض التي تصاحب مرض القلب التاجي -المعروف باسم داء القلب الإقفاري- نتيجةً لعدم حصول قلب الإنسان على ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين، وتشمل هذه الأعراض آلام الصدر التي يطلق عليها اسم الذبحة الصدرية، بالإضافة إلى ضيق التنفس، والشعور بالتعب لأن الجسم لا يحصل على حاجته من الدم.
تتطلب أعراض داء القلب الإقفاري مراجعة الطبيب المختص على الفور أو الاتصال بالإسعاف؛ لضمان الحد من فرصة الإصابة بمضاعفات خطيرة؛ فإن ضيق التنفس مع أو بدون الانزعاج في منطقة الصدر، والغثيان مع الدوخة أو الدوار أو العرق البارد؛ تشير إلى الإصابة بالنوبة القلبية الخطيرة.
طرق علاج مرض القلب الإقفاري
يقوم الطبيب بوصف علاج مرض القلب الإقفاري بناءً على التشخيص بشكل أساسي، وهناك العديد التي يتم اتباعها لغايات العلاج من هذا المرض، وتتضمن القائمة الآتية أبرزها:
- تغييرات نمط الحياة: من الضروري للمصابين بمرض القلب التاجي -الذي يعرف باسم داء القلب الإقفاري- القيام ببعض التغييرات المهمة على نمط الحياة، وفيما يأتي بعضًا منها:
- الإقلاع عن التدخين: لا شك بأن الإقلاع عن التدخين مهم؛ للتقليل من فرصة ظهور الأعراض الخطيرة لمرض الشريان التاجي، أو تفاقم حالة المريض، وذلك لأن النيكوتين يضيق الأوعية الدموية.
- تناول الأطعمة الصحية: يجب على المصابين بمرض القلب التاجي اختيار الأطعمة التي تعزز من صحة القلب، ويشمل ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وذلك مع التقليل من السكريات والملح والدهون المشبعة.
- ممارسة التمارين الرياضية: توفر ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم كثيرًا من الفوائد المختلفة للإنسان، ويشمل ذلك تحسين أعراض داء القلب الإقفاري، من خلال التحكم بضغط الدم والسيطرة على الوزن وغيرها.
- إدارة التوتر: من الجيد التعرّف على طرق إدارة التوتر حتى يقلل المرضى من فرصة ظهور أعراض داء القلب الإقفاري، ويشمل ذلك التنفس العميق وممارسة الرياضة، وغيرها من الأنشطة الأخرى.
- تناول الأدوية: هنالك الكثير من الأدوية التي يمكن وصفها للمصابين بداء القلب الإفقاري حسب حالتهم، ويشمل ذلك أدوية الكوليسترول، والأسبرين، وحاصرات قنوات الكالسيوم، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- رأب الأوعية التاجية والدعامات: يعتمد رأب الأوعية التاجية والدعامات على عملية جراحية لفتح الأوعية الدموية المسدودة في قلب المريض، وذلك باستخدام بالون صغير على أنبوب رفيع يطلق عليه اسم القسطرة.
- جراحة مجازة الشريان التاجي: تنتمي جراحة مجازة الشريان التاجي إلى عمليات القلب المفتوح، وفيها يأخذ الطبيب وريدًا أو شريانًا من مكان آخر في الجسم، ثم يستخدمه لإنشاء مسار جديد يلتف حول الشريان المتضيق أو المسدود.
أشكال مرض القلب التاجي
هناك عدة أشكال من مرض القلب التاجي التي يمكن أن تصيب الإنسان، وتؤثر على حياته اليومية بشكل مباشر في بعض الأحيان، وتتضمن القائمة الآتية أشكال هذا المرض حسب ويب ميد:
- داء القلب الإقفاري المستقر: عند الإصابة بداء القلب الإقفاري المستقر يزداد الجهد المبذول لوصول الدم والأكسجين وتدفقهما إلى القلب، وتتم إدارة هذا الشكل من المرض باستخدام الأدوية أو من خلال العمليات الجراحية المتخصصة.
- متلازمة الشريان التاجي الحادة: إن متلازمة الشريان التاجي الحادة من الحالات الطبية الطارئة؛ نظرًا لانخفاض تدفق الدم إلى القلب بشكل مفاجئ، وربما تصاحبها أعراض النوبة القلبية مثل الألم الشديد في الصدر.
- مرض الشريان التاجي التصلبي: يصاب المرء مرض الشريان التاجي التصلبي عندما تتراكم اللويحات في الشرايين مع مرور الوقت؛ حتى تجعل مرور الدم عبر الشرايين أكثر صعوبة من المعتاد، وتزداد معها فرصة الإصابة بنوبة قلبية.
مضاعفات مرض القلب التاجي
من الضروري معرفة أسباب داء القلب الإقفاري والعوامل التي تزيد من فرصة ظهور أعراض هذا المرض، حتى يتجنب المرء الإصابة بالمضاعفات الخطيرة التي تشمل الذبحة الصدرية، كما أنها تتسبب بالنوبة القلبية في بعض الأحيان إذا حدثت جلطة دموية منعت من تدفق الدم، وتحتاج النوبة إلى علاج طارئ لتقليل التلف الذي يلحق بالقلب.
يؤدي مرض القلب التاجي إلى فشل القلب أحيانًا، وعندها يصبح من الصعب على القلب ضخ الدم إلى الجسم، كما أن هذا المرض يتسبب بعدم انتظام ضربات القلب، وهذا يعني أن جميع المضاعفات خطيرة؛ نظرًا لكون القلب أحد الأعضاء المهمة جدًا في جسم الإنسان، وربما تنتهي بعض المضاعفات المذكورة بالموت.
اقرأ/ي أيضًا: